At home مع Elham AlQasim

تجمع إلهام القاسم في أنشطتها المهنيّة بين إدارة الأصول والتكنولوجيا والاستثمار والأمن السيبراني. ففي خلال السنوات القليلة الماضية، تسنّت لها فرصة الانضمام إلى مجالس إدارة متعدّدة ترتبط بجوانب مختلفة من تجربتها العمليّة وقد استمتعت فعلاً بالقدرة على الفهم والمشاركة في قطاعات مختلفة استناداً إلى مجال خبرتها الخاصّ. كذلك قد استمتعت بتطوّر تجربة التنوّع في قاعة اجتماعات مجلس الإدارة وتتطلّع إلى رؤية كيف يمكن الإستمرار في تسريع ودفع مستوى الطموح في تنوّع قاعات مجالس الإدارة في منطقتنا. وبالإضافة إلى خبرتها العمليّة الواسعة أصبحت القاسم في أبريل 2010 المرأة العربيّة والإماراتيّة الأولى التي تصل في رحلة تزلّج على الجليد إلى القطب الشمالي. انضمّي إلينا في السطور التالية حيث نزورها وعائلتها بمناسبة اليوم الوطني الإماراتي!

التصوير: Maximilian Gower

ما كان مصدر الإلهام الرئيس وراء التصميم الداخلي لهذا المنزل؟

تطوّر التصميم الداخلي للمنزل مع تطوّر ذوقي عبر الزمن. في البداية، تميّز أكثر بالألوان الموحّدة والمحايدة من وحي البساطة والطبيعة. لكن مع مرور الوقت، فهمت مدى أهميّة الألوان لطبيعتي الخاصّة، لذا أضفت لمسات من الألوان المعاصرة أكثر لديكور المنزل المستوحى من التراث التقليديّ.

هل لديك أي لون أو أسلوب ديكور مفضّل؟ أين يظهر ذلك أكثر في منزلك؟

لطالما فضّلت الأسلوب الكلاسيكيّ والأزليّ إنّما مع لمسات شبابيّة ومعاصرة تنعش الأجواء في بيتي. وأميل دائماً نحو التقاليد والراحة. فمن المهمّ بالنسبة إليّ أن يكون منزلي مرحّباً ومريحاً. وأتمنّى أن يشعر كلّ شخص يدخل بيتي وكأنّه في منزله من دون تظاهر أو شكليّات. ولطالما كان ذلك أساساً آخر لكيفيّة عيشنا واستمتاعنا باستقبال الأصدقاء والعائلة في المنزل.

كيف تلتقي الخصائص الإماراتيّة والأستراليّة معاً في التصميم الداخليّ للمنزل؟

يتميّز أسلوب الأستراليّين في التصميم الداخليّ بالبساطة والتواضع، وقد أضفنا هذه اللمسة من خلال التأكّد أنّ المنزل أنيق إنّما غير رسمي كثيراً. كما أنّ الطبيعة مهمّة في أسلوب حياة الأسترالييّن، ومساحاتنا الخارجيّة مهمّة في حياتنا أيضاً. وتبرز الحيوانات أيضاً في منزلنا وقد يصعب أحياناً العثور على مكان هادئ بسببها! أمّا الجانب الإماراتيّ من ناحية أخرى، فيتجلّى في الألوان والإضاءة والروائح والترفيه أيضاً، فهذا أمر نحبّ أن نكون مستعدّين له في أيّ يوم.

هل من قطعة فنّيّة أكملت لمسة الديكور الخاصّة بك في هذا المنزل؟

يشكّل السفر جزءاً مهمّاً من حياتنا وأحبّ وزوجي جمع القطع التي تحمل معها ذكريات لنا في كلّ رحلاتنا ولا سيّما العناصر التي تحمل قصصاً والتي نجدها في متاجر التحف أو الأسواق. فتعود خريطة لندن مثلاً إلى العام 1859 عندما تمّ العمل بالرموز البريديّة في لندن للمرّة الأولى. أمّا وعاء الخزف فهو لجدتّي وربّما لجدّاتها قبلها، كما لدينا نسخ الطبعة الأولى من بعض الكتب التي تهمّنا لأسباب مختلفة وهي موزّعة في أنحاء المنزل. وتذكّرنا هذه اللمسات بالأمور التي تهمّنا فعلاً وسط انشغالتنا في الحياة اليوميّة.

هل تحبّين إضافة عناصر معيّنة كالشموع أو الأزهار مثلاً إلى هذا الديكور لإضفاء رونقاً خاصّاً للأجواء؟

نعم أحبّ الشموع والأزهار! فالشموع والروائح مهمّة جداً بالنسبة إليّ وبخاصّة جودتها. وأحبّ استخدام موزّع الزيوت الأساسيّة النقيّة والمفيدة للصحّة والرفاهية. كما أنّني أشتري أزهار الموسم من السوق فهي تضيء الغرفة على الفور.

هلّا تطلعينا عن ذكرى مميّزة من الفترة التي كنت تعملين فيها على تصميم منزلك الداخليّ؟

لا يمكن أن أنسى تلك الفترة كلّها لأنّني أظنّ أنّ المنزل الذي يُبنى بشغف خاصّ وحبّ كبير يكون أكثر دفئاً من ذلك الذي بُنيَ على أساس الكمال من الناحية التقنيّة. وبالرغم من أنّني لستُ مصمّمة داخليّة محترفة، إلّا أنّني طوّرت كلّ التفاصيل بنفسي مع الوقت وعبر مراحل مختلفة من حياتنا. فعلى سبيل المثال، قمنا بأعمال إعادة تصميم للحمّامات والمطبخ بسبب كورونا. وكان من الصعب إنهاء المشروع في ظلّ تلك الظروف لكنّنا تخطّينا كلّ العقبات ونجحنا! كما قد أصبح البيانو أساساً إبداعيّاً في حياتي وعملي لخلق التوازن مع جانبي العمليّ التحليليّ. فقد قمنا بإعادة تصميم غرفة البيانو بأكملها وحتّى اليوم هي تشكّل مساحة عائليّة حيث نستمتع بالموسيقى معاً. أمّا الثريّات فهي إضافة جديدة ومستوحاة من ذوقي الذي يستمرّ في التطوّر للتصميم الأوروبيّ نتيجة العمل على مشروع تجديد أحد القصور.

ما هي الذكريات التي أردت أن تبقى في ذهن أطفالك أثناء نشأتهم في هذا المنزل؟

اشترينا هذا المنزل قبل أن يكون لدينا عائلة، وكنّا دائماً نظنّ أنّنا عندما نصل إلى هذه المرحلة سنكون قد بنينا منزلنا الخاصّ. لكن في الواقع، نحن نجد صعوبة في التخلّي عن المنزل الذي عاش فيه أطفالنا الأربعة، لذلك كنّا نوسّعه شيئاً فشيئاً. وبالتالي فهو مليء بالحبّ والمرح والمشاركة والمعارك المائيّة ولعبة المطاردة والمزلقة المائيّة الضخمة، وأعياد الميلاد الصاخبة والفنّ والموسيقى. أريد أن يشكّل مزيج كلّ ذلك ذكرياتهم وأريدهم أن يكونوا على ثقة أنّ الديار هي المكان الذي سيتذكّره القلب دائماً.

كونك متزوّجة زواجاً مختلطاً وتعيشين في دولة الإمارات العربيّة المتّحدة المعروفة بالتنوّع والتسامح، ما هي القيم التي أردتِ أن يتعلّمها أطفالك؟

هذه القيم تتلخّص بالآتي: الفضول الثقافي والأسس الفكريّة لفهم العالم الذي يعيشون فيه، بالإضافة إلى تقدير تقاليد ثقافتهم وأصولهم، متمسّكين بقيمنا هنا في الإمارات العربيّة المتّحدة.

في أبريل 2010، أصبحتِ أوّل امرأة عربيّة وإماراتيّة تصل في رحلة تزلّج على الجليد إلى القطب الشمالي. ما أجمل ذكرى لديك عن هذا الإنجاز وما الذي غيّره فيك؟

أفضل ذكرى هي معرفة التأثير الذي تتركه أيّام، سواء الصمت التأمليّ أو المناظر الطبيعيّة الآسرة، على الشخص لإطلاق العنان لإمكانيّاته الحقيقيّة. وجعلني ذلك أقدّر فعلاً كيف أنّ كلّ عمل رائع يمكنك إنجازه يأتي من مصدر أساسي واحد للإلهام والشجاعة من دون أن تُقدَّم لك فرصة خارجيّة.

ما هي رسالتكم كعائلة بمناسبة اليوم الوطنيّ الإماراتيّ لبلادكم وللعائلات الإماراتيّة؟

أنا أستمدّ الإلهام دائماً من التطوّر الذي شهدناه على مراحل مختلفة والذي حقّقته قيادتنا في الخمسين عاماً الماضية، على الصعيدين الاجتماعيّ والاقتصاديّ وغيرهما. وآمل أن تشجّعنا هذه العقليّة على الاستمرار في استكشاف فرص إعادة ابتكار عمليّات إنجاز الأمور في جميع جوانب حياتنا في الإمارات بكلّ تواضع وراحة وثقة لخدمة مستقبلنا الجماعيّ.

إقرئي أيضاً: قصّة نجاح ورسالة للإمارات في يوبيلها الذهبي!

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث