
التصوير: Bernard Khalil
الإدارة الفنّيّة: Farah Kreidieh
كون والدتها من جزيرة كورسيكا الفرنسيّة ووالدها من لبنان، عاشت Sherine Geagea بين باريس وبيروت ودرست الأدب في جامعة السوربون. وفي التسعينات، أنشأت أوّل مجلة نسائيّة في لبنان تحت اسم Femme Magazine وتوّلت إدارتها لمدّة 10 سنوات. ثمّ واصلت مسيرتها في الإدارة الفنيّة من حيث التصوير والموضة والجمال وتنسيق مواقع التصوير للمجلات والإعلانات. لدى Sherine 3 شابّات تهديهنّ Maison Titus كي لا ينسَين من أين أتينَ... هذا المكان الذي يمثّل بالأساس منزل عائلة شيرين حيث ترعرعت والذي حوّلته إلى مفهوم تلغي فيه الحواجز بين الفنون المختلفة، يُعتبر تراثاً عاطفيّاً أرادت أن تعيد إحياءه من خلال رؤيتها وذوقها. هو أشبه بمساحة للتجربة والإبداع الفنّي وواحة من الإيجابيّة ولكنّه قبل كلّ شيء بمثابة تكريم لنساء عائلة Sherine. فلنتعرّف عليه معاً وعلى كيفيّة تطوّره بصورة طبيعيّة منذ إنشائه!
من منزل عائلي تحوّل بطريقة سحريّة إلى بوتيك لأسلوب الحياة، ما قصّة إنشاء Maison Titus؟
في الأساس، يمثّل Maison Titus منزل عائلتي حيث ولدت وترعرعت. وفي داخل هذا المكان، ثمّة مرايا تفصل بين المساحة العامّة وتلك الخاصّة. وقد بدأت القصّة بعدما فقدت والدتي وأختي منذ 5 سنوات، ولم أعرف ماذا أفعل بهذا المنزل. وبعد عامين على ذلك، أردت بشدّة أن أعيد المكان إلى الحياة وفق المفهوم الذي امتلكته والذي يرتكز على "التنظيم والمشاركة". إنّه إرث عاطفي وددت إحياءه من جديد من خلال رؤيتي. إذ أردت أن أبرهن للناس أنّ الحياة تستمرّبشكل ما، ومثّل هذا المنزل المساحة الأفضل لتكريم عائلتي وكلّ ما منحتني إيّاه لأقوم بالمثل. وواقع الحال أنّ Titus يختصر قصّتي ولا يسعني سردها إلّا هنا في هذا المنزل. وهكذا بدأ Maison Titus كتكريم لجميع النساء في عائلتي. فعندما قمت بدراسة شجرة عائلتي، وجدت أنّ كلّ نساء أسرتي كنّ متخصّصات في الفنّ، إذ عملت جدّتي في صناعة الدانتيل، ووالدتي اعتنت بالزهور، وشقيقتي في المجال الفنّي... إثر ذلك، دمجت كلّ ما قدّمته لي تلك النساء، وأطلقت Maison Titus برؤيتي الخاصّة مع المزج بين الماضي والحاضر. فضلاً عن ذلك، أهدي Titus لبناتي كي لا ينسين من أين أتين، وبالتالي ليعرفن مَن هنّ.
لماذا اخترت اسم "Titus"؟ إلامَ يرمز؟
اعتدت وأخي أن ندعو جدّتنا سوزان باسم Titus لأنّها كانت فرنسيّة وبذلك كلمة "تيتا" المستخدمة في لبنان لمناداة الجدّة لن تعني لها. وبصراحة، كان لديّ إعجاب كبير بها، إذ إنّني رأيتها كشخصيّة من رواية ما، لا سيّما وأنّها أخبرتني الكثير من القصص والمغامرات المتعلّقة بوصولها إلى لبنان. لذا لطالما أردت سرد قصّتها، بالإضافة إلى أنّني درست الأدب بفضلها. انطلاقاً من ذلك، عندما وُلد هذا المفهوم في داخلي، لم يكن من الممكن إلّا أن أطلق عليه اسم Titus، إذ إنّه يمثّل القصّة التي لم أكتبها بخط اليد يوماً.
هل يمكنك أن تطلعينا على المراحل المختلفة لتطوّر هذا المنزل؟
في سبتمبر 2019 من العام، أنشأت Maison Titus. وبين عشية وضحاها، بدأت بأعمال التحطيم للترميم وولد مفهوم Titus بشكل طبيعي ونما مع نموّ هذه المساحة. ونظراً إلى أنّني مديرة فنيّة سابقة، فأنا أحبّ خلق الحالات المزاجيّة واللوحات والأعمال الزخرفيّة. وأردت إنشاء عالم محدّد هنا ورواية قصّة بلغة العناصر والألوان. ولا يعتبر Maison Titus مجرّد متجر لأسلوب الحياة، بل إنّه مفهوم أردت فيه إلغاء الحواجز بين مختلف الفنون والموسيقى والصوتيّات والطهي والزهور وصناعة الحلويات والهندسة المعماريّة... أردت لوسائل التعبير المختلفة هذه أن تبدو سلسة معاً وتتوافق مع بعضها البعض. خصوصاً أنّني وجدت ثغرة في لبنان، تتمثّل في غياب مزيج الألوان والطابع المرح أو الجريء أو الحالم، لذا أردت أن أبتكر هذا المزاج هنا بعين تعكس معرفتي في الإدارة الفنيّة وتمثّل منظوري للأمور.
كيف يعبّر ديكور هذا المكان عن لمستك الخاصّة؟
لربّما من الأصحّ القول إنّ ذوقي هو الذي ينعكس هنا. إذ إنّ خبرتي في الإدارة الفنيّة تجعلني أرى هذه المساحة كأجواء أودّ ابتكارها بما يتوافق مع رؤيتي. وعندما بدأت العمل، اكتشفت صناديق من الرسائل والصور التي ألهمتني وساعدتني على تسطير قصّة Titus.
تستعرض كلّ غرفة في هذه الشقة مصدر إلهام مختلف. كيف وثّقت هذا الأمر على أرض الواقع؟
الواقع أنّ كلّ مساحة تحكي قصّة مختلفة، ومصدر الإلهام ينبع من نساء عائلتي وممّا فعلنه في مسيرتهنّ. بحيث يوجد في كلّ غرفة شيئاً ما من إحداهنّ أو من Titus. وبالإضافة إلى ذلك، جسّدت وحياً استقيته من عدد من المصمّمين لأنّني أجد أنّ ابتكاراتهم تتكامل وتتواصل مع بعضها البعض .
هل يمكنك أن تعطينا مثالاً عن كيفية تجلّي هذه الأفكار الملهمة في إحدى غرف الشقة؟
لنأخذ مثال غرفة المكتب التي تحتوي على المكتبة، حيث دعوت دار Pierre Frey إلى تأثيث الجدران والستائر انطلاقاً من أغراضي. وبما أنّ جدتي عملت في صناعة النسيج وتتجسّد الحداثة في النسيج اليوم على يد هذه العلامة، أعتبر مشروع تلك الغرفة بمثابة استجابة للماضي الخاص بي وتمثيل لذوقي ورؤيتي اليوم. وطبعاً تعيّن عليّ وضع طاولة وكرسي Platner من Knoll هناك، لأنّني أرى أنّهما من أجمل الكراسي والطاولات التي يمكن وضعها في أيّ منزل. ثم قمت بمزج جداريّات تصوّر الحيوانات لإعطاء الغرفة حسّاً استثنائيّاً.
هل لديك أسلوب ديكور مفضّل؟ وكيف تظهر لمستك الشخصيّة من خلاله؟
أفضّل أن أبتكر مزيجاً غيراعتياديّاً وإعطاء الأشياء بعداً إضافيّاً بدلاً من تقييد نفسي بأسلوب محدود ضمن إطار زمني معيّن. كما أحبّ الدمج بين أساليب من جميع الفترات الزمنيّة والألوان، للحثّ على الأحلام والدعوة إلى تجربة مختلفة.
ما الغرفة أو القطعة الفنيّة المفضّلة لديك في هذا المكان؟
إنّني أحبها كلّها، ولكنّ المساحة المفضّلة لدي هي المكتب والجدار الأبيض في غرفة الطعام الذي عملت عليه بنفسي. إذ رسمته مع مهندس معماريّ ووجدت متعة كبرى في العمل على الجصّ بيدي، إذ بدا لي ذلك كشكل من أشكال العلاج.
رأينا الكثير من النباتات الخضراء في منزلك. ما الآثار النفسيّة لكونك محاطة بها؟
شخصيّاً، أعشق الطبيعة ولا أستطيع العيش بدونها، لذا فإنّها عنصر أساسي بالنسبة إليّ. ونظراً إلى وجودي في المدينة، أردت إعادة الطبيعة إليّ. والواقع أنّني أجد الكثير من القوّة والإلهام فيها، ولا يسعني تخيّل غياب الزهور أو النباتات من حولنا، فهي تمنحنا الحيويّة، وتجعلنا نشعر بالرضا، كما نتعلّم الكثير منها.
هل يمكنك إخبارنا أكثر كيف ومتى بدأت باستضافة ورش العمل في هذا المكان؟
في الواقع، قبل ذلك بدأت في إعداد نغمات موسيقيّة تعبّر عن الحالة المزاجيّة التي تعجبني وتجعلني أشعر بالرضا على SoundCloud. وبعدها باشرت في تنظيم ورش عمل بهدف الاستمتاع والترفيه وتعلّم ما أحبّه بطريقة ممتعة. وكانت ورش العمل أشبه بمساحة المشاركة حيث نتعلّم بينما نقضي وقتاً ممتعاً. هذا واخترت مواضيع ورش العمل بحسب ذوقي، بما في ذلك الزهور والحرف اليدويّة والحلويات واستدعيت المتخصّصين إليها. أمّا هدفي النهائي فتمثّل في جعل الناس يشعرون بحال جيّدة وإيقاظ صوت داخلي وهواية محدّدة بين صفوف المشاركين.
كيف أثّر تفشّي فيروس كورونا على هذا المكان؟
في السابق، لطالما كانت المساحة مفتوحة طوال الأيام، وشارك الناس في ورش العمل أو أتوا لطلب قطعة قماش أو شراء هديّة، وطلب الأثاث أو الحصول على استشارة للديكور. بحيث لدينا مجموعة مختارة من العناصر من 30 إلى 40 علامة تجاريّة أجنبيّة، بالإضافة إلى قطع محليّة من صنع علامات تجاريّة عملت معها في ورش عمل. ولكنّني، أوقفت الورش هذه بسبب كورونا، وأصبحت كذلك مهمَّة استيراد القطع مستحيلة. واليوم، أواصل العمل في البوتيك للأشخاص الذين يحتاجون إلى صنع القطع بحسب الطلب، غير أنّ مفهوم المتجر يتغيّر ولن يكون مثل السابق لأنّني أتّجه نحو التعامل مع العلامات المحليّة بنسبة 100%.
ما الأضرار التي ألحقها انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس بهذا المكان؟
شهد المكان انفجاراً داخليّاً أيضاً وتدمّر بالكامل، حتّى أنّني أنا نفسي انفجرت. وعقب انفجار المرفأ، لم يكن من الممكن أن يعود Titus إلى سابق عهده، بل كان عليه أن يفكّر في نفسه من جديد من دون التظاهر بأنّ شيئاً لم يحدث. وبما أنّ منزلي أمام الإهراءات، فإنّ الانفجار يعدّ أيضاً جزءاً من تاريخ هذه المساحة. والواقع أنّني بدأت مفهوماً ولكن لن يوقفني أحد في العالم، ولن أستسلم. أنا من سيقرّر متى سأتوقف، ولن يجبرني أحد على القيام بذلك. بل أريد أن أستمرّ في إحياء Titus بطريقة مغايرة، وهذا شكل من أشكال المقاومة.
كيف سيظهر هذا المفهوم بشكل مختلف بعد هذه الحادثة؟
يتطوّر مفهوم Titus بشكل طبيعي وفقاً لما يدور حوله، فصحيح أنّه كان بوتيك في وقت ما ولكنّني أعتقد أنّه لن يكون كذلك بعد الآن. فالحقيقة أنّ الانفجار غيّرنا. لذا فإنّ Titus يتحوّل ويتأقلم مع الأوضاع. واليوم، هدفي هو الاقتراب من الأرض والطبيعة في مفهومي. وربّما لن يحتاج Titus إلى التواجد هنا بعد الآن وسيكون بلا مقرّ. فأنا أودّ أن يكون عبارة عن ملتقى وتبادل للفنّانين المحليّين الذين تتوافق معهم رؤانا. وآمل أن نتمكّن في العام المقبل من القيام بذلك باتجاه بديهي يتوافق مع رؤيتي لعالم الغد.
هل يمكنك مشاركة 3 خصائص تميّز منزلك؟
لطالما كان Titus بمثابة تجربة، بالإضافة إلى ذلك هو مساحة تدعو إلى الإبداع وتوفّرالإلهام للأفكار الجديدة. إنّه أيضاً واحة من الإيجابيّة حيث يمكن الاستجمام.
اقرئي أيضاً: At Home مع Abdullah Al Kaabi





العباية ثمرة تعاون مع علامة La Terre Est Folle مصنوعة بقماش من Pierre Frey





القماش الجداري ثمرة تعاون مع المصمّم Ahmed Amer مصنوع بقماش من Pierre Frey








