Zahra Lyla Khalil: أحبّ تأسيس ملجأ للحيوانات المهجورة والمشرّدة

التصوير: Maximilian Gower
الإدارة الفنيّة: Farah Kreidieh
التنسيق: Sarah Rasheed

لا يشمل الحبّ حبّ البشر فحسب، إنّما يتعدّاه أيضاً ليطال حبّ المخلوقات الأخرى التي نتشارك معها هذه الأرض في تناغم كالحيوانات سواء كانت أليفة أو غير أليفة، بحريّة أو بريّة أو جويّة. لكلّ منّا تفضيلاتها وشغفها بنوع محدّد من الحيوانات. ويُمكن أن يكون هذا الودّ فطريّاً أو ينمو جرّاء محيطنا الإجتماعيّ. وإن كان هذا الإنجذاب يرتبط بخلفيّتنا واهتمامنا بالطبيعة بشكل عامّ أو بثقافتنا الاجتماعيّة، فإنّه بالفعل شعور رائع وعلاقة سامية مع أبهى مخلوقات الله التي تشعر بالحبّ وتعيشه أيضاً فيما بينها أو تجاه العائلات التّي تتبنّاها. وبينما تُربّي بعض الأسر أطفالها على أهميّة الرأفة بالحيوان، تتبنّى عائلات أخرى حيوانات أليفة تصبح أفراداً منها فيتأثّر بها أطفالها. وبما أنّنا نؤمن بأهميّة بناء علاقة سليمة ووديّة مع الحيوانات، قابلنا في هذا التحقيق المدوّنة ومستشارة مواقع التواصل الاجتماعي التي تعشق القطط Zahra Lyla Khalil.

أطلقت Zahra Lyla Khalil مدوّنتها "Just Lyla" عام 2009، حين لم تكن المدوّنات معروفة بعد في منطقتنا. وقد تطوّر مضمون مدوّنتها مع السنوات حتّى حصلت على جائزة عام 2014! ولطالما سعت إلى نشر المعرفة حول الموضة والجمال. فعُرفت بشفافيّتها، إذ لم تحاول يوماً أن تلبس شخصيّة أخرى أو تسوّق منتجاً لا تقتنع به أو لا يتماشى مع ذوقها. وكلّ من يتابعها يراها دائماً على حقيقتها وطبيعتها. وبالإضافة إلى ذلك، هي معروفة أيضاً بحبّها للقطط. فلطالما ربطت زهرة علاقة خاصّة بالحيوانات ولدى القطط مكانة خاصّة في قلبها. وفي ما يلي نسألها عن حبّها للحيوانات وكيفيّة الاعتناء بها كما عن زواجها وإنشائها لوكالتها الخاصّة التي تُعنى بوسائل التواصل الاجتماعي.

هلّا أخبرتنا أكثر عن هذه العلاقة التي تربطك بالقطط؟ في أيّ مرحلة بدأت وكيف تطوّرت؟
لطالما ربطتني علاقة خاصّة بالحيوانات. وفي مرحلة ما، في خلال نشأتي، كان لدينا مزرعة في منزلنا، فيها دجاج وبطّ وأرانب وطيور وقطط. إلّا أنّ هذه الأخيرة كانت الوحيدة التي تظهر عاطفتها، وحينما أدركت ذلك سرعان ما تعلّقت بها. وفي صغري، كنت آخذ أيّ طعام أجده في البرّاد وأطعم القطط الموجودة في الخارج، على الرغم من ممانعة أمّي لهذا الأمر. فانتهى بنا الأمر مع 12 قطّة خارج منزلنا.

تشتهر القطط بكونها مخلوقات غامضة إنّما لطيفة. فما هي سمات شخصيّتك التي تتشاركينها معها؟
ثمّة صورة نمطيّة على أنّ القطط شرّيرة، إلّا أنّ الحقيقة عكس ذلك تماماً. فحسب فصيلتها، قد تكون غاية في التعاطف وتسعى للفت الانتباه، وأظنّ أنّ هذا قاسم مشترك يجمعني بها. كذلك، تحبّ المرح وفي الوقت عنيه لديها عالمها الخاصّ، وهذا أمر أفهمه بشدّة وأتشاركه معها.

هل تعتبرين نفسك من محبّات الحيوانات؟ وما هو حيوانك المفضّل إلى جانب القطط؟
لدى القطط مكانة خاصّة في قلبي، إلّا أنّني أحبّ كافّة الحيوانات. وإحدى الأمور التي أحبّ فعلها هي تأسيس ملجأ للحيوانات المهجورة والمشرّدة.

من المعروف أنّك تسافرين بوفرة. فكم كانت المدّة الأطول التي كنت غائبة فيها عن قططك، وكيف تعاملت معك عند عودتك؟
ثمّة أمر آخر أحبّه حول القطط، ألا وهو استقلاليّتها. لذا، طالما لديها طعام تتناوله ومياه تشربه، لا مانع لديها بتركها بمفردها. لذلك، يتماشى الأمر جيّداً مع جدول سفري. فعندما أسافر، يعتني بها أخي. في حين يأتي إلى منزلي ويحرص على أنّه يتمّ إطعامها كلّ يوم. فأثناء سفري، أطلب منه أن يرسل لي صوراً أو فيديوهات لها يوميّاً. أمّا بالنسبة للمدّة الأطول التي كنت غائبة فيها عنها فكانت شهراً كاملاً. فور عودتي تجاهلتني القطط للساعات القليلة الأولى، كما لو أنّها مستاءة منّي بسبب غيابي لفترة طويلة، إلّا أنّها لم تفارقتي البتّة في الأسبوع التالي.

كيف تتواصلين مع قططك وتفسّرين سلوكها وتميّزين حاجاتها؟
لديّ إيمان راسخ بأنّ قططي تفهم عليّ عندما أتكلّم معها. لذا، أتواصل معها كما لو أنّها من البشر. لا يفلح الأمر في كلّ محاولة، إلّا أنّه يساعدني.

يميل بعض الناس إلى إصدار الأحكام على الآخرين نسبةً لطريقة تعاملهم مع حيواناتهم. فما رأيكِ بذلك؟
إن كنت تعاملين الحيوانات بطريقة سيّئة، ما من مكان لك في حياتي. فإن لم يكن زوجي من محبيّ الحيوانات، على الأرجح لم أكن لأتزوّجه.

عادةً ما يختلف الثنائي بين من يحبّ القطط ومن يحبّ الكلاب، ومن الواضح أنك مولعة بالقطط. فأي من الطرفين يتّخذه شريكك؟ وهل تمانعين أن يقتني كلبًا؟
حين التقيت زوجي، كان يهوى الكلاب، ولكنّنا قررنا معًا أن نقتني قطًا أسميناه "مايكي" وهو الآن مولع به. فبتّ أشعر أنه يحبّ القطّ أكثر ممّا يحبّني! أمّا بالنسبة لي، بما أنّني أحبّ الكلاب أيضاً، فلا أمانع أبداً أن نقتنيها إلى جانب القطط.

بما أنّنا نتكلّم عن موضوع الزواج، هلاّ شاركتنا آخر التحضيرات لزفافك؟ 
سأفصح لكم عن هذا التفصيل: لقد تزوّجنا بالسرّ! وأعتقد أنّ هذا أفضل قرار اتّخذناه!

أنت مصمّمة جرافيكيّة بالأصل، كما أنّك تخصّصت في الموضة والإنتاج الإعلامي في المملكة المتّحدة. فمتى قرّرت أن تطلقي مدونتك "Just Lyla"، التي أصبحت من أشهر مدوّنات الموضة والجمال في الشرق الأوسط؟ وكيف طوّرت مضمون المدونة على مرّ السنين؟
أطلقت مدونتي "Just Lyla" عام 2009، حين لم تكن المدونات معروفة بعد في المنطقة. وأردت من خلالها أن أجد مدخلاً إلى عالم الموضة. لكنّني لم أدرِ أبداً أنّها قد تكبر لدرجة أن أحصل على جائزة عام 2014! انطلقت بعدها إلى لندن لاستكمال شهادة الماجستير، وعند عودتي ازدهرت مدونتي، فصرت أتلقّى عروض عمل مع أكبر العلامات التجاريّة مثل Cartier وDior وBottega Veneta، فأصبح هذا عملي. وبما أنّ المدونات تتمتّع بطابع شخصيّ، نضجت مدونتي معي. لقد مرّ 11 عامًا وما زلت لا أصدق كيف مرّ الوقت!

كيف نجحت في بناء علاقة متينة مع السيّدات اللواتي يتابعنك على إنستجرام ويثقن بذوقك ونصائحك؟ وما هي رسالة التمكين التي تشاركينهنّ بها؟
دائماً ما كنت على طبيعتي في جميع حساباتي على مواقع التواصل وأعتقد أن من يتابعني يقدّر ذلك. أنا شفافة دومًا ولا أحاول أن ألبس شخصيّة أخرى، فيراني الجميع على حقيقتي وبذلك يمكنهم التشبّه بي. وأشكر جميع من يتابعني ويستمتع بمشاهدتي ويستمع إلى نصائحي. كما أحاول جاهدة أن أعطي معلومات عن الموضة والجمال، أكثر ممّا أعرض صوري الخاصّة. أرغب في نشر المعرفة التي اكتسبتها وكان الردّ إيجابيّاً حتى الآن!

أنت معروفة بمبادئك التوجيهيّة الحسّاسة في ما يتعلّق بتعاونك مع العلامات التجاريّة، حيث أنّه عليك الاقتناع بالمنتج الذي تعرضينه. فهل واجهت أيّ مشاكل جرّاء ذلك؟
لطالما تمتّع المضمون الذي أعرضه بالشفافيّة، فإذا تواصلت معي علامة تجاريّة لا تعجبني أو تتناسب مع ذوقي، سأرفض عرضها بالتأكيد. يقدّر الناس أصالتي وشفافيّتي ولن أقوم بأي عمل يضرّ بذلك.

ماذا عن مشاريعك المستقبليّة؟ وهل تحضّرين أيّ عمل خارج نطاق مواقع التواصل الاجتماعي؟
أنا متحمّسة جدًا، إذ أطلقت مؤخرّاً وكالتي الخاصّة التي تُعنى بمواقع التواصل، حيث أبتكر مضموناً لحسابات العلامات التجاريّة. ويأتي ذلك بالتناغم مع عملي، إذ دائماً ما يُقال لي أنّ مضمون حساباتي على مواقع التواصل ناجح جدّاً. وتلبّي شركتي حاجات العلامات التجاريّة التي تحتاج إلى المساعدة في تطوير المضمون الذي تعرضه على الإنترنت، سواء عبر الصور أو الفيديو.

ماذا يخبئ المستقبل لإنستجرام برأيك؟ وإذا ألغي التطبيق غداً، ماذا ستفعلين؟
أنا ممتنّة للفرص التي قدّمتها هذه المنصّة لمسيرتي المهنية، ولكن لا يجوز الاتّكال عليها فحسب. ومن خلال شركتي، يمكنني الانتقال بسهولة في حال أُلغيت. كما أعمل حالياً على إطلاق مشاريع عدّة، فيسعدني القول أنّه إذا اختفى التطبيق يومًا، سأبقى موجودة!

اقرئي أيضاً: Dalma Malhas: علاقتي بالخيول قصّة حبّ أزليّة بدأت منذ طفولتي

العلامات: Zahra Lyla Khalil

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث