Laila Faridoon: أذكّر النساء ألّا يقيّدن أنفسهنّ على أساس قيود ومعتقدات

التصوير: Maximilian Gower
من المعروف أنّ الفنّ لغة عالميّة تربط مختلف الأشخاص حول العالم سواء من خلال تذكّر التجارب والمشاعر المتشابهة أو من خلال تسليط الضوء على القضايا المشتركة. فيساعدهم بذلك على التماثل مع هذه المسائل والتعبير عن أنفسهم بما يتعلّق بها بطريقة أو بأخرى. وفيما نسلّط الضوء على الفنّانين الموهوبين ونغطّي المعارض الفنيّة ونقيم تعاونات خاصّة مع الفنّانين، نُظهر دائماً من خلال المواضيع والتحقيقات التي نتشاركها معك كيفيّة ارتباطنا بعضنا ببعض أينما كنّا في العالم! ولكن، بالرغم من طابعه العالميّ، لا شك في أنّ الفنّ يتأثّر بهويّة الفنّان ونشأته. وفيما نبدأ عاماً جديداً، نغوص معاً في عالم فنّانات عربيّات يشكّلنَ المجتمع من حولهنّ في لندن! سنكتشف المزيد عن مسيرة Laila Faridoon التي انتهى بها المطاف بالانتقال إلى لندن بالإضافة إلى الرسائل وراء أعمالها وطريقة تفاعل المجتمع معها، والكثير من القصص الأخرى التي سنكشفها لك في ما يلي!

اقرئي أيضاً: Alya Mooro: هناك قواسم مشتركة تجمعنا أكثر من أوجه الاختلاف بيننا نحن النساء وهذا أمر أسعى إلى تصويره

لطالما كان شغف ليلى فريدون للتعلّم وإحداث التغيير هو الدافع الرئيس لها. وعاشت ليلى نقطة تحوّل في حياتها المهنيّة عندما انتقلت من مسار مهنيّ تقنيّ إلى مسار إداريّ، عندما أصبحت مديرة تنفيذيّة لمكتب رئيس مجلس إدارة هيئة طرق ومواصلات دبي. وقد أدركت أنّ العالم كلّه يتحوّل نحو اتّجاه مختلف مع الثورة الصناعيّة الرابعة، ورأت أنّها يجب أن تكون جزءاً منها إذا أرادت الاستمرار في إحداث فارق ومساعدة الآخرين على التطوّر. وكانت هذه نقطة تحوّل رئيسة وقراراً صعباً اضطرّت إلى اتّخاذه، فقد عنى ذلك أنّه عليها التنحّي عن دورها التنفيذيّ وتغيير حياتها المهنيّة بالكامل. فقرّرت الشابة الإماراتية متابعة دراستها لنيل شهادة الدكتوراه وأرادت التعلّم من موطن الثورة الصناعية الأولى، المملكة المتّحدة، وهكذا انتهى بها الأمر بالانتقال إلى لندن. هيا بنا إذاً نتعمّق في عالم الكاتبة والمتحدّثة التحفيزيّة!

"الجزء الأكثر إثارة في حياتي هو أنّني لا أعيش أبداً يوماً عادياً"، هذا ما أخبرتنا به ليلى عندما سألناها عن روتينها اليوميّ. قبل أن تشرح قائلة: "ففي بعض الأيّام أبدأ عملي من الصباح الباكر وأنشغل بحضور الاجتماعات، وفي أيّام أخرى أدرس في الجامعة. وقد أكون في بعض الأحيان في المنزل مسترخية أقرأ كتاباً أو أشاهد فيلماً. وفي نهاية اليوم، أتأمّل بأفكاري وبما تعلّمته، وهذا هو الجزء المفضّل لديّ، فيساعدني فعلاً على التعرّف أكثر إلى نفسي. وأحياناً عندما أكون بحاجة إلى استراحة أو فكرة إبداعيّة، أمشي في الطبيعة وأتفاعل معها، فهذا ينشّطني بطريقة رائعة وفريدة."

تجد طالبة الدكتوراه الإماراتية أنّ المجتمع الذي تعيش فيه مرحّب وداعم جداً. فتقول: "أجد أنّه مجتمع شامل جداً وفيه تنوّع ويتقبّل الثقافات المختلفة، لا سيّما في الجامعة حيث أتابع دراستي King’s College
London. وأظنّ أنّ قدومي من دبي وهي مدينة متنوّعة وعالميّة سهّل عليّ العيش في مدينة مماثلة كلندن." لكنّها لاحظت رغم ذلك أنّ الناس في لندن لم يتعرّفوا بعد كليّاً على إنجازات المرأة في منطقة الخليج التي نعيش فيها وتؤكّد: "لدينا الكثير لنشاركه وبما أنّني هنا، سأبذل قصارى جهدي لتسليط الضوء ومشاركة قصصنا الناجحة."

اصنعي واقعك الخاصّ
مشاركة المعرفة ومساعدة الآخرين على التطوّر هي الرسالة الرئيسة وراء كلّ أعمال ليلى. في الواقع، وأثناء تولّيها منصب المديرة التنفيذيّة لمكتب رئيس مجلس الإدارة في هيئة الطرق والمواصلات، كانت من بين مؤسّسي منتدى دبي العالميّ لإدارة المشاريع DIPMF الذي يُعتبر اليوم منصّة معرفيّة عالميّة للتثقيف وتبادل المعرفة حول إدارة المشاريع. وتسلّط ليلى الضوء على الآتي: "كتابي "هكذا وجدتُ جانبي المشرق" الذي نشرته لأتشارك مع الآخرين خريطة الطريق التي اعتمدتها في مسيرتي لخلق الحياة التي أردتها، هو بمثابة دليل عمليّ للبحث عن الجانب المشرق في حياتك وتعلّم كيفية إتقانها، ممّا يسمح لك بصنع واقعك الخاصّ."
تحبّ ليلى تذكير النساء ألّا يقيّدن أنفسهنّ على أساس قيود قديمة ومعتقدات جماعيّة مبرمجة عبر التاريخ. وتقول لنا: "لسوء الحظّ، نحن النساء نشأنا بهذه العقليّة، وحان الوقت الآن للابتعاد عن هذه المعتقدات والتوقّف عن التفكير في ضرورة إثبات أنفسنا لأيّ شخص، فأيّ امرأة قادرة على النجاح تماماً مثل أيّ رجل، إنّمل تحتاج فقط إلى تعلّم العمل على أساس مهاراتها وقدراتها وليس بحسب القيود."

تدور كلّ أعمالي حول الإبداع فيما يشكّل الناس محورها
كيف يتفاعل المجتمع المحيط بليلى مع عملها؟ توضح لنا قائلة: "يدعم الفنُّ الإبداعَ، وتدور كلّ أعمالي حول الإبداع فيما يشكّل الناس محورها. أظنّ أنّ الطريقة التي أعبّر بها عن فكرة ما أو أشارك بها قصة تلقى ترحيباً كبيراً لأنّنا جميعنا مرتبطون من خلال تشكيل منصّات معرفيّة وتجارب مختلفة عبر تقنيّات تجريبيّة مختلفة. ويُعتبر العالم الافتراضيّ فنّاً اليوم، فيمكن للناس التفكير في طرق للتكيّف والإبداع والابتكار من خلال الأحداث الافتراضيّة والاتصال الرقميّ. كما أنّ الناس بمثابة فنّانين يخلقون لوحاتهم الخاصّة في العالم الرقميّ". بصفتها كاتبة ومتحدّثة تحفيزيّة، ما هي المساهمات التي برأيها يمكن أن تؤثّر في المجتمع من حولها؟ تقول لنا: "إلهام الناس. ألهم الآخرين فأكون نموذجاً لهم، من خلال مشاركة قصصي الخاصّة، من خلال تحدّي الوضع الراهن وإتاحة الإبداع، ومن خلال الصدق في مشاركة الكفاحات والتّحديات التي صقلت قيَمي وأوصلتني إلى ما أنا عليه اليوم."

وفي الختام، طلبنا من ليلى أن تشاركنا رسالة ملهمة حول السعي وراء النجاح مع مطلع هذا العام، فقالت لنا: "اعرفي نفسك! اعرفي نفسك قبل التخطيط لهذا العام، واعرفي قيمك ومعتقداتك ومخاوفك، لتعرفي بالضبط ما تريدين تحقيقه، وتفهمي قدراتك. والأهمّ من ذلك هو أن تعي المعتقدات التي تقيّدك لأنّها فقط من صنع الخيال."

اقرئي أيضاً: Muslim Sisterhood أو الاحتفاء بالحبّ والتنوّع والإبداع

العلامات: Laila Faridoon

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث