
التصوير: Dave Burgess
خلال نشأتها تعلّمت Farah Merhi بفضل والدتها أن تحبّ كلّ ما يتعلّق بالمنزل. حيث أدركت في سنّ مبكرة أنّك عندما تبذلين جهداً لتنسيق منزلك وتصميمه وتزيينه، فإنّه سيبادلك الحبّ بدوره ويمنحك إحساساً بالسلام الداخلي لا تشعري به سوى في مساحتك الشخصيّة. وعرفت أيضاً أنّه عليك الاعتزاز بمنزلك والحرص على أن يعكس هويّتك وما تحبّينه وتستمتعين به. ولكن لم تعلم هذه المرأة اللبنانيّة التي ولدت وترعرعت في الكونغو مدى تأثير هذا الأمر عليها إلى أن امتلكت منزلها الخاص. وبحثاً منها عن منفذ للتعبير عن ذلك، لجأت إلى منصّة Instagram لمشاركة شغفها وكلّ ما يلهمها ويسطّر أسلوبها الذي يمكن وصفه على أنّه فاخر، إنّما مريح ومناسب للعيش أيضاً. كذلك، أرادت إلهام أصحاب المنازل ومنحهم الأدوات التي يحتاجون إليها ليجعلوا من منزلهم مساحة يحبّونها، فضلاً عن إعلامهم بطرق تسمح لهم بتصميم ملاذ لأنفسهم. ولم تدرك أنّ مالكي المنازل حول العالم سيستمتعون بالمحتوى الذي ستشاركه وأنّ صفحة علامتها التجاريّة Inspire Me! Home Decor™️ ستصبح واحدة من أكثر صفحات الديكور المنزلي متابعةً على هذه المنصة مع أكثر من 6 ملايين متابع. إذاً انضمي إلينا في ما يلي حيث نزور منزل Farah Merhi في ميشيغان لاكتشاف الأسرار الكامنة وراء إلهامها والاطّلاع على تعريفها للرفاهية، فضلاً عن الكثير من المواضيع الأخرى المتعلّقة بالديكور المنزلي.
أسّست Inspire Me! Home Decor™️ في العام 2012، هل يمكنك إخبارنا المزيد عن هويّة علامتك التجاريّة؟
الجميل في وسائل التواصل الاجتماعي أنّها تسمح لك بالتكلّم مع أصحاب المنازل على المستوى الشخصيّ. حيث أنّها منصّات تتيح لنا التواصل بشكل طبيعيّ مع أشخاص لا يسعنا الوصول إليهم بطريقة أخرى. والواقع أنّني لاحظت على مرّ السنين وجود مساحة مفقودة في عالم ديكور المنازل، ألا وهي تلك القطع الفاخرة التي لا تضفي رقيّاً فحسب، لا بل تبعث أيضاً إحساساً بالراحة من خلال ملمسها ولونها. ولم أشأ أن يعتبر الناس حسابي على Instagram كسائر الحسابات الاعتياديّة الأخرى، إنّما أردت تقديم المزيد لنفسي ولمتابعيني الذين يلجؤون إليّ بحثاً عن الوحي. لذلك، أخذت جميع تعليقاتهم بالاعتبار وأدرجت احتياجاتهم وما تفتقر إليه السوق في علامتي التجاريّة الخاصّة بديكور المنازل. وهي تضمّ خطوطاً متعدّدة تشمل الأثاث والسجاد والوسائد والإضاءة وغيرها، حيث أقوم بتصميم قطع ومجموعات تلقى إعجابهم. وتتمحور علامتي حول منح أصحاب المنازل الأدوات التي يحتاجونها لإلهامهم، وكذلك لتزويدهم بالمنتجات التي يمكنهم عرضها بفخر في منازلهم.
كيف تطوّرت الخدمات التي قدّمتها على مدى السنوات الماضية؟ وما الخدمات التي تقدّمينها اليوم؟
مع مرور السنوات، كنت محظوظة بتنمية أعمالي وتطوير شركتي لتصبح علامة تجاريّة منزليّة معروفة لا تقتصر شهرتها على وسائل التواصل الاجتماعي فحسب. ويتمثّل هدفي الأسمى بالاستمرار في محاولة إيجاد طرق لمساعدة الناس وتوجيههم وإلهامهم. وفي البداية، انطلقنا مع خط إنتاج تحوّل إلى مجموعة أكبر من المنتجات، ثمّ أضفنا متجراً على الإنترنت وكتاباً خاصّاً بنا. أمّا الآن، فكلّ ما نصبو إليه هو التوسّع وتقديم مجموعاتنا على الصعيد العالمي، وهذا الأمر وشيك جداً! لذا أنا متحمّسة لأخبركم بأنّكم ستجدون منتجات Inspire Me! Home Decor™️ العام المقبل في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالشراكة مع علامة تجاريّة مذهلة في المنطقة. وأتوق لمشاركة المزيد من المعلومات معكم في هذا الصدد قريباً!
لقد شاركت أسرار التصميم الداخلي الإبداعيّة والأنيقة في كتابك Inspire your home. هل يمكنك أن تزوّدينا ببعض التلميحات حول ما يمكن أن يتوقّعه قرّاؤنا عند تصفّح هذا الكتاب؟
إنّ هذا الكتاب مستوحى من متابعيني. فقد تلقّيت شتى الأسئلة حول كلّ ما يتعلّق بالمنازل على مرّ السنين، ثمّ جمعتها كلّها وأجبت عليها بطريقتي الخاصّة في كتابي هذا، مع الكثير من اللقطات والصور. وبالتالي، يتمثّل جوهر كتاب Inspire your home في تقديم النصائح والحيل حول كيفيّة التصميم والتزيين، بدءاً من تنسيق بطانياتك وصولاً إلى القيام بمشروع ترميم ضخم. وكذلك أشارك فيه طرقاً لابتكار باقات جميلة من الزهور وكيفية المزج بين مختلف الألوان والأنماط. إذاً يتطرّق هذا الكتاب بشكل أساسي إلى موضوع تصميم منزل فاخر ومريح وجذّاب، وأشارك فيه أفكاري حول كيفيّة حبّ الشخص لمنزله والشعور بالسلام الداخلي.
عندما تعملين على تصميم معيّن، ما القواعد والعادات الشخصيّة التي تضعينها في الاعتبار؟
تقضي قاعدتي الشخصيّة بأن أظلّ دائماً صادقة مع نفسي ووفيّة لأسلوبي. وهذا جزء مهمّ جداً من العمليّة، لأنّ هذا ما يميّزني ويجعل علامتي التجاريّة ما هي عليه اليوم. ومع أنّني آخذ الصيحات بالاعتبار، إنّما أحبّ التمسّك بالتصاميم الأزليّة والكلاسيكيّة العابرة للأزمان. بالإضافة إلى ذلك، دائماً ما أقول إنّ الغرفة تبقى غير جاهزة حتى نضيف الإكسسوارات إليها، فلا يمكن أن تكتمل أيّ مساحة بدون إنهاء تفاصيلها ووضع اللمسات النهائيّة.
هلّا أخبرتنا أكثر عن جذورك ونشأتك؟ وكيف أثّرت على خياراتك في الحياة وذوقك في التصميم؟
أنا امرأة لبنانيّة، ولدت وترعرعت في الكونغو في أفريقيا. اعتدت أن أزور لبنان في خلال الإجازات الصيفيّة، كما عشت فيه لمدّة 5 سنوات أيضاً عندما شهدت الكونغو بعض الاضطرابات وعدم الاستقرار، ولكننا كنّا نعود إليها بمجرد أن تتحسّن الأوضاع. وفي سنّ مبكرة، تعلّمت من أمّي وجدّتي أهميّة أن يكون المنزل نظيفاً ومنظماً ومصمّماً بشكل جيّد. وأدركت أنّه بغض النظر عن أحداث اليوم الذي تعيشينه، فإنّ منزلك دائماً ما يحتضنك ويمنحك إحساساً بالهدوء والسلام الداخلي عندما يكون منظماً وفيه أثاث يبعث السعادة في قلبك. أمّا جذوري اللبنانيّة، فعلّمتني فنّ الاستضافة وكيفيّة جعل الضيوف يشعرون بأنّهم مميّزون ومرحّب بهم في منزلي. بالمختصر، أرى أنّ المنزل يعكس شخصيّة صاحبه وهو وسيلة للتعبير عنه، إنّه أشبه بلوحة بيضاء ومالك المنزل هو الفنّان.
ما مفهومك للرفاهيّة في التصميم وكيف من شأنها أن تندمج مع الطابع العمليّ في الهندسة المعماريّة الداخليّة للمنزل؟
شخصيّاً، أجد أنّ الرفاهية تتمثّل في الشعور بالراحة من دون التخلّي عن الجاذبيّة الجماليّة والبصريّة. ويتطلّب ذلك التصميم باستخدام مواد وإكسسوارات فاخرة، إلى جانب اختيار القطع المريحة، وإضافة اللمسات الراقية ولكن مع الحفاظ على الطابع المناسب للعيش والناحية العمليّة. ويمكن أيضاً تحقيق التصميم الفاخر من خلال الملمس والمعادن والبريق وغيرها.
ما كان شغفك في خلال نشأتك؟ هل هذه المهنة التي لطالما حلمت بها؟
كان شغفي أن أصبح محامية وأن أحصل على شهادة في القانون. إذ لطالما كنت عنيدة وحازمة، لا أقبل الرفض. وبرأيي أنّ هذه العقليّة جعلتني أعتقد أنّني أريد مهنة المحاماة. لذا عندما تخرّجت من المدرسة الأميركيّة الخاصّة في الكونغو، انتقلت إلى الولايات المتّحدة وتسجّلت للحصول على شهادة في العلوم السياسيّة. ولكن بعد فترة وجيزة، اكتشفت أنّ هذا لم يكن شغفي وأنّ المحاماة لم ترضِ مشاعري. وحينها أدركت أنّ حياتي لن تقتصر على مزاولة مهنة لم ترضني، فتخلّيت عن ذاك المسار. وفي ذلك الوقت، كنت متزوجة ولديّ فتاتان صغيرتان، ولم يكن من السهل اتّخاذ قراري، خصوصاً أنّني كنت قد خصّصت الكثير من الوقت واستثمرت الكثير من المال في ذاك الخيار الوظيفي. ولكن بتشجيع من زوجي الداعم ومن والديّ أيضاً، تمكّنت من التخلّي عن تلك المهنة ومنحت نفسي فرصة لمعرفة ما أريد أن أفعله بالفعل. وعلى الرغم من أنّني أمّ وربّة منزل وهذه بحدّ ذاتها وظيفة بدوام كامل، إلّا أنّني كنت لا أزال أبحث عن دور شخصيّ خارج نطاق عائلتي. لذا توقّفت لبرهة ومنحت نفسي بعض الوقت لأجد من أنا. وبعد بضعة أشهر بدأنا في إعادة تصميم منزلي، وعندها اكتشفت شغفي بكلّ ما يتعلّق بالمنازل. وجواباً على سؤالك هل فكرت يوماً أثناء نشأتي بأنّ هذه ستكون وظيفة أحلامي؟ فقطعاً لا، لكنّ مسيرتي المهنيّة هذه كانت مشوّقة ومرضية كثيراً.
ما تعريفك للنجاح ؟وما التّحدي الأكبر الذي واجهته وكيف تجاوزته؟
برأيي، إنّ النجاح يعني الوصول إلى الأهداف التي حدّدتها لنفسك مهما كانت كبيرة أو صغيرة. وبصفتي سيّدة أعمال، من الطبيعيّ أنّني واجهت الكثير من التّحديات أثناء تطوير شركتي. وأوّل خطوة كان عليّ فعلها للتغلّب على التّحديات قضت بتغيير وجهة نظري حولها. أيّ بدلاً من رؤية الصعوبات كعقبات وإخفاقات، بتّ أراها كتجارب تعليميّة وإشارة إلى أنّنا بحاجة إلى تعديل رؤيتنا وأهدافنا بدون الإغفال عن الحلم النهائي. لذا أنظر إلى التّحديات كفرصة للتعلّم وتطبيق ما تعلّمته مع الاستمرار في المضي قدماً. وبرأيي أنّ هذا المفتاح للتغلّب على أيّ صعوبة تواجهينها، بحيث تحتاجين إلى استكمال مسارك وتقدّمك.
ما نصيحتك للنساء من أجل اختيار التصميم المناسب لمنزلهنّ، لا سيّما في هذه الظروف حيث يمضي الناس معظم أوقاتهم في المنزل؟
بالفعل، إنّنا نقضي مزيداً من الوقت في منازلنا اليوم أكثر من أيّ وقت مضى ونرغب في توسيع كلّ مساحاته. من هنا، أنصح كلّ امرأة باختيار الأسلوب الذي تنجذب إليه وتحديد ما تحبّه أوّلاً. ولا تقلقي بشأن الصيحات لأنّها في تغيير مستمرّ، بل ركّزي على ما تحبينه وما يسعدك، فأنت تصمّمين منزلك لتتمتعي به مع عائلتك. كذلك، ضعي قائمة بما تعتقدين أنّه لا بدّ لك من امتلاكه. هل هي مساحة تخزين؟ أم طابع الراحة؟ أم كنبة؟ أم مقاعد إضافيّة؟ إذ ستساعدك هذه القائمة على تصميم غرفة تلبّي احتياجاتك. وأيضاً خذي وقتك من حيث التسوق، وتفقّدي كلّ الموجود ثمّ اختاري القطع التي تحبّينها. أمّا قاعدتي الأساسيّة عند تصميم أيّ غرفة فتتبع الترتيب التالي: الأثاث، طاولة القهوة والطاولات الجانبيّة، السجاد، الإضاءة والختام مع الإكسسوارات.
هل لديك أيّ لون أو أسلوب ديكور مفضّل؟ أين يتجلّى ذلك في منزلك وهلّا أخبرتنا المزيد عنه؟
يمكن وصف أسلوبي بالأناقة الراقية، حيث أنّه مظهر كلاسيكيّ وخالد وستجدونه في كلّ غرفة من منزلي. أمّا اللون فيتغيّر دائماً، لذا أحبّ الاستثمار في الأثاث ذي الظلال المحايدة ثمّ إدخال الألوان من خلال قطع مميّزة مثل الوسائد والأغطية والديكور. فبهذه الطريقة، يمكنني تغيير لوحة الألوان الخاصّة بي بسهولة من دون الالتزام بلون محدّد.
ما مدى صعوبة العمل على تصميم لمنزلك بينما تلهمين الملايين من الأشخاص حول العالم لتصميم منازلهم الخاصّة؟
بصراحة، أعتبر أنّني أسوأ الزبائن لنفسي. فأنا صعبة الإرضاء وبحكم أنّني أرى الكثير من الأفكار والتصاميم الجميلة يوماً بعد يوم، فإنّ ذلك يجعل الأمر أكثر صعوبة. لذا ليس من السهل أن أجري مشروع تجديد أو تصميم لمنزلي الخاصّ إلى جانب مشاركة أفكاري مع الملايين. وفي النهاية لكلّ شخص أفكاره الخاصّة، ومن شأن هذا الأمر أن يتسبّب ببعض الضغوطات أحياناً. غير أنّ هذا ممتع أيضاً! إذ من المشوّق أن يرى الناس النتيجة النهائيّة وأن أقرأ ردود أفعالهم، خصوصاً إن شكّلوا جزءاً من العمليّة!
ما مشاريع التجديد التي عملت عليها مؤخراً في هذا المنزل؟
انتهيت للتوّ من إعادة تصميم غرفة الغسيل والمطبخ!
كيف تصفين منزلك في 3 كلمات؟
إنّه فاخر وجذاّب ومريح.
اقرئي ايضاً: At Home مع Omaira Farooq Al Olama





David Sparks photography

