استطاعت رولز-رويس من خلال سيارة داون تجسيد فكرة تتخطّى بأهميتها مفهوم السيارات. فقد رمزت سيارة داون المعاصرة، أسوة بالسيارة ذات السقف المكشوف التي أوحت بابتكارها، إلى تعبير عصري عن أسلوب "لا دولتشي فيتا"، وهو نمط الحياة الجميلة التي تعانق جَمال الحياة وغِناها.
هذه السيارة هي انعكاس لفنّ العيش الحديث، إذ تنبض تفاصيلها بروح الحياة المرحة، ومع اقتراب عصر إنتاج داون إلى خواتيمه، لا يسعنا إلا التفكير بهذه المرحلة الاستثنائية من تاريخ العلامة خاصة وأن هذه السيارة تجسد مفهوم الفخامة المعاصرة بامتياز، وتحتفي بإرث العلامة ومبادئها الأصلية. ماذا في التفاصيل؟
أعلنت رولز-رويس موتور كارز عن نهاية عصر مجيد مكلّل بالنجاحات، بعد نيّتها بوقف إنتاج سيارة داون ذات السقف المكشوف والأكثر مبيعاً في تاريخ العلامة التي مرّت عبر التاريخ.
فقبل 3 سنوات، كانت رولز-رويس قد أطلقت سيارة رايث كوبيه بتصميم السقف المنحني، ولكنّ فكرة إعادة استخدامها لم تكن واردة. في المقابل، استلهم مصمّمو العلامة من منتجات سابقة ومتنوعة طبعت تاريخ العلامة. فبين العامَين 1950 و1954، أنتجت رولز-رويس 28 سيارة فقط من طراز سيلفر داون الكوبيه بسقف مكشوف. فتمّت الموافقة بالإجماع على إعادة استخدام داون لإنتاج طراز جديد يجسّد روح القرن الواحد والعشرين تماشياً مع اسمها الذي يرمز إلى البدايات الجديدة والفرص الحديثة والمناظر الرائعة.
عكست السيارة الأصلية بأناقتها الروح السائدة في ذلك العصر، وخُلّدت ذكراها بعبارة "لا دولتشي فيتا" أو الحياة الحلوة. فقد استوحي شكلها من موضة الخمسينيات والستينيات التي تميّزت بإزالة الخطوط والقوامات غير الضرورية للتركيز على أناقة مرتديها. وبشكل مشابه، يعانق هيكل داون الناعم راكبها كَمَن يرفع الياقة فوق المعطف، لمنح الركاب تجربة ركوب خاصة وأنيقة.
قد يبدو تصميم داون في الظاهر بسيطاً، ولكنّه اكتنف مجموعةً من التحديات الهندسية المعقدة، لاسيّما آليّة السقف المعقّدة والتي عُرفت باسم "الباليه الصامت" بفضل دقتها وأناقتها وهدوئها التام. فجرى استخدام مزيج فريد من المواد التي تشمل القماش والكشمير والمركّبات الصوتية عالية الأداء، لتصبح داون أكثر السيارات ذات السقف المكشوف هدوءاً في العالم. وعندما يكون سقفها مغلقاً، تضاهي داون سيارة رايث من حيث عزل الصوت.
عام 2017، أضافت رولز-رويس نسخة بلاك بادج من سيارة داون إلى مجموعة منتجاتها. وأسوةً بطرازَي جوست ورايث اللذين سبقاها، استمدّت داون شخصيتها الجديدة من سلسلة عمليات هندسية وتصميمية مميّزة. ما أتاح لها حجز مكانة فريدة بين أعظم سيارات رولز-رويس، متميّزةً بطابع الرومانسية والجاذبية في المدينة ليلاً.
بإختصار، كانت ولا توال داون سيارةً مرغوبة جداً، تجسّد روح "لا دولتشي فيتا" في المحفظة المعاصرة لرولز-رويس عبر الجمع ما بين التصميم المذهل، والمواد المعاصرة، وتجربة القيادة الاجتماعية مع سقف مفتوح. وهكذا، جذبت جيلاً جديداً بالكامل إلى العلامة، وضمنت لنفسها مكانةً محفوظة عبر الأزمنة.