قبعات الملكة اليزابيث الثانية

الإعداد: Marie Claire France

تشكّل القبّعات رمز عهد الملكة إليزابيث الثانية. فباتت تشتهر بها إلى درجة أنّه تمّ ابتكار لعبة لتخمين لون قبّعتها في سباق Royal Ascot. وفيما احتفلت ملكة بريطانيا هذا العام بعيدها الـ95، رافقينا لنكتشف المزيد حول الرابط الذي يجمعها بالقبّعات.

اقرئي أيضاً: لمَ تحمل الملكة إليزابيث حقيبة أينما كانت وعلى ما تحتوي؟

في يومنا هذا، نادراً ما ترتدي النساء القبّعات، فهذه الأكسسوارات المميّزة التي أتاحت للمرأة قديماً إخفاء شعرها والتي استُخدمت لإظهار الطبقة الاجتماعية التي تنتمي إليها، فقدت اليوم قيمتها واستخدامها.

ورغم ذلك، منذ لحظة وصولها إلى عرش المملكة المتحدة، عندما كانت تبلغ من العمر 25 عاماً فقط، جعلت إليزابيث الثانية القبّعة رمزاً لأناقتها وطريقة تبرزها وتتميّز بها أمام الجميع.

ولع إليزابيث الثانية بالقبّعات
يُقدّر عدد القبّعات التي اعتمرتها الملكة إليزابيث الثانية منذ تتويجها في فبراير 1952 بما يتعدّى 5 آلاف قبّعة، وذلك طبعاً لأنّ الملكة لا تظهر أبداً بالقبّعة نفسها أكثر من مرّة، أو على الأقلّ ليس خلال السنة نفسها.
ويمكن التعرّف على قبّعات الملكة بسبب ألوانها المنسّقة دائماً مع ملابسها ولأنّها إمّا مزدانة بالأزهار أو الريش أو مصنوعة من أفخر أنواع الأقمشة.
وعندما نشاهد صور حقبة الملكة إليزابيث الثانية نرى أيضاً تطوّر موضة القبّعات عبر الزمن. بدءاً بقبّعة القشّ التي اعتمرتها خلال جولتها في النمسا في سنة تتويجها، وصولاً إلى قبّعة البتلات البيض التي اشتهرت بشكل خاصّ مع Elizabeth Taylor والتي عادت الملكة واعتمرتها عام 1962 في ذكرى مرور 10 سنوات على عهدها. 
ظهرت لاحقاً العمائم ذات الطابع الشرقيّ والتي أصبحت رمزاً للملكة في الستينيّات والسبعينيّات. وفي تلك فترة، طوّرت الملكة أسلوبها في الموضة بشكل ملحوظ.
ففي العام 1976مثلاً، اعتمرت الملكة قبّعة من الريش أخفت شعرها المجعّد بالكامل. 
وفي العام 1977 ظهرت الملكة بقبّعة من الفرو خلال زيارتها إلى كندا، كما رأيناها بوشاح مطبّع على رأسها خلال رحلتها إلى جزر فيجي. ثمّ في العام 1979، برزت القبّعة التقليديّة الاسكتلنديّة التي اعتمرتها الملكة والمصنوعة من ساتان الحرير الأزرق بدلاً من قماش الصوف الأخضر التقليدي.

وفي أحد أعماله الكثيرة المتعلّقة بالملكة، كتب Robert Lacey: "تشكّل هذه القبّعات بديلاً للتاج".

قبّعات مميّزة وملوّنة للتعرّف عليها بسهولة أكبر

لكلّ ملك بروتوكله الخاصّ! وفي ما يتعلّق بإطلالاتها، لا بدّ أن تحترم الملكة ما تفرضه مكانتها ولقبها. فإنّ ألوان قبّعاتها وشكلها الفريد كانت أيضاً بمثابة وسيلة ليتعقّبها جهاز الأمن الخاصّ بها أثناء جولاتها بين الناس. 
وفي تلك المواقف، لا نرى الملكة أبداً بدون قبّعة على رأسها. وتحسّباً لأي طارئ أو حدث مفاجئ، كان يتمّ الاحتفاظ بـ500 تصميم من القبّعات في غرفة تبديل الملابس في قصر بكينغهام، وكلّها تصاميم فيها تفاصيل لا يمكن ملاحظتها ما لم يكن الشخص متنبّهاً جداً. ولا تحجب أيٌّ من القبّعات وجه الملكة طبعاً فلا بدّ أن تكون قادرة مثلاً على دخول السيّارة والترجّل منها بسهولة وأمان، ويُفضّل أيضاً ألّا تغطّي شعرها المجعّد بالكامل.

وقد قدّم الكثير من صانعي القبّعات تصاميمهم للملكة صاحبة الحكم الأطول في تاريخ المملكة المتحدة. ومن بينهم مثلاً الدنماركي Aage Thaarup الذي جذب متجره في King’s Road الملكة الأمّ والذي طوّر العمائم المنسدلة والقبّعات بدون حواف التي اعتمرتها الملكة.
تبعته لاحقاً الفرنسيّة Simone Mirman، طالبة سابقة لدى Schiaparelli التي نالت إعجاب الأميرة مارغريت قبل أن تلفت تصاميمها نظر الملكة إليزابيث الثانية التي اختارت لاحقاً تصاميم النيوزيلندي Philip Somerville. بقي هذا الأخير 25 عاماً في خدمة الملكة وقد صرّح أنّه صمّم ما بين 40 و50 قبّعة في السنة الواحدة للملكة. 
ومنذ اختفائه، طلبت Angela Kelly، المستشارة ومنسّقة الأزياء الخاصّة بالملكة إليزابيث الثانية خدمات Rachel Trevor-Morgan لتصميم القبّعات المناسبة لإطلالات الملكة. ومنذ العام 2006، تصنع هذه المصمّمة ما يعادل 60 قبّعة في السنة الواحدة للملكة، ومن بينها القبّعة التي اعتمرتها في عيد مولدها الـ80.

لعبة تخمين لون قبّعة الملكة إليزابيث الثانية في سباق Royal Ascot
يحبّ البريطانيّون لعبة التوقّعات والتخمين ولا سيما في Royal Ascot وهو سباق خيول يُقام طوال فترة أسبوع في شهر يونيو من كلّ عام. وفي هذه المناسبة تبدأ التوقّعات والتقدير والتخمين حول لون القبّعة التي ستعتمرها الملكة إليزابيث الثانية.
لكن بعد أن تمّ إلغاء السباق في إحدى السنوات بسبب الغشّ، ابتكرت Angela Kelly حيلة لتمنع أي شخص من فريق الملكة أن يكسب في لعبة تخمين لون قبّعتها. غير أنّ سباق Royal Ascot ليس الحدث الوحيد الذي تثير فيه قبّعات الملكة اهتمام الجمهور. 
وطوال 69 عاماً من الحكم، كان لدى الملكة إليزابيث الثانية لحظات تاريخيّة كثيرة، وقد ارتبطت قبّعاتها أيضاً بلحظات مهمّة في تاريخ المملكة المتحدة، وتخطّت أحياناً حدود المملكة والأجيال أيضاً. 

اقرئي أيضاً: الملكة إليزابيث في رسالة مؤثّرة إلى البريطانيّين

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث