At Home مع Mija Knežević

التصوير: Eva K. Salvi

يشكّل الفنّ وريادة الأعمال والتنسيق واستراتيجيّات مواقع التواصل الاجتماعيّ مجال تخصّصها بحيث أنّ Mija Knežević أو Mija Porter هي مديرة إبداعيّة وفنيّة ومؤثّرة وخبيرة استراتيجيّة في مواقع التواصل الاجتماعيّ ومنسّقة موضة. وقد أسّست الرائدة المونتنيغريّة في الواقع نادياً لرواد الأعمال، كما أنّها تجمع التحف الفنيّة في لندن ونيويورك وتروّج لمنتجات موضة عبر مواقع التواصل الاجتماعيّ وهي المؤسّسة الشريكة لشركة لياقة بدنيّة جديدة. إنّما الجزء المفضّل لديها من العمل الذي تقوم به هو التعرّف على المواهب. فتتسنّى لها مقابلة أشخاص يعملون في مجال الواقع المعزّز والواقع الافتراضيّ، التصميم الهندسيّ وإنتاج الأفلام وتصميم الأزياء والرياضة بالإضافة إلى مؤسّسي علامات تجارية وشركات ناشئة مذهلة. وهذا الجزء من تبادل الأفكار مع الأشخاص الأذكياء والموهوبين هو ما يجعلها تستمرّ في العمل كلّ يوم فهي امرأة دائمة التفكير والتخطيط. وقد زرنا منزلها في لندن لنكتشف كيف يعكس شخصيّتها. فرافقينا في ما يلي للتعرّف على ما يجعل هذا المكان منزلاً ذا طابع لندنيّ حقيقيّ.

اقرئي أيضاً: At Home مع Juma Alhaj

هل لديك لون أو أسلوب مفضّل في الديكور؟ وأين يظهر ذلك في منزلك؟
تشكّل حركة التصميم الراديكالية التي بدأت من فلورنسا في ستينات القرن الماضي مصدر إلهام كبير بالنسبة إليّ، فقد غيّرت أشياء كثيرة في عالم الهندسة والتصميم. لدينا أريكة Mario Bellini في المنزل من حقبة السبعينات وهي تعكس هذا التأثير التاريخي. أمّا في ما يتعلّق بالألوان، فأنا لا أحبّ الديكور الداخليّ باللّونين الأبيض والبيج، إذ أجد أنّهما عاديّان. وأحبّ أن أستوحي من إيطاليا، حيث تتميّز أفضل المنازل بألوانها ودفئها، ونحن نحاول دمج هذا الأسلوب في قطعنا.

هل يمكنك أن تشاركينا ذكرى مميّزة أثناء تصميم هذا المنزل؟
أثناء الإغلاق التام في لندن بسب الوباء، كنت أشتري طاولة رخامية عتيقة من متجر Beton Brut الشهير في شرق لندن. وبالعادة، أنا أذهب إلى صالة العرض وأتفاعل مع القطعة والمواد قبل أن أشتري أي شيء، لكن هذه المرّة، قمت بأوّل عمليّة شراء قطعة ديكور عبر Instagram. فقرّرت الاعتماد فقط على الذوق الرائع الذي يشتهر به المتجر. وعندما وصلت الطاولة، كانت مذهلة تماماً إنّما مليئة بالبقع على الجزء الرخامي وكأنّ عمرها 50 سنة.

ما الذي يجعل من هذا المنزل منزلاً لندنيّاً؟
المطبخ الإنجليزي التقليديّ باللون الأزرق الجميل وأرضيّة غرفة المعيشة هو ما يجعله منزلاً يحمل طابعاً لندنياً، بالإضافة أيضاً إلى الموقدة الرئيسة التي نستخدمها لتعليق كلّ الأعمال الفنيّة العالميّة. أمّا أرضية غرفة المعيشة، فهي المكان الذي تولد فيه كلّ الأفكار الرائعة. لقد عقدنا فيها اجتماعات كثيرة لتبادل الأفكار مع جميع الأشخاص الذين نتعاون معهم، بدءاً بمسؤولي العلاقات العامة وصولاً إلى الأشخاص الذين يهتمّون بتطوير المنتجات. هذا الطابق مميّز جدّاً لأنّه الطابق الأوّل من المبنى ومن الجهة الجنوبيّة، كما تحيط به النوافذ من كلّ الأرجاء ممّا يدخل الكثير من الضوء الطبيعيّ، والإيجابيّة إلى حياتنا اليوميّة التي نحن بحاجة إليها في عالمنا.

تتمتّعين بأسلوب راقٍ، فهل وجدت صعوبة في اختيار إكسسوارات منزلك وأثاثه؟
لم يكن الأمر صعباً لكنّني كنت أتمرّن على عمليّة البحث طوال الخمسة عشر عاماً الماضية، من خلال السفر حول العالم واستكشاف صالات عرض مختلفة للتصميم ساعدت في تثقيفي وصقل ذوقي.

هل من قطعة فنيّة معيّنة تكمّل ديكورك؟
إنّ الأعمال الفنيّة الكبيرة التي اشتريتها في مدينة نيويورك من الفنّانة الصينية Jen Liu هي المفضّلة لدى كلّ من يزور منزلنا. لقد فازت الفنّانة بجائزة Guggenheim وهي موهوبة جداً. وتماماً كما نصحني الرئيس التنفيذي لدار مزادات Christie’s عندما قال: "اشتري ما تحبّينه فقط"، أنا أحاول أن أعتمد هذه القاعدة.

ما هي القطعة الفنيّة أو الغرفة المفضّلة لديك في هذا المنزل؟
منحوتات الفنّان البريطانيّ Jesse Wine هي المفضّة لديّ وقد اشتريناها من المعهد الحديث في Glasgow، وهو صديق مقرّب للفنّان المذهل Nicolas Party.

ما الذي يجعلك تعتبرين هذه المساحة ديارك؟
لقد اشتريتُ كلّ قطعة في هذا المنزل من مكان مختلف من العالم، وهذا يجعلني أشعر أنّني في دياري فعلاً. إنّه يذكّرني بالمغامرات والذكريات المختلفة التي جمعتها على مرّ السنين. فكان شراء سجّادة Beni في البلدة القديمة في مراكش تجربة رائعة عشتها مع زوجي مثلاً. كما أنّنا حصلنا على الكراسي المصنوعة من جلد السويدي من لشبونة، وقد ذهبنا لتنجيدها مع مالك المعرض في ضواحي المدينة. وبالتالي فإنّ التجارب التي نعيشها هي الأساس.

كيف تصفين منزلك في جملة واحدة؟
إنّه مكان دافئ مليء بالضوء الطبيعيّ والضحك. وهو يرتكز على أفكار مذهلة وعلى الثقافة والاهتمام بالرياضة.

هلّا تخبرينا أكثر عن مسيرتك وعن التّحدي الأكبر الذي واجهته وكيف تغلّبت عليه؟
تتطلّب إدارة الأعمال الاستشاريّة، مهما كانت صغيرة أو كبيرة، الكثير من الانضباط والتنظيم. ولحسن الحظّ، لقد علّمتني والدتي أن أكون منظّمة جداً ومجتهدة في المدرسة منذ الصغر. وأشعر أنّني ترجمتُ ذلك من خلال عملي على مرّ السنين. فيتطلّب العمل على مشاريع مختلفة في الوقت نفسه الكثير من التركيز والتخطيط الجيّد. فصحيح ما يُقال: "عمليّة التخطيط الجيّدة هي نصف المهمّة". وأظنّ أنّ كل رائد أعمال أو استشاري ناجح يضع التخطيط والتنظيم في أعلى قائمة القيم التي تستند إليها الشركة.

كيف تصفين أسلوبك في الموضة؟
يحبّ الناس أن يطرحوا عليّ هذا السؤال لكنّني بصراحة أجد صعوبة في الإجابة عليه لأنّني لا أحبّ أن أنضمّ إلى خانة أو فئة معيّنة. فهذا يجعلني أشعر وكأنّني مجرّد إضافة إلى مجموعة بيانات الذكاء الاصطناعي. أنا أؤمن بالأسلوب الشخصيّ والتعبير عن الذات وكلّ ما هو مناسب لكلّ فرد. لا أؤمن بالصيحات فأعتبرها غير مستدامة سواء بيئيّاً أو ماليّاً أو عاطفياً. فالأفضل برأيي هو الاستثمار في القطع الخالدة التي تتناسب مع أسلوبك والصورة التي تحاولين عكسها. نحن جميعنا مختلفون، ولدينا تجارب وجنسيّات وثقافات وقيم مختلفة، وكلّ ذلك يجب التعبير عنه من خلال الأسلوب الخاصّ. إذ أنّ جعل الجميع يعتمدون أسلوب الملابس نفسه ويتبعون القواعد نفسها هو أمر بائس.

من هي أكثر النجمات اللواتي ترغبين في تنسيق إطلالاتهنّ؟
لا أتطرّق كثيراً إلى المشاهير، لكنّني كنت لأحبّ أنّ أنسّق إطلالة صاحبة الموهبة الشهيرة Pina Bausch. وقد شاهدت الفيلم الوثائقيّ الخاصّ بها قبل 10 سنوات وأغرمتُ بعملها.

كيف تساهمين في تمكين المرأة من خلال عملك؟
أنا أدعم رائدات الأعمال من خلال النادي الذي أسّسته والذي يسافر حول العالم، كما أنّني أساهم في تمكين النساء من خلال تشجيعهنّ على الحفاظ على لياقتهنّ والقيام بالتمارين الرياضيّة في حياتهنّ اليوميّة من خلال برنامج اللياقة البدنية الخاص بي. كما أدعم الفنّانات في الأعمال الفنيّة التي أجمعها. وأخيراً، أحاول مساعدة النساء ليتحلّينَ بالثقة بالذات ولتطوير أسلوبهنّ من خلال الفيديوهات التعليميّة التي أنشرها. 

اقرئي أيضاً: At Home مع Sawsan Haber

العلامات: Mija Knežević

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث