
قابلت ماري كلير الصيدلانيّة إليسا شكرون التي حدّثتنا عن وجهة نظرها في موضوع المرض المزمن والحب وقالت:
"لنفترض أن شخصين تقابلا وتحابا وعاشا فترة من الغرام قبل الخطوبة وصولاً إلى ما بعد الزواج، إلى أن يمر أحدهما بنكسة صحية مزمنة. فمن الطبيعي حينها ألا يترك الشريك شريكه المريض لأن الحب هو ميزان الألم، فكلما تشارك الشريك ألم ومواجع شريكه المريض، كلما خفت آلام هذا الأخير". وأضافت "يسهم بقاء الحبيب والزوج مع شريكه المريض في رفع معنوياته ويزيده أملاً وتعلقاً بالحياة. تلك هي أنبل طريقة يعبر فيها الحب عن نفسه، فالحياة ليست فرح وسعادة فقط، إنما هي حزن وبلاء أيضاً. لا نستطيع تجنب الحزن أبداً وهو حتماً موجود لسبب ما، ولن ندرك سبب الأسى أثناء المحن إلا عندما نتغلب عليها. ومن قوانين الزواج اقتسام الألم والوجع بين الطرفين.
أما في حال أراد الطرف الآخر المصاب أن يترك ذكريات طيبة لدى شريكه، فهنا يصبح الانفصال عادي ومنطقي. وفي حال استمر الزوجان مع بعضهما رغم إصابة أحدهما بمرض مزمن، يمكن أن تؤثر العلاقة فطرياً على الأحاسيس والمشاعر. فتلك المشاعر قد وُلدَت وبنيت على كل التفاصيل الموجودة عند الشريك، وعند خسارة أحدها لا بد من أن تهتز هذه العلاقة شكلاً ومضموناً". وتنهي الصيدلانيّة كلامها بالقول: "كما تشهد الحياة على قصص تعكس ما سبق، تشهد أيضاً على علاقات قطعت بسبب مرض الشريك. وعلى سبيل المثال ومن خلال الحالات التي اطلعت عليها من خلال عملي في الصيدليّة، لم تستطع فادية أحمد إكمال علاقتها بزوجها السابق، الذي كان يعاني من فقدان نظره. ومن هنا، فقد قررت النزول عند رغبة أهلها ومجتمعها على الرغم من معرفتها المسبقة بإعاقته وعلى الرغم من تفوقه العلمي والاجتماعي وذكائه الحاد. كذلك عمد سيف حمّود إلى الانفصال عن زوجته والارتباط بغيرها عندما أجرت عمليّة استئصال لرحمها. وهناك الكثير من هذه القصص التي تدمر المريض وتقتله كل يوم آلاف المرات وتبقيه عاجزاً عن حب الحياة وتزيده نقمة على قدره. أذكر هذه القصص لأنها حصلت أمام عينيَّ، وشعرت بما شعر به الشريك المريض. أذكرها كي أشجع كل زوجين أو حبيبين على مشاركة أوجاعهما. وإنه لخطأ قاتل أن يكون قرار البقاء مع الشريك ناتج عن شفقة، لأنه يزيد من ألم ووجع المريض".