تعرفي على عالم المصورة ومصممة المجوهرات نادين قانصو الساحر

من خلال هذه الزاوية نلتقي بأشخاص مميزين نتوقف معهم عند أبرز المحطات المهمة في حياتهم الشخصية والمهنية. وها نحن اليوم نزور مصممة المجوهرات اللبنانية نادين قانصو، فنقدم لك بضعة مقتطفات من المقابلة التي أجريناها معها في عدد شهرفبراير.

الحوار: Diala Makki

هل لك أن تخبرينا أوّلاً عن بداياتك في مجال تصميم المجوهرات وعن علامتك التجارية "بلعربي" التي جاءت نتيجة حبّك للأحرف العربيّة؟

بدأت مشواري في مجال تصميم المجوهرات منذ عشر سنوات، وكان مشواراً رائعاً وتجربة مميّزة تعلّمت منها الكثير. أنا لم أكن مصمّمة مجوهرات سابقاً، لكنّ حبّي للّغة العربية وللهوية العربية والفكر العربي هو ما دفعني إلى ترجمة إحساسي وشعوري في المجوهرات. وهكذا اخترت الحرف العربي لأنطلق منه، وكانت مجرّد فكرة عفويّة في البداية إلى أن تطوّرت وأصبحت علامة تجارية، وها نحن اليوم نحتفل بالذكرى العاشرة لنا.

تتميّز مجوهراتك عادة بالجرأة سواء من ناحية التصميم أم المواد التي تستخدمينها لكن إلى أي مدى تشبه تصاميمك هويّتك الحقيقية؟

أعتقد أنّه من المهمّ أن يكون لكلّ فنّان أو مصمّم بصمته الخاصّة التي يجدها الناس في أعماله وتكون واضحة في فنّه، سواء كان الأسلوب الجريء، مثلاً، أم الجميل أو أي صفة أخرى. وينبع ذلك من صميم الفنّان، فينعكس بالتالي في جميع أعماله. وكما تنعكس شخصيّتي وذوقي وأسلوبي في منزلي، على سبيل المثال، كذلك الأمر بالنسبة إلى أعمالي وتصاميمي. وأظنّ أنّ لذلك أهمية كبرى لنجاح العلامة التجارية، ولكن لسوء الحظ لا يدركه الجميع.

كيف تتأثّرين كفنّانة بالبيئة التي تعيشين فيها؟

تتميّز أعمالي بالكثير من الازدواجية، ولا سيما التصويرية منها، حيث تعكس الصور التي ألتقطها، مثلاً، حبّي الكبير لبيروت، لكنّها تظهر، في الوقت عينه، بعض التناقض فيها، فأنا أتأثّر بالمسائل الاقتصادية والاجتماعية أيضاً. وكذلك الأمر في دبي التي تشكّل موطني الثاني، فأنا أعيش هنا منذ 17 عاماً وأشعر أنّني إماراتية بالقلب حتى لو أنّ جواز سفري لا يدلّ على ذلك. فتماماً كما أحبّ لبنان أحبّ دبي أيضاً. ومن أجل دبي قرّرت تصميم قطعة مرصّعة بالأحجار الكريمة والألماس الأسود وتحمل كلمة «فديتك»، والتي هي عبارة عن تعبير إماراتي لا يكاد يخلو من جمال المعنى والجوهر، وذلك حصرياً لكي يتم بيعها في دار مزادات Christie’s. إذ كانت دبي آنذاك تمرّ بأزمة اقتصادية ورأيت أنّ هذه الكلمة تحمل الكثير من المعاني وتكرّم هذه المدينة التي أعطت الكثير لشعبها.

تمّ اختيارك ضمن قائمة أكثر النساء تأثيراً في مجال الأعمال إلى جانب أبرز الأسماء أمثال الشيخة لبنى القاسمي وزها حديد وفيروز... فهل يحمّلك ذلك المزيد من المسؤولية كونك امرأة في مجتمع عربي؟

دور كل شخص منّا بشكل عام مهمّ جداً في المجتمع. فلكلّ منّا مهمّته في المجتمع وليس فقط النساء. لا شكّ أنّني ممتنّة جداً لأنّه تمّ اختياري بين هؤلاء النساء، لكن اليوم بات الجميع  مسؤولاً، وذلك بغض النظر عن مكانته وعمله. أمّا ما نقدّمه لمجتمعنا فهو من واجبنا، وتؤدّي المرأة دوراً مهماً في المجتمع من دون شك، سواء أكانت مصمّمة أم ربة منزل. إذ باتت الأمّهات اللواتي يلازمنَ منازلهنّ لتربية أولادهنّ يحظين بأهمية كبرى. فتعليم الأولاد اليوم وتعزيز ثقافتهم وتربيتهم تربية صالحة، في ظلّ التطوّر الكبير الحاصل في العالم ومع كلّ وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح أساسياً جداًً. إذ نرى، مثلاً، التنمّر الإلكتروني وتأثيره على الأولاد، لكنّني لا ألوم هنا الأولاد المتنمّرين، بل أضع اللّوم على الأهل.

ولطالما كان دور الأم أهم من دور الأب في مجالات كثيرة. وأنا لا أقلل من أهمية الأب، فلا أحد يمكن أن يأخذ مكانه طبعاً.

إلا أنه ما من شك في أن دور الأمّ مهمّ جداً في حياة أولادها وفي تربيتهم، وعلى المرأة العربية والأجنبية أيضاً أن تتواجد في حياة أولادها اليوم أكثر من أي وقت مضى.

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث