Delphine Edde: صناعة الترفيه موجودة لتبقى وسيحتاج الناس إليها أكثر من أيّ وقت مضى

عملت Delphine Edde على مدار السنوات العشرين الماضية في العالم الرقمي. وقبل 12 عاماً عادت من باريس إلى لبنان لتبدأ مهنتها الخاصّة في عالم الإعلام . فباشرت مسيرتها بتأسيس شركة الوسائط الرقميّة Diwanee وبعد سنوات عدّة من التطوّر المستمرّ تحوّلت إلى Webedia Arabia وهي مجموعة إعلاميّة رقميّة تضمّ اليوم منصّات عدّة نذكر منها :Yasmina.com، وAtyabtabkha.com، و3a2ilati.com وUturn. في ما يلي نسألها عن مسيرتها المهنيّة وآرائها في تطوّر عالم الإعلام والتّحديات المستجدّة كما الطرق الأنجح للتّصدي لها. 

هلاّ أخبرتنا المزيد عن عودتك من باريس إلى لبنان لتبدئي حياةً جديدة؟ ما الذي دفعك إلى اتّخاذ هذه الخطوة التي كانت ستغيّر حياتك وكيف تشعرين حيال ذلك اليوم؟

في ذلك الوقت، لم أرَها كخطوة ستغيّر حياتي. والحقيقة أنّني لم أخطّط لذلك، لا بل حصل الأمر بصورة طبيعيّة وحاولت تحقيق الاستفادة القصوى منه. إنّما لطالما أحببت مجال عملي، ولذلك أنجزته بكلّ تفانٍ وشغف. واليوم أرى أنّها كانت تجربة مجنونة وصعبة، ومع ذلك لست نادمة على أيّ لحظة على الإطلاق.

كيف ترين التطوّر في مجال الإعلام في خلال العقد الماضي؟

نظراً إلى عملي في العالم الرقمي على مدار السنوات العشرين الماضية، فإنّ التطور والتغيير جزء ممّا نقوم به. وفي السنوات الـ12 الأخيرة، أجرينا إعادة تنظيم لنموذج أعمالنا وأعدنا التفكير فيه كلّ 18 شهراً في المتوسط. لذا هذه الطريقة التي نعمل بها، وعلينا أن نتطوّر مع الابتكار التكنولوجي وسلوكيّات المستهلك الرقميّة، فضلاً عن أن نكون رشيقين في عمليّاتنا. كذلك، فإنّنا نعمل في مجال أفكار المحتوى ورواية القصص، والباقي مجرد مسألة توصيل هذه الأفكار والقصص والتكيّف مع المنصة، سواء كانت موقعاً إلكترونيّاً أو منصّة وسائط اجتماعيّة أو حدثاً حتّى!

ما التّحديات الجديدة التي تواجهونها اليوم؟

في Webedia Arabia، المجموعة الرقميّة وراء Yasmina.com، إنّنا نتحدث عن جمهور سريع الحركة، وأعتقد أن هذا التّحدي الأكبر الذي نواجهه. بمعنى آخر، علينا أن نكون دائماً سبّاقين من حيث الصيحات ومتطلّبات جمهورنا التالية. إلّا أنّ قوّتنا في التغلّب على هذا التّحدي يتمثل في معرفة جمهورنا، إلى جانب حصولنا على الأفكار والبيانات الصحيحة لإنشاء المزيد من القصص الجذّابة والمشاعر الغامرة لمستخدمينا.

كيف تتأقلم المنصّات التي تعملون معها؟

إنّنا لا نتأقلم، لا بل نتكيّف باستمرار. فهذه عقليّة الشركة وفريقنا المتفاني الذي يعمل بكدّ لتحقيق النتائج والأفكار التي يمكن أن يفخر بها. وعلى سبيل المثال، عندما ظهر TikTok، بدأنا في اختبار تنسيقات جديدة لم نعرف أيّ منها سينجح أم لا. إذاً فنحن لا نتوّقف عن الاختبار والتعلّم مع مواهبنا الشابّة وعيوننا الجديدة على المحتوى. من الأمثلة الأخرى التي يمكنني التحدّث عنها مسلسل Takki الذي أنتجته Uturn للمرّة الأولى لصالح YouTube في العام 2010 والذي أخذته اليوم منصّة Netflix. وأظنّ أنّ هذا يوضح كم أنّ المحتوى الخاصّ بنا ذو صلة بالجمهور وكيف تلتقطه المنصّات.

كيف نجحت في تحفيز فريقك ليكون منتجاً أثناء الإغلاق؟

كان فريق العمل مشغولاً جداً في تلك الفترة، حيث استمرّ جمهورنا في النموّ... وبالتالي لم يكن لدى فرق المحتوى والإبداع والإنتاج الكثير من الوقت للقيام بأيّ أمر آخر! وبالتوازي مع ذلك، نظّمنا اجتماعات أسبوعيّة للموظّفين عبر الإنترنت، ناهيك عن جلسات توعويّة وحتّى ليالي مرح من الألعاب والاختبارات القصيرة! إذاً تمثّل هدفنا في الحفاظ على العلاقات مع الناس. لا سيّما وأنّ الإغلاق كان أصعب بكثير على زملائنا الشباب الذين يعيشون بمفردهم مقابل الذين يعيشون مع عائلاتهم.

عانى مجالنا الإعلاميّ مشاكل عدّة طوال العقد الماضي. إلّا أنّه يقف شامخاً بغض النظر عن الظروف. ما الذي يميّز برأيك هذا الكفاح؟

لا يسعنا المقارنة بين جميع المجموعات الإعلاميّة على قدم المساواة. حيث أنّ Webedia Arabia منصة رقميّة فحسب، لذا تختلف تحدّياتنا عن مشاكل المجلّات المطبوعة على سبيل المثال. إنّما نحن على علم بأنّ صناعة الإعلام تعطي وجهة نظر إحترافيّة، وتعمل مع صحفيين جادّين. لذا من جهتنا، نسعى إلى تحقيق ذلك بينما نحاول العثور على أفضل نموذج ممكن.

كيف ترين شخصيّاً التغييرات الحاصلة بعد جائحة كورونا في هذا المجال؟

من الواضح أنّ الوباء سرَّع بعض الاتّجاهات التي كانت موجودة في الأجواء بالفعل، ولربّما ظهر التحوّل الرقميّ على أنّه الأكثر وضوحاً. لكن بالنسبة إلينا، فإنّ صناعة الترفيه موجودة لتبقى وسيحتاج الناس إليها أكثر من أيّ وقت مضى. لذا ستقتصر التغييرات على العمليّات وعلى الطريقة التي يعمل ويتواصل الناس بها.

كيف تحدّدين دور وسائل الإعلام في نشر الوعي ومساعدة مجتمعاتنا على تخطّي الأزمات أمثال جائحة كورونا؟

غطّت جميع منشوراتنا أحداث تفشّي وباء كورونا على مجمل منصّاتنا الأربعة. إذ تغيّرت أولويّات جمهورنا فجأة، واضطررنا إلى التكيّف والبقاء على صلة بالمواضيع المتعلّقة بالصحة والرفاه بصورة أساسيّة. وتفصيلاً، أطلقنا على موقع Yasmina.com، أوّل بودكاست لليقظة الذهنية قبل الإغلاق مباشرة واستمرّينا في خلال تفشّي الوباء والحجر بتركيز قويّ على الرياضة والصحّة البدنيّة والعقليّة. وبطبيعة الحال، تلعب الشركات الإعلاميّة دوراً مهماً وليس من السهل تحديده.

وبالنسبة إليّ، يتمثّل دورنا في زيادة الوعي واستخدام أصواتنا لمساعدة جمهورنا على تجاوز تلك الأوقات غير المسبوقة. فضلاً عن كلّ ذلك، فإنّ المحتوى الخاصّ بنا يوقظ الكثير من المشاعر ويصل إلى ملايين الأشخاص في الخليج، لذلك علينا أيضاً أن ندرك هذه المسؤوليّة ونستخدمها بحكمة. كذلك، لسنا مؤسسة إخباريّة، لذا فإنّ التحدّث عن الأمور الجادة بطريقة لطيفة وخفيفة قد يكون صعباً، وعلينا أن نكون حريصين جداً.

كيف ترين أنّه من شأن الشركات الإعلاميّة أن تدعم بعضها على الرغم من المنافسة في السوق؟

أوّلاً، أعتقد أنّ المنافسة أمر جيّد! ولطالما ساعدتني على القيام بعمل أفضل وأسرع وعلى التفكير بشكل مختلف أيضاً. إنّما هذا سؤال صعب! لكن لربّما يمكننا دراسة خيار البروز كجبهة موحّدة. أيّ أن نعكس لشركائنا وجمهورنا ما نمثّله فعلاً، ونظهر عن أهداف أقوى ونريهم كيف يمكننا مساعدتهم في تلك الأوقات الصعبة، وحينها سيأتي التغيير لا محال...

اقرئي أيضاً: Zoya Sakr: نحن اليوم في صدد دعم المواهب المحليّة أكثر من أيّ وقت مضى

العلامات: Delphine Edde

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث