مكافأة الطفل ... أنواعها وطرقها

المكافأة المعنوية، ويُقصد بها أساليب التشجيع الإيجابية بالاعتماد على التعابير والإيماءات العاطفية كالمديح والإطراء والتقبيل والتبسم. ويُعدّ هذا النوع من المكافآت ذي الفاعلية الكبيرة في تعزيز السلوك التكيفي المقبول والمرغوب لدى الصغار والكبار في آن معاً. وهو الأسلوب الأكثر تأثيراً في نفوس الأطفال والوالدين على حد سواء، لأنه يقوي أواصر العلاقة التي تجمعهما وتزيد من تعاطف كل منهما تجاه الآخر. فعلى سبيل المثال، إن أقدمت ابنتك على ترتيب غرفتها وألعابها بمفردها، تأكدي من أنّها ستشعر بسعادة عارمة إن قدّرت مجهودها وقابلته بابتسامة عريضة. إذ لا ضير من التعبير لها عن مدى حبك لها وافتخارك بتصرفها، ويمكنك أيضاً أن تحضنيها وتطبعي قبلة استحسان ورضا على جبينها.

المكافأة المادية وهو نوع المكافآت المفضّل لدى معظم الأطفال، ذلك أنها تعد تقديراً ملموساً لما قاموا به من عمل حسن. ويمكن أن تتخذ المكافأة المادية أشكالاً عدّة شأن تحضير المفاجآت، وشراء الألعاب والملابس، وتقديم الحلوى وغيرها من الخيارات. فإن تفوّق طفلك مثلاً في أحد الامتحانات أو الواجبات المدرسية، يمكنك اصطحابه في عطلة نهاية الأسبوع إلى أحد الأماكن المحببة إلى قلبه، كالسيرك أو الملاهي، أو إلى أيّ مكان آخر يمكنه أن يمارس فيه هواياته أو نشاطاته المفضّلة كالحديقة العامة أو الشاطئ.

لتكافئي طفلك بالطريقة الصحيحة، إليك المقترحات التالية:

قبل أن تعدي طفلك بأية مكافأة، تأكدي من أنك قادرة على الإيفاء بوعدك ومنحه المكافأة التي حدثته عنها. لذا، يحبذ دوماً عدم المبالغة أو الإفراط في المكافأة. ويفضل أن تكون المكافأة متماشية مع عمر الطفل وحاجاته من جهة، ومع قدرة الوالدين المادية من جهة أخرى.

احرصي على التنويع في أسلوب مكافآتك، ما بين المكافأة المعنوية والمكافأة المادية، كي لا ينتظر طفلك دوماً هدية أو مفاجأة ما لقاء كل عمل يقوم به. واتبعي أسلوب التنويع في مكافآتك كلها، فإن حصل طفلك على لعبة ما، فمن المستحسن أن لا تقدمي على شراء لعبة أخرى في المرة القادمة، وحاولي مكافأته بطريقة مختلفة تماماً.

اتبعي مبدأ المكافأة الفورية الصغيرة، ولا تطيلي الفترة الزمنية قبل تنفيذ وعدك لطفلك بمكافأة ما بعد إنجاز ما طُلب منه، فذلك يزيد من رغبة الطفل في تكرار العمل الصائب مراراً وتكراراً.

احذري المبالغة في مكافأة طفلك، كي لا يصبح أسلوب المكافأة والثناء أمرأً متوقعاً لديه لقاء كلّ عمل يقوم به مهما كان بسيطاً. وهنا ننصحك بتوعية طفلك على الأمور التي يتوجب عليه القيام بها تلقائياً وبشكل طبيعي من دون أن ينتظر أيّ مقابل. فإن أتمّ واجباته المدرسية اليومية على سبيل المثال، اكتفي بالثناء على جهده ولا تسترسلي إلى حد مكافأته مادياً، ليعلم أنّ الواجبات الدراسية أمر يتوجب عليه القيام به دون أي مقابل.

وفي الإطار نفسه، تجنبي استخدام أسلوب المكافآت عندما يتعلق الأمر بتناول الوجبات الغذائية، إذ قد يترتب عن ذلك، بحسب الخبراء والأخصائيين، العديد من النتائج العكسية. فإن كان طفلك يرفض تناول وجبته مثلاً، حاولي أن ترغميه على تناولها بطريقة ذكية، كأن تتركيه حتى يشعر بالجوع قبل أن تضعي طبق الطعام مجدداً أمامه من دون أن توليه أهمية مفرطة، حتى وإن رفض. لأنّك بذلك تضعينه أمام الأمر الواقع فيضطر عندها إلى تناول طعامه. وتكون المكافآت في هذه الحالة مضرة ومرفوضة تماماً، إذ قد يربط الطفل بين تناول الطعام والحصول على المكافأة على نحو دائم، وقد ينكبّ على تناول الطعام بشكل مفرط ما يؤدي الى زيادة في الوزن على المدى البعيد.

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث