كيف تتعرّفين على حساسيّة الطعام؟

لمَ تزداد أنواع حساسيّات الطعام؟ ما الفرق بين حساسيّة الطعام وعدم تحمّله؟ وهل يمكن الوثوق فعلاً بالتحاليل؟ بعد ارتفاع نسبة الحساسيّات التنفسيّة بين العامين 1990 و2000، تطال حساسيّات الطعام اليوم حوالى 3 إلى 7 بالمئة من الشعوب. فما هو سبب هذا التزايد؟

إقرئي أيضاً: لا تتجاهلي علامات الإرهاق!

تحتكّ الجراثيم التي تنمو بشكل طبيعيّ على جلدنا وعلى الأغشية المخاطيّة المختلفة بشكل دائم مع التنوّع البيولوجيّ الذي يحيط بنا. وبما أنّنا نعيش بعيداً عن الطبيعة والحيوانات، يتغيّر جهاز مناعتنا الذي يتصدّى الجراثيم وهذا التغيير في مناعتنا هو ما يمهّد للحساسيّات. وتنخفض العوامل الوقائيّة أكثر بسبب العوامل المفاقمة للحساسيّة كالتلوّث الجويّ وسوء التغذية أيضاً. فلا تشمل حِميتنا الغذائيّة الكثير من الفواكه والخضار بل باتت غنيّة بالسّكروالدّهون والمنتجات المعدّلة التي تتضمّن محفّزات جديدة للحساسيّة. أمّا التوجّه الجديد نحو المواد العضويّة فقد أدّى إلى ارتفاع نسبة استهلاك الحبوب والبذورالزيتيّة. فتتضمّن الكريات النباتيّة مثلاً مواد قائمة على البازلاء وتزداد الحساسيّة على هذا المكوّن بالتحديد. ولا ننسى كلّ الأغذية المعدّلة التي تغيّر نسبة المواد المسبّبة للحساسيّة.

حساسيّة أو عدم تحمّل الطعام؟

الحساسيّة هي ردة فعل جهاز المناعة تجاه مواد مسبّبة للحساسيّة وغير مؤذية عادةً، وهذا يختلف تماماً عن عدم تحمّل الطعام. فيترافق عدم تحمّل الطعام مع عوارض مثل التلبّكات المعوية والآلام حادّة في المعدة والانتفاخ. ولا ينبغي الخلط بين عدم تحمّل الطعام وحساسيّة الطّعام فهذه الحالة أكثر نُدراً ويمكن أن تكون أعراضها أكثر خطورةً.

إقرئي أيضاً: 6 خطوات بسيطة تُشعرك بالسّعادة

هناك أنواع متعدّدة من حساسيّات الطعام وأبرزها هي حساسية الأجسام المضادة IgE. وفي هذه الحالة يتفاعل الجسم كما لو أنّه يحارب إلتهاب أو عدوى أو عوامل مؤذية. أمّا ردّات الفعل فتتفاوت حدّتها من شخص إلى آخر وتتراوح من انتفاخ خفيف في الشفتين وصولاً إلى الطفح الجلدي أو الوذمة أو نوبة الربو أو التقيؤ أو الإسهال. وفي الحالات الأشدّ، تُظهرالوذمة الوعائية فجأة فتحدث تورّماً في الحلق ويترافق مع صعوبة في الابتلاع وأحياناً شعور بالاختناق قد يؤدّي إلى ضيق تنفسيّ حادّ. وتزداد حدّة حساسيات الأجسام المضادة IgE أكثر فأكثر ولم يعد المرء يُشفى منها بشكل طبيعيّ اليوم بينما كانت تختفي في السابق خلال الطفولة.

علاج مخصّص

قد تعود ردّة فعل الجسم تجاه الغلوتين مثلاً إلى حساسيّة  القمح أو حساسية الغلوتين أو داء بطنيّ وقد يصعب أحياناً تشخيص الحالة! لكن في السنوات الأخيرة، نشهد على ظهور اختبارات وتحاليل كثيرة تُجرى على نقطة دم واحدة وبواسطة معدّات متوافرة في الصيدليّات أو عبر الإنترنت. تقوم هذه التحاليل بقياس مستوى الأجسام المضادة من نوع IgE وهي واحدة من أنواع الأجسام المضادة الكثيرة في جهاز مناعتنا. أمّا في حالات حساسيات الأجسام المضادة IgE فيجب فقط الاعتماد على التحاليل الجلديّة الخاصّة بالحساسيّة لدى الطبيب المختصّ. ويقوم هذا النوع من التحاليل على إدخال المادة المسبّبة للحساسيّة بطريقة سطحيّة في الجلد وتتم مراقبة ردّة الفعل.

إقرئي أيضاً: 5 خطوات صباحيّة تُحسّن من مزاجك

هناك أنواع أخرى من تحاليل الدّم التي يمكن إجراءها في المستشفى أيضاً وإذا كان المريض يعاني من حساسيّة معيّنة، يوصف له علاج خاصّ وتُحدّد له أنواع الطعام المسموح بها ويتم إرشاده لقراءة المعلومات الموجودة على ملصقات الأطعمة.

المصدر: Marie Claire France

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث