نحن لأوّل مرّة أمام معركة مشتركة بيْن كلّ الدول لا ينبغي أن يكون هناك أيّ خاسر فيها

في إطار تعبيرِنا المتواصِل عن الإمتِنان والفخر بطاقمِنا الطّبي الذي يسهَرعلى صحّتِنا في كلّ دول الخليج والعالم، من البديهيّ أن نُلقي الضوء على الجهود التّي تقوم بها الطّبيبات والممرّضات اللّواتي هنّ في قلب معركتنا المشتركة ضدّ فيروس كورونا. وفي هذا الإطار تواصَلْنا مع الدكتورة منال فحّام الإخصائيّة في أمراض المخّ والأعصاب ورئيسَة قسم الأعصاب في مستشفى القرهود الخاص في دبي للإطّلاع على التّدابير الوقائيّة ويوميّات الطّاقم الطبّي الحاليّة.    

  • كيف يقضي الطّاقم الطّبي يومه في المستشفى منذ بدء أزمة تفشّي فيروس كورونا؟

منذ الأيّام الأولى للأزمة بدأت تصلنا الأخبار والتّعليمات بشكل منتظم من وزارة الصحّة. كما أنّ طاقمنا يتضمّن شخص أكاديمي مسؤول عن متابعة الأوبئة والأمراض الوبائيّة، كان على تواصل دوري مع الوزارة. كذلك كان هناك اجتماعات دوريّة مع الأطّباء وتعميم للتّعليمات وضرورة التّشدّد حسب الأوضاع. وقد تمّ إغلاق بعض العيادات التي تُعنى بالجراحات التجميليّة والإختياريّة. ولكنّ القسم الذي أعمل فيه وهو قسم المخّ والأعصاب يُعتَبَر من الأقسام الأساسيّة في المشفى. فاستمرّينا بالعمل بشكل اعتيادي لتلبية حاجات المرضى خصوصاً أنّ الصداع هو أحد الأعراض المهمّة للإصابة بهذا الفيروس. لذلك قسمنا يضّطّلع بدور أساسي في تمييز سبب الصّداع وتحويل المرضى إلى العيادات الأخرى المتخصّصة، في حال شككنا بوجود إصابة فيروسيّة. وقد خضعنا للتّدريب بناءً على تعليمات وزارة الصحّة، ورصَدنا كيفيّة حركة المرضى بدءاً من قسم الطوارئ حتّى تتمكّن الإدارة من تحريكهم بكلّ هدوء على ضوْء تعليمات الوزارة. ونحن نحاول تهدئة المرضى وإطلاعهم على التّدابير التي يجب أن يتّبعوها والتّعليمات الضروريّة للزيادة من مناعة الجسم خصوصاً بعد بدء فترة الحجر المنزلي. فنحن لدينا مسؤوليّة في تحضير الجهاز المناعي لكي يكون قادراً على المقاومة وذلك من خلال التخفيف من توتّر المرضى وإشعارهم أنّ كلّ شيء تحت السيطرة.

  • هل تتمكّنين من أخذ كلّ التدابير الوقائية رغم وجودك في قلب الخطر؟

نحن بمواجهة الخطر بشكل مباشر وكلّ يوم يمرّ عليْنا على الأقلّ 20 مريضاً. ولكنّ التّدابير الوقائيّة موجودة منذ دخول المستشفى وصولاً إلى كلّ العيادات، حيْث أنّ كلّ تحرّكاتنا هي ضمن التّدابير والإحتياطات الوقائيّة. من استخدام الكمّامات والمعقّمات والقفّازات وتعقيم المعدّات بيْن المرضى وتعقيم الأروقة والمصاعد، كلّ خطوة تكون مدروسة. كذلك، فإنّ المرضى الذين يعانون من السعال يدخلون مباشرة من باب الطوارئ إلى العيادات المعنيّة وغرف العزل المجهّزة بعيداً عن الآخرين. وندعو أن تكون كلّ الدول العربيّة لديْها الإمكانات الموجودة في هذا البلد، فنحن لم نعاني البتّة من أي نقص في أيّ نوع من المواد الضروريّة وكلّ الأمور تحت السيْطرة.

  • هل أثّرت الأزمة على إمكانيّتك بالإجتماع بعائلتك؟

في الوقت الذي أحرص فيه على أخذ احتياطاتي، زوجي وأولادي يسألونني كلّ يوم عندما أصل إلى المنزل إذا كنت أتعرّض للخطر. ومن الطّبيعي أن أخاف بدوري من أن أنقل لهم أيّة عدوى، إلاّ أنّني أفعل كلّ ما بوسعي لأتوقّى وأتّكل على الله. فعندما أصل إلى المنزل أخلع حذائي خارجاً وأغيّر ملابسي وأغسل يديّ جيّداً. كما أنّني أتّبع نظام صارم لجهة تناول السوائل والأكل الصّحي لتعزيز جهاز المناعة.

  • ما هي الرسالة التي تودّين اليوم من موقعك مشاركتها مع العالم؟

الرّسالة التي أريد أن أوصلها للعالم أجمع هي أنّه لأوّل مرّة في التّاريخ نحن أمام معركة مشتركة بيْن كلّ الدول ولأوّل مرّة لا ينبغي أن يكون هناك خاسر فيها. يجب أن يربح الجميع سويّةً لاّنّ معركتنا هي ضدّ كائن غير بشريّ. وهذه المعركة إذا كان فيها أيّ إنسان خاسر يُمكن أن يُعيد العدوى إلى الآخرين جميعاً. يجبّ أن توحّد هذه المعركة قلوبنا مع بعض وتُشعرنا بضرورة الحفاظ على موارد الأرض من التلوّث على جميع أنواعه ومن الحروب ومن اقتتال الإنسان وتُذكّرنا بأهميّة عدم استهلاك طاقتنا في صراعات مع الإنسان الآخر.فقد جاء هذا الظّرف ليذكّرنا أنّنا يجب أن نحافظ على هذه الأرض مثلما نحافظ على ذاتنا.

إقرئي أيضاً: هكذا تمنعين فيروس كورونا من التّسلّل إلى منزلك!

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث