Alya Mooro: ثمّة قواسم مشتركة تجمعنا نحن النساء أكثر من أوجه الاختلاف بيننا

التصوير: Maximilian Gower
من المعروف أنّ الفنّ لغة عالميّة تربط مختلف الأشخاص حول العالم سواء من خلال تذكّر التجارب والمشاعر المتشابهة أو من خلال تسليط الضوء على القضايا المشتركة. فيساعدهم بذلك على التماثل مع هذه المسائل والتعبير عن أنفسهم بما يتعلّق بها بطريقة أو بأخرى. وفيما نسلّط الضوء على الفنّانين الموهوبين ونغطّي المعارض الفنيّة ونقيم تعاونات خاصّة مع الفنّانين، نُظهر دائماً من خلال المواضيع والتحقيقات التي نتشاركها معك كيفيّة ارتباطنا بعضنا ببعض أينما كنّا في العالم! ولكن، بالرغم من طابعه العالميّ، لا شك في أنّ الفنّ يتأثّر بهويّة الفنّان ونشأته. وفيما نبدأ عاماً جديداً، نغوص معاً في عالم فنّانات عربيّات يشكّلنَ المجتمع من حولهنّ في لندن! سنكتشف المزيد عن مسيرة Alya Mooro التي انتهى بها المطاف بالانتقال إلى لندن بالإضافة إلى الرسائل وراء أعمالها وطريقة تفاعل المجتمع معها، والكثير من القصص الأخرى التي سنكشفها لك في ما يلي!

اقرئي أيضاً: Muslim Sisterhood أو الاحتفاء بالحبّ والتنوّع والإبداع

انتقلت عليا مورو مع عائلتها إلى لندن عندما كانت في الثامنة من عمرها. خلال نشأتها، كانت دائماً تشعر بأنّ ثمّة رابطاً قويّاً يجمعها بتراثها المصريّ وبأصدقائها وعائلتها في القاهرة، لكنّها كانت أيضاً متجذّرة في حياتها في المملكة المتّحدة. عليا كاتبة وكانت كذلك طوال حياتها، فقد وجدت أنّ القلم والورقة لا يقدّران بثمن إذ يساعدانها على معرفة هويّتها وترجمة أفكارها. بدأت حياتها المهنيّة في الصحافة بعد الجامعة، قبل أن تنتقل لاحقاً تحديداً من الصحافة الموسيقيّة إلى التعليق الاجتماعي. ومع تقدّمها في السنّ قليلاً بدأت تثق بصوتها أكثر وازداد استياءها لعدم تمثيل قصص الشرق الأوسط بالأغلب قصص النساء ولاسيّما النساء مثلها، فشعرت بدافع قويّ لتشارك تجاربها الخاصّة مع الأخريات على أمل توسيع نطاق تلك القصص. وهذا ما أدّى بها إلى تأليف كتابها غير الخياليّ الأوّل The Greater Freedom: Life as a Middle Eastern Woman Outside the Stereotypes، الذي نشرته دار Little A في جميع أنحاء العالم عام 2019. وهذا هو الهدف الذي بات يوجّه كلّ أعمالها منذ ذلك الوقت. رافقينا لنكتشف معاً عالم المؤلّفة صاحبة الكتب الأكثر مبيعاً!
يبدو كلّ يوم مختلفاً تماماً بالنسبة إلى عليا، علماً أنّها تبدأ يومها في كلّ صباح بالطريقة نفسها. وقد شاركتنا روتينها اليومي: "الأمر الأوّل الذي أقوم به هو "صفحاتي الصباحيّة"، التي تتألّف من 3 صفحات A4 أدوّن عليها كلّ ما في ذهني. إنّها طريقة للتخلّص من كلّ ما يجول في ذهني. أحبّ المطالعة أيضاً، لذا أقضي حوالى 40 دقيقة في قراءة أيّ كتاب أو مجلّة موجودة على منضدي. ثمّ أتحقّق من هاتفي وأذهب إلى النادي الرياضيّ وأبدأ في وضع قائمة بالمهام التي يجب القيام بها".

​سألنا عليا عمّا إذا كانت تواجه تحدّيات كامرأة عربيّة تعيش في لندن. فسلّطت الضوء أوّلاً على تعدّد الثقافات في هذه المدينة قائلة: "لندن واحدة من أكثر المدن متعدّدة الثقافات في العالم وأشعر أنّني محظوظة جداً إذ لديّ أصدقاء من جميع الأعراق والهويات المختلفة." قبل أن تضيف: "لكن في الكثير من الأحيان يذكّرني أمر ما بأنّني أتواجد داخل بيئة مغلقة. أظنّ أنّه كلّما ازدادت القصص، كلّما أدركنا أنّ الصور النمطيّة المختزلة لا تفعل شيئاً يُذكر لتعكس الفروقات الدقيقة في الأشخاص الذين نلتقي بهم، لذا فهذه هي طريقتي في مقاومة هذه الصور النمطيّة. من خلال التصرّف على طبيعتي والاستمرار في سرد ​​القصص مع كل تنوّعها."

نحتاج إلى المزيد من الأمثلة على طرق العيش المختلفة
تؤمن عليا بهذه المقولة "من الأسهل عليك أن تكوني على طبيعتك عندما تتمكّنين من رؤية نفسك"، وهي تسعى من خلال الكثير من أعمالها لتحقيق هذه المهمّة. في خلال العامين منذ إصدار كتابها، أطلقت The Greater Conversation، وهي نشرة إخبارية شهريّة تهدف إلى تركيز أصوات النساء في الشرق الأوسط، وقد تضمّنت عدداً كبيراً من المبدعين العرب من جميع أنحاء المنطقة وشتاتها، وأطلقت بودكاست مع
Womena بعنوان Talk of Shame. وتعمل عليا حالياً على مشروعين كبيرين هي متحمّسة جدّاً بشأنهما. وتؤكّد الكاتبة الناجحة التي تحرص على دعم جميع القضايا المتعلّقة بالمرأة: "نحتاج إلى المزيد من القصص والمزيد من الأمثلة عن طرق العيش المختلفة الموجودة في العالم، سواء بالنسبة إلينا كنساء عربيّات لنتمكّن من رؤية امتداد ما هو ممكن، أو بالنسبة إلى بقية العالم الذي غالباً ما لديه صور نمطية مختزلة. هناك قواسم مشتركة تجمعنا أكثر من أوجه الاختلاف بيننا نحن النساء، وهذا أيضاً أمر أسعى إلى تصويره".

كلّما كانت القصص والتمثيل أكثر صدقاً، كلّما برز كلّ فرد والإنسانيّة المشتركة أيضاً
سألنا عليا كيف يمكنها أن تؤثّر في المجتمع من حولها من خلال عملها ككاتبة؟ وتجيبنا مشدّدةً من جديد: "من الأسهل أن تكوني على طبيعتك عندما تتمكّنين من رؤية نفسك"، وتكمل: "وأعتقد أنه كلّما كانت القصص والتمثيل أكثر صدقاً، كلّما برز كلّ فرد والإنسانيّة المشتركة أيضاً، وكلّما ازدادت قدرتنا على التفكير في أنفسنا وحياتنا والقرارات التي نتّخذها، كلّما أدركنا أنّه لا توجد طريقة واحدة صحيحة للعيش، وكلّما توسّع السرد وتغيّر. ربّما بعد ذلك يمكننا أن نشعر جميعاً بحريّة أكبر في اتّخاذ خياراتنا وعيش حياتنا بالطريقة التي نختارها، لنتمكّن ربّما على المدى الطويل من تغيير القوانين والأيديولوجيات لتعكس واقعنا الجديد المتوسّع."

وتختتم الكاتبة التي تؤمن بأنّ الفنّ والإبداع عالميّان وأنّ هناك جانباً شافياً في ذلك، من خلال توجيه رسالة مع مطلع هذا العام الجديد إلى الأشخاص الذين يسعون لتحقيق النجاح حول كيفيّة إدراك الفرص في انتكاساتهم وتقول: "أحبّ بودكاست How To Fail With Elizabeth Day لهذا السبب تماماً. فأشعر بأنّنا نتعلّم ممّا يسمّى بالانتكاسات أكثر ممّا نتعلّمه من النجاحات. فغالباً ما تكون انتكاساتنا في الواقع إعادة توجيه إلى ما هو أفضل ربّما. كما أنّ كلّ شيء يؤدّي إلى شيء آخر، وفي وقتٍ متأخّر سيبدو ذلك منطقياً."

اقرئي أيضاً: Sheikha Al Mheiri: ممتنّة لكلّ ما قدّمته الإمارات لي وللنساء

العلامات: Alya Mooro

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث