في يوم الأرض نحتفي بالجذور!

الإعداد والإدارة الفنيّة والتنسيق: Aaraf Adam
التصوير: Husna Saleh
الشعر والمكياج: Sarah Khan
العارضات: Aaraf Adam وWied Eldayrani وSerene El- Kogali

في شهر رمضان المبارك، شهر الخير والصدق، يعطينا الله سبحانه وتعالى هذا الوقت الخاصّ لنعود إليه ونعود إلى جذورنا ونتذكّر الأشخاص الذين زرعوا فينا هذه الجذور بالعمل الجادّ وأساليب العيش البسيطة. ومن المهمّ أن نتذكّر أين بدأنا، أصولنا وجذورنا وأين سيقودنا كلّ ذلك. فنحن وصلنا إلى ما نحن عليه بفضل جذورنا المغروسة أعمق ممّا نتخيّل. وسيتذكّرنا الناس لما نحن عليه وبالإرث الذي نخلّفه وراءنا. وبالتالي، إنّ تذكّر أصولنا هو وسيلة للتعبير عن الشكر والتقدير لأسلافنا. وهذا التحقيق الخاصّ الذي تمّ تصويره في مزرعة في الولايات المتّحدة الأميركيّة يسلّط الضوء على قصّة 3 نساء سودانيّات متجذّرات في القوّة والجمال والتميّز، يكتبنَ رسالة حبّ لجذورهنّ السودانيّة. حيث تستحقّ جميع النساء أن يوصلنَ أصواتهنّ ويحصلنَ على مكان يعتبرنه خاصّاً بهنّ وتمثيلاً صحيحاً لهنّ في الأدب والإعلام والثقافة والتاريخ. ويحكي هذا التحقيق الخاص قصّة جذور هؤلاء النساء السودانيّات والرابط الذي يجمعهنّ. رافقينا في ما يلي لنكتشف معاً هذا الرابط الخاصّ الذي يجمعهنّ بفضل أصولهنّ، وكيف يتجذّر في خلق الأرض وفي الأخوّة وكيف يطلق العنان لقوّة المرأة. 

اقرئي أيضاً: Maya Hojeij: "استخدمي التعاطف غير الجندريّ للتواصل مع منطق الآخرين وعاطفتهم من أجل الحثّ على التغيير"
العلاقة مع الحيوانات والأرض
فيما جهّز الأسلاف الأرض التي تحدّد توجّه الماضي والحاضر والمستقبل، تحمل تلك الجذور التي زرعوها داخل التربة الخيرات في جميع أنحاء أرض السودان الغنيّة بالموارد، من النفط وخام الحديد والفضة والذهب إلى الأرض المليئة بالتربة التي يمكن زراعتها على مدار السنة للتخزين والإنتاج بوفرة. 
وتربط الإنسان علاقة قويّة جدّاً بهذه الأرض ومخلوقاتها. فإنّ الحيوانات والأرض لديها الكثير لتقوله لنا إذا ما أصغينا جيداً. إنّها تعلّمنا احترام الطبيعة والسعي إلى التميّز لأنّنا جميعنا من خلق الله. وتجسّد هذه الصور مدى قدرة البشر والحيوانات على مشاركة الروابط المميّزة. فالعلاقة والمودّة التي نشأت بين البشر والخيول بشكل خاصّ، هي علاقة فريدة من نوعها: "يركض كلانا عبر هذه الحياة، وهذا الركض هو دعوة لملاحظة التنوّع والجمال الذي يمكن إيجاده من خلال الوقوف في ضوء جذورنا."   
كما أنّ اسم أحد الخيول الظاهر في الصور هو "أحمر" تكريماً لقوّته والطاقة الروحية التي يعكسها. بالإضافة إلى ذلك يعبّر هذا اللّون عن قوّة المرأة الأفريقيّة العربيّة وكيف أنّ قوّتها كامرأة هي عامل جوهريّ.

النشأة والارتقاء في الأخوّة
بالتوازي مع العلاقة التي تربط البشر بالأرض وخلقها، فإنّ الرابط الذي يتشاركونه مع إخوتهم وأخواتهم ينمّي حبّهم ورفاههم. والبدء من مكان ما هو النشأة، أمّا البناء فيكون على أساس الحبّ: "مع السماء والتلال خلفنا، نرتقي في الأخوّة بنظرات بسيطة لبعضنا البعض. وعندما نحيي ذكرى أصولنا، نتذكّر دائماً من نحن ومن أين نأتي. من المقدّر لنا جميعنا أن نصل إلى آفاق عالية، ونسعى إلى الوصول إلى ما لا يمكن بلوغه والنجاح في ذلك، من أجل تحديد مستوى جديد من الوعي والفهم، والحفاظ عليه".

​الأخت ليست دائماً المرأة التي تربطنا بها صلة الدم، بل هي أيضاً الرفيقة، التي نشاركها رابطاً مميّزاً يسمح لنا بالشعور بالحبّ ويمدّنا بالشجاعة والتمكين: "نشعر دائماً بالقوّة عندما نكون محاطات بأخواتنا، ونستمدّ الوحي من فكرهنّ وطابعهنّ العنيد وطباعهنّ الغنيّة".
توضح هذه الصور قوّة التضامن النسائيّ في تكوين الأخوّة. والبروز في الوحدة والأخوّة والمجتمع. الأخوة التي تأتي بأشكال مختلفة، سواء كرابط الدم أو ضمن جماعة أو من الحبّ والجذور: "الحبّ هو القوّة الدافعة لكلّ شيء، إنّه جذورنا. ويدفعنا إلى رؤية الجمال الداخلي للتعبير ومعاملة الآخرين بالمثل. ويحثّنا على العطاء وإظهار الامتنان".

قوّة النساء لا تقهر
تشكّل أسماء هؤلاء النساء تكريماً لأصولهنّ. إنّها تدلّ على هويّاتهنّ وما سيمثّلنه:"ترسم أسماؤنا قصصنا وتلعب دوراً في تشكيل مصيرنا. نحن نعكس القوّة التي منحنا إيّاها أسلافنا. لذلك نحن قويّات ونرى القوّة من حولنا. فننظر إلى الشمس وننجذب إلى الجمال من حولنا حيث يلمسنا كلّ شعاع من الشمس التي سمح لها الله أن تضيء".

​ولفهم قيمتك، يجب عليك أوّلاً أن تفهمي أصولك. أنت لا تقدّرين بثمن. أنوثتك هي مصدر كيانك ودعوة لاحتضان جمالك ونورك الداخلي: "نحن النساء نتألّق في العالم؛ نحن نور. نحن في تقدّم مستمرّ. وكلّ شيء في الحياة متداخل ومربوط بنا. لدينا آمال كبيرة وكلّ ما علينا فعله الآن هو الوثوق بها وتقبّل أنفسنا دائماً".
فيبدأ إرث المرأة من أصولها ويستمرّ في المستقبل: "أن تُحبّي وأن تُحَبّي هو أن تعرفي جذورك. وتذكّري، يملك جميعنا أصلاً وهدفاً. نحن الحبّ!"  

عن الكاتبة:

Aaraf Adam، هي كاتبة ومنسّقة موضة ومخرجة أفلام من أصول سودانيّة وأميركيّة تبلغ من العمر 21 عاماً. تقدّم Aaraf فنّاً سرديّاً هادفاً ومليئاً بالمشاعر وتركّز على التعاون مع الفنّانات ورواة القصص بهدف الارتقاء بالنساء الداكنات البشرة عبر القارّات وفي الشتات من خلال تجارب رمزيّة، ولا سيّما في المجتمعات الممثّلة تمثيلاً ناقصاً.

اقرئي أيضاً: Dr. Nadia Al Bastaki: نتمتّع نحن النساء بقوّة هائلة وقدرتنا على إحداث تغيير إيجابيّ لا تقدّر بثمن

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث