Hayam Elsayed تداوي بفنّها وتمكّن المرأة بريشتها

هي امرأة عربيّة عشقت الفنّ وتبعت شغفها، لتنشر الطاقة الإيجابيّة مع كلّ لوحة تولدها أناملها المبدعة. هي أبت أن تبقي مشاعرها مدفونة، فنقلتها إلى العالم عبر ريشة خطّت أحاسيس كلّ مَن تقع عيناه على رسوماتها، فينبهر بهذا الكمّ الهائل من الرسائل الممزوجة ما بين الحنين والحبّ والقوّة والأنوثة. إنّها الرسّامة العربيّة المبدعة هيام السيد Hayam Elsayed التي خصّتنا بهذا الحوار الحصريّ. فتعرّفي معنا إليها في ما يلي.

هلّا أطلعتنا على مسيرتك الفنيّة وكيف ولد شغفك بالرسم؟

وُلد حبّي للرسم منذ طفولتي، فدائماً ما كنتُ أعبّر عن مشاعري على أوراق أرسم عليها كلّ ما أراه في عيون مَن حولي، خصوصاً أولئك الذين يتركون انطباعاً مميّزاً وصادقاً في داخلي. وبدأ الشغف يزداد عندما بدأت أهتمّ برسومات الفنّانين بمختلف ثقافاتهم وأفكارهم التي تفصل بتفكيري ومشاعري عن كلّ من حولي فأشعر بمشاعر الفنّان وما تتكلّم عنه رسوماته. الأمر الذي دفعني إلى التوجّه إلى إيطاليا لتعلّم الفنّ وتطوير موهبتي ومهاراتي، فضلاً عن أنّني لا زلت أتعلّم، فالأساليب التي ترمي إلى إظهار جمال المشاعر لا تنتهي.

درستِ علم النفس قبل أن تتبعي شغفك بالفنّ. فهل من قواسم مشتركة بين مجالَي علم النفس والفنّ؟

طبعاً، فيُعتبَر الفنّ جزءاً أساسيّاً من النفس البشريّة ولا ينفصل عنها. ففي خلال دراستي علم النفس تمكّنتُ عبر الاعتماد على حدسي من فهم لغة جسد الآخرين وانطباعات الوجوه، فتتشكّل في ذهني صورة عن الألوان التي تساعدهم على التعبير عن شخصيّاتهم عبر علم الفنّ العلاجيّ الذي يشرح تأثير كلّ لون في المشاعر، ممّا يولّد طاقة إيجابيّة مثل الثقة أو الصدق أو الحريّة. فكلّ هذه المشاعر تخرج من عيون الوجوه التى أرسمها وتترك انطباعات مختلفة في كلّ مَن يراها.

لفتنا رسمك لوحات الـPortrait لوجوه نساء يتمتّعنَ بتفاصيل دقيقة. فما السبب وراء هذه النزعة؟ أهل لمواجهة قيود التقاليد وتخطّي حواجز الجندر التي تواجهها المرأة في العالم العربيّ؟

بالفعل، لأنّ رسوماتي تشمل حقيقة المرأة وقوّتها الباطنيّة وقدراتها وتأثيرها في تغيير المجتمعات. فالدقّة في الوجوه مهمّة، لأنّ كلّ تفصيل يترجم ما يدور في داخل المرأة من تقلّبات بين شخصيّتها الظاهرة في المجتمع وحقيقتها المدفونة بسبب العادات والتقاليد وأحكام الآخرين والحزن التي عاشتها عبر الأزمنة، ليس في مجتمعنا العربي فحسب إنّما في العالم أجمع. كذلك، تجسّد البساطة في إظهار دقّة تعابير وجه النساء ما تخفيه من قوّة في العطاء والتضحية والتربية والحنان واحتواء الألم. باختصار، الرسم بوابّة تتيح الفرصة أمام المرأة لتقول ما عجز لسانها عن الكلام عنه، فنظرتها إلى رسم يشرح تفاصيل مشاعرها وشخصيّتها في قلب مجتمعنا الذكوريّ تجعلها تشعر بالاهتمام والقيمة وتساعدها في العودة إلى هويّـها الحقيقيّة.

ما هو الدور الذي أدّته الفنّانات في تطوّر الساحة الفنّيّة في المنطقة؟

لطالما اضطلعت المرأة بدور بارز في الساحة الفنيّة محليّاً، فسطع نجم الكثير من الفنّانات اللواتي أُعجبتُ بإبداعاتهنَّ، مثل الفنّانة المبدعة هند عدنان التي تجسّد المشاعر وأحاسيس المرأة في لوحاتها. كذلك، اعتمدت الفنّانات العربيّات نهجاً لرفع سقف حريّاتهنَّ في هذا المجال، ما أدّى إلى إنشاء منظّمة في دبي لمواجهة ظلم المرأة في عالم الفنّ بعدما أوضحت الإحصاءات أنّ رسومات الفنّانات تُباع بسعر أقلّ من رسومات الفنّانين الرجال بفارق 47%.

تشاركين في الكثير من المعارض المحليّة كما الدوليّة. برأيكِ، كيف تنقل هذه المشاركة رسالتك وأفكارك إلى مختلف أقطاب العالم؟ وهل من مشاريع مستقبليّة؟

إذا استطاع الفنّان إيصال مشاعره من خلال الفنّ، فستبقى هذه الأحاسيس مرسّخة في ذهن الجمهور، وهذا ما أسعى إلى نشره عبر المشاركة في شتّى المعارض. أمّا عن مشاريعي المستقبليّة، فسأشارك في معرض Fair Milan ميلان الدوليّ في شهر فبراير المقبل، بالإضافة إلى معرض رويال آرت برايز Royal Art Prize في لندن من 20 وحتّى 29 فبراير ومعرض سكوب Fair Scope في نيويورك. كذلك، أستعدُّ لمعرض منفرد فيFlorence 360° Galleria في شهر أبريل المرتقب. كذلك، تجدر الإشارة إلى أنّني في خضمّ المفاوضات حول معرض في لندن في العام 2020.

تتطلّعين إلى شفاء الناس عبر الرسم. فكيف تحقّقين هذه العمليّة؟ وكيف يمكن للفنّ أن يساهم في تمكين المرأة، خصوصاً في منطقتنا العربيّة؟

أحاول عن طريق لوحاتي بثّ مشاعر تساعد الأفراد على التعافي من تلك الدفينة وهذا ما يسمّى "التداوي بالفنّ". كذلك، أتمنّى أن أساهم في تمكين المرأة العربيّة من خلال لوحاتي، وذلك عبر مساعدتها على التخلّص من ضغوطات الحياة ومشاعرها المكبوتة وإيصال مشاعر الثقة وعزّة النفس والقوّة والأنوثة في الوقت عينه. ففي نهاية المطاف، أنا امرأة عربيّة وأفتخر بذلك.

هل من كلمة أخيرة ترغبين في توجيهها لقارئات ماري كلير العربيّة؟

لقارئات مجلّتكم المرموقة أقول: "لقد كان من دواعي سروري أن أسرد لكنَّ مقتطفات عن لوحاتي. وأتمنّى أن نتشارك في المستقبل بهذه الأفكار مرّة أخرى. كذلك يسعدني أن تتابعنني، متمنّيةً أن تصلكنَّ المشاعر في لوحاتي".

اقرئي أيضاً: ثورة النساء بخمس محطّات

العلامات: Hayam Elsayed

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث