مكياج الفنانات بإبداع هالة عجم وريهام خليفة إلى فرح خير

التصوير: Anastasia Sydorchenko

الإعداد والإدارة الفنيّة: Sarah Rasheed

لطالما تحدّدت أدوار المرأة وخياراتها استناداً إلى ما يُسمح لها بفعله. سواء كانت ممارسة الفنّ أو العيش بمفردها أو إنجاب الأطفال أو عدم الإنجاب، غالباً ما تتشكّل خيارات النساء بحسب العصر الذي وُلدنَ فيه ومدى تسامح آبائهنّ أو تشجيعهم لهنّ. فتتعّرض النساء المهمّشات بسبب العرق أو الجندر أو القدرات لمزيد من القيود. وفي هذا العدد، تشاركنا 3 فنّانات ومبدعات ما بين منتصف وأواخر مسيراتهنّ المهنيّة كيف ألهمتهنّ فنّانات أصغر سناً أو العكس. ليس من الضروريّ أن يكنّ من المجال أو التخصّص نفسه أو حتّى من معارفهنّ، بل يكفي فقط أن يمنحنهنّ شعوراً بالأمل.

Mina Al Sheikhly

لا يمكنني أن أعتبر نفسي خبيرة مكياج، لكن لديّ شغف كبير به، ويعود السبب في ذلك أساساً إلى أنّني أنحدر من خلفية في التصميم الداخليّ. ولطالما أردتُ أن أجمع أفضل ما في المجالين في عمل مميّز، ولهذا السبب أنشأت علامة تجارية لمكياج العيون. عندما أسّستُ By Mina Al Sheikhly، واجهتُ صعوبات كثيرة لإيجاد الموردين والوصول إليهم ومن ثم العثور على المستثمرين المناسبين. لم يفهم الكثير من الناس سبب رغبتي في إطلاق علامة تجارية لمكياج العيون وإطلاق الماسكارا كمنتج أوّل. ونظراً لكثرة هذا النوع من المستحضرات في السوق، ظنّ الكثيرون أنّها مجرّد علامة تجارية أخرى للمكياج تتطلقها إحدى المؤثّرات، ولكن بالنسبة إليّ كان ذلك هو الشغف الذي لطالما تمتّعت به تجاه العيون كامرأة عربيّة. وأردتُ أن أترجمه من خلال علامتي التجارية، واخترتُ تخصيص تجربة الزبونات لاختيار الماسكارا المناسبة لرموشهنّ، لأنّ ما لا يعرفه الكثيرون هو أنّ كلّ ماسكارا يمكن أن تحقّق نتيجة مختلفة تماماً استناداً إلى الرموش وشكل العين،

 

 

الملابس من Bloomingdale's

 

Reham Khalifa

أنا أفتخر بعملي ولديّ شغف كبير به. لقد تعلّمت الكثير في مشواري كخبيرة مكياج، فلم تتغيّر مهاراتي في المكياج فحسب، بل تغيّرت شخصيّتي أيضاً كثيراً خلال السنوات

الـ13 من مسيرتي المهنيّة.

تسنّت لي الفرصة للعمل مع أهمّ النجمات والعلامات التجارية العربية مثل منى زكي ودرة وسلمى أبو ضيف وأسماء جلال وهدى المفتي وجميلة عوض وغيرهنّ الكثير. عملتُ أيضاً مع المطربة التونسية لطيفة، وقد تشرّفت بأنها كانت واحدة من أولى النجمات اللواتي تعاملتُ معهنّ. وقد أحدث ذلك فرقاً كبيراً في مسيرتي المهنيّة. أعتقد أنّ كلّ امرأة تستحقّ أن تشعر بالثقة والجمال، لذا أنا أهدف إلى جعل السيّدات يشعرنَ بالجمال والاسترخاء والسعادة من الداخل إلى الخارج. وقد واجهتُ عقبات كثيرة في مسيرتي المهنيّة، بخاصّة لأنّني كنتُ صغيرة في السنّ وعلّمت نفسي بنفسي. لكنّني تعلّمتُ أن أكون قويّة وهكذا تمكّنت من تخطّي هذه التحديات.

Hala Ajam

درستُ فنّ المكياج في بيروت وهوليوود، وهذا ما أثّر فيّ وجعل أسلوبي في العمل فريداً جداً إذ أنّه مزيج لبنانيّ أميركيّ استثنائيّ. أنا أؤمن جداً بقوّة الجمال الطبيعيّ وبالنهج البسيط. فأريد أن تبدو المرأة بأفضل نسخة من نفسها من دون أن تتأثّر بأي شيء يتعارض مع هويّتها الحقيقية. درستُ فنّ المكياج في أكاديمية Studio Make Up في هوليوود وتخصّصت في مكياج التصوير والتلفزيون والأفلام. بدأتُ العمل في استوديو تصوير للموضة في مقاطعة Orange County، كاليفورنيا. وعدتُ لاحقاً إلى بيروت في العام 1994 حيث عملتُ في التلفزيون ومجلّات الجمال وعروض الأزياء وصالونات التجميل. وأخيراً، في العام 2018، افتتحتُ استوديو المكياج الخاص بي في وسط بيروت.

أمّا أبرز الصعوبات التي واجهتها كامرأة شابة من الولايات المتحدة فهي أنّ معظم الرجال في هذا المجال اعتقدوا أنّهم يستطيعون التهجّم عليّ بسهولة. وفي كلّ مرة كنت أنجح، واجهتُ الكثير من المقاومة من الآخرين. حتى خطرت ببالي فكرة في أحد الأيام أن أقصّ شعري لأظهر لهم أنّني قوية. وبدأت بتسلّق سلّم النجاح وكسر كلّ العوائق شيئاً فشيئاً.

وأعتقد أنّ الميزة التي تحظى بأقلّ قدر من الاهتمام ولكن الضرورية في الوقت نفسه لدى خبيرة المكياج هي تقبّل المزاج. كخبيرة مكياج، يلعب مزاجي دوراً كبيراً في اختياري للألوان والأساليب. والعمل مع الأشخاص الذين يثقون بقدراتي على إتقان الإطلالة بطريقتي المميزة هو أمر مهمّ.

أمّا ملهمتي فهي Miriam Abadi، لأنّها مثال قوّي للمرأة الخارقة. هي تؤمن بأن لا شيء مستحيل، وما يعجبني فيها هو أنّها تقف في وجه ضغوط وسائل التواصل الاجتماعي وتقدّم كل ما يثير اهتمام معجباتها.

الملابس من Bloomingdale's

Miriam Abadi

أعتقد أن Hala Ajam ليست مجرّد خبيرة مكياج، بل هي فنّانة مبدعة وثورية اختارت إبراز جمال المرأة الطبيعيّ منذ مرحلة مبكرة جداً قبل أي خبير تجميل آخر.

بالنسبة إليّ، يمنحني المكياج القدرة على تغيير نفسي بحسب مشاعري. ففي بعض الأيام أريد أن أشعر بالقوة، وفي أيام أخرى أريد أن أختبئ خلف مستحضر أساس جيّد. وبالرغم من أنّني أختار المكياج البسيط في معظم الأيام، إلّا أنّني أحبّ أن أستخدم أحياناً محدّد العيون القويّ أو الأسلوب الدرامي - نحن النساء متعدّدات الجوانب، وكذلك يجب أن يكون مكياجنا!

أمّا خبيرة المكياج البارعة فلا تتبع أي اتجاهات أو ألوان معيّنة بحسب الموسم بل هي تبرز روح السيّدة ومزاجها وملامحها.

أنا أحب الأصالة التي تتميّز بها Hala Ajam في أعمالها. إنها فريدة من نوعها فهي فعلاً حقيقيّة وصادقة. وأعتقد أنّ هذا ما تقدّره فيها كلّ السيّدات والنجمات والشخصيّات التي تعمل معها. إنها صديقة حقيقية وليس لديها شيء مخفيّ.

 

Zina Kheir

ما أراه في Farah Khair هو طبعاً موهبتها المذهلة، ولكن أيضاً حقيقة أنها الفنّانة واللوحة في الوقت نفسه. فهي تستخدم وجهها وجسمها لتقدّم أروع الأعمال الفنيّة وتتمتّع بمهارات تمثيليّة استثنائيّة تضيف بعداً خاصّاً إلى أعمالها الفنيّة.

فتمنح كلّ عمل فنيّ تبتكره صوتاً وروحاً ولغة جسد وطابعاً فريداً.

بالنسبة إليّ، المكياج هو أحد أكثر أشكال الفنّ تنوعاً وروعةً لأنّه يستخدم الوجه (والجسم أحياناً) كلوحة. وهو يتّسم بوظيفتين تجعله مثيراً للاهتمام أكثر. الأولى هي إبراز السمات الطبيعية للشخص والثانية التي يتألّق فيها المكياج كشكل من أشكال الفنّ وهي القدرة على تغيير مظهر الشخص بالكامل.

وأجد أنّ خبير المكياج البارع يتميّز بصفات متعدّدة مثل المهارة الفنيّة والإبداع والقدرة على التكيّف والتعلّم المستمرّ.

وقد تعرّفت إلى Farah Khair منذ 3 سنوات في دمشق أثناء جلسة تصوير لعلامتي التجاريّة Le Marais 101 (علماً أنّنا لسنا من العائلة نفسها بالرغم من أننا نتشارك الكنية ذاتها)، وقد انسجمنا على الفور. وأكثر ما أحبّه في Farah هو شخصيّتها المتعدّدة الأوجه.

وكلّ فرد منّا متعدّد الأوجه أيضاً ولديه شخصيّة ذات أبعاد مختلفة. وتعمل Farah على إبراز تلك الجوانب فهي تحبّ خلق بيئة تشعرين فيها بالحرية لتكوني على طبيعتك وتستكشفي شخصيتك المميّزة.

وفي جلسة التصوير هذه مع ماري كلير العربية، نسلّط الضوء على ذلك. فالاتجاه الذي اتخذته وFarah يعكس مفهوم الازدواجية في شخصية المرأة، حيث يكون أحد الجانبين ملائكياً وناعماً، بينما ينضح الجانب الآخر بالقوّة ويعكس المرأة الخارقة. إنها فكرة متعدّدة الطبقات ومعقّدة وغالباً ما يتمّ التطرّق إليها في الأدب والسينما والفنّ.

أمّا أنا شخصياً فقد استوحيت الإلهام من لوحة لأختي Thala رسمتها الفنّانة السورية الشهيرة Sara Shamma منذ فترة طويلة. وتصوّر هذه اللوحة Thala وانعكاسها في المرآة. فتظهر بصورتها الحقيقية الملائكية واللطيفة والضعيفة والجميلة أمّا في انعكاسها فنرى امرأة قويّة وجذّابة وغامضة وواثقة من نفسها.

 

Farah Khair

بدأت قصّتي مع المكياج عندما كنت في سنّ المراهقة. ومنذئذٍ أصبحت موهبتي في هذه المهنة وشغفي بها واضحين لكلّ من حولي. وطوال كلّ تلك السنوات، كنت أسمع دائماً الكلام نفسه: "لماذا لا تصبحين خبيرة مكياج؟" حتى أنني قرّرتُ أن أخطو هذه الخطوة بعد أن تخرّجت من الجامعة وانتسبتُ إلى أكاديمية مكياج خاصة. في تلك الفترة، لم أشعر بأنني أنتمي إلى هذا المجال لأنّني اعتبرتُ كلّ واحدة من الأدوات بمثابة عصا سحرية. وكانت المعلومات التي تعلّمتها هناك مفيدة فقط للزبونات، لكنّني لم أشعر أنني أنتمي إلى هذه المهنة. ويتجاوز عالم المكياج المناسبات الخاصة ويكمن السرّ في الفنّ. وعندما طوّرت هذه التقنيات وخضت عالم المفاجآت هذا، بدأت رحلتي فعلياً. وأنا أستكشف باستمرار أسرار هذا المجال وألغازه. لقد عشتُ تجارب ومواقف كثيرة، لكنّني انشغلت بتطوير مهارات جديدة. وأجد أنّ إحدى أهمّ المواصفات التي تتمتّع بها خبيرة المكياج هي الابتعاد عن الأنماط المعتادة من خلال الإبداع. وبالنسبة إليّ، لدى Zina Kheir ميزة خاصّة جداً في شخصيّتها. عندما أراها توحي لي بالحيوية والدفء الكبير في الوقت نفسه، فهي سيدة صادقة ومثقّفة ولطيفة وأنيقة، وتبرز أسلوبها الفريد وكأنها إحدى الشخصيّات التي نقرأ عنها في الكتب.

الملابس من Bloomingdale's

اقرأي أيضاً: افضل كونسيلر للهالات السوداء في الأسواق

زينة خير تناقش موضوع هوس التجميل وخوف المرأة من التقدم في العمر

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث