نجاح أوّل ولادة من عمليّة زرع الرحم يرسم الأمل للنساء

Image Courtesy: Pinterest

الإعداد: Christelle Abdo

13 طفلاً في جميع أنحاء العالم أبصروا النور بالفعل بفضل هذه التقنية الجديدة من تقنيات التلقيح بالمساعدة، وها إنّ العمليّة تتكلّل بالنجاح مجدداً، وهذه المرّة في فرنسا، لتعطي الأمل لجميع الشابات المولودات أم الناشئات بلا رحم.

ومجدداً يتصدّر الإعلام الفرنسي وصفحات الجرائد اسم جرّاح لامع من أصول عربيّة، حيث أجرى العمليّة الناجحة رئيس قسم الجراحات النسائيّة والتوليد في مستشفى فوش سورسين الجامعي في باريس، البرورفسور جان مارك الأيوبي وفريق عمله. ففي 31 مارس 2019، تمت عمليّة زرع الرحم الأولى في البلاد داخل هذا المستشفى لسيدة تدعى Deborah عمرها 34 عاماً ولدت من دون رحم. لتنجب اليوم طفلها الأول بعد حوالى العامين على عمليّة الزراعة، وتعزّز آمال النساء بتحقيق حلم الأمومة ولو في حالات متشابهة.

أمّ متبرعة، ابنة متلقية

عادةً ما يحصل التبرع بالرحم بين الأم وابنتها، بغض الطرف عن حالات زرع الرحم السابقة في بلدان أخرى التي خرجت عن هذا الإطار. لكن هذا ما جرى في فرنسا تماماً، حيث أعلن البروفيسور الأيوبي، أنّها "أوّل عمليّة زرع فرنسيّة تستند أيضاً إلى مبدأ: أمّ متبرعة، ابنة متلقية". ونال فريق البروفيسور الأيوبي الموافقة لإجراء ثماني عمليات زرع في التجارب السريريّة، على أن يتم تقييم نتائجها قبل أن يتمكنوا من القيام بالمزيد.

كذلك، فقد تلقّى مستشفى جامعة ليموج الضوء الأخضر من السلطات، للبحث في زراعة الرحم من المرضى المتوفين دماغيّاً. هذا ويعمل فريق آخر أيضاً على هذا النوع من عمليّات الزرع في مدينة Rennes.

أيّ نساء يمكنهنّ أن يستفدن من عمليّة زرع الرحم؟

أوضح البروفيسور الأيوبي في بيان المستشفى أنّ "زراعة الرحم في فرنسا أتت بعد 10 سنوات من الأبحاث والتعاون، خصوصاً مع البروفيسور برانستروم، رئيس قسم التوليد في جامعة جوتنبرج (السويد) حيث تم إجراء 15 عملية زرع رحم، الذي استفاد مع فريق عمله من الخبرة الفرنسيّة في جراحة الروبو التي من خلالها أجرى استئصال الرحم في آخر خمس عمليات".

من جهته، قال البروفيسور برانستروم: "إنّ زراعة الرحم تمثّل أعظم تقدّم في طب النساء منذ بداية التخصيب في المختبر IVF". إنّما لن تتمكن جميع النساء من استخدامه، بل فقط أولئك اللواتي يعانين من عقم الرحم، ولا سيمّا المصابات بمتلازمة روكيتانسكي.

كذلك، قد تستفيد النساء اللواتي أزلن رحمهن بعد الإصابة بالسرطان أو نزيف ما بعد الولادة من زرع الرحم.

ما المخاطر المحتملة؟

يصيب هذا المرض الخلقي، واحدة من كلّ 4500 امرأة، وتجرى عمليّة زرع الرحم لمن ولدن من دونه، أو لمن تعرضن لإزالته لأسباب مرضيّة، والأدوية التي تعطى لعدم رفض العضو المزروع، ليست قوية كتلك التي تعطى في حالات زرع الأعضاء الأخرى، وهي بالتالي لا تؤذي الحمل فيما بعد.

ويتطلب نقل الرحم معرفة دقيقة لأن هذا العضو غني بالأوعية الدمويّة.، لذا يجب ألا تضعف قدرتها على استيعاب الجنين وتطوير المشيمة. في هذا الصدد، يوضح البروفيسور جان مارك الأيوبي: "إنّ العملية طويلة ومعقدة للغاية بسبب خطر حدوث نزيف أو تجلط". يجب إزالة العضو بدون تعريض المتبرّع للخطر، ثم نقله إلى المتلقي وإعادة وصل جميع الأوعية الرحميّة لعملية الزرع بمجرى دمها.

ويستأنف البروفيسور الأيوبي كلامه بقول إنّه بالتبرع بين الأم وابنتها، يتحقق النجاح في 85٪ من الحالات. لكن تفادياً لرفض المتلقي عملية الزرع، يجب تناول عقاقير مثبطة للمناعة.ويضيف الأيوبي أنّه بفضل الجراحة الروبوتيّة التي طوّروها مع الفريق السويدي، وفروا الكثير من من ساعات العمل. فضلاً عن أنّ الروبوت، الذي يتحكم فيه الجراح عن بُعد، دقيق جداً، ممّا يجعل الإجراء أقل توغلاً ويقلل من المخاطر التي يتعرض لها المتبرع.

المساواة أخيراً؟

إنّ ظهور زراعة الرحم يعتبر إنجازاً عظيماً إذ لا يزال المجتمع يحكم على النساء بحسب قدرتهنّ على الإنجاب. وزراعة الرحم تمهد الطريق لمزيد من المساواة بين النساء.

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث