Raghad Fathaddin: ضعي نفسك أوّلاً واستمعي إلى كيانك

التصوير: Yasser Alhaidari

رغد فتح الدين هي مؤسّسة منصّة “Estidama Hub”Sangha وهي مدربّة صحة ورفاهية شاملة حائزة على شهادة من منصّة A Wellness Revolution، وحاصلة على ماجستير في السياسة العامة من كليّة King's College London مع خبرة 5 سنوات في العلاقات الدوليّة والتحليل السياسي ومختلف أشكال إدارة المشاريع في المنظمات غير الحكوميّة والمنظمات الدوليّة المتنوّعة؛ بما في ذلك منظمة أوكسفام واليونسكو. كذلك، فإنّها عضو في مختلف الشبكات العالميّة لصانعي التغيير، مثل منتدى الدبلوماسيين الشباب وتحالف Wellbeing Economy Alliance والمنتدى الاقتصادي العالمي جلوبال شايبرز جدة. وتعتبر رغد من أشدّ المؤمنين والدعاة لتعزيز الرفاهية الاجتماعية كوسيلة لدعم الاقتصادات وتحقيق رؤية السعوديّة 2030 وتلبية التزام المملكة بأهداف التنمية الاجتماعيّة SDGs. ونتيجةً لكلّ ذلك، أسّست “Estidama Hub”Sangha ، دعماً لانتقال المملكة نحو اقتصاد الرفاهيّة وتسريع التقدم البشري من خلال تسهيل ثقافة الرفاهيّة الداخلية لقادة المستقبل السعوديين عبر برنامج Sangha للرفاهية والقيادة الشاملة والفعاليات الإجتماعية. وفي ما يلي تشاركنا فلسفتها حول كيفيّة التقدّم إلى الأمام والاستفادة من التغيّر الحاصل.

تخبرنا رغد أنّه في السنوات القليلة الماضية ازداد عدد مدرّبي الصحة في المملكة العربيّة السعوديّة وفي جميع أنحاء العالم، وأصبحت الرفاهية أحد أكثر المواضيع المناقشة. وتؤكّد أنّ أحد الأسباب المحتملة لذلك هو حقيقة بروز الذكاء الاصطناعي الذي يعزّز أهميّة الذكاء العاطفي أكثر من أيّ وقت مضى؛ إلى جانب جائحة كورونا. ممّا أدى إلى تغيير سوق العمل بشكل نهائي. وتقول: "نجد أنفسنا نعطي الأولويّة للمهارات الجديدة لأننا نحتاج إلى تمييز أنفسنا عن الغير، منها الإقناع والتعاطف والثقة والاستقلاليّة والقدرة على إتقان العلاقات، أي المهارات التي تقود النجاح في زمن التغيّر". ومع هذا التغيير، تشير إلى ظهور ازدياد في عدد المدربين الذين يقدّمون خدمات الوعي الذاتي والتنمية، وعدد العملاء الذين لديهم حاجة إلى هذا الدعم والتوجيه ورغبة في الحصول عليهما، وكذلك عدد المنظّمات التي تحرص على دمج الرفاهية في ثقافة عملها إمّا لتحسينها وتعزيز الكفاءة أو ببساطة للتكيف مع اتّجاه العصر، خشية ألّا تستطيع مجاراته وتصبح منسية.

بناء أمّة متمكّنة
أمّا بالتفكير في مشاكلنا الاجتماعيّة والاقتصاديّة والبيئيّة، فقد توّصلت رغد إلى إدراك أنّ المشكلة الأساسيّة كانت مهملة لفترة طويلة وعولجت الأعراض بدلاً منها. وفي هذا السياق تصرّح: "إنّنا نميل إلى نسيان أنّ الأنظمة أو الدول أو المنظّمات من صنع الشعب. وأنّ نجاحها وفشلها يبدأان من هناك. لذا نحن في Sangha “Estidama Hub” نجد أنّ حال العالم ليس سوى انعكاساً لحال البشر. ومن أجل تشكيل مستقبل أكثر استدامة، نحتاج إلى الاستثمار في عقليّة قادة المستقبل، وفي الطريقة التي ينظرون بها إلى أنفسهم وإلى العالم من حولهم، لأنّ ذلك ما سيصوغ نظام معتقداتهم وبالتالي يوجّه سلوكهم". وتضيف: "بمجرّد أن نحقّق ذلك، يمكننا أن نضمن بناء أمّة متمكّنة قادرة على العيش وقيادة حياة ومبادرات أصحّ و أكثر استدامة، ومنها تكوين أمّة تساهم في تشكيل مستقبل أكثر استدامة".

الترابط الإيجابي بين حقوق المرأة وتأثيرها على الرفاه

لدى رغد إيمان راسخ بأنّ أحد الأسباب المحتملة الأخرى لتزايد الحديث عن الرفاه في السعوديّة بشكل كبير، يمكن أن يكون مرتبطاً افتراضيّاً بمبادرات تمكين المرأة المحليّة والتغييرات السياسيّة التي تشهدها المملكة. وتؤكد: "إذ تشير الأدلة الدوليّة إلى وجود ترابط إيجابيّ بين حقوق المرأة وتأثيرها على الرفاهية. لذا إلى كلّ واحدة من القارئات العزيزات، والنساء العربيّات على وجه الخصوص، أكرّر أنّك أنت النظام والتغيير يبدأ منك، لأنّ معتقداتك تملي نظامك. ولذا أحثك على إعادة تقييم هذا النظام والتفكير فيه واستثماره وتحديثه. وأفهم أنّ ثقافتنا ربّتنا لفترة طويلة وحتى اليوم ربما، تتوقع منّا أن نكون الأشخاص الذين يقدّمون العطاء والرعاية ونكون قنوعات ومطيعات في كل حال، وبالفعل هذه بذور متجذّرة في نظام معتقداتنا، لكن للأسف من شأنها أن تنمو لتصبح أعشاباً ضارّة وليس أزهاراً، ممّا يؤدي إلى استنزاف رفاهيتنا. لذلك، اسمحي لنفسك أن تغتنمي هذه اللحظة كفرصة لتضعي نفسك في المرتبة الأولى وتستمعي إلى كيانك."

وفي الختام، تشاركنا رغد دليلاً موجزاً ​​للعافية يساعدك على وضع نظام معتقدات أكثر صحّة، يخدم رفاهيتك ويمكّنك من عيش حياة من تصميمك:

  • حدّدي نيتك: دوّنيها إذا كان ذلك يساعدك.
  • استمعي إلى حديث نفسك: فالحديث الذاتي هو ما يشكّل علاقتك بنفسك ومع العالم.
  • ميّزي ذاك الصوت: دعيه يتكلّم ويصرخ إذا اضطرّ الأمر.
  • تواصلي مع الطفلة التي في داخلك: اصغي بوعي، هل لهذا الصوت عمر معيّن؟ سيساعدك ذلك على تحديد متى بدأ هذا الجرح أو الاعتقاد لديك.
  • أنت أوّلاً: تعاملي مع ذاتك بحبّ وطمنيها بأنّك الآن أكثر قدرة وتمكيناً لتعتني بنفسك بشكل أفضل وأنّك ستبذلين قصارى جهدك للاستماع إليها جيداً وتحديد أولويّات احتياجاتك ورغباتك.
  • أخيراً، طوّري معتقداتك: تُعَدّ الشعارات أم ما يعرف بالمانترا طريقة رائعة لاستبدال المعتقدات القديمة بمعتقدات صحيّة جديدة، لا سيّما عند تكرارها يوميّاً. ويمكنها أن تتمثّل بالعبارات التالية:

- إنّني أشجع جسمي بالاستماع إلى حكمته.
- أنا عندي رؤية واضحة وقوة إرادة وقدرة على أن اعيش الحياة التي اريد لتحقيق أهدافي
- لديّ الشجاعة لطلب المساعدة عندما أحتاجها.
- أنا جديرة بالاهتمام على الرغم من أنّني لست مثاليّة.
- إنّني أحب نفسي وأقبلها بالكامل.
- أنا مستعدّة وقادرة على مساعدة نفسي.

وللمزيد من المعلومات حول المانترا، تنصح رغد بمراجعة كتاب The Woman's Book of Confidence: Meditations for Strength and Inspiration بقلم Sue Patton Thoele.

اقرئي أيضاً: Hanan Alshehri: التمتّع بالصحّة يعني إيجاد التوازن وتحقيقه

العلامات: Raghad Fathaddin

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث