Dr. Alanoud Alsharekh: "نحن بحاجة إلى الشجاعة للثبات على أرضنا والمثابرة بالرغم من الضغط المجتمعي "

فيما نحتفل باليوم الوطني الكويتي، سنتعرّف هذا الأسبوع إلى سبع رائدات كويتيّات من مجالات مختلفة صقلنَ بجهودهنّ وعملهنّ وإبداعهنّ تطوّر هذه المجالات. فنحتفي بمسيراتهنّ الرائدة وتأثيرها الإيجابيّ على تقدّم مجتمعاتهنّ. وفيما يلي حوارنا الخاص مع الدكتورة العنود الشارخ. 

Dr. Alanoud Alsharekh: "نحن بحاجة إلى الشجاعة للثبات على أرضنا والمثابرة بالرغم من الضغط المجتمعي ورفض تطبيع الممارسات التي تحطّ من قدر المرأة وتحدّ من طموحها"

هي محلّلة سياسيّة وباحثة استشاريّة في مجال التجديد الثقافي والسياسي في الخليج العربي حيث تدير الدكتورة العنود الشارخ الحائزة على دكتوراه في دراسات الشرق الأدنى والأوسط ابتكار للاستشارات السياسيّة والاستراتيجيّة كما عملت في مجال التعليم في جامعات محلية وعالميّة. سواء في العمل مع منظّمات المجتمع المدني أو في برامج القيادة الداخلية لدى ابتكار، سعت الدكتورة الشارخ دوماً إلى تأييد النهج التعاوني وبناء الشبكات والجسور مع الأشخاص ذوي التفكير المماثل والحلفاء. وهذا يعني أنّ النساء على وجه الخصوص يشعرن بعزلة أقلّ عندما يسعين لتحقيق أهداف طموحة وأنّ هناك مجموعات متعاونة مستعدّة للدفع من أجل قضية معًا بدلاً من الضغط بشكل فرديّ في كلّ مرة.

تخبرنا الدكتورة الشارخ المزيد عن العمل في ابتكار للاستشارات الاستراتيجية وتقول: "لدينا في ابتكار نهج ثلاثي المحاور لتعزيز المشاركة السياسية للشباب والنساء. نحن نعمل مع قادة المستقبل على تطوير مجموعات مهارات معينة ورفع مستوى الظهور الاعلامي، أو تصميم استراتيجيات حملات للشباب والنساء في مجال الأعمال التجارية الناشئة وفي المنظمات غير الحكومية ، ولدينا برامجنا المصمّمة خصيصًا بالتعاون مع الشركات المحليّة والمنظمّات الدوليّة التي تستهدف الشباب والنساء المهتمّين بالتغيير السياسي والاجتماعي".

وتشاركنا حدث أو ذكرى تستذكرها من مسيرتها الملهمة وتقول: "أعتقد أنّ مبادرات وبرامج لتمكين المرأة الكويتية و الشباب من المشاركة السياسية ورؤية العمل الرائع الذي قامت به العديد من المشاركات والمشاركين بعد تدريبهنّ كان من أبرز أولويّات ابتكار". وتتابع: "على جبهة المجتمع المدني، كانت جهود الضغط التي قام بها كل حملة إلغاء المادّة ٣٥١ وفريق ايثار التطوعي الذي تتوج بإصدار قانون الحماية من العنف الأسري لعام 2020 بمثابة علامة فارقة بالنسبة لي ولكلّ من شارك في إنهاء العنف ضد المرأة في الكويت".

القيادة الجيّدة متجذّرة في الخدمة والأخوة

وعن تعريفها للقيادة، تقول الدكتورة الشارخ: "أعتقد أنّ القيادة الجيّدة متجذّرة في الخدمة والأخوّة، وتقاسم الأدوار والارتقاء بشكل جماعيّ. لقد تلقيّت الدعم من العديد من الرجال والنساء الملهمين. وأعتقد أنّه من المهمّ الاستمرار في السعي من أجل ترقية الآخرين وتقديرهم وتسليط الضوء على نجاحاتهم أيضًا.

استنادًا إلى دراسة أجرتها كليّة هارفارد للأعمال ، ثبت أنّ القيادات النسائيّة تزيد من صنع السياسات المتعلّقة بالحقوق والمساواة ونوعية الحياة. نسأل الدكتورة الشارخ عن التحديّات التي لا تزال تقيّد المشاركة المتساوية للمرأة في بعض المناصب الإستراتيجية والقيادية في منطقتنا. تجيبنا: "هناك عوائق اجتماعيّة وماليّة ولوجستيّة تحول دون وصول المرأة إلى مناصب صنع القرار سواء في القطاع العام أو الخاص أو قطاع المنظمات غير الحكومية. من أكثر العوائق إلحاحًا فكرة ولاية الرجل واستحقاق الرجل المتأصل على قريباته أو زميلاته في مكان العمل. تمّ تغيير العديد من القوانين التي حسّنت الوضع ولكن لا يزال هناك عمل يتعيّن القيام به بدءًا من زيادة الشفافية والحيادية في ممارسات الموارد البشرية إلى ضمان سلامة المرأة في مكان العمل وخارجها.

قدرة المرأة على تقلّد المناصب القيادية

نتابع حوارنا مع الدكتورة الشارخ بسؤالها عن أكثر التحديات التي تواجهها الشابات الكويتيات اليوم في عصرنا الحالي. وتؤكّد: "أعتقد أنّه قد يتمّ تعليم بعض النساء أنّ الخروج عن المألوف أمر مكلف ويؤثّر على آفاق المستقبل، سواء من الناحية الاجتماعية أو المهنية". وتشاركهنّ هذا الدرس في الحياة المبني على تجربتها الخاصة وتقول: "لقد تعلّمت أنّنا بحاجة إلى الشجاعة للثبات على أرضنا والمثابرة بالرغم من الضغط المجتمعي ورفض تطبيع الممارسات التي تحطّ من قدر المرأة وتحدّ من طموحها."

وفيما تقول أنّ "المرأة العربيّة هي مقياس التغيير في المنطقة"نسألها عن التغييرات التي لاحظتها خلال السنوات الماضية في سلوك المرأة في مكان العمل في الكويت وكيف يؤثر ذلك على المجتمع؟ تجيبنا: "مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، تراجعت الحواجز أمام التّعبير الحرّ وبعض أشكال مشاركة المرأة، حيث يمكن نقل أسبابهم ومصالحهم دون الحاجة الى الاستعانة بممثّل عنهم ذكر أو اللجوء إلى شخصية مؤسسيّة. إنهنّ قادرات على ابراز إنجازاتهنّ وقدراتهنّ من خلال الترويج الذاتي وقد أدّى ذلك إلى إدخال العديد من التغييرات على النقاش حول قدرة المرأة على تقلّد المناصب القيادية، وتحسين فرصها في مكان العمل وخارجه".

وتتابع عن نوع الخطاب الذي نحن بحاجة إليه اليوم على مستوى القادة الإستراتيجيين للمساعدة في تحقيق المساواة بين الجنسين في المجالات التي لا تزال تفتقر إلى مشاركة المرأة وتؤكّد:"نحن بحاجة إلى عدم التسامح مطلقًا مع أيّ ممارسات أو خطاب يُطبع العنف أو التمييز الجنسي العارض ضدّ المرأة. بمجرّد أن يكون هناك تهديد بإجراءات عقابية للتصرف بشكل سيء في مكان العمل وخارجه، سيعيد الناس النظر في الأقوال والأفعال تلقائيًا، وهذا سيقطع شوطًا طويلاً لضمان التوظيف العادل والشفاف والآمن وممارسات مكان العمل الأخرى".

وتختتم الدكتورة الشارخ بتوجيه الرسالة التالية بمناسبة اليوم الوطني:"أنا ممتنّة لكوني كويتيّة وجزء من مشاركة سياسية حقيقية استطعت من خلالها أن أتفاعل مع الكثير من النساء والرجال المخلصين العاملين في مجال المجتمع المدني وخدمة القضايا العليا التي تخدم المجتمع وترتقي به".

إقرئي أيضاً: Hend Almatrouk: "الوقت قد حان لإنهاء الحديث عن التمكين ولندرك أنّنا فعلاً قويّات"

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث