حساب Emirati Feminists على Twitter أقوالهنّ وآراؤهنّ - الجزء الثاني

أصبحت اليوم مواقع التواصل الاجتماعي عبارة عن منابر مفتوحة تسمح للجميع مناقشة القضايا الاجتماعية وتسليط الضوء على الآراء المتضاربة من حولها. وظهر مؤخراً على Twitter حسابٌ تحت إسم Emirati Feminists تديره شابات إماراتيات لم يفصحن عن هوياتهنّ بهدف التحدث بحرية عن قضايا المرأة الاماراتية من منظارهنّ الخاص. فأردنا التحدّث إليهنّ لنفهم مدى مناهضتهنّ لحقوق المرأة وآرائهنّ الشخصية عن جميع المواضيع المتعلقة بها. ونظراً إلى طول المقابلة، سيتمّ قسمها إلى 5 اجزاء، ينشر منها قسم كل يوم، ليصادف القسم الأخير يوم المرأة العالمي في 8 مارس.

وهنا نودّ الإشارة إلى أن Marie Claire العربية لا تتبنى تلك الآراء بل تنقلها ببساطةٍ لعرضها على القرّاء، كما أن هذا الحوار لا يتعرّض بأي شكل من الأشكال إلى حكومة الإمارات أو الدين الإسلامي الحنيف.

هل تمكّنت إحداكما من تحقيق حلمها المهني؟

Sara: إنّ مسيرتي الشخصية مع التعليم طويلة جداً إذ أردت أن أكمل دراستي في المملكة المتحدة أو الولايات المتحدة مثلاً، وقد تقدّمت بطلبات الانتساب إلى أهمّ الجامعات مع منحة دراسية بفضل علاماتي الجيّدة. غير أنّ والدي من الأشخاص المتحفّظين والتقليديين جداً فرفض سفري لأنّه اعتبرني صغيرة جداً عندما كنت أبلغ 18 عاماً، ولأنّه ظنّ أنّني غير قادرة على اتخاذ قرار كهذا بمفردي. لذلك، التحقت بجامعة محلية في الشارقة، لكن بسبب اختلاط الطلّاب، لم يرضى والدي وذلك طبعاً لأسباب تقليديّة، تبدو لي غير منطقية. لذا، نقلني إلى جامعة أخرى في دبي وبالرغم من أنني أردت التخصّص في الهندسة، غير أنّ هذه الجامعة كانت تُعرف بمجال تكنولوجيا المعلومات، فاضطررت إلى تقبّل ذلك لأنّ والدي اتخذ هذا القرار نيابةً عنّي. لقد سرق منّي الوقت والفرصة التي كنت سأحظى بها... تقدّمت لسنتين متتاليتين لكي أدرس الهندسة وقد تمّ قبولي، لكنّه لم يسمح لي بفعل ذلك.

Hind: عندما كنت أصغر سناً، أردت الالتحاق بجامعة خاصّة غير أنّ والداي رفضا ذلك لأنّها جامعة مختلطة، ولم تعجبهما فكرة تواجدي مع الشباب. فبنظرهما هذا أمر غير مقبول ويعتبران أن ذلك سيلهيني عن الدراسة.

لكن ألا تعملان مع رجال في وظيفتيكما الحالية؟

Hind: بلى! لقد عملت في بيئات مختلطة لكن عندما ارتدت الجامعة في سنّ الـ17، ظنّ والداي أنّه ليس من مصلحتي التواجد مع الشبّان لأسباب دينيّة وما إلى ذلك. تقبّلت الأمر ونفّذت رغبتهما. تعلّمت في جامعة غير مختلطة في دبي، وعندما تخرّجت وأردت بدء العمل، تصادمت كثيراً مع والدي لأنّه رجل متديّن ومتحفّظ. وأصرّ أنّه لن يعطيني موافقته على عملي في مكان مختلط ما لم أغطّي وجهي. وهذا ما جعلني أغضب أكثر فأكثر. ثمّ توفّيت والدتي مؤخّراً وبتّ أنا المسؤولة عن المنزل بما أنّني الإبنة البكر. ليس الأمر سهلاً أبداً أن أتحمّل كلّ ذلك بالإضافة إلى عقليّة والدي المتحفّظ. فبالنسبة إليه، يقتصر دور المرأة على البقاء في المنزل لتربية الأطفال فقط! لكنّني لم أستسلم وقلت له إنّه لا يجوز أن أكمل دراستي في الجامعة لأبقى في المنزل فتذهب شهادتي سدىً. ما النفع من الدراسة إذاً؟ وتكرّر السيناريو نفسه يوم أردت الحصول على رخصة القيادة.

هل تعتقدان أن الدين سبب كلّ ذلك أم أنّها التقاليد؟

Hind: التقاليد حتماً!

Sara: نعم، يتعلّق الأمر بالتقاليد. كوني الإبنة البكر، لطالما اعتبرني والداي المثال الأعلى. في الواقع، أنا لم أنشأ في أجواء عائلية سليمة، فلم يكن الوضع دائماً مستقرّاً إذ إنّ والدي رجل متسلّط جداً ووالدتي امرأة متسامحة. وبما أنّني وقفت في وجهه، قطع علاقته بي وحتى من الناحية المادية. كان الوضع صعباً جداً عليّ إذ كنت أهتمّ بكلّ المصاريف بنفسي. اليوم، لم يعد والدي يعيش معنا وأصبحت شابّة مستقلّة من الناحية المالية والدراسية. وأجد أنّ هذا أفضل بصراحة، فهو لم يعد يتحكّم بقراراتي كما في السابق وباتت الحياة أسهل وبخاصة الآن بعد أن تخطّيت سنّ الـ21.

Hind: بالإضافة إلى كلّ ما ذكرناه، تجدر الإشارة إلى وجود بعض الرجال المتديّنين بشكل انتقائيّ. فهم يعظون ويتكلّمون عن الدين ويحاولون أن يُخضعوا النساء له قدر الإمكان لكن ذلك لا ينطبق عليهم. فنراهم يتصرّفون بطريقة سيئة ومنافية للدين أحياناً، لكنّهم يتجاهلون الأمر ويركّزون فقط على النساء وعلى واجبهنّ أن يطعنَ الدين. لكنّ هذا التصرّف هو قمّة النفاق. كما أنّ القرآن الكريم قد أتى على ذكر هؤلاء الأشخاص الذين يؤمنون ببعض التعاليم ويرفضون الباقي، وهذا ليس عادلاً أبداً!

هل يدعم القانون الإماراتي المرأة في ما يخص قراراتها المتعلّقة بدراستها مثلاً؟

Sara: تدعم الحكومة الإماراتية تعليم المرأة كثيراً، غير أنّ عقلية الناس الرجعية هي التي تقف في وجه طموحات المرأة. فعندما كنت أتقدّم بطلب منحة للدرس في الخارج، كلّ ما كنت بحاجة إليه هو توقيع والدي أو والدتي. لكن بما أنّ والدي كان معارضاً، لم أستطع السفر لإكمال دراستي، ولم تتمكّن والدتي من مواجهته خوفاً منه وخشية أن تعرّض زواجها وأطفالها للخطر. لكن بشكل عام، لقد أتاحت الحكومة الإماراتية فرصاً كثيرة للمرأة الإماراتية والمغتربة. لكنّ المجتمع هو الذي يردعنا ولهذا السبب من النادر أن نرى امرأة إماراتية ناجحة مهنياً. فهي دائماً بحاجة إلى موافقة عائلتها ودعمها وإلّا فليس لديها فرصة للنجاح. أمّا المجالات التي تبرع فيها النساء فتُعتبر مجالات "نسائية" مثل تصميم العباءات واحتراف المكياج وصناعة الصابون والعطور وتصميم المجوهرات والرسم... فتُعدّ كلّها مهارات نسائية بامتياز.

ما رأيكما بمريم المنصوري، أوّل إماراتية تقود طائرة حربية في سلاح الطيران الإماراتي؟

Sara: أنا فخورة جداً بإنجازاتها طبعاً فهي قد سعت وراء أحلامها وحقّقتها وباتت تقف اليوم جنباً إلى جنب مع الطيّارين الرجال وحتّى أنّها تقودهم، وهذا فعلاً أمر مهمّ ومميّز.

Hind: إنّها فعلاً امرأة استثنائية!

Sara: عندما نرى إنجازها هذا، أوّل ما يفكّر فيه الناس هو أنّ عائلتها سمحت لها بتحقيق حلمها وبالتالي يعود الفضل لهم، وهذا ما نحاول تغييره من خلال صفحة Emirati Feminists. فنريد أن يتوقّف الناس عن الظنّ أنّ "عائلتها سمحت لها بفعل ذلك" فيبدأون بالقول إنّها "قرّرت ذلك فحقّقته".

حوار: ميريام نجم

للانتقال إلى القسم الثالث من المقابلة، الرجاء الضغط هنا

للعودة إلى القسم الأول من المقابلة، الرجاء الضغط هنا

صورة الرسم التوضيحي عن المرأة الإماراتية من موقع xuae.deviantart.com

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث