رئيسة كرواتيا... مثال يحتذى به

إعداد: Anna Burashova

تحدّثنا رئيسة جمهوريّة كرواتيا Kolinda Grabar-Kitarović عن تحكّمها بمشاعرها والرحلات الجويّة المستأجرة وتطلعنا أيضاً على أحلامها وأهدافها وتخبرنا عن والدَيها اللذين استطاعا تربية ابنة عالميّة.

التصوير:  Maddy Grace O

التنسيق:  Gemma Bedini

المكياج:  Sophia Lenore  لدى Prestige Artists

الإنتاج:  Raisa Murashkina

مساعد التصوير: Philipp Halfmann لدى Prestige Artists

مساعدة التنسيق:  Asya Sokolova

مساعدة الإنتاج:  Margarita Ponomareva

تدريم الأظافر:  Gabrijela PoldrugaćوDanijela Bucalović لدى Roslyn Studio

اقرئي أيضاً: ياسمين حمدان: قصّة امرأة لا تعرف الاستسلام

قطع من Zagreb لا بدّ من اقتنائها

ابتاع الملابس عادةً بنفسي، ولذلك أفضل الثياب التي يمكنني تحمّل كلفتها. لكنّ ذلك لا يعني أنّني لا أحبّ المصمّمين الكرواتيين أيضاً، إذ أسعى دائماً إلى التسويق لتصاميمهم، ومن بينهم Gretta Gudelj، المصمّمة الكرواتيّة المحترمة التي صمّمت الزيّ والفساتين لجلسة التصوير هذه. وأوّد الإشارة إلى تصويرها للمرأة القويّة واستخدامها المعاصر للإرث الكرواتيّ الإثنيّ. وفي خلال السنوات الأخيرة، ارتديت الكثير من الفساتين من تصميم Aleksandra Dojčinović وكذلك الملابس من تصميم Ivan Tandarić و Aleksandar Šekuljica من استوديو ELFS (اخترت الأحذية الممتازة من تصميمهم). أحبّ عندما يستعمل المصمّمون في قطعهم الأشكال الإثنيّة والعناصر التقليديّة المصنوعة على اليد – كالشرائط أو التطريزات أو الأشكال المستندة إلى الأبجديّة الغلاغوليستيّة، الأبجديّة السلافيّة الأولى التي ظهرت في هذا الجزء من قارّة أوروبا. وفي بعض الأحيان، أطلب من المصمّمتين Vesna وMarija Milković من متجر Mara Ethno Boutique، اللتين تصمّمان ملابس مماثلة، أن تكتبا رسالة بهذه الأحرف على أيّ قطعة ثياب أريد ارتداءها، على غرار "الحبّ" أو "الشجاعة". وأستخدمها بمثابة تصريح سياسيّ، وعلى الرغم من أنّ استخدامها نادر، هو فعّال في السياسة. وبالمناسبة، تقول السترة التي ارتديتها اليوم: "كن نفسك".

اقرئي أيضاً: تعرّفي معنا إلى الملهمة صونيتا ناضر

تقول الرئيسة بصوت ناعم ورقيق: "اليوم مختلف عن الأيّام العاديّة. لم أظنّ يوماً أنّ عمل العارضة قد يكون شاقّاً إلى هذه الدرجة. بدأت أحترمهنّ أكثر فأكثر". لست أدري إن كان صوتها العذب ذاك يساعدها في المباحثات الرفيعة المستوى، لكنّه قد يفعل ذلك نظريّاً. وبحسب رأيي الشخصيّ، تتمتّع هذه السيّدة بصفات إيجابيّة فحسب. هي هادئة وقت الضرورة، لكن تسمح لنفسها بالتعبير عن مشاعرها وعواطفها عندما يتيح لها وضعها ذلك. تثق في الناس، وهذا أمر مدهش نظراً إلى منصبها العالي. فقد يتوقّع المرء أن يجد بعض الحذر والنفور والتحفّظ لدى رئيسة جمهوريّة، لكنّها حضرت لمقابلة فريقنا الذي تألّف من أشخاص قادمين من أربعة بلدان مختلفة لإعداد قصّة موضة عن الرئيسة التي جاءت بدون أيّ مكياج على وجهها وبدت خلّابة (حتّى أنّني فكّرت في نفسي أنّنا دعونا خبير المكياج بلا جدوى) وكانت تربط اصبعها بضمادة واعتذرت عن ذلك، إذ جرحته صباح ذاك اليوم. هي امرأة رائعة تتمتّع بجسم نحيف ونظرة إيجابيّة. من السهل أن يتظاهر المرء بأنّه لطيف ومنفتح لفترة قصيرة، لكن ليس طوال النهار من الصباح حتّى المساء. وبقيادتها شاحنة صغيرة بدون ضوء تحذير ثمّ اقترابها من السيّاح في Piazza San Marco للاعتذار على مضايقتهم من أجل جلسة التصوير وكذلك التقاطها صوراً مع المواطنين وارتدائها الملابس التي تشتريها بنفسها فحسب، لا أظنّ أنّها تضيع هذا الكمّ من الوقت والطاقة للتظاهر والادّعاء.

وبعدما أتممنا جلسة تصوير رائعة ببساطتها في القصر الرئاسيّ المعروف سابقاً  بـTito’s Villa الذي لم يتغيّر فيه أيّ أمر منذ ستّينات القرن الماضي باستثناء بعض التحف الفنّيّة والطاووس الحقيقيّ، أسرعنا إلى وسط مدينة Zagreb ثمّ إلى منطقة الرماية العسكريّة، حيث أرتنا السيّدة الرئيسة التي تشغل أيضاً منصب القائدة العليا للقوّات العسكريّة مهاراتها في الرماية، فأصابت الهدف ستّ مرّات على التوالي.

وبينما كنت أحتسي القهوة مع الحليب الخالي من اللاكتوز في مكتبها في الطابق الثاني من القصر الرئاسيّ، قالت لي:" ليست هذه أفضل نتيجة بالنسبة إليّ. لم أكن أركّز تماماً، إذ لم أضع نظّاراتي الخاصّة للرماية ولا حذاء الرماية أيضاً، ولم أعد أتدرّب يوميّاً. وبالرغم من ذلك، أصبت الهدف ستّ مرّات. لا بأس بالنتيجة لكن يمكن أن تكون أفضل". وبالمناسبة، كنت على وشك أن أجرّد من مسجّل الصوت، إذ يُطلب عادةً من الزوّار ترك هواتفهم في حجرة المعاطف قرب مكتب الرئيسة لكنّني كنت محظوظة لأنّه سُمح لي بالاحتفاظ بهاتفي لأسجّل مقابلتي.

اقرئي أيضاً: كارمن بصيبص: لا تخافي من قول لا

تضيف السيّدة الرئيسة قائلة: "علّمني والدي الرماية في صغري. هل تريدينني أن أوقّع على لوح رماية؟"، فأجبتها: "طبعاً". ثمّ قالت: "سأوقّع اسمي Kolinda إذا لا تمانعين ذلك، أطلق النار واقفةً، فالرماية أسهل عندما نتّكئ على الطاولة لكنّني لا أبحث عن الطريق السهل".

شكراً لمشاركتك في الأنشطة اليوم. تفاجأنا بتجوابك وفريقك بسرعة ووديّة مع طلبنا غير الاعتياديّ لمشروع الموضة هذا. ويصعب علينا تصديق أنّ شخصيّة بمقامك قد تكون متواضعة مثلك.

خصّصنا النهار بأكمله لذلك لأنّنا نعلم أنّكم خصّصتم المال والوقت لرحلتكم إلى روسيا. يكون جدولي مزدحماً في العادة ولست دائماً باللطف الذي أظهره لكم. لكن في الحقيقة، أنا منفتحة وصادقة وأحبّ التحدّث مع الناس، لكنّ ضيق الوقت يزعجني أحياناً، وسأذهب غداً إلى الساحل لأنّه لديّ الكثير لأقوم به.

اقرئي أيضاً: تعرّفي إلى نجمة هوليوود Alicia Vikander

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث