ريم خوري عصاميّة وحدودها السماء

معطف تمويه من الريش وحذاء باللون الأسود المطفي من جلد العجل وأساور وعقود. كلّها من Dior

التصوير: Jeremy Zaessinger لدى MMG Artists
الإدارة الفنيّة: Farah Kreidieh
المكياج والشعر: Angelique Turner
الموقع: منتجع المها الصحراوي، دبي
الإطلالات كلّها من مجموعة الملابس الجاهزة لربيع وصيف 2020 من Dior

تطلّ ريم خوري، بجمالها المشرق والعذب والجذّاب، مثل البطلات التي تصوّرهنَّ لنا القصص الخياليّة وشاشات السينما. وبالفعل من خلال مقابلتنا معها، سحرتنا شخصيّة هذه الممثّلة الشابّة فيما استكشفنا خصالها سمة تلو الأخرى. وأكثر ما لفتنا فيها ذاك الجانب الذي ينمّ عن بساطة فاتنة وتواضع جميل، لا سيّما وعن روح فريدة قريبة جدّاً إلى أرض الواقع.

وفي سلوكها، تميّز واختلاف عن النجمات الشابّات في جيلها، فهي غير منخرطة كثيراً في مواقع التواصل الاجتماعيّ ولا يجذبها ما يحرّك الحماسة في نفوس النجمات المعاصرات اليوم. إنّما على العكس، نراها تسعى إلى بناء حياتها المهنيّة المستقبليّة متمسّكةً باستراتيجيّة منهجيّة وكلاسيكيّة وعقلانيّة. ولربّما يُعتبر نجاحها في الحفاظ على طبيعيّتها، في ظلّ كلّ ما يدفعنا إلى المبالغة في هذه الأيّام، خير دليل على نضجها ورحابة صدرها.

إذاً، رافقينا في هذا الحوار لنستكشف عالم ريم خوري، هذه اللؤلؤة النادرة ذات الشخصيّة الغامضة...

​​​​​​​​بلوزة من الجلد وتنّورة مصبوغة بربط القماش وأساور. كلّها من Dior

بعدما أدركنا تماماً أنّها امرأة تتميّز فعلاً عن سواها، انتابنا الفضول حول ما يميّزها تحديداً عن سائر الشابّات العربيّات المعاصرات اليوم، فاعتبرت قائلةً: "لا يسعني أن أعطي جواباً محدّداً، إلّا أنّني على ثقة بأنّ كلّ شخصّ مميّز بطريقته الخاصّة". وبالتشديد أكثر على هذا الجانب، أردنا معرفة ما إذا كانت تعتبر نفسها ثمثّلهنَّ بطريقة أو بأخرى، فعلّقت: "لا أمثّل سوى نفسي وأرى أنّ كلّ فتاة تمثّل نفسها، وما من داعٍ لأن تتمثّل بشخص آخر، إنّما عليها دائماً أن تبقى على طبيعتها وألّا تحاول أن تكون غير ذلك. فلتدع لكيانها هويّته الخاصّة". ممّا جعلنا بالتالي نسألها عن النساء اللواتي تعتبرهنَّ قدوة لها في الحياة، فأجابت:"ما من امرأة أحتذي بها، بل تلهمني الكثير من الممثّلات كــJennifer Connelly وMargot Robbie وBrooke Shields في شبابها وLiv Tyler وKeira Knightley وNatalie Portman وEva Green وغيرهنَّ".

وبالتطرّق إلى كونها شاركت في مسابقة ملكة جمال لبنان، التي لربّما ساهمت في تغيير حياتها وتعزيز مسيرتها المهنيّة في عالم التمثيل، قالت: "طبعاً بدّلت المسابقة حياتي من حيث الشهرة وجعلتني أظهر للجميع بشكل أكبر. ولا شكّ في أنّها فتحت لي باباً ما، إلّا أنّها لم تكن العامل الرئيس الذي أوصلني إلى ما أنا عليه اليوم بصفتي ممثّلة". وفي الحديث عن مواقع التواصل الاجتماعيّ ومدى تأثيرها في حياة الشهرة، ردّت قائلة: "لا شكّ في أنّ مواقع التواصل الاجتماعيّ تضطلع بدور هامّ اليوم أكثر من التلفاز، وثمّة الكثير من الأشخاص الذين يكتسبون شهرة بفضل هذه المنصّات، ولا سيّما بفضل متابعيهم، بخاصّة على منصّة إنستجرام. إلّا أنّني شخصيّاً لا أكرّس الكثير من الوقت لها".

فستان من الحرير وصندل وأساور. كلّها من Dior

وبالانتقال إلى المعترك المهنيّ الذي خاضته، فغصنا في تجاربها السابقة ولم يسعنا سوى السؤال عن تجربتها الأولى في الإخراج مع الفيلم القصير الذي أخرجته تحت عنوان The Tailor في العام 2016، فردّت قائلة: "إنّه عزيز كثيراً على قلبي، بحيث تدخّلتُ في كلّ تفصيل من تفاصيله، فكنت المخرجة والمخرجة الفنيّة والمنسقّة والمحرّرة. ويُعَدّ من التجارب الأروع التي اختبرتها في حياتي، نظراً لأنّني كنت أقوم بعمل أحبّه، ألا وهو الإخراج إلى جانب فريق متفانٍ، ولأوّل مرّة شعرت بالرضا، وعندما رأيت النتيجة شعرت بفرحة هائلة لم يسبق لها أن غمرتني. إلّا أنّه لو أمكنني معاودة الكرة، لغيّرتُ فيه الكثير من الأمور، لكنّه سيظلّ مشروع عزيز عليّ".

أمّا بالإشارة إلى مسيرتها السينمائيّة التي استهلّتها في العام 2016 مع فيلم Colored Leyes ومشاهدها التي وُصفت بالجريئة في فيلم The Lovebird Syndrome، أردنا الاطّلاع على الأصداء التي لاقتها في المنطقة العربيّة وعمّا إذا كانت تفضّل السينما أم المسلسلات التلفزيونيّة الأكثر، فعلّقت: "كلّ من Colored Leyes وThe Lovebird Syndrome مشروع فيلم قصير للجامعة، ولا شكّ في أنّ بعض المشاهد فيه جريئة بعض الشيء بالنسبة إلى جمهور الدول العربيّة، في حين أنّه في لبنان مثلاً ترى غالبيّة الناس أنّ هذه المشاريع هي مجرّد تعبير فنيّ. وإنّني أفضّل حتماً السينما على المسلسلات التلفزيونيّة، إذ أجد أنّه بإمكاني أن أقدّم فيها آداءً أكثر إبداعاً وفنّاً، وذلك لأنّ مدّتها أقصر من المسلسلات، فيمنحنا ذلك وقتاً أطول للتحضير وإجراء تدريبات التمثيل".

اقرئي أيضاً: فاليري أبو شقرا: لم أندم قط على دخولي عالم التمثيل ولا أتمنّى العودة بالزمن إلى الوراء

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث