Layla Kardan: حبّ الذات هو مزيج من الاحتفاء بنفسك لكلّ ما يجعلك رائعة مع الحفاظ على التواضع

التصوير: Maximilian Gower
الإدارة الفنيّة: Farah Kreidieh
التنسيق: Sarah Rasheed
المساعدة في التنسيق: Dina Sherif 
المكياج والشعر: Diana لدى Michelle Hay Management
الموقع: فندق Al Seef Heritage Hotel Dubai, Curio Collection by Hilton

الفستان من فستان من Olivia von Halle 
كعب عالٍ من René Caovilla

هل تحبّين نفسك؟ كيف تعبّرين عن حبّك لذاتك وتقديرك لها في هذه الأوقات العصيبة؟ متى كانت آخر مرّة طرحت فيها هذه الأسئلة على ذاتك؟ فيما نكبر على أهميّة حبّ الآخر والتعاطف معه، قد تغيب عن البعض أهميّة حبّ النفس. فمحبّة ذاتنا ومعاملتها بلطف والإستماع إلى حاجتها أمر لا يقلّ شأناً عن محبّة الآخرين ومعاملتهم بصدق ودماثة. إلاّ أنّ حبّ الذات لا يعني بأيّ شكل من الأشكال الإنطواء على أنفسنا أو جعل "الأنا" المحور الوحيد في حياتنا بل على العكس هذا الحبّ الذي نظهره تجاه أنفسنا سيكون بمثابة جسر عبور نحو حبّ الآخر. وعندما نتكلّم عن حبّ الذات، فلا نعني بذلك تقدير خصالنا الجيّدة فحسب، إنّما أيضاً تقبّل نقاط ضعفنا حتّى نصبح على وفاق مع كياننا بالكامل، فنقدّر ذاتنا بملئها ونشعر بالسعادة الداخليّة. في هذا التحقيق سنستعرض معك مسيرة خمس سيّدات ناجحات خضن تحديّات حبّ الذات واكتشفن كلّ على طريقتها كيفيّة الإحتفاء بذاتها وانعكاس ذلك إيجابيّاً على رفاهها الشخصي من جهة وعلاقتها بالآخرين من جهة أخرى. 

فيما تحلّت Layla Kardan بالجرأة والشجاعة في طفولتها، سمحت في مرحلة لاحقة من حياتها لآراء الآخرين وأحكامهم أن تخفّف من تألّقها. كذلك، وجدت صعوبة في تقدير ذاتها منذ الصغر إذ تمرّنت على رقص الباليه الكلاسيكيّ على يد مدرّبة قاسية. كذلك، وبالرغم من حبّها الكبير للمسرح، إلّا أنّها لم تتلقَّ التشجيع في هذا الصدد.‎ وقد بدا واضحاً منذ سنواتها المبكرة أنّ كلّ ما أرادت فعله هو الغناء والأداء، بحيث امتلكت طاقة هائلة في داخلها. إلّا أنّها استغرقت وقتاً طويلاً لتتشجّع على المضي قدماً في هذا الاتّجاه عن قناعة تامّة وتظهر شخصيّتها الحقيقيّة. وحتّى اليوم، لا يزال الكثير من الأشخاص يتطفّلون ويفرضون آراءهم، وينتقدونها ويريدونها أن تفعل الأشياء على طريقتهم، لكنّ المغنيّة المتألّقة باتت الآن ثابتة في مكانها وتعرف ما تريده تماماً. فلنكتشف آراءها حول حبّ الذات والعناية بها في ما يلي.  

حبّ الذات يتطلّب جهداً مستمرّاً 
كيف تعرّف Layla حبّ الذات؟ "إنّ حب الذات بالنسبة إليّ مزيج من الاحتفاء بنفسك لكلّ ما يجعلك رائعة مع الحفاظ على التواضع الكافي للتطوّر دائماً على جميع المستويات". هذا وتجد أنّ حبّ الذات يتطلّب جهداً مستمرّاً لأنّه من الصعب عليها ألّا تنتقد نفسها بشكل مفرط. إنّما تضيف: "لكنني أتفقّد نفسي في كثير من الأحيان لأذكّر نفسي بكلّ ما أنجزته وحقّقته مع القليل من الدعم، وأيضاً كي لا أنسى الشخص الذي أصبحت عليه أثناء هذه المسيرة. كما أنّني بتّ أحبّ مظهري، واستغرق ذلك وقتاً طويلاً لأنّني كرهت منحنياتي، ولكنّني الآن أراها على أنّها وسيلة فريدة ومثاليّة لتحملني عبر الحياة. وأشعر بالسعادة لأنّ جسدي قويّاً وليس واهناً". وبينما قد يتّهم البعض الأشخاص الذين يمارسون حبّ الذات بالأنانيّة، سألنا Layla عن رأيها حيال هذا الموضوع. فعبّرت بالآتي: "أوافق على أنّه يوجد خيط رفيع بين الإثنين في بعض الأحيان، لكن إذا كان أحدهم مغروراً فهذا عادةً ما ينجم عن فراغ يشعر به. والحقيقة أنّني أتعاطف مع الأشخاص الذين يتصرّفون من منطلق فراغ أو نقص. والأهمّ من ذلك، انّك إذا أردت أن تحبّي الآخرين وتحترمينهم، فعليك أن تحبّي نفسك وتحترمينها أوّلاً. وأرى أنّ هذه أداة ضروريّة لعيش هذه الحياة الصعبة، لذا لا أعتبر أنّه دليل غرور أو أنانيّة، بل ضرورة للصحّة العقليّة وللتأكّد أيضاً من القدرة على حبّ الآخرين بحقّ".

مسيرة قبول الذات
"نشأت في أستراليا، حيث كنت مختلفة تماماً عن معايير الجمال والشخصيّة السائدة، وبالتالي وجدت صعوبة في الشعور بأنّني جميلة وبأنّ المجتمع يتقبّلني"، هذا ما تخبرنا به المغنيّة الطموحة قبل أن تستأنف كلامها: "عندما بلغت سنوات المراهقة المبكرة، أدركت قوّة فرادتي والسمات التي ربّما شكّلت موضوع تنمّر لي كطفلة، ثمّ أصبحت لاحقاً موضع حسد للآخرين. وتعلّمت أنّه لولا تنوّعنا لكنّا مملّين كبشر وبدّل ذلك منظوري بالكامل. وهكذا، اكتسبت ثقة كبيرة بنفسي، ودائماً ما توليّت أدوار القيادة في مرحلة المراهقة وفي أوائل سنّ البلوغ. كذلك، حظيت بالاهتمام والاحترام بفضل الثقة التي تحلّيت بها وأظهرتها". وتشاركنا Layla بأنّها نشأت أيضاً في عائلة محِبّة جدّاً من النساء اللواتي دائماً ما قدّمن المجاملات والدعم المتبادلين لبعضهنّ البعض وتعبّر عن تقديرها لذلك بقولها: "هذا حبّ أنا ممتنّة له إلى الأبد". كذلك، تتذكّر عندما كانت أصغر سنّاً أنّها اعتادت إبطال المجاملات والتقليل من شأن نفسها بنفسها قائلةً "كلا، لست كذلك" و"هذا ليس صحيحاً" وما إلى ذلك. ثمّ أخبرها والدها أنّه بينما يبدو ردّها مهذباً ومتواضعاً، إلّا أنّه ليس كذلك فعليّاً، وتردّد كلمات أباها بالآتي: "أنت لا ترفضين الكلمة الطيبة فحسب، بل تحطّين من قدر نفسك أيضاً حيث تتردّد أصداء هذه الكلمات في داخلك". وبذلك علّمها أن تقبل المجاملات وأن ترد برقيّ وبدون تكبّر عند تلقّيها.

الاحتفاء بالذات
أكثر السمات التي تحبّها Layla في نفسها هي قدرتها على النهوض والمضي قدماً، لا سيّما وتحويل أيّ موقف قبيح إلى أمر جميل عن طريق فنّها وتعاطفها مع الآخرين. وتشرح لنا مقصدها أكثر: "تجعلني هذه السمات شديدة التكيّف في الحياة وتمكّنني من رؤية الأمور بطريقة أكثر إيجابيّة. إذ أستمتع بالتفاصيل الصغيرة بقدر ما أستمتع بالأمورالرائعة في الحياة، ويأتي ذلك جرّاء المرور بالشدائد والارتقاء إلى مكان تملؤه السعادة. وأعتقد أيضاً أنّنا ما لم نكن في خدمة مجتمعاتنا في هذا العمر، فلن نعيش حقاً. لذلك، من المهمّ أن نكون متعاطفين ومهذّبين ومعطائين تجاه الآخرين".
إذاً ما هي الخطوات التي تتّخذها للاحتفال بنفسها والتي تؤثر إيجابيّاً على حياتها اليوميّة؟ تجيبنا الفنّانة الموهوبة: "أفعل ذلك من خلال تأليف الأغاني الخاصة بي، وفيديوهاتي والرسائل التي أبعثها. وأحرص على إحاطة نفسي بأشخاص أنقياء الروح ومحِبّين يودّون رؤية Layla الحقيقيّة وليس Layla الفنّانة، ومن المهمّ التفريق بين الاثنتين". وتقوم المغنيّة بممارسات يوميّة تقضي بترداد الأقوال التي تؤكّد على قوّتها وتميّزها، وتلاوة الصلوات التي تبقيها وعائلتها متواضعين، وأيضاً ترداد قيمها الأساسيّة التي تذكّرها دائماً بمَن هي حقاً.

التوعية بأهميّة حبّ الذات
في دعوة منها لتوعية المجتمع بشأن أهميّة الاقتناع بمسيرتنا الخاصّة ونقاط ضعفنا، تقول Layla: "من الضارّ وغير الطبيعي الاستمرار في هذا الطريق حيث تبدو معايير النجاح والجمال والإنجازات غير واقعيّة. لا سيّما بالنسبة إلى النساء اللواتي يتوقّعن أن ينجبن 3 أطفال ويتمتّعن باللياقة البدنيّة ويكنّ ربّات منزل ويدرن جميع حساباتهنّ الاجتماعيّة فضلاً عن شركة عالميّة، فكيف يمكن لشخص واحد أن يفعل كلّ ذلك؟! إنّ الضغط على المرأة لا يُصدق ولا ينتهي. شخصيّاً، لديّ3 أخوات وعلى الرغم من أنّنا كبرنا في الظروف عينها وحصلنا على التربية نفسها، إلّا أنّنا4 نساء مختلفات تماماً من حيث ما يعجبنا وما لا نحبّه وتتفاوت المسيرة التي ترضي روح كلّ منّا. إنّنا متشابهات جداً لكن مختلفات جداً من نواحٍ كثيرة. وإذا يحدث ذلك ضمن عائلة واحدة أفرادها مترابطون وقريبون جداً من بعضهم البعض، فكيف نتوقّع أن نكون متشابهين مع بشر يعيشون على الجانب الآخر من العالم، في ثقافة وظروف مختلفة تماماً عنّا. يجب التباهي باختلافاتنا وتعزيزها لأنّ التميّز يكمن فعليّاً في التفرّد".
وتختم حوارنا معها بمشاركة نصيحة مع جميع النساء: "انظري دائماً إلى الجمال في كلّ موقف. فمثلاً، على الرغم من أنّني لست نحيفة جداً مثلما كان معيار الجمال أثناء نشأتي، إنّما لديّ جسم قويّ وصحيّ وفّر لي الحماية وخدمني وأنا ممتنّة لذلك". أمّا في ما يتعلّق تحديداً بالوضع الذي فرضه الوباء، فتقول: "من الصعب جدّاً ألّا تشعري بالإرهاق، لكنّني أعتقد أنّ الله لا يختبرنا أبداً بتحديات لا يمكننا التعامل معها، ولديّ اعتقاد راسخ بأنّه عبر الظلام تتاح لنا الفرصة لنشعر بالنور، وأقصد أن نشعر به حقاً. فشخصيّاً، قبل أن أقرّر أخذ الموسيقى على محمل الجدّ وجعلها مسيرتي المهنيّة، شعرت بأنّ حياتي مملّة وبلا هدف، وأحسست بالاكتئاب والإحباط. وقد استغرق الأمر منّي الوصول إلى الحضيض للسعي حقاً إلى تحقيق المزيد. وفي بعض الأحيان يمكن أن تكون لحظات الإحباط تلك لصالحنا، إنّما يتطلّب إدراك ذلك وجني ثماره بعض الوقت. لذا تحلّي بالصبر وكوني ممتنة لنِعمك دائماً". 

اقرئي أيضاً: Rhea Harmoush: "يكمن حبّ الذات في صميم إسعاد النفس"

العلامات: Layla Kardan

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث