Mojeh Izadpanah: سنخرج من هذه الأزمة إذا ما واصلنا التوافق والوقوف معاً

​قرّرت Mojeh Izadpanah إطلاق علامة Mojeh منذ أكثر من عقد من الزمن. فمنذ صغرها أحبّت عالم مجلات الموضة بطابعه الطموح الذي يسمح للقارئ بالهروب حيثما شاء، حتى أنّها راحت تحلم بلغة الموضة وكانت تتشاجر مع والدتها في كلّ مرة ذهبتا فيها إلى السوبر ماركت، لأنّ قائمة المجلات الخاصة بها كانت أطول من قائمة التسوّق الخاصة بوالدتها! فأرادت بعد انتقالها إلى الإمارات العربيّة المتّحدة أن يلمس محتوى المجلّة ومجتمعها جميع النساء سواء نشأنَ في الإمارات العربيّة المتّحدة أو كنّ وافدات. نتحدّث في ما يلي معها عن الخصائص التي يتمتّع بها قطاع الإعلام في منطقتنا والتّحديات التي تواجهها في منصّتها ورؤيتها المستقبليّة.

ما الذي جذبك إلى عالم الإعلام وكيف تصفين تطوّر مسيرتك المهنيّة؟

أكثر ما كنت أحبّه عند قراءة مجلّاتي المفضّلة هو شعوري بالانتماء إلى مجتمع ما، لا سيّما في خلال السنوات التي أمضيتها في أوروبا وكندا بعيداً عن العائلة والأصدقاء. ومع ذلك، أثناء إقامتي في الإمارات العربيّة المتّحدة، رصدت نقصاً في العناوين المجتمعيّة المحليّة التي تتوافق مع المعايير البصريّة والأدبيّة للمجلات الأوروبيّة. من هنا، أردت إنشاء مجلّة من شأنها أن تجمع النساء معاً؛ خصوصاً بالنظر إلى أنّنا نعيش في مجتمع عالميّ إلى هذا الحدّ. وانطلقت من فكرة أن تلمس المجلّة ومحتواها ومجتمعها جميع النساء سواء نشأنَ في الإمارات العربية المتّحدة أو كنّ وافدات عشنَ هنا لمدَة عقدين أو عامين فحسب. وفي ما يتعلّق بمسيرتي المهنيّة، فقد تطوّرنا بطرق واضحة: من حيث العناوين الإضافيّة، أيّ Mojeh Men وMojeh Jewellery & Watch Book؛ والمحتوى الاجتماعي والرقمي الذي أطلقناه استجابةً لمطالب القرّاء والشركاء. كذلك، تمكّنت من ربط الناس بطرق لم أتوّقعها عندما انطلقنا في العام 2010، أيّ من خلال الأحداث الصغيرة الحميمة التي تربط النساء وتجمع بين العلامات التجاريّة. هذا وأدركت أيضاً أنّه يمكنني استخدام صوتي بطرق تتجاوز صفحات المجلّات، مثل الموائد المستديرة وحلقات النقاش.

كيف أثّر هذا الوباء على المحتوى الخاصّ بكم؟ وما الإستراتيجيّة التي ستعتمدونها لمواجهة التّحديات الحاليّة؟

لطالما أطلقت Mojeh الحوار وغاصت إلى أعماق الموضة والمجتمع، إنّما لا شكّ في أنّ محتوانا للعام 2020 أصبح أقل طموحاً وأكثر تشجيعاً. وبينما واصلنا إلهام قرّائنا على تحقيق الأحلام الكبيرة، زوّدناهم أيضاً بطرق واقعيّة للإبحار في الوضع الطبيعيّ الجديد. أمّا بالنسبة إلى الموضة، فقد ابتعدنا عن النهج الذي تقوده الصيحات إلى الأسلوب الذي تغذّيه من فكرة خزانة الملابس التي تخدم القرّاء لسنوات قادمة. من هنا، يتدفّق الشعور بالاستدامة عبر جميع الأقسام، من الموضة إلى الجمال والمجوهرات الراقية والثقافة. لكن لطالما كان المصمّمون والمبدعون المحلّيون مهمّين لنا وسيظلون كذلك حتماً.

ما الذي يميّز الطريقة التي تواجه فيها المنصّات الإعلاميّة في دبي الأزمات والتحديّات الحالية؟ وما سماتهم الفريدة التي يجب أن نحتفي بها؟

أنا فخورة جداً بأن أكون جزءاً من مجتمع موحّد من الناشرين والمحرّرين. ففي أغلب الأحيان، نقف معاً ونشجع بعضنا البعض. وأعتقد حقاً أنّه ثمة مجال لجميع أنواع المواهب والتفكير في معظم الصناعات، إنّما يبقى هذا الأمر صحيحاً على وجه الخصوص في الصناعة الإبداعيّة.

كيف تمكّنت من تحفيز فريق عملك ليكون منتجاًَ أثناء فترة الإغلاق؟ وما الآثار الإيجابيّة والسلبيّة لهذه المرحلة على عقلهيّتم؟

تحدّت Mojeh القاعدة السائدة عندما دخلت السوق في العام 2020؛ بحيث لم يعتقد أحداً أنّ اسماً محليّاً بدون أيّ روابط بالأسماء الدولية سيكون قادراً على دخول السوق، إلّا أنّنا نجحنا في ذلك في الواقع. ولذلك، شجّعت فريقي على التمسّك بعقليّة التركيز على التّحدي الحالي وهكذا سنتغلّب على العاصفة. أمّا على صعيد الأفراد، فواجه أعضاء فريقي تحديّاتهم الشخصيّة والمهنيّة على مدار الأشهر القليلة الماضية، إنّما بفضل مرونتهم وروحهم الراسخة، وجدت دافعاً للاستمرار.

كيف تنظرين شخصيّاً إلى التغييرات التي طرأت على هذا المجال بعد جائحة كورونا؟

يعتبر المحتوى هو الأساس بحسب منظوري، ولديّ إيمان وثقة بقرّائنا الأذكياء وفي حبّهم الراسخ للكلمة المكتوبة. وبطبيعة الحال، سيواجه كلّ موقع فرصته وتحدّياته الخاصة في الأشهر القادمة، ولكنّ Mojeh ستستمر في نشر ميزات تحفّز الفكر والمحتوى الإبداعيّ. وبينما لا تزال امرأة Mojeh موجودة، فستبقى هذه الصيغة قائمة.

كيف تحدّدين دور وسائل الإعلام في نشر الوعي ومساعدة مجتمعاتنا على تخطّي الأزمات أمثال جائحة كورونا؟

تقضي مهّمتنا بخلق المحادثات والحوار وتقديم القضايا المهمة في المنصة التي تستحق. وصحيح أنّ وسائل الإعلام ضروريّة، إلّا أنّه يجب استخدامها بحكمة؛ خصوصاً أنّ التثقيف وتوفير المساحة لكلّ وجهات النظر تقع على عاتقنا مسؤوليّة.

ومع ذلك، فقد وصلنا الآن إلى مرحلة تتطلّب المزيد من الجمهور، أكثر ممّا كان عليه الحال منذ عقد من الزمن. ومع وجود الكثير من المعلومات المتاحة والكثير من المنافذ المختلفة، من المجلّات والمنصّات الرقميّة والمواقع الاجتماعيّة، يتحمّل القرّاء أيضاً مسؤوليّة تصفية الأصوات غير المخوّلة؛ ولربّما يمثّل هذا التّحدي الأكبر.

كيف ترين أنّه من شأن الشركات الإعلاميّة أن تدعم بعضها على الرغم من المنافسة في السوق؟

ثمّة مساحة للجميع وسنخرج من هذه الأزمة إذا ما واصلنا التوافق والوقوف معاً من خلال تبادل المعرفة وتحدّي بعضنا البعض للحرص على قيام المنافسة الجيّدة والتقدّم.

اقرئي أيضاً: Zoya Sakr: نحن اليوم في صدد دعم المواهب المحليّة أكثر من أيّ وقت مضى

العلامات: Mojeh Izadpanah

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث