Hanan Alshehri: التمتّع بالصحّة يعني إيجاد التوازن وتحقيقه

تخرّجت حنان الشهري في الأصل في مجال التمريض وعملت في قسم الطوارئ، قبل الانتقال إلى مجال الإعلان. وبعد بضع سنوات حصلت على ما كان من المفترض أن يكون وظيفة أحلامها كمديرة التدريب والتطوير في شركة عالميّة حيث حظيت بمنافع رائعة وبدخل مرتفع. إلّا أنّها شعرت بأنّها كانت تفتقد شيئاً ما. وقد حدث التحوّل الكبير في حياتها في العام 2013 عندما ظهرت عليها عوارض الاكتئاب، وشاهدت عن طريق الصدفة فيلماً وثائقيّاً عن النيبال يفيد بأنّها "واحدة من أفقر دول العالم وإنّما أسعدها". فجذبتها هذه الجملة ودفعتها إلى السفر إلى تلك البلاد حيث بدأت مسيرتها مع اليوغا! وهناك، تعلّمت مشاهدة شروق الشمس، والتقرّب من الطبيعة، والتنفس بالشكل الصحيح. وبالعودة إلى السعوديّة، بدأت بممارسة تقنيات الحضور والتنفس ممّا سمح لها بالتواصل مع جسدها. وبعد عام، قرّرت الذهاب إلى الهند لتلقي أوّل تدريب يوغا لها، الأمر الذي غيّر عالمها بالكامل. وإثر ذلك، عادت والتزمت بممارسة اليوغا الخاصة بها. وإلى جانب وظيفتها الأساسيّة بدأت إعطاء دروس اليوغا وأدركت أنّه من شأن تلك الممارسة أن تصبح هدفها لتعليم الناس ما ساعدها على الارتقاء. وفي غضون سنة استقالت حنان من وظيفتها للتركيز على دروسها وخلواتها فحسب. وبعد زواجها أسّست استوديو اليوغا الخاص بها تحت عنوان "Hoakalei". فلنتعرّف أكثر في ما يلي على مسيرة حنان ونصائحها لتخطّي هذه الأوقات الصعبة!

نظرة المجتمع
"في بداياتي، كانت ممارسة اليوغا موجودة في السعوديّة إنّما بشكل محدود مع وجود عدد قليل جداً من المعلّمات. في حينها كانت تُعدّ اليوغا غير قانونيّة وكان هذه الرياضة محصورة بالمجتمع الراقي والنخبة"، تخبرنا حنان التي صمّمت على كسر حاجز الطبقات الاجتماعيّة وتعليم اليوغا والتّأمّل بصورة مختلفة تبني الارتباط الداخلي الحقيقيّ مع الذات. وتقول: "أنا أنحدر من عائلة متوسطة الدخل وأردت منذ انخراطي في هذا المجال أن أجعل ممارسة اليوغا مبسّطة وشاملة وحقيقيّة وغيرمخيفة، وقريبة وأسعارها معقولة. لذلك طوّرتُ التقنيات التي تعلّمتها في الهند وعدّلتها لإيصال الرسالة الصحيحة إلى النساء السعوديات. وقد أتت في حينها أنواع مختلفة من النساء إلى صفوفي وجميعهنّ اندمجن معاً!"
إنّما اليوم تعتبراليوغا صيحة رائجة في السعوديّة وقد تخرّج عدد كبير من المعلّمات الحاليّات على يد حنان. وبعد سنوات عدّة مكلّلة بالنجاح اقترح زوجها الآتي من خلفية تسويقيّة عليها أن ينشئا منصّة على الإنترنت. وبالفعل قبل تفشّي فيروس كورونا كانا قد طوّرا معاً منصّة Mana by us. وهما يسعيان اليوم لتحسين معيارمحتوى اليوغا والرفاه الذي يتمّ تقديمه في العالم العربي. كذلك يريدان مساعدة الناس على استيعاب مفهوم اليوغا الجديد عبر الإنترنت وفهم أنّ السلام الذي يبحثون عنه في الخارج هو في الواقع بداخلهم. وتجدر الإشارة إلى أنّ الدروس عبر الإنترنت التي تقدّمها حنان اليوم مسجلة مسبقاً ويمكن إجراؤها في أيّ وقت وهي تبدأ من الأساسيّات وصولاً إلى البرامج الكاملة، وقد انضمّت إليها النساء من مناطق ريفيّة سعوديّة. وتستأنف مرشدة الإتّصال الداخلي والمتحدّثة في الوعي كلامها بالآتي: "أريد أن يشعر الناس بأنّهم يستطيعون دمج اليوغا في حياتهم المزدحمة. ويمكنهم البدء من منزلهم بجسمهم الحالي عبر خطوات بسيطة بدون الحاجة إلى السفر. ومن المحتمل أن يشعروا بالملل في البداية، إلّا أنّ الأمر لا يتعلّق بممارسة اليوغا الصعبة، بل بدعم أنفسنا في ظلّ الصعوبات، وحتى عندما لا نشعر بذلك". وتضيف: "ومن الرائع أنّنا استطعنا قبل الوباء تنظيم أوّل رحلة يوغا سعوديّة قانونيّة لمدّة يومين في المملكة حضرها أكثر من 120 شخص في مدينة الملك عبد الله الاقتصاديّة". أمّا في المستقبل، فتطمح حنان لإقامة فعاليات أخرى في المملكة العربيّة السعوديّة وخارجها.

إيجاد التوازن
وتعارض مرشدة الإتّصال الداخلي الإيجابية الزائفة الغيرحقيقيّة وتخبرنا في هذا الصدد أنّ "التمتع بالصحة يعني تحقيق التوازن، بدون المبالغة في إنجاز الأمور. إذ علينا السماح لأنفسنا بالعثورعلى حلول وسطى وفهم أنّه ثمة تقلّبات ولحظات ارتقاء وهبوط، وأيضاً علينا استكشاف التوازن الخاص بنا وإيجاده"، وتضيف: "من غير الواقعي أن نكون إيجابيين طوال الوقت. فعواطفنا واقعيّة، وفي كلّ مرة نسمح لأنفسنا بالتعبيرعنها والتحقق من صحتها، نكون على خير ما يرام".وتشاركنا كيفيّة التعامل مع الوضع العالمي العصيب بناءً على تجربتها الخاصة: "في ظلّ هذه الظروف الجنونيّة، أعيش مع مفهوم امتلاك بطاريّة خاصة. حيث أنّ مقدار عدم اليقين يرهق ذهننا ما يؤدّي إلى نفاذ طاقتنا وانخفاض بطاريتنا. يجب أن نعيش كلّ يوم بيومه ونحترم نفسنا ونقدّرها ونعترف بأنّنا نبذل قصارى جهدنا". وتضيف: "فلنتعلّم احترام بطاريتنا! فإذا كانت طاقتك منخفضة، لا تفعلي الكثير... وهكذا عندما نتعلّم احترام بطاريتنا الخاصة، ستنحترم بطاريات الآخرين. لذلك دعونا نتحلّى بمزيد من التعاطف ونعيش حياة جديدة بوعي أكبر".
المعتقدات المقيّدة والرفاه
عادةً ما تميل النساء والأمّهات بشكل خاص إلى المبالغة في الأمور و"التضحية" برفاههنّ سواء من أجل عائلاتهنّ أو عملهنّ. لذا سألنا حنان عن رأيها في هذا الأمر. وأتى ردّها على الشكل الآتي: "إنّني أحبّ أمي وأجد أنّها قامت بعمل رائع في تربيتنا ولكنّها كانت تنهك نفسها. وأتذكّر الآن الأوقات التي شعرت فيها بالإرهاق ولم تعبّر عن عواطفها لأنّها لم تعطِ الأولويّة لنفسها". وختاماً، توجّه مرشدة الإتّصال الداخلي ومعلّمة اليوغا هذه الرسالة إلى جميع الأمهات: "تذكّري من تمثّلين قدوة له. فهل تريدين أن تكوني قدوة منهكة؟ ثمة أمهات يحققن التوازن في حياتهنّ، عبر التضحية بأمور أخرى وإنّما ليس بأنفسهنّ. وشخصيّاً أريدك أن تكوني أماًّ متمكّنة تنام جيداً وتتّخذ القرارات من منطلق حقيقي في داخلها. حتى إذا تطلّب هذا منها أن تقول لا لبعض الأمور في جدولها الزمني بغية إعطاء الوقت لنفسها ربما عن طريق النوم مبكراً والاستيقاظ باكراً". وتختم بالأقوال الآتية: "قبل أن تعطي للآخرين قطعة من فطيرتك، خذي أنت قطعة منها أولاً. وتذكّري أنّ القليل يحدث تغييراً كبيراً. لذا تعلّمي كيف تتنفّسين وتكونين متصالحة مع نفسك".

اقرئي أيضاً: Haya Abdulsalam: أتمنّى أن يكون العالم في المرحلة المقبلة خالياً من التلوّث

العلامات: Hanan Alshehri

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث