Sarah Essam: يشعر الجميع بخطورة الأزمة بغضّ النظر عن اختلافهم

ولد شغفها بكرة القدم بينما كانت لا تزال في سنّ الخامسة أو السادسة فحسب. إذ اعتادت سارة عصام أن تجتمع مع عائلتها التي تأخذ مباريات كرة القدم على محمل الجدّ لدعم منتخبها الوطنيّ. وبعد أن شاهدت شقيقها يلعب كحارس مرمى، بدأت تلعب معه ومع أصدقائه. وعندها أدركت أنّهم مندهشون من أدائها، ممّا أعطاها الحافز الذي تحتاجه لمواصلة التقدّم والتحسنّ حتى بدأت في لعب كرة القدم الاحترافيّة وأحدثت تغييراً بارزاً في بلدها مصر. واليوم، بالإضافة إلى اللعب في منتخبها الوطني، إنّ سارة لاعبة كرة قدم عالميّة في نادي ستوك سيتي، ناهيك عن أنّها معروفة كأوّل امرأة عربيّة تلعب في الدوري الإنجليزي الممتاز. 

لا عجب في أنّ جلسات كرة القدم مع فريقها هو أكثر ما تفتقده سارة في أيّام الحجر الصحي، وتعبّر عن ذلك بالقول: "أفتقد التنافس خلال المباريات والاستمتاع بها كما في تلك المباريات الصغيرة في دوراتنا التدريبيّة. كذلك، اشتقت للشعور بالأدرينالين من جديد وتحسين آدائي خلال اللعب!".

الحفاظ على اللياقة البدنيّة في المنزل

وصحيح أنّ سارة اعتادت أن تتدرّب في المنزل قبل أزمة كورونا، لأنّ ذلك يساعدها على تحسين مهاراتها. غير أنّ ممارسة الرياضة في صالة الألعاب الرياضيّة والتدريب في الهواء الطلق مع زميلاتها في جلسات كرة القدم له طعم مختلف محفّز ومكافئ. وفي الوقت الحالي، أخبرتنا سارة بما تفعله لتبقى قويّة ذهنيّاً ونفسيّاً إلى جانب محاولة الابتكار للحفاظ على لياقتها البدنيّة: "أمارس التمارين في المنزل أو في الحديقة، وأحاول تقديم التحفيز الذاتي لنفسي ودفع قدراتي إلى أقصى الحدود، خصوصاً أنّه ليس من أي أحد يراقبني ليخبرني إن كنت أدفع نفسي بما يكفي، لذا أحاول بذل أكبر قدر ممكن من القوّة".

وحفاظاً منها على الإيجابيّة، تحاول لاعبة كرة القدم المصريّة أن تنظر إلى الجانب المشرق من كلّ ما يحصل، وتخبرنا بالتالي: "هذه الأوقات العصيبة ليست سوى فرصة ليعمل الجميع على تحسين نفسه، لا بل فرصة للعمل في صمت. كذلك، إنّه الوقت المثالي للتواصل مع الأشخاص الذين لم نتحدث إليهم منذ فترة بسبب التزاماتنا الحياتيّة. وبالطبع، أرى إنّها فرصة مؤاتية لقضاء وقت ممتع مع العائلة وتعليق كلّ الأمور الأخرى لفترة معيّنة".

وبناءً على تجربتها الخاصة، تعتقد سارة أنّه يمكن لكلّ سيدة العثور على تدريبات تناسب مستوى لياقتها وأهدافها وقدراتها على الإنترنت. كذلك، تنصح القارئات بالاستيقاظ باكراً والقيام بتمرين صباحي فتؤكّد: "يمنحك ذلك شعوراً رائعاً قبل أن تبدئي عملك أو تستمتعي مع عائلتك خلال النهار أو تمارسي الرياضة مرّة أخرى في الليل كتمارين القوّة والتمارين الخفيفة واليوغا. ومن المؤكّد أنّك ستجدين الكثير من البدائل لمعدّات النادي الرياضيّ إذا ما تفقّدت أرجاء منزلك! لذا كوني ابتكاريّة وثقي بأنّك لن تندمي على الشعور الذي يخلّصك من كلّ طاقتك السلبيّة بعد الانتهاء من التمرين".

بعد الحجر المنزلي 

فور انتهاء هذه الأزمة، تتوق سارة للعودة إلى المملكة المتحدة للتدريب مع ناديها استعداداً لمباريات الدوري. وتؤكد أنّ حبّها وشغفها بالرياضة لن يتغيّرا يوماً، بصرف النظر عن أيّ أزمات. وتشرح مقصدها قائلةً: "سأشعر دائماً بالسعادة للعب كرة القدم وكرة السلة وكرة اليد وأيّ نوع من الرياضات التي تستخدم الكرة. حيث أنّها تنسيني كلّ شيء آخر وتجعلني أريد الفوز والمنافسة حتى ولو كانت مجرّد مباراة وديّة مع الأصدقاء أو أفراد العائلة." قبل أن تضيف: "ما زال لديّ الكثير من الأحلام لتحقيقها وأعشق ممارسة التمارين الرياضيّة كل يوم، لأنّها تمنحني شعوراً بالرضا. والحقيقة أنّني لا أشعر بالذنب إلّا إذا لم أتدرّب لمدّة يومين أم ثلاثة، إذ ثمّة دائماً طريقة للتحسّن حتى أتمكّن من مواصلة طريقي إلى أحلامي".

بالمقابل، أدركت سارة مؤخراً أنّ الناس بدأوا يهتمّون كثيراً ببعضهم البعض. فلاحظت الآتي: "يشعر الجميع بخطورة هذه الأزمة بغض النظر عن جنسيّتهم أو دينهم أواختلافهم، ولا يريد أحد منهم لها أن تدوم أو أن يصاب آخر بالعدوى". وبرأيها، تساعد هذه الأزمة الناس على فهم أهميّة النظافة في كلّ ما يوجد من حولهم، فضلاً عن أنّها تجعلهم يدركون احتمال حدوث أيّ طارئ في الحياة. لذلك، من الضروري أن يعملوا بكدّ ويخطّطوا لأحلامهم بدون استسلام، لأنّنا لا نعرف قطّ ما قد يحدث غداً! 

العلامات: Sarah Essam

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث