الإدارة الإبداعيّة: Ajour Consultancy
التصوير: Amina Zaher
التنسيق: Yasmine Eissa
الشعر: Toi Beauty Salon
المكياج: Noha Ezz El Din
الإنتاج والعلاقات العامّة: Ajour Consultancy
الموقع: فندق La Maison Bleue El Gouna
المساعدة في التنسيق: Alia El Tawil, Laura Dayoub, Mohamed Ashraf
الفستان من Alexandre Vauthier والمجوهرات من Iram Jewelry
عرفناها جميلة الجميلات تتميّز بأناقتها وطلّتها المتألّقة التي تخطف أنفاسنا في كلّ مرّة. مذ احترفت الفنّ والتمثيل، بتنا نعيش معها في كلّ عمل جديد شخصيّة جديدة تسافر بنا من خلالها إلى صلب الواقع الدرامي لتنقل لنا الرسالة التي تريد إيصالها من خلال دورها هذا. أمّا الشخصيّة التي تطمح أن تلعبها في المستقبل، فهي شخصيّة تاريخيّة مصريّة تنبع من التاريخ المصري العريق في زمن كانت المرأة تحكم فيه مصر من خلال ملكات قويّات تقدن الجيوش وتتولّى القرارات الحربيّة. فبالنسبة إلى ياسمين ذلك سينعكس على الوضع الحالي للمرأة في الوطن العربي ويساعد في تمكينها. وفي المقابلة التالية تخبرنا تفاصيل أخرى متعلّقة بمسيرتها الفنّيّة ونناقش معها نظرتها للنجاح والإخفاق.
لعبت ياسمين منذ بدء مسيرتها أدواراً عدّة، فهل سبق لها أن تعلّقت بإحدى الشخصيّات التي أدّتها؟ أثناء مشاركتها في فيلم "طريقي" من بطولة شيرين عبد الوهاب، تعلّقت ياسمين بشخصيّة ناديا التي لعبتها. فتأثّرت بها حتّى بعدما الإنتهاء من التصوير. كما أنّ نغمة صوتها تغيّرت خلال المسلسل، حيث كانت تتكلّم بصوتها الحقيقي نفسه. وتخبرنا ياسمين:"هذه الفتاة كانت من الإسكندريّة وأنا أصلي من هناك أيضاً، كما أنّها كانت شقيّة ومتمرّدة نوعاً ما ضدّ النظام، فتكسر الحواجز أمام كلّ من يفرضها عليها وهذا يتشابه نوعاً ما مع شخصيّتي أيضاً". وخلال سنوات خبرتها في التمثيل أوّل أمر تقوم به ياسمين بعد الانتهاء من قراءة النصوص المقترحة عليها هو التفكير إذا كان الدور مناسب لها. وتؤكّد: "أتساءل مثلاً عن مدى إحساسي بهذا الدور وإذا كنت وجدت نفسي من خلاله وعمّا سيضيفه لي وإذا كان مختلفاً عمّا قدّمته سابقاً، وإذا كان سيفيدني. فإذا كانت إجاباتي إيجابيّة، أمثّل الدور!". وتعتبر ياسمين أنّ التّحديّات التي تواجهها في حياتها المهنيّة اليوم تتعلّق بالسلبيّات الموجودة على مواقع التواصل الإجتماعي مثل التنمّر والتعليقات السلبيّة التي أصبحت منتشرة بشكل واسع على هذه المواقع في العالم العربي والعالم الأجمع من خلال مثلاً التعليقات والحسابات التي تتكلّم عن الفنّانين والمشاهير بشكل سلبي. ولكنّها تؤكّد: "أنا أحاول عدم التأثّر، إنّما هذا هو ثمن الشهرة."
بداية النجاح مع الطموح والحلم
يتوقّع الناس أحياناً من المشاهير والأشخاص الذين يسلَّط الضوء عليهم بطبيعة عملهم أن يبدوا رائعين وسعداء دائماً، فكيف تستطيع ياسمين أن تبقى وفيّة لشخصيّتها وعواطفها وحالتها الذهنيّة؟ " يجب خلق توازن معيّن والأمور التي تساعدني شخصيّاً على تحقيق جزء من التوازن النفسي هي الروحانيّات عبر ممارسة التأمّل واليوغا والتعمّق في علم الطاقة. فتأتي السعادة والراحة والطمأنينة والسلام من داخلي بعيداً عن الأضواء." حيث تعتبر ياسمين أنّ شعورها الداخلي أهمّ من العالم الخارجي.
"النجاح بالنسبة إليّ لا يكمن بالحصول على الجوائز والتقدير فحسب، إنّهما جزء منه طبعاً"، تشير ياسمين لأنّ النجاح الأكبر بالنسبة إليها هو التأثير. وتعني بذلك مدى تأثّر الناس بالموضوع أو المسلسل أو الشخصيّة. وما هي برأيها الخصائص التي تجعل الشخص ناجحاً؟ تجيب: "أنا شخصيّة حالمة جدّاً سواء في اليقظة أو أثناء النوم. فبنظري أنّ مفتاح النجاح هو الطموح والحلم. والأمر الثاني هو الإيمان بالذات وبالمقدرة على تحقيق كلّ ما نحلم به. أمّا الأمرالثالث، فهو اليقين أنّنا سننجح ونحصل على ما نريد. " أمّا بالنسبة للقوّة الإيجابيّة التي تنبع من الإخفاق، فتقول: "يجب أن نتعلّم من كلّ شخص يدخل حياتنا وكلّ تجربة نمرّ بها حيث يكون فيها رسالة ودرس. ويجب أن نفهم هذه الرسالة والدرس الكامن وراء التجربة لنتعلّم منها ونتطوّر ولا نكرّر الأخطاء عينها عبر اتّباع طريقة التفكير ذاتها التي أدّت إلى الإخفاق." فهي ترى فرصاً جديدة في الإخفاق. وتضيف: "عندما يقوم الإنسان بشيء ما بطريقة لا تجعله يصل لغايته، يكون وراء ذلك درس ورسالة. فإذا قام بتحليل صائب وفهم الأمور بطريقة صحيحة وجرّبها بطريقة مختلفة سيصل إلى نتيجة مختلفة". إذا امتلكت ياسمين عصا سحرية، فهل ستَمحو إحدى لحظات الإخفاق التي عاشتها أو موقفاً سيئاً مرّت به؟ تؤكّد: "لن أفعل ذلك حتّى لو امتلكت عصا سحريّة فأنا ممتنّة لكلّ أمر وموقف حصل في حياتي لأنّه جعل منّي الشخص الذي أنا عليه اليوم. فالناس تأتي إلى حياتنا لتعطينا دروساً وفي هذه الدروس رسائل عندما يعرفها الإنسان يتطوّر من تلقاء نفسه ويصبح في مرحلة جديدة فيها وعي أكبر."
ما يهمّ هو الحقيقة التي في داخلي
دائماً ما تبدو لنا أحوال الآخرين أفضل من أحوالنا، واليوم مع وسائل التواصل الاجتماعي يتزايد الضغط علينا "لنبدو" ناجحات دائماً. سألنا ياسمين كيف يمكن لكلّ واحدة منّا أن تنجح بحسب معاييرها الخاصّة. "الأهمّ هو النجاح من وجهة نظرالشخص تجاه نفسه وليس من وجهة نظرالآخرين بدون تحيّز"، تشير ياسمين، قبل أن تضيف: "أعتقد أنّ الشخص يجب أن يكون حقيقيّاً مع نفسه. فمثلاً أنا شخصيّاً أقوم بنشر مواد تحفيزيّة على صفحاتي على مواقع التواصل الإجتماعي لأقولها لنفسي وأشاركها مع الناس فأكون على طبيعتي وأكون حقيقيّة. فالإنسان لا يعيش ليثبت للناس أنّه سعيد أو ناجح أو مرتاح. وفي مرحلة الوعي الحاليّة التي وصلت لها لديّ إدراك أنّ ما يهمّ هو الحقيقة التي في داخلي لأنّ الإنسان يعيش مع نفسه وفي داخلها، وما من شخص آخر يعيش مكانه. فيبقى ما بداخلي أهمّ بكثير من رأي الناس." نادراً ما تفقد ياسمين الحافز لأنّها بطبيعتها شخصيّة تبحث أن تفهم أكثر وتتعلّم وتردّ على أسئلة في داخلها لا تجد لها إجابات. لكن عندما تشعر بالإحباط تأخذ فترة مع نفسها. وتقول: "أنا من الأشخاص الذين يعرفون كيفيّة الجلوس على انفراد مع أنفسهم والتفكير. وهذا يساعدني على شحن طاقتي والعودة كالسابق خصوصاً إذا كنت متواجدة في مكان أحبّه كالبحر."
بماذا تنصح ياسمين الشابات العربيّات الموهوبات في الفنّ لتشجيعهنّ على أن يكنّ متميّزات وفريدات؟ فتختم قائلة: "أنصح الشابّة العربيّة أن تبني نفسها وتحلم وتثابر لتحقيق حلمها وذاتها، فالنجاح والإنجازات تحييها وتشعرها بذكائها وقوّتها وقيمتها كإمرأة. فعليها ألاّ تستسلم لأيّ ظرف يحاول أن يقمعها أو يكبتها أويخفّف من شأنها، وألاّ تستمع لأيّ أحد يحاول أن يقنعها بأنّها ضعيفة أو أنّها لا تستطيع أو أنّ ما تقوم بها تافه!"
اقرئي أيضاً: Tara Emad: النجاح هو أن يشعر الإنسان بالفرح بما يقوم به ويحبّ ما يفعله ويفيد مجتمعه من خلاله
