Shoug Al-Nafisi: "ستكون دائماً أعظم إنجازاتك نوعاً من الخدمة"

فيما نحتفل باليوم الوطني الكويتي، سنتعرّف هذا الأسبوع إلى سبع رائدات كويتيّات من مجالات مختلفة صقلنَ بجهودهنّ وعملهنّ وإبداعهنّ تطوّر هذه المجالات. فنحتفي بمسيراتهنّ الرائدة وتأثيرها الإيجابيّ على تقدّم مجتمعاتهنّ. وفيما يلي حوارنا الخاص مع شوق النفيسي. 

​ 

تعمل شوق النفيسي البالغة من العمر 35 سنة كرئيسة تنفيذيّة لشركة عقارية محليّة. وهي تعتبر أنّها عاشت حياة بعيدة تمامًا عن أيّ خطط أو توقّعات. حيث أنّ خلفيتها الدراسية هي في مجال التغذية مع حصولها على درجة الماجستير في الصحة العامة من الجامعة الأمريكية في بيروت. تركت شوق الكويت في سن الـ17، وقد أمضت وقتًا طويلاً في تطوير نفسها وتكريس وقتها للدراسة والعمل المهني جنبًا إلى جنب مع نموّها الشخصي. كان الأمر الثابت الوحيد في حياتها هو الرياضة وألعاب القوى. طوال أيام دراستها حتى الجامعة وما بعدها، كانت دائمًا نشطة للغاية في كلّ ما تمكّنت من إيجاده، سواء كانت الرياضات الجماعيّة أو التدريبات في صالة الألعاب الرياضية. ثم قبل أن تبلغ الـ30، تعرّفت على الـMuay Thai الذي أثار شغفها، وهي رحلة تأمل أن ترافقها لبقية حياتها.

كان التّحدي الأكبر الذي واجهته شوق خلال مسيرتها هو قيامها بدور قيادي في عائلتها والعمل الخاص بهم بعد وفاة والدها رحمه الله بشكل مفاجئ. فتقول لنا: "على إثر ذلك اختبرت ثقتي بنفسي اختبارًا حقيقيًا. كان لديّ نظام دعم رائع يتكوّن من عائلتي وعدد قليل من أصدقائي المقربين الذين وضعوا ثقتهم بي أيضًا. أُدين لهم بالكثير من القوّة التي كانت لديّ خلال تلك الفترة. ومع ذلك، كنت بحاجة إلى أن أحزن وأنفّس عن كلّ ما كنت أشعر به في ذلك الوقت. فبدأت في بذل المزيد من الجهد للتدريب على تمارين الـMuay Thai والالتزام بها، لتكون الأمر الثابت في حياتي".

هناك دائما مجال للتحسن

تشاركنا المزيد حول هذه الرياضة التي أبهرتها وتقول: "الـMuay Thai هو شكل من أشكال فنون القتال وله جذور آسيوية عميقة، وهي الرياضة الوطنية لمملكة تايلاند. وتسمّى أيضًا "فنّ الأطراف الثمانية" بسبب استخدام اليدين والرجلين والمرفقين والركبتين".ثمّ تضيف قائلة: "باعتبارها رياضة قتالية، فهي تبني قدرتك على تحمّل التمارين الهوائية، وقدرتك على التّحمل ومرونتك البدنية. في تمارين الـMuay Thai، هناك دائما مجال للتّحسن بغض النظر عن مستواك. بمجرّد أن تصلي لمستوى معيّن، تبدأين في تدريب الآخرين وتكسبين الاحترام كـKru أو مدرّب. يولي مجتمع الـMuay Thai أهميّة كبيرة للروح الرياضية واحترام الـKru وكرياضة، فهي تُعلم انضباط كل من العقل والجسد. التحكّم هو كلّ شيء. بالنسبة لي، ساعدتني هذه التمارين على تخطّي الكثيرمن التحديات الصحية، ولكن الأهمّ من ذلك، التوتر والأسى. كلّما تعلمت أكثر، كلّما شعرت بأنّني أريد التّحسن على المستوى الرياضي كطالبة فيها، ولكن أيضًا كشخص. فكلّ ما نتعلّمه خلال الرحلة يترجم بالفعل في النهاية في حياتنا الشخصية".

أما بالنسبة للجنة الكويت للـMuay Thai، فهي موجودة منذ سنوات، ولكن تمّ مؤخراً اختيار مجموعة من الشباب والشابات في هذا المجتمع لتحمّل المسؤوليات. وتوضح الرياضية: "تعمل اللجنة تحت مظلة اللجنة الأولمبية الكويتية، والتي تُعدّ أيضًا السلطة الكبرى وراء تحقق اللأعمال في الرياضة. وتعمل اللجنة على الترويج لهذه الرياضة في الكويت، لكنّها تركّز أيضًا على خلق فرص للمقاتلين للمنافسة محليًا ودوليًا". بصفتها عضوًا في اللجنة، يتمثل دور شوق في تسهيل إنشاء البطولات والمساعدة في البحث عن فرص للتنافس لفريقهم، واقتراح طرق يمكنهم من خلالها تنمية المجتمع بشكل أكبر. من الناحية الفنية، تلعب اللجنة دورًا ذات سلطة عندما يتعلق الأمر برياضة الـMuay Thai في الكويت".

لاكتساب القوّة الجسديّة والعقليّة

وتؤكّد شوق:"إنّها رياضة يتمّ التنافس فيها بشكل فردي". وتوضح أكثر: "هذه في حدّ ذاتها تصبح بمثابة فرصة إجباريّة إنّما مفيدة للشخص لمواجهة مخاوفه. ويمكن أن يتكرّر ذلك يوميًا أثناء التدريب. سواء كان ذلك نقصاً في احترام الذات، أو الغضب، أو الشعور بفقدان السيطرة، أو حتى الشعور عموماً بالثقل أو الضعف الشديد. غالباً ما تندفع هذه المشاعر وتغمرك عندما تتدرّبين. فتحاربينها على الحال بالتركيز والتصميم وتجاوز كلّ حدّ مادي تعرفينه. ومع نهاية كلّ يوم تدريب، تدركين أنك أصبحت أفضل وأقوى وأسرع. بالنسبة لي، هذه هي الإنجازات التي أعكف على إحرازها في السنوات الخمس القادمة. ولا تزال هذه الإنجازات تساعدني في اتخاذ القرارات والثقة في حدسي وقدرتي على التركيز وتحديد الأولويات". وللتأكيد:" تساعد المرأة أن تعي أنّ لديها القدرة على الدفاع عن نفسها إذا اقتضت الحاجة. بالإضافة لمساعدتها على اكتساب القوة البدنية والعقلية للدفاع عن من حولها كما تساعدها أيضًا للدفاع عن نفسها. تلعب النساء أدواراً اجتماعية متعدّدة، وأعتقد أننا كنساء نميل إلى منح كلّ ما لدينا على حساب صحتنا ورفاهيتنا. أؤمن أنّه يمكننا أن نكون معطائين أكثرعند تحلينا بالقوة الكافية. وأوصي الجميع بالفعل بممارسة الـMuay Thai، وبخاصة النساء". وفي الختام، تشارك الرياضية هذه الرسالة مع الكويت ونسائها وتقول: "أقدّم خالص الثناء والاحترام لقيادة الكويت، وأتمنّى السلام والازدهار للكويت كافة بمناسبة اليوم الوطني. ومن بالغ الأهميّة أن نكون جميعًا ممتنين، ولكن أيضًا التعبيرعن ذلك من خلال كوننا مواطنين مسؤولين وهادفين. ستكون دائمًا أعظم إنجازاتك نوعاً من الخدمة. اعرفي ما تملكينه، وتعلّمي ما يمكنك القيام به، واخدمي بلدك وشعبك بقدر استطاعتك. وأخيرًا، أودّ أن أشكر جميع الرجال والنساء في الخطوط الأمامية خلال الماضي القريب والذين لولاهم لما تمكّن الكثير منا من تحقيق ما حققناه اليوم".

إقرئي أيضاً: Dr. Alanoud Alsharekh: "نحن بحاجة إلى الشجاعة للثبات على أرضنا والمثابرة بالرغم من الضغط المجتمعي "

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث