Reema Juffali: فورمولا 1 في السعوديّة سيفتح لنا جميعاً أبواباً جديدة على مجال رياضي حديث

منذ ضغرها تحبّ ريما الجفالي ممارسة الرياضة وتهوى التعرّف أكثر على عالم السيّارات وكلّ ما هو جديد فيه. وقد وجدت في ما بعد رابطاً قويّاً بين هذين الشغفين ألا وهو رياضة السيّارات التي اكتشفتها حينما كانت ترتاد الجامعة في الولايات المتّحدة الأميركيّة. فاكتشفي معنا كيف انخرطت هذه الشابّة السعوديّة في هذه الرياضة وكيف تطوّرت مسيرتها في هذا المجال حتّى حقّقت حلمها ودخلت التاريخ كسائقة السباقات السعوديّة الأولى والمرأة السعوديّة الأولى التي تحصل على رخصة سباق!

اقرئي أيضاً: Zeinab AlHashemi: زيادة الوعي حول الإستدامة عبر الفن هي طريقة لجعل الجمهور أكثر وعياً

"عندما اكتشفت عالم سباقات التحمّل للسيّارات، لاحظت أنّ الكثير من المتسابقين كانوا أكبر منّي سنّاً وكان ينافسون ويفوزون. وبدأت حينها بالتفكير أنّ انخراطي في هذا العالم ليس مستحيلاً، إنّه صعب بالطبع لكنّني أستطيع أن أتعلّم وأبدأ خطوة بخطوة لتحقيق ذلك"، بهذه الكلمات تصف السائقة السعوديّة ريما الجفالي كيفيّة بدء هذا الحلم الصغير الذي تطوّر لتسابق على أعلى المستويات.

تكريس الوقت والجهد للتعلّم والتدرّب
وقد بدأت ريما مسيرتها من خلال مشاركتها في كأس TRD 86 في أبو ظبي عام 2018. وتخبرنا: "في حينها كنت أقطن في السعوديّة وأفتّش عن بطولات محليّة للمبتدئين، فوجدت هذه البطولة القريبة لي جغرافيّاً وقرّرت المشاركة فيها للتعلّم". وهذه كانت الخطوة الأولى بالنسبة للشابّة السعوديّة التي سرعان ما اكتشفت أنّها كي تستطيع التدرّب على الحلبات تحتاج لمدرّب وللانخراط ضمن فريق ولإيجاد السيّارة المناسبة. وتقول: "وجدت نفسي بعد 6 أسابيع من التدريب في سباقي الأوّل. والأمرالوحيد الذي فكّرت فيه حينها هو أنّني أريد إنهاء السباق والتعلّم قدر المستطاع للتقدّم والنجاح في هذه المغامرة". ومنذ سباقها الأوّل حصلت ريما على المركز الثاني في فئتها. وكانت على دراية أنّ الأمور لن تكون سهلة وأنّها بحاجة لتكريس الوقت والجهد للتعلّم. ومن خلال مدرّبها في ذلك الوقت تعرّفت ريما على مدرّب آخر نصحها بالدخول في سباق الفورمولا 4 للتعلّم بالطريقة الصحيحة وأخذ خطوات كبيرة تسرّع من تدريبها كونها لا تتمتّع بخبرة كبيرة بالكارتيغ أو بسيّارات أخرى كالسائقين الآخرين. وهكذا كانت مشاركتها الأولى على حلبات سباق فورمولا 4 في المملكة المتّحدة عام 2019. وتؤكّد: " بعد سنة شعرت أنّني تقدّمت كثيراً عن السنة السابقة، وحقّقت مراتب جيّدة في السنة اللاحقة فكانت نصيحة هذا المدرّب في مكانها". وبعد مشاركتها في الفورمولا 4 لمدّة سنتين، انتقلت ريما إلى الفورمولا 3 التي تتطلّب جهد أكبر. وتؤكّد: "في بداية الموسم احتجت إلى الوقت لأعتاد على السيّارة. ولكن بعد فترة شعرت بأنّني أتقنت القيادة عليها وبدأت أنافس المتسابقين الآخرين الذين يتمتّعون بخبرة أكبر. وأنهيت الموسم وشعرت أنّني تحسّنت كثيراً وكنت سعيدة بهذه الخبرة". وكانت فترة التدريب التي قامت بها ريما في النمسا قبل خوض هذه التجربة مهمّة جدّاً لها بسبب نمط هذه الرياضة والضغوط والمتطلّبات خلال الموسم. فهي تقضي وقتها دائماً خارج المنزل للتدرّب في الحلبة والتجهيز للسباق مع فريقها أو في النادي الرياضي. وتقول: "هذا الوقت ساعدني على مراجعة مسيرتي وأهدافي وأساليب تقدّمي والتمارين التي عليّ القيام بها من ناحية اللياقة البدنيّة والقوّة والتركيز لأصبح جاهزة وقت السباق وبالتالي أتفوّق وأصل إلى أهدافي". 

القيام بالخطوة الأولى هو الأصعب
تؤكّد السائقة السعوديّة أنّ شعور الأدرينالين خلال القيادة لا يُقارن بأيّ شعور أحسَّت به من قبل. وتقول: "هو كقوّة خارقة إضافيّة تمكنّني وتسهلّ الصعوبات التي أواجهها في السباق". أمّا التّحديات التي واجهتها ريما ولا تزل، فهي كثيرة. وتخبرنا: "قبل أن أدخل هذا المجال، كنت متردّدة وخائفة من تحقيق هذا الحلم حيث كنت أشعر أنّه كان بعيد المنال. وبعدها حان وقت اتّخاذ القرار وأدركت أنّني إن لم أقم بذلك في حينها، لن أدري متى أقوم به. وحينها قرّرت تكريس 6 أشهر لتعلّم هذه المهارة". وتضيف: "القيام بالخطوة الأولى كان الأصعب بالنسبة إليّ، وبعدها وجدت أنّ كلّ شيء كان جديداً وأنّني بحاجة لأن أسأل المزيد من الأسئلة وأن أكون صبورة مع نفسي، فأرتكب الأخطاء وأتعلّم منها لأتفاداها من جديد. ووجدت أنّه من المهمّ أن أكون واثقة من نفسي ومن قراري وأنّني يمكن أن أتجاوز الصعوبات بالمثابرة والصبر". وانطلاقاً من هنا تقول لجميع الفتيات: "ثقنَ بذاتكنّ وبفطرتكنّ وأعطينَ أنفسكنّ فرصة. فيجب المحاولة والمبادرة إلى مواقف مختلفة واتّخاذ الخطوة الأولى، وبعدها تتوالى الخطوات الأخرى ويبدأ المرء بكشف قدراته ونفسه أكثر". 

ما من فرق بين المرأة والرجل على الحلبة
وصحيح أنّ الذكور يسيطرون على مجال سباق السيّارات عالميّاً، إلّا أنّ ريما ترى أنّه ضمن الرياضات الوحيدة التي تجمع بين الجنسين في روح المنافسة. وتقول: "ما من فرق بين المرأة والرجل على الحلبة حيث يتسابقون ويتنافسون مع بعض. وهذا شيء يعجبني في هذه الريّاضة وآمل أن ألهم النساء الأخريات في جميع أنحاء العالم لاتّخاذ هذه الخطوة واكتشاف هذا العالم." وتضيف: "ولكن ليكتشفنَ هذا العالم يجب أن يكون ثمّة فرص وأماكن مختلفة تمكنّهنّ من تجربة هذه الرياضة. وهذا الأمر حاليّاً ليس متوفّراً إلّا أنّه يتغيّر مع وجود كلّ هذه البطولات العالميّة في دول الخليج وآمل أن يكون تأثيرها كبيراً علينا ونرى في المستقبل متسابقين من منطقتنا ينافسون على مستوى عالمي". 
وفيما تستضيف جدّة، مسقط رأسها، قريباً سباقاً ضمن بطولة الجائزة الكبرى للفورمولا 1، تترقّب ريما هذا الحدث وتختم: "أكاد لا أصدّق أنّ الفورمولا 1 تأتي إلى بلدي ومدينتي وهذه فرصة تاريخيّة وأنا سعيدة وفخورة بهذا الحدث الذي سيكون عظيماً. وبعد كلّ ما رأيناه في البطولات الأخرى التي استضافتها السعوديّة أعلم أنّ هذا السباق سيفتح لنا جميعاً أبواباً جديدة على مجال رياضي حديث."

اقرئي أيضاً: Nadine Zidani: باتت الاستدامة اليوم جزءاً من عمليّة صنع القرار في الأعمال في الإمارات

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث