Andrea Wazen: حبّ الذات يقضي بعدم مقارنة أنفسنا بالآخرين وقبول ذاتنا كما نحن

التصوير: Maximilian Gower
الإدارة الفنيّة: Farah Kreidieh
التنسيق: Sarah Rasheed
المساعدة في التنسيق: Dina Sherif  
المكياج والشعر: Diana لدى Michelle Hay Management
الموقع: فندق Al Seef Heritage Hotel Dubai, Curio Collection by Hilton
معطف من Iris & Ink
جزمة من Andrea Wazen

هل تحبّين نفسك؟ كيف تعبّرين عن حبّك لذاتك وتقديرك لها في هذه الأوقات العصيبة؟ متى كانت آخر مرّة طرحت فيها هذه الأسئلة على ذاتك؟ فيما نكبر على أهميّة حبّ الآخر والتعاطف معه، قد تغيب عن البعض أهميّة حبّ النفس. فمحبّة ذاتنا ومعاملتها بلطف والإستماع إلى حاجتها أمر لا يقلّ شأناً عن محبّة الآخرين ومعاملتهم بصدق ودماثة. إلاّ أنّ حبّ الذات لا يعني بأيّ شكل من الأشكال الإنطواء على أنفسنا أو جعل "الأنا" المحور الوحيد في حياتنا بل على العكس هذا الحبّ الذي نظهره تجاه أنفسنا سيكون بمثابة جسر عبور نحو حبّ الآخر. وعندما نتكلّم عن حبّ الذات، فلا نعني بذلك تقدير خصالنا الجيّدة فحسب، إنّما أيضاً تقبّل نقاط ضعفنا حتّى نصبح على وفاق مع كياننا بالكامل، فنقدّر ذاتنا بملئها ونشعر بالسعادة الداخليّة. في هذا التحقيق سنستعرض معك مسيرة خمس سيّدات ناجحات خضن تحديّات حبّ الذات واكتشفن كلّ على طريقتها كيفيّة الإحتفاء بذاتها وانعكاس ذلك إيجابيّاً على رفاهها الشخصي من جهة وعلاقتها بالآخرين من جهة أخرى. 

لطالما كانت Andrea Wazen شخصاً حسّاساً جدّاً احتاج إلى التعبير عن نفسه من خلال الموسيقى أو التصميم. وبمرور الوقت، تعلّمت مصمّمة الأحذية الراقية العابرة للزمان والمواسم، أن تحوّل جانبها الحسّاس والابتكاري إلى مشروع مثمر يمكنها تطويره، أم إلى دور من شأنها أن تضطلع به في الحياة‎. ولطالما آمنت Andreaبالعمل على نفسها ووضعت أهدافاً صغيرة من أجل تحقيق ما أرادته، ولكنّها فعلت ذلك طبعاً بفضل تحلّيها بعقليّة سلمية وبالصفاء الذهنيّ، وهذين أمرين تعلّمتهما خلال مسيرتها. فلنكتشف معاً تصوّرها عن حبّ الذات وكيفيّة الإعتناء بها. 

منح نفسك الوقت والصبر
عندما سألنا Andrea عن تعريف حبّ الذات في قاموسها، أجابت: "بالنسبة إليّ، يبدأ حبّ الذات بفهم أنفسنا. فنحن جميعاً مختلفون ومميّزون بطريقتنا الخاصّة، وكلّ منّا لديه قصّة وهدف. شخصيّاً، أؤمن أنّ حبّ الذات يقضي بمنح نفسك الوقت والصبر لاكتشاف قصّتك أو هدفك. كما أنّه يعني عدم مقارنة أنفسنا بالآخرين وقبول ذواتنا كما نحن". وتؤكّد مصمّمة الأحذية الأزليّة أنّها قرّرت أن تبدأ رحلة حبّ الذات الخاصّة بها عندما سافرت إلى باريس لقضاء سنوات دراستها في الجامعة وكانت تلك المرّة الأولى التي تعيش فيها بمفردها، لذا تسنّى لها حقاً الوقت للعمل على نفسها وفهم ما تهوى القيام به وما الذي يغذّي طاقتها. وعن هذا الواقع تخبرنا: "لم يكن الأمر بهذه السهولة في البداية، إذ كافحت من أجل فهم مَن أنا إلى أن تعلّمت الاستمتاع باكتشاف نفسي من خلال الاستماع إلى الموسيقى والقراءة والرسم". وفيما قد يخلط بعض الناس بين حبّ الذات والأنانيّة، فما رأي Andrea في ذلك؟ تقول: "أعتقد أنّ حبّ الذات والأنانيّة مفهومين دائماً ما يتمّ الخلط بينهما على الرغم من اختلافهما التامّ. غير أنّ كلّ شيء يبدأ من الفرد نفسه، فعندما تتعلّمين أن تحبّي نفسك ستنشرين الحبّ من حولك تلقائيّاً، وبالتالي تجذبين الآخرين بطيبتك ولطفك. في المقابل، عندما تكونين في صراع مع نفسك، فإنّك تنشرين تلك الطاقة للآخرين بدون وعي. بينما الأنانيّة مختلفة تماماً وتقتصر على حبّ ذاتك والاهتمام بنفسك فحسب".

تعلّم قبول النفس 
في بعض الأحيان، يمكن أن ندرك أهميّة حبّ الذات بفضل شخص آخر ترك أثراً على مسيرتنا. لهذا السبب طلبنا من Andrea أن تشاركنا ذكرى خاصّة بها في هذا الصدد. فخصّتنا بالتالي: "لطالما مثّلت شقيقتي Karen مصدر إلهام لي في ما يتعلّق بحبّ الذات في كثير من الأوقات. والواقع أنّني فهمته أكثر من أيّ وقت مضى عندما ظهرت عليها ندوب البهاق الأولى. إذ أصابني القلق الشديد واعتراني الخوف عليها، فخشيت أن ينتشر المرض على وجهها وذراعيها وجسمها وخفت من الشعور الذي ستحسّه إزاء ذلك". وتتذكّر المصمّمة المبدعة أنّها بحثت عن كلّ الأسباب الممكنة لحدوث هذا المرض الجلدي وكيفيّة التعامل معه، بينما تعلّمت شقيقتها قبول نفسها وحبّ اختلافاتها. واليوم، تستذكر Andrea هذا الأمر، الذي يشكّل لها خير مثال عن كيفيّة نجاح Karen في تحويل أحد اختلافاتها إلى رسالة أكثر عمقاً للكثير من الفتيات والفتيان الذين يعانون مشاكل مماثلة.

الاحتفاء بالنفس
تعلّمت Andrea أن تحبّ نفسها لما تتّسم به من قوّة وشجاعة. وعن هذا، تقول: "لاحظت أنّني شخص قويّ يستمتع بالتحدّي ولا يستسلم مهما كانت الظروف. كذلك، فقد مررت بسبب عملي بالكثير من المواقف حيث تعيّن عليّ أن أقاتل من أجل ما هو صحيح وأخلاقي ، ولا بدّ لي أن أضيف أنّ الشجاعة أمر تعلّمته وليست صفة ولدت بها". فما الممارسات الصغيرة التي تقوم بها المصمّمة للاحتفاء بنفسها والتي تؤثر بشكل إيجابيّ على حياتها اليوميّة؟ تخبرنا: "أتفقّد نفسي مرات عدّة في اليوم، وحتّى إذا لم أحقّق بعض الأهداف التي وضعتها، فأنا لا أعاقب نفسي على ذلك، وإنّما على العكس أحتفل بواقع أنّني سائرة باتّجاه هذا الهدف. وهذه الممارسة تتعارض والطريقة التي عشت بها قبل أن أبطئ وتيرة حياتي من أجل إعطاء الأولويّة لصحتي العقليّة، لأنّني لاحظت أنّني لن أكون قادرة على العمل كما أريد وبأفضل الطرق الممكنة ما لم أكن بحال رائعة داخليّاً. كما أنّني أخصّص الوقت لنفسي، من تصفّح المجلات وتشغيل بعض الموسيقى والتمرّن وتناول الطعام الصحي. فهذه أمور تجعلني أشعر بالتحسّن كشخص وبالتالي أصبح قادرة على بعث المزيد من الإيجابيّة والشعو بمزيد من الإنتاجيّة".

الوعي بشأن الرفاه الشخصي
تشاركنا Andrea في نهاية حديثنا رسالة توعية إلى المجتمع بشأن أهميّة تبنّي عيوبنا ونقاط ضعفنا: "يسعدني أنّ الأوقات تتغيّر الآن بحيث لم تعد المثاليّة تعتبر معياراً. وتلاشى تعريف الشكل الجسديّ المثالي الذي نشأنا عليه. فاليوم أصبحت المثاليّة تكمن في الفرادة. وأنا سعيدة جداً برؤية هذا التغيير من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. إذ لا ينبغي اعتبار طلب المساعدة أو الدعم عند الحاجة بالأمر غير المستحبّ، لا بل على العكس يجب التشجيع عليه. وبصراحة، تعلّمت هذا الأمر بشكل خاص بعد انفجار 4 أغسطس، حيث فقدت كلّ ما أملكه وكنت مرتبكة تماماً، ولذلك احتجت إلى الدعم المعنويّ والمساعدة. وكان من المهمّ جدّاً بالنسبة إليّ فهم أنّه لا بأس في ألّا أكون على ما يرام ولا بأس في التعبير عن أنّني بحاجة إلى المساعدة فوراً. وفي الختام، سألناها ما الذي تنصح به النساء حول كيفيّة تدريب أنفسهنّ عمليّاً على التمتّع بروتين حبّ الذات ورعايتها؟ فأجابت بالآتي:"يجب أن يكون الاعتناء بنفسك جوهر كلّ أحلامك، بحيث لا توجد طريقة يمكنك من خلالها تحقيق كلّ ما وضعته من أهداف ما لم تكوني على ما يرام. كذلك فإنّ تحقيق رفاهك الشخصي يعتبر أعظم إنجاز يمكن لأيّ شخص تحقيقه وهو يتجاوز أيّ حلم أو هدف حدّدته لنفسك".

اقرئي أيضاً: Layla Kardan: حبّ الذات هو مزيج من الاحتفاء بنفسك لكلّ ما يجعلك رائعة مع الحفاظ على التواضع

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث