
وضعت نشأة عبد الله العبدالله حجر الأساس في شخصيته وأثّرت بشكل واضح في خياراته المهنيّة. فقد نشأ في بيئة متعدّدة الثقافات حيث كان والده يتنقّل دائماً من بلد إلى آخر بسبب عمله، ممّا سمح له بالاطّلاع على الكثير من التقاليد واللغات والثقافات. وهذا ما نمّا فيه تقديراً عميقاً للتنوّع، كما عزّز انفتاحه وقدرته على التكيّف. وبفضل التركيز على القيم العائلية القوية واحترام التقاليد أثناء نشأته، تعلّم أهميّة الوفاء والحفاظ على الهويّة الخاصّة وسط التغيير. لقد غذّت تربيته فضوله وشجّعته على استكشاف مسارات مختلفة. وكانت هذه نقطة انطلاق لخياراته المهنية، فدفعته الدراسة في المملكة المتّحدة مثلاً نحو عالم الموضة وعزّزت شغفه بهذه الصناعة. وكان دعم عائلته لطموحاته، بما فيها إطلاق مجموعته الخاصّة من مستحضرات الجمال، بمثابة القوة الدافعة وراء مساعيه في مجال ريادة الأعمال، لذا هو يعتقد أن حصوله على الدعم والمحبة خلال نشأته قد سمح له فعلاً بأن يتبع حدسه بدلاً من اختيار مسار مهنيّ "تقليدي". رافقينا في ما يلي لنلقي نظرة على مسيرة رائد الأعمال في مجال الجمال ومؤسس علامة Abdulla Al Abdulla أثناء زيارتنا لمنزله في الدوحة!
ما هو برأيك العنوان العريض أو الخطّ الرئيس المعتمد في ديكور هذا المنزل؟ هل يجتمع فيه النمط القطري التقليدي بالحديث؟
يمكن وصف منزلي بأنه مزيج ثقافي يلتقي بالأناقة. فهو يجمع بين الأسلوب القطري التقليدي والتأثيرات الغربية الحديثة بشكل جميل لخلق مزيج مثاليّ. يبرز تراث قطر الثقافي من خلال تفاصيل معقدة مثل السجاد المصمّم بشكل متقن وأنماط الزخرفة والألوان النابضة بالحياة التي تكرّم تقاليد البلاد الغنيّة. ومع ذلك، يبرز التأثير الحديث وبخاصة في فنّ تزيين الجدران. فستجدين لوحات ومنحوتات معاصرة تضفي طابعاً عالمياً جديداً على المساحة. ويؤدّي مزيج هذه العناصر إلى تصميم داخلي فريد ومتناغم، حيث تتعايش التقاليد والحداثة بسلاسة، ممّا يخلق مساحة آسرة وجذّابة.
ما هي سمات شخصيّتك التي قد يعبّر عنها ديكور هذا المنزل؟
إنّ ديكور المنزل متجذّر بعمق في التقاليد لكنّه ينبض بالحياة في الوقت نفسه، ويشكّل انعكاساً لشخصيتي نوعاً ما. فتتميّز كلّ غرفة بأسلوبها الخاصّ وفيها المزيج المثالي. إذ يتّسم المدخل مثلاً بطابع تقليدي جداً، إلا أنّ القطعتين الفنيّتين المميّزتين والملوّنتين لمصارعة الثيران في الردهة تظهران أنّ المنزل هو مزيج مثالي من التقاليد القطرية الممزوجة بثقافة وألوان غربيّة. أنا أقدّر التنوّع ولدي ارتباط قويّ بجذوري وتراثي وهذا يظهر في الكثير من عناصر التصميم أو حتى أثناء التجوّل في المنزل، إذ لدينا موزّع عطر برائحة المسك القطرية النموذجية، وبما أنّني أسافر كثيراً، هذا يجعلني أشعر بالتعلّق بدياري ويذكّرني بأنني في المنزل. أمّا خزانة ملابسي والحمّام بالتحديد فهما الغرفتان اللتان تعكسان شخصيتي أكثر من غيرهما، حيث أن أسلوبي ظاهر بالفعل في كلّ مكان. فتجسّد خزانتي التي أعتبرها ملاذاً للأزياء، عن شغفي بالأناقة والموضة والتعبير عن الذات. وكذلك الأمر بالنسبة إلى حمّامي الذي يمتلئ بمستحضرات العناية بالبشرة والجمال من علامتي التجاريّة Abdulla Al Abdulla، مما يدلّ حقاً على حبّي للعناية الذاتية والجمال. إنّه مكان للاسترخاء وتدليل الذات لتخصيص بعض الوقت لنفسي. لدي ارتباط قويّ بجذوري وتراثي وهذا يظهر في الكثير من عناصر التصميم.
إقرئي أيضاً: تعرفي معنا الى الدكتورة بثينة حسن الأنصاري
هل هناك من قطعة فنيّة معيّنة أو قطعة مفروشات أو غرفة مفضّلة لديك في هذا المنزل؟ ولماذا؟
القطعة الفنيّة التي أحبّها في المنزل هي لوحات مصارع الثيران الكبيرة التي طلبناها من الفنان الإسباني Alvaro Reja. إنها تضفي الحياة إلى مدخل المنزل. وبشكل عام، أحبّ جمع القطع الفنية من جميع أنحاء العالم، وبما أنّ والدي سفير - نحاول جمع القطع من كلّ مكان سافرنا إليه وعشنا فيه. من لوح الشطرنج الذي صنعته قبيلة الماساي في كينيا، أو لوحة البطيخ للفنان الطاجيكي الشهير Parvin Gulov، تتضمّن المساحات مزيجاً من الثقافات المتعدّدة، وقد ساعد المهندس المعماري Bashar AlShaikh من شركة Essenza Interior في تصميم المنزل. كما أنّني مهووس بالتنظيم - والجزء المفضّل لدي في المنزل هو خزانة ملابسي لأنّها تريحني، فأجد الهدوء في التنظيم وسط عالم فوضوي للغاية. وأحبّ أن تكون الأمور مرتّبة دائماً بطريقة معيّنة، ومنسّقة من حيث الألوان وكلّ هذه التفاصيل! قد يبدو الأمر غريباً، لكنّه يريحني فأجد السلام الداخلي.
هل هناك من لون معيّن للديكور الداخلي يشعرك بالراحة النفسيّة ويساعدك على الإبتكار؟
بشكل عام، أحبّ الألوان وأستمتع بدمجها في التصميم الداخلي. هذا يفرحني ويجعلني أشعر بالنشاط والإيجابية. كما أنّني أعشق الزهور فهي تضفي الحياة على المساحات!
هل هناك من عناصر محدّدة قد تضيفها تعطي لمسة خاصّة إلى المنزل؟
تشكّل عناصر مثل الزهور والبخور والشموع والفنّ عوامل أساسيّة فعلاً في المنزل. فهي تخلق الجو الدافئ والجذاب الذي يريد الجميع تحقيقه. إذ تضفي الزهور بألوانها الرائعة الحياة على المساحة. كما تخلق روائح البخور مثل خشب الصندل أو الخزامى أجواءً مريحة وهي مؤثّرة جداً بالنسبة إليّ وتجعلني أشعر أنّني فعلاً في دياري. كما يُعتبر الفنّ في المنزل عنصراً مهماً في التصميم لأنّ اللوحات تضيف طابعاً مميّزاً. إنها انعكاس لذوق صاحب المنزل وأسلوبه الشخصيّ ويمكنها أيضاً أن تولّد المشاعر وتحدّد الأجواء في المكان. لذا، أعتقد أنّ هذه العناصر تعطي لمسة خاصة لا تعزّز جمال الديكور فحسب، بل تساهم أيضاً في جعل المنزل مكاناً دافئاً ومرحّباً.
هل يمكن أن تصف هذا المنزل بثلاث عبارات؟
إنّه منزل نابض بالحياة ومتعدّد الأوجه ومشبع بالتقاليد.
ما هي القصّة وراء اهتمامك بمستحضرات الجمال والعناية بالبشرة؟ وكيف تصف هويّة العلامة التي أسّستها للعناية بالبشرة ومستحضراتها؟
تنبع القصة وراء اهتمامي الكبير بالجمال والعناية بالبشرة من شغفي الدائم بالعناية الذاتية والرفاهية، وقد بدأ الأمر عندما كانت تذهلني عطور والدتي الموجودة في غرفة نومها فأردتُ أن أجرّبها كلّها. وقادني هذا الشغف إلى استكشاف جوانب مختلفة من صناعة الجمال، بدءاً من العطور المستوحاة من تراثي العربي وحتى حلول العناية بالبشرة الفاخرة. وكان إيماني بأهميّة التعبير عن الذات والثقة بالنفس والقوة التحويلية للعناية بالبشرة عالية الجودة هو الدافع وراء هذه الرحلة. أمّا هوية علامتي التجاريّة فترتكز على فكرة أنّ الجمال الحقيقي يأتي من بشرة صحيّة ومشرقة. تشمل مجموعتنا للعناية بالبشرة تشكيلة واسعة من المستحضرات، بما فيها منتجات تنظيف الوجه والمرطّبات والسيروم والرذاذ. ويُصمَّم كل مستحضر بعناية لتغذية بشرتك وترطيبها وحمايتها مع معالجة المشاكل المرتبطة بالتقدّم في السنّ وصحة الجلد بشكل عام. نحن نستورد مكوّنات مستحضراتنا من جميع أنحاء العالم، ونختارها بدقة لضمان أفضل النتائج. وبشكل عام، تتمثّل مهمّتي في تمكين الأفراد من احتضان جمالهم الحقيقي من خلال تزويدهم بمستحضرات عالية الجودة.
هلاّ تشاركنا روتينك الجماليّ الذي يساعدك على الحصول على بشرة متألّقة؟
مثل أي شخص يحبّ الجمال، فإنّني أعتمد روتين عناية بالبشرة في الصباح والمساء وسأخبرك كيف أبدأ يومي. عندما أستيقظ، أغسل وجهي وأنظّفه باستخدام Hydrawater+ Foaming Cleanser من مجموعتي الخاصّة وأشعر أنه ينشّط بشرتي فعلاً ويجعلها أكثر انتعاشاً. الخطوة الثانية هي استخدام بضع قطرات من سيروم Caffeine Eye Serum لأنه يساعد فعلاً على تخفيف الانتفاخ حول عينيّ فهو أشبه ببرنامج Photoshop إذ يمحو الهالات السوداء حول العيون. ثمّ استخدام مرطّب Hydrawater+ Moisturizer، وهذه هي الخطوة الأهمّ برأيي لأنّ هذا المستحضر يرطّب البشرة جيداً فتصبح صحيّة أكثر فتشعرون بالتجدّد فوراً. وأخيراً وليس آخراً، قبل مغادرة المنزل، أضع مستحضر الوقاية من أشعة الشمس وهو فعلاً مهمّ جداً لحماية البشرة من أضرار الأشعة فوق البنفسجية ويساعد على تعزيز فعالية مستحضرات العناية بالبشرة، ممّا يجعله عاملاً أساسياً في الروتين الجمالي.
ماذا يعني النجاح بالنسبة لك؟
يتمثّل النجاح بالنسبة إليّ في تحقيق توازن متناغم بين الرضا الشخصي والإنجاز المهني، مع تحقيق تأثير إيجابي في حياة الآخرين من خلال عملي. إنّه يتعلّق بالنمو المستمر والتعلّم والقدرة على الاستمتاع بالرحلة وسط أشخاص تحبّينهم بالإضافة إلى تعزيز العلاقات مع الأشخاص الذين يدعمونك.
ما هي رسالتك لوطنك؟
رسالتي إلى قطر هي أنّني فخور جداً بازدهارنا كدولة وبكلّ ما حقّقناه. فهي مركز للإبداع والفنّ، ومكان يحتضن الثقافات.
إقرئي أيضاً: دولة قطر مزيج من الحداثة والتقاليد المستمدّة من ثقافتنا العربية