اكتشفي ديكور منزل سوزان كالان

خلال نشأة Suzanne Kalan شكّل والدها مصدر إلهام لها ودفعها لتصبح مصمّمة مجوهرات، وقد تعلّمت منه الكثير من القيم التي رافقتها طوال حياتها بالإضافة إلى عملها في مجال المجوهرات. كان أحد الدروس الأبرز التي علّمها إيّاها هو أهميّة معاملة الجميع بلطف واحترام. أمّا علامتها التجارية فهي انعكاس لفلسفة بسيطة لكن دقيقة وتستند إلى نهج البساطة. حيث تحقّق تصاميمها توازناً بين النعومة والتعقيد، ممّا يضمن أنّ كلّ قطعة تحمل جوهر الأناقة الخالدة. تؤمن Kalan بصناعة المجوهرات التي تبرز من خلال الدقّة في تصنيعها، حيث تجسّد رقّة التفاصيل الكثير من الحرفية والفخامة. وقد تسنّت لنا الفرصة مؤخراً لزيارة منزلها في لوس أنجلوس لاكتشاف الخصائص المشتركة بين تصميم منزلها الداخلي وعلامتها التجارية!

التصوير: Gail Job

ما هي الإرشادات التي اتّبعتها عندما اخترت التصميم الداخلي لهذا المكان وجعلته منزلاً لك؟

عند اختيار تصميم المنزل الداخليّ، كان المبدأ الأساسي هو السعي لتحقيق التوازن بين الجماليات الحديثة والأداء الوظيفي. كان لا بدّ أن تعكس كلّ قطعة وكلّ عنصر في التصميم، الأسلوب المعاصر الذي لا يتطلّع إلى المستقبل فحسب بل يخدم أيضاً غرضاً عملياً. ليس من المهمّ بالنسبة إليّ أن يتميّز المنزل بتصميم جميل وأنيق فحسب، بل يجب أن يعزّز أيضاً رفاهية العيش في المساحة. اخترت قطع الأثاث لتصاميمها الدقيقة وأشكالها المعاصرة، ومع ذلك فإنّ كلّ قطعة موجودة ليتمّ استخدامها والاستمتاع بها وليس فقط ليُعجب بها الناس. إنّه في الواقع مزيج الشكل والأداء الذي يحوّل المساحة إلى منزل دافئ ومرحّب.

إقرئي أيضاً: كيف صممت Léa Majdalani ديكور منزلها؟

كيف تظهر شخصيتك في ديكور هذا المنزل؟

في ديكور المنزل، أردتُ إنشاء مساحة تعكس شخصيّتي فتتّسم بالبساطة والدقّة ولكن تكون أيضاً مليئة بالأناقة والأسلوب.

 هل لديك أي قطع مفضّلة تضيف لمسة إيجابيّة إلى مساحتك الخاصّة مثل النباتات أو الأزهار أو الشموع أو القطع الفنّيّة؟

الأزهار المنعشة موجودة دائماً في المنزل، ممّا يضيف لمسة من الألوان وجمال الطبيعة الهادئ في الداخل. إنّها مصدر فرح دائم بالنسبة إلينا. وكذلك الأمر بالنسبة إلى الأوعية مليئة بالفواكه الطازجة، والتي يأتي الكثير منها نتيجة شغف زوجي بالبستنة. كما أنّ إحدى الخصائص الإيجابيّة البارزة في منزلنا هي لوح الجمشت الذي حوّلناه إلى مقعد وهو موجود الآن أسفل نافذة غرفة الطعام الكبيرة لدينا. هذه قطعة فريدة وتجمع بين عجائب الطبيعة والتصميم العمليّ. كما يشتهر الجمشت بخصائصه المهدّئة والمنقّية، ووجود مثل هذه القطعة المهمّة في منزلنا يمنحنا شعوراً مرسخاً وملهماً.

هل من قطعة في هذا المنزل تمثّل جذورك وتراثك؟

طبعاً، فمن المهم جدّاً بالنسبة إليّ أن أكرّم جذوري وتراثي داخل منزلنا. فعندما تدخلين، تستقبلك لوحة تصوّر الأبجديّة الأرمنية. إنّها رمز لهويتي الثقافية وهي القطعة عزيزة عليّ بشكل خاصّ، لأنّها تمثّل أساس تراثي وقوّة الروح الأرمنية الدائمة. بالإضافة إلى ذلك، اخترنا تزيين الجدران بلوحات معاصرة لفنّانين أرمن، وهي ليست مجرّد إضافات جمالية، بل تُعتبر أيضاً بمثابة تذكير بتاريخ عائلتي. فترمز لأسلافنا وتضيف عمقاً وسرداً شخصيّاً إلى ديكور منزلنا المعاصر.

هلّا تشركينا ذكرى من فترة اختيار تصميم هذا المنزل الداخلي؟

كان اختيار التصميم الداخلي لمنزلنا معاً بمثابة رحلة مليئة بالترقّب والامتنان. إحدى الذكريات التي تبرز بوضوح هي من مرحلة إعادة البناء. فقد وقفت وسط أعمال التجديد، محاطة بالمساحة الجديدة، وقد انتابني شعور عميق بالنعمة. فقد كان ذلك تتويجاً لسنوات من العمل الدؤوب والأحلام، وكنت أقف هناك وأشهد على تحوّل تلك الأحلام إلى حقيقة.

كان ذلك بمثابة تذكير قويّ بالمسافة التي قطعناها والجهد الذي أدّى إلى هذه اللحظة حيث يمكننا أخيراً تشكيل مساحتنا تماماً كما تصوّرناها. ذاك الشعور بالإنجاز وبابتكار شيء يخصّنا فعلاً، هو أمر عزيز جداً على قلبي. لا يتعلّق الأمر فقط بالناحية الجمالية، بل بالرحلة العاطفية والمعالم التي يمثّلها كلّ ركن من أركان هذا المنزل.

ما هو القاسم المشترك بين التصميم الداخلي لمنزلك وعلامتك التجارية؟

أنا أؤمن بقوّة الأناقة البسيطة، ويعكس أسلوب الخطوط الدقيقة والمساحات غير المزدحمة الذي أفضّله إحساساً بالهدوء والنظام، وأجد ذلك مريحاً ومحفزاً. لكن في قلب تلك البساطة هناك طبقة من الأناقة والتعقيد. فلا أختار القطع فقط لشكلها ولكن أيضاً للقصّة التي ترويها، تماماً مثل أسلوبي في تصميم المجوهرات. إذ يظهر الأسلوب في التفاصيل التي أختارها مثل الألوان والتكريبات الفريدة.

أنت تصمّمين مجوهرات مبتكرة وخالدة في الوقت نفسه، هلّا تخبرينا أكثر عن جوهر علامتك التجارية؟

تتميّز تصاميمنا بطابعٍ ديناميكيّ لكنّها تتمتّع أيضاً بجمال ثابت ودائم. إنّها مصمّمة لتتحرّك معك وتتكيّف مع الأساليب والمناسبات المختلفة، ولكنّها تبقى كما هي في جوهرها ولا تتغيّر فهي كلاسيكية وأنيقة وملائمة دائماً. هذه الثنائية الديناميكيّة الثابتة هي جوهر علامتنا التجارية، وتظهر في المجوهرات المناسبة لكلّ يوم وللحظات المميّزة في الحياة. نحن نسعى جاهدين للابتكار ولدفع حدود تصميم المجوهرات التقليدي مع الحفاظ على روح الفنّ الكلاسيكي. وهذا أشبه برقصة بين القديم والجديد، والجريء والناعم، والديناميكي والثابت.

ما النصيحة التي تعطينها للنساء في ما يتعلّق باختيار المجوهرات الأفضل لهنّ؟

نصيحتي هي أن تدع المرأة شخصيّتها ترشدها. فإنّ أفضل قطعة مجوهرات هي تلك التي تناسبك شخصيّاً والتي تبدو وكأنّها امتداد طبيعي لشخصيّتك وأسلوبك. ابحثي عن القطع التي تجذبك وتشعرك بالراحة عند ارتدائها. ثقي بحدسك، وإذا انجذبت إلى قطعة ما، فمن المحتمل أن يكون ذلك انعكاساً لهويّتك الفريدة. نحن نصمّم قطعاً خالدة وتتجاوز الاتّجاهات العابرة. فتُصنع لتكون جزءاً من قصّتك لسنوات قادمة، ولتنمو معك وتتكيّف مع أسلوبك المتطوّر. عند اختيار المجوهرات، انتقي القطع التي يمكنك أن تتخيّلي نفسك تتزيّنين بها ليس لموسم واحد فحسب، بل لمدى الحياة. وتذكّري أنّ الصيحات تزول، ولكن القطعة التي تجسّد جوهر شخصيتك ستبقى أنيقة إلى الأبد.

إقرئي أيضاً: كيف صمم Teresa و ِAlessandro Geneloni منزلهما في دبي

خلال نشأتك ألهمك والدك لتصبحي مصمّمة مجوهرات. هلّا تخبرينا عن درس علّمك إياه وما زلت تطبّقينه اليوم؟

في صناعة المجوهرات، وفي الحياة بشكل عام، العلاقات أساسيّة، والعالم أصغر بكثير ممّا ندركه أحياناً. وتشكّل الروابط التي نقيمها والمجاملات التي نعطيها للآخرين وكرم الروح الذي نشاركه، كلّها حجر الأساس، ليس فقط في العمل الجيد بل أيضاً في الحياة الجيدة. لقد طبّقتُ هذا الدرس في كلّ تواصل، فأدرك أنّ عمل لطيف بسيط يمكن أن يمتدّ أكثر ويعود إلينا بطرق لم نكن نتوقّعها. هذه القيم محبوكة في نسيج علامتنا التجارية وهي قيّمة بالنسبة إليّ تماماً مثل الأحجار الكريمة التي نرصّع بها مجوهراتنا.

كيف يختلف العمل مع ابنتك اليوم عن العمل مع والدك؟ وما الإرث الذي تودّين أن تتركيه لهذا العالم؟

العمل مع ابنتي وابني هو من أكثر التجارب المجزية في حياتي. هذه شراكة شخصيّة ومهنيّة على حدّ سواء، وهي رحلة مشتركة مختلفة عن رحلتي مع والدي، إنّما هي متجذّرة في الحبّ والاحترام نفسهما. لديّ وابنتي تناغم جوهري من حيث الذوق والأسلوب، ممّا يجعل تعاوننا طبيعيّاً وسلساً. فنستطيع تبادل الأفكار والتعليقات الصادقة، وهو أمر لا يقدّر بثمن في صناعة إبداعيّة. لقد تطوّرت علاقتنا بشكل جميل من علاقة المعلّمة والطالبة إلى الصديقتين المقرّبتين - لقد تطوّرنا معاً، ونتعلّم من بعضنا البعض في تبادل مستمرّ للمعرفة والإلهام.

أمّا في العمل مع ابني فهناك ديناميكية مختلفة ولكنّها مجزية بالقدر نفسه. نحن نتشارك نظرة مماثلة للحياة والأعمال، حيث يدير الأعمال التسويقية والإبداعية. في بداية علاقتنا كنت مرشدة له، لكنّ الأمر تطوّر إلى شراكة حيث يتّخذ قراراته استناداً إلى ما هو أفضل بالنسبة إليّ وإلى العلامة التجارية. إنه يضفي منظوراً جديداً على استراتيجيّاتنا التسويقيّة، ويعلّمني بقدر ما يتعلّم منّي عن تفاصيل أعمالنا الدقيقة. وتدلّ هذه الشراكة المتطوّرة على النمو والتعلّم الذي يستمرّ في إثراء عملنا العائلي.

وبالنسبة إلى العمل مع والدي، كانت الديناميكيّة أكثر تقليديّة. لقد كان مرشدي بكلّ ما للكلمة من معنى، حيث وجّهني عبر إنتاج المجوهرات والتفاصيل الدقيقة في إدارة الأعمال، كما أعطاني دروساً حياتيّة مهمّة. لقد مهّد الطريق لفهمي لهذه الحرفة والأعمال. وقد كانت حكمته بمثابة بوصلة بالنسبة إليّ، حيث شكلّت الطريق الذي أسلكه في حياتي الشخصيّة والمهنيّة.

أمّا في ما يتعلّق بالإرث الذي أرغب في تركه، فله شقّان: في عالم المجوهرات، أريد أن يتذكّرني الناس لأنّني ابتكرت مجوهرات ليست مجرد قطع زينة بل تعبيرات خاصّة عن الذات، ومن منظور أوسع، أريد أن أترك إرثًا من اللطف والمثابرة والإيمان بأنه مع العاطفة واحترام الآخرين، كل شيء ممكن. وكما علّمني والدي دروساً لا تقدّر بثمن، آمل أن أنقل هذا الإرث إلى ابنتي، ومن خلال إبداعاتنا، إلى العالم.

ما هي المشاريع/المجموعات المستقبليّة التي تتحمّسين لها؟

أنا متحمّسة جداً بشأن التوجّهات الجديدة التي نستكشفها من خلال مشاريعنا ومجموعاتنا القادمة. إحدى المجموعات العزيزة على قلبي بشكل خاصّ هي مجموعتنا القادمة .Rondelle ستكون هذه المجموعة احتفالاً بالشكل واللون، ممّا يقدّم منظوراً جديداً لتصميم المجوهرات التقليدية من خلال استخدامها الفريد للأشكال الدائرية.

بالإضافة إلى ذلك، نحن نعيد إحياء بعض تصاميمنا الكلاسيكيّة من خلال تقديمها بألوان متدرّجة. هذا نهج مثير للاهتمام لأنّه يسمح لنا بالتلاعب بتدرّجات الألوان، ممّا يضيف عمقاً ولمسة عصريّة إلى القطع. كما أنّ اختيار الألوان في هذه التصاميم ليس فقط ملفتاً للنظر، بل يحمل أيضاً رمزيّة، إذ يمثّل التغيّرات والتحوّلات.

إقرئي أيضاً: اكتشفي ديكور منزل رامي قاضي