الدكتورة سميرة الغامدي: آمني دائماً بإمكانيّاتك وقدرتك على التغيير

على هامش إطلاق مسابقة Women of Worth Awards من L'Oreal Paris أتيحت لنا الفرصة للقاء الدكتورة سميرة الغامدي التي اختيرت لتكون عضواً في لجنة تحكيم المسابقة عن فئة الأعمال الخيرية. 

عندما تنظرين إلى مسيرتك المهنيّة، ما هي أكثر لحظة تعتزّين بها؟

في الحقيقة، أفتخر بكلّ مرحلة من مراحل حياتي لأنّها علّمتني كثيراً وصقلت شخصيّتي وأضافت إليها فأوصلتني إلى ما أنا عليه اليوم. بدءاً بدعم والدي ووالدتي وبُعدي عن عائلتي بينما كنت في سنّ المراهقة لاستكمل دراستي الجامعيّة في منطقة أخرى. ثمّ زواجي وإنجابي وعملي في القطاع الصحيّ، وبعدها طلاقي بعد 10 سنوات من الزواج وبداية مرحلة مختلفة في زمن يعتبر فيه المجتمع أنّ الطلاق عيب ووصمة. ويأتي لاحقاً دخولي مجال الإعلام وكلّ ما واجهته من تحفّظات أيضاً، ومرحلة نشاطي الاجتماعيّ وبخاصّة في مجال الحقوق ومناهضة العنف الأسريّ مع كلّ التحديات التي واجهتها. ووصولاً إلى اليوم، فأنا أسّست جمعيّة خيريّة مختصّة في مناهضة العنف وترأستها، كما أنّني مؤثّرة اجتماعيّة وأمّ وسأكون جدّة قريباً!

كيف تفسّرين الوجود الدائم لبعض الصور النمطيّة المتعلّقة بالمرأة في مجتمعاتنا؟

هذا أمر طبيعيّ فليس من السهل تغيير كلّ العقليّات، إذ إنّها موروثة اجتماعيّاً وتتناقلها الأجيال على مرّ السنين. وبالتالي نحتاج إلى الوقت لنتفهّم ديموغرافيّة المجتمع وتأصيل القوانين وزيادة الوعي. فأنا أؤمن دائماً بالمسؤوليّة المجتمعيّة لكسر هذه الحلقة.

ما هي برأيك الصور النمطيّة المجتمعيّة الأكثر إساءة للنساء في عصرنا هذا؟ 

بعض الأمثلة على الصور النمطيّة الأكثر إساءة للمرأة هي:

  • المرأة المطلّقة مسؤولة عن تفكّك الأسرة 
  • المرأة مسؤولة عن تجاوزات الآخرين، لاسيّما في التحرّش
  • المرأة العاملة تقصد أن تصبح ذكوريّة وتبارز الرجل
  • المرأة خُلقت للبيت وأيّ دور آخر يُعتبر خطأ 
  • مطالبتها بحقوقها جرأة لا تستحقّها 
  • هي دائماً المسؤولة عن كلّ مشاكل الأسرة ​​​​​​

    ما الذي يمكن أن يساعد في تطوّر الذهنيّات وتحرّرها من هذه الصور النمطيّة؟

ظهور نساء يكسرنَ القاعدة ويمثّلنَ الدور الحقيقيّ للمرأة من دون تحيّز أو عنصريّة.

كيف يمكن للمرأة برأيك أن توازن بين طموحها والظروف المحيطة بها؟

من خلال الوعي بأهميّتها وإمكانيّاتها وتحكيم عقلها وليس مشاعرها والعمل على تنمية قدراتها، بالإضافة إلى طلب المساعدة وتحديد أهداف مستقبليّة حقيقيّة.

ما هي القضيّة أو القضايا التي تسعين إلى معالجتها والدفاع عنها اليوم؟

تمكين المرأة اقتصاديّاً وحقوقيّاً ونفسيّاً واجتماعيّاً وتعليميّاً، فسيساعدها ذلك في الدفاع عن نفسها أوّلاً ثمّ عن الأخريات. 

ما هو شعورك كونك جزءاً من هذه الفعالية وما هي رسالتك لكلّ امرأة لحثّها على المشاركة في هذه المسابقة؟

آمني دائماً بإمكانيّاتك وقدرتك على التغيير. لا أحد أفضل من أحد، بل هناك شخص يعرف المقاومة والاستفادة من نقاط ضعفه وقوّته والاستعانة بكلّ الفرص المتاحة له، ويضع لنفسه هدفاً وقضيّة محدّدة، وهناك آخر يستسلم من أول حفرة. من الطبيعي أن نقع لكن يجب أن نعود وننهض، فليس النجاح سهلاً وهذا هو الواقع. 

"أنت تستحقين..." هلاّ أكملت هذه الرسالة فيما توجّهينها إلى كلّ امرأة؟

الحبّ والاحترام والتقدير والامتنان والسعادة والعيش بأمان، ولا يحقّ لكائنٍ من كان أن يحرمك الحقّ في الحياة والحصول على حقوقك. ابدئي بنفسك واحبّيها وسانديها ودافعي عن حقوقها لتساندي غيرك لاحقاً.

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث