يصادف ٣ أبريل اليوم العالمي للتوحّد وستغتنم الفرصة اليوم لإلقاء تحيّة تقدير للأمّهات اللواتي مشينَ هذا الطريق الصعب مع أولادهنّ فمنحنهنّ كلّ الحبّ والحنان وتعاملنَ معهنّ بعناية خاصّة لا تشبه سواها. لذا لا بدّ من نشر التوعية حول هذا المرض الذي غالباً ما يصيب الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة أيّ بين ١٢ و١٦ شهراً لتفاديه والمضي قدماً في مراحل الشفاء منه في حال أصاب طفلك. ولطالما أشارت الدراسات إلى أنّ الكشف المبكر للعوارض يساهم في استباق المرض والإتيان بنتائج رائعة .
فإذا لاحظت أنّ طفلك يظهر عوارض، ولو كانت طفيفة، إذ يصعب عليه النظر مباشرة في عينك أو عيون الآخرين متفادياً هذا التواصل البشري، ولا يتفاعل معك عندما تنادينه باسمه ويجد صعوبة في النطق والتواصل الكلامي وغيرها.. فلا تستهيني بذلك أبداً ولا تغضّي الطرف زاعمةً أنّه لأمر طبيعيّ بما أنّه ما زال صغيراً، بل ثقي بحدسك واتّخذي الإجراءات اللازمة لتفادي وقوع المشكلة.
وبما أنّ الحجر المنزلي فرض علينا اليوم، ستكون هذه فرصة ذهبيّة لمنح أطفالك عناية فائقة وإعادة بناء جسر التواصل معهم بعدما فرّقتكم دوامات العمل المتفاوتة وانشغالات الحياة اليوميّة. فامنحيهم كلّ الحبّ والدعم وامضي أوقاتاً قيّمة معهم وانصتي إليهم وراقبي تصرّفاتهم وطريقة تفكيرهم وأسلوب تعاطيهم وما يثير انفعالهم ويحرّك أحاسيسهم واجعلي المنزل مكاناً آمناً لهم والعبي معهم وحضرّي لهم كلّ الأطباق التي حلمت أن تعدّيها لهم لو كان لديك الوقت.
بذلك يشعرون أنّك سندهم القويّ ويلجأون إليك للتكلّم عمّا يزعحهم فتساعدينهم في إيجاد الحلول والتغلّب على المصاعب. لذا الطريقة الفضلى اليوم هي الانتباه جيّداً إلى صحّة أولادك النفسيّة وعدم إهمالها. أمّا الوقت فهو الأنسب اليوم بما أنّ فيروس كورونا قد لمّ شمل العائلة فأصحبنا ندرك جيّداً قيمة ما نملك وما نعم اللّه علينا ولم نعد نعتقد بالمسلّمات فكلّ شيء فان وتبقى الصحّة أثمن ما لدينا.
اقرئي أيضاً: دورس حياتيّة طيّ النسيان يعلّمنا إيّاها فيروس كورونا