العنف الأسري وباءٌ لا يقلّ شأناً عن كورونا!

بينما يترقّب الجميع ما ستؤول له الأحداث في العالم مع تفشّي فيروس كورونا، تتّخذ الأكثرية تدابيرالحيطة والحذرعبر البقاء في المنزل والتّخفيف قدرالمستطاع من الإتّصال الجسدي بالعالم الخارجي. وقد ساعد الحجرالمنزلي أفراد العائلات على التّقرّب من بعضهم والأهل على توطيد علاقتهم بأطفالهم. إلاّ أنّه وللأسف هذه التّجربة ليست مماثلة للجميع، ففي المقابل، قد ازدادت نسبة ممارسة العنف الأسري عالميّاً منذ بداية فترة الحجر.

نعم، إنّ العنف ضدّ النّساء ليس بظاهرة جديدة، إنّما هو تجربة مرفوضة ومدانة في كلّ بلدان العالم بوجود قوانين تُجرّم المعتدي. ففيما تستفيد بعض النّساء اليوم من تجربة الحجرللإعتناء بأنفسهنّ وإعطاء الوقت لذاتهنّ، هناك نساء أخريات محتجزات في المنزل عيْنه مع معنّفهنّ الذي هو للأسف أقرب النّاس لهنّ!

وبما أنّ ازدياد هذه الظّاهرة يشكّل خطراً كبيراً على المجتمعات، شدّد الأمين العام للأمم المتّحدّة أنطونيو غوتيريش عبر حسابه على تويترعلى أهميّة أن تكون النّساء بأمان في منازلهنّ مؤكّداً أنّ السلام لا يكون فقط بغياب الحرب إنّما ينبع من داخل المنزل أيضاً. وقد دعا أيضاً جميع الحكومات إلى وضع سلامة المرأة أوّلاً.\

وفي هذا الإطار، تقوم جمعيّات عديدة حول العالم بالتوعية ورفع الصوت ضدّ هذه الظاهرة التي تتسبّب سنويّاً بمقتل آلاف النّساء. وبين هذه الحملات برزت مؤخّراً حملة "Fighting for life" الإجتماعيّة التي أكّدت أنّ العنف الأسري هو وباء لا يقلّ شأناً عن كورونا. وفي هذا السياق، قام الفنّان المعاصر AlexSandro Palombo المعروف بإلتزامه بالتّصدي للعنف الأسري ونشر الوعي حول مخاطره بنشر سلسلة جديدة من الأعمال الفنيّة. وقد شملت ستّ ممثّلات هنّ Eva Longoria و Olivia Wilde و Jennifer Morrison و Marcia Cross وLisa Edelstein و Teri Hatcher اللواتي شاركن في مسلسلات تلفزيونيّة رائجة.

تُظهر هذه الأعمال الفنيّة نوعيْن من النّساء يخُضن اليوم معركتيْن مختلفتيْن. الأولى داخل المنزل في وجه شخص مقرّب لهنّ والثانية خارجه في وجه فيروس غير مرئي. فتبرِز الأضرار التي تنجُم عن ازدياد العنف الأسري في فترة الحجر المنزلي من جهة والألم الذي يتحمّله مقدّمو الرعاية الذين يقاتلون فيروس كورونا في الصفوف الأماميّة من جهة أخرى.

صحيحٌ أنّ في المعركتيْن هناك ألمٌ، إنّما من هذا الألم تتولّد قوّة! قوّة تحُثّ المرأة على كسر حاجز الصمت لتنتصر في معركتها من أيّ نوع كانت!

إقرئي أيضاً: في يوم الصّحة العالمي، شكرٌ من القلب لكُنّ!

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث