بدريّة فيصل: أنت تستحقين كل ما يتمنّاه قلبك

على هامش إطلاق مسابقة Women of Worth Awards من L'Oreal Paris أتيحت لنا الفرصة للقاء الخبيرة الأولى في العلامات التجارية الرياضيّة بدريّة فيصل التي اختيرت لتكون عضواً في لجنة تحكيم المسابقة عن فئة الرياضة.

لم تتردّدي في الوقوف في وجه صور المجتمع النمطيّة لتحقيق أحلامك وطموحاتك سواء في عالم الفنّ أو الرياضة. عندما تنظرين اليوم إلى الوراء، ما الذي تعتبرينه مصدر قوّتك للقيام بذلك؟

يعود الأمر إلى احترام العائلة لحياتي الخاصّة وأسلوبي في العيش ودعمها الكبير ومساندتي للمضي قدماً في الطريق الذي اخترته، إضافةً إلى وجود بعض المعلّمين الذين آمنوا بموهبتي وأسلوبي غير التقليديّ منذ البداية. وكان هذا كافياً للشعور بالثقة والإصرار على النجاح.

هل يمكنك مشاركتنا ذكرى مؤثّرة تعتبرينها محطّة محوريّة أو فاصلة في مسيرة نموّك الشخصيّة؟

تعرّضتُ لتحدّيات متكرّرة خلال مسيرتي الشخصيّة لمجرّد كوني سيّدة تشغل منصباً رفيعاً، وذلك بسبب رفض الكثير من الرجال لهذه الفكرة، وشعورهم بالإهانة في حضوري. ودفعني ذلك في نهاية المطاف إلى الاستقالة من مجال التسويق الرياضيّ وكرة القدم. ولكنّني سمعتُ بعد أشهر عن إحدى اللاعبات اللواتي تعرّضنَ للظلم من قبل النادي الرياضيّ، فشعرتُ بالغضب وبرغبة عارمة في دعم اللاعبات المحترفات وحمايتهنّ وتمكينهنّ ومساعدتهنّ على التطوّر. فبدأتُ بتقديم خدماتي الاستشاريّة ضمن مجموعة من الخدمات التي تُعدّ الأولى من نوعها في المنطقة. وعلى الرغم من صعوبة الطريق الذي اخترته، إلّا أنّه كان قراري الشخصيّ. وشجّعتني تجربتي السابقة على المضي قدماً في مساري الجديد وتحقيق إنجازات تُشعرني بالفخر وتُلهم الرجال والسيّدات على حدّ سواء في عصرنا الحالي. 

هل تحدّ الواقعيّة الطموح برأيك؟ وكيف يمكن للمرأة أن تأخذ واقعها في عين الاعتبار من دون أن تتقيّد به عندما تسعى إلى تحقيق طموحاتها؟

على الرغم من أهميّة الطموح، إلّا أنه يجب أخذ الثقافة والتقاليد بعين الاعتبار والحفاظ على النظرة الواقعيّة للأمور والعمل على تحقيق الأحلام والتغلّب على جميع القيود. وقد اعتدتُ أن أردّد الجملة التالية دائماً: "أحترم الواقع والمجتمع الذي أعيش فيه، وسأتابع السعي لتحقيق أحلامي والمساعدة بقوّة على دعم القطاع وتطويره".

ما هي برأيك الصور النمطيّة المجتمعيّة التي لا تزال تواجهها النساء في مجالك؟ 

يختلف الأمر من دولة لأخرى، وتشهد المنطقة اليوم انخراط عدد أكبر من السيّدات على صعيد التسويق الرياضيّ وتحسين التمثيل الرياضيّ بجوانبه المختلفة. كما تراجع عدد الرافضين لدور المرأة وتأثيرها في مجال الرياضة بشكل كبير مقارنةً بالوقت الذي بدأت فيه مسيرتي المهنيّة، ولا شكّ في أنّ سيدات اليوم يجدنَ تفهماً ودعماً كبيرين من أبرز القائمين على هذا المجال.

ما هي القضيّة أو القضايا التي تسعين إلى معالجتها والدفاع عنها اليوم؟

أسعى لدعم رياضة كرة القدم للسيّدات في المنطقة وضمان الحقوق الأساسيّة للّاعبات وتسليط الضوء عليهنّ وإتاحة الفرص التي عملنَ بجهد ليحصلنَ عليها. كما أعمل على مساعدتهنّ في المطالبة بحقوقهنّ أمام المؤسّسات التي يلعبنَ ضمنها، وأحرص على ألّا تتعرّض اللاعبات للظلم من قبل وكالات لا تولي اهتماماً كبيراً بعافيتهنّ. 

ما هو شعورك لمشاركتك في هذه الفعالية من قلب عاصمة المملكة العربيّة السعوديّة؟

تسّرني المشاركة في هذه الفعالية المميزة التي تنظّمها دولة تضع النساء في مجال الرياضة كأولويّة ضمن رؤيتها وخطّطها المستقبليّة وتقيم فعاليات مذهلة من شأنها أن تدفع الدول المجاورة لاتّباع إجراءات مماثلة في أسرع وقت. وهو الأمر الذي لا يسعني انتظاره. كما لديّ محبّة خاصّة للمملكة العربيّة السعوديّة والشعب السعوديّ الشقيق الذي دائماً ما أجد سعادة في مبادلته الأحاديث ومشاركته تجارب الطعام والعمل. 

ما رسالتك للنساء لحثّهن على المشاركة في هذه المسابقة؟

أنتِ تستحقين السعادة مهما كانت الرياضة التي تمارسينها أو العمل الذي تقومين به. نستحقّ السعادة جميعاً. ولكن ينبغي تسليط الضوء على قصّتك وتجربتك ورحلتك الشخصيّة بالإضافة إلى أحلامك وآمالك ومساهمتك في التأثير في تجربة غيرك في مجال الرياضة. نرى أنّ هذه القصص الملهمة أهمّ من الفوز بالميداليات، وهذا ما نبحث عنه في استمارات جميع المرشّحات.

"أنت تستحقين..." هلاّ أكملت هذه الرسالة فيما توجّهينها إلى كلّ امرأة؟

أنت تستحقين كلّ ما يتمنّاه قلبك.

 

 

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث