Tara Emad: النجاح هو أن يشعر الإنسان بالفرح بما يقوم به ويحبّ ما يفعله ويفيد مجتمعه من خلاله

الإدارة الإبداعيّة: Ajour Consultancy
التصوير: Amina Zaher
التنسيق: Yasmine Eissa
الشعر: Toi Beauty Salon
المكياج: Noha Ezz El Din
الإنتاج والعلاقات العامّة: Ajour Consultancy
الموقع: فندق La Maison Bleue El Gouna
المساعدة في التنسيق: Alia El Tawil, Laura Dayoub, Mohamed Ashraf

خطّت تارا عماد قصّة نجاحها منذ نعومة أظافرها. فمن تصوير الإعلانات وتقديم عروض الأزياء، ما لبثت أن تربّعت على عرش الجمال وبعدها على عرش قلوب الملايين حول العالم مع بدء مسيرتها الفنيّة في التمثيل. تحبّ تارا تمثيل أدوار عدّة، إلّا أنّها في المستقبل ترغب بتأدية دور في عمل يكون فيه أحداث متسارعة ومشوّقة في سياقه الدرامي. أمّا إذا كان عليها اختيار تمثيل قصّة حياة شخصيّة ما، فسيقع اختيارها على النجمة الراحلة فاتن حمامة. في ما يلي نناقش معها مسيرتها الناجحة ونتحدّث عن نظرتها للنجاح وخصائصه والطريق المؤدّي إليه وغيرها من المواضيع المتّصلة.

الفستان من Deana Shaaban والمجوهرات من Azza Fahmy

في بداياتها كانت تارا تتعلّق بالشخصيّات التي تؤدّيها حيث كانت أفكار تلك الشخصيّات وأحاسيسها ترافقها حتّى بعد انتهاء العمل. ولكنّها علّمت وعوّدت نفسها على الفصل بين الشخصيّة والواقع، لأنّها تعتبر أنّه من غير الجيّد أن ترافق الشخصيّة الممثّل بعد انتهاء العمل. وفي خلال مشوارها المهنيّ، أوّل أمر تقوم به تارا بعد قراءة نصّ معيّن هو فهم الشخصيّة بطريقة عميقة. وتؤكّد: "أسأل نفسي عن مدى استفادتي على الصعيد الشخصي من قيامي بهذا الدور ومدى إفادتي له وإذا كان التوقيت مناسباً للقيام به. كما أنّني أتناقش بالأمر مع والدتي قبل اتّخاذ القرار." أمّا التّحدي الذي تواجهه في حياتها المهنيّة اليوم فيكمن في قيامها بأدوار جديدة أفضل من السابقة. فهي ترغب أن يؤثّر دورها على المشاهد لإيصال رسالة أو هدف معيّن. وتقول: "أحبّ أن أقوم بأدوار تتناول قضيّة أو مشكلة معيّنة عندما تتعرّض لها الشخصيّة، تستطيع بذلك إلهام المشاهد للتفكير بطريقة مختلفة أو على الأقلّ أن تشعره أنّ هناك شخص في التلفاز يمثّله". فالتّحدي بالنسبة إليها يكمن في اختيار دور يمكّنها من التطوّر والظهور بشكل يتحمّس المشاهدون لرؤيته.

إرادة التطوّر والتعلّم الدائمة

كونها دائماً تحت دائرة الضوء، قد يتوقّع بعض الناس من تارا أن تبدو رائعة وسعيدة طوال الوقت. فكيف يمكنها أن تبقى وفيّة لشخصيّتها وعواطفها وحالتها الذهنيّة؟ فتجيب: "صراحةً أنا أشعر أحياناً بأنّ الناس يتوقّعون منّي أن أكون دائماً سعيدة وأن تكون حياتي منظّمة. وأظّن أنّ بقدر ما تظهر وسائل التواصل الإجتماعي جزءاً منظّماً وسعيداً من حياة المشاهير، إنّما في الوقت عينه تساعد على مشاركة وقائع وأفكار حقيقيّة." وتتابع: "فأنا مثلاً أحبّ مشاركة متابعيّ بأمور تحصل لي في حياتي الواقعيّة حتّى لا أكون شخصاً لا يشعر الناس بأنّه حقيقي وحتّى أُظهر أنّه ما من أحد كامل وأنّ المثاليّة غير موجودة. ولطالما كنت على طبيعتي، بشكل يظهر حالتي النفسيّة الحقيقيّة." سألنا تارا أن تشاركنا ثلاث خصائص تجعل الشخص ناجحاً. الأمر الأوّل بالنسبة إليها هو عدم الندم على أشياء لم نحقّقها أو نحصل عليها في الوقت الذي كنّا نريده بل الإيمان بأنّه إذا كتب أن يحصل، فسيحصل في وقت لاحق. أمّا الأمر الثاني فتختصره بإرادة التطوّر والتعلّم الدائمة لأنّ الشخص الناجح يجب أن يتعلّم أشياء مختلفة ويطوّر نفسه ومعرفته. وتعتبر أنّ الخاصيّة الثالثة تتعلّق بالمحافظة على الصحّة النفسيّة لأنّ عدم القيام بذلك يؤدّي إلى عدم القدرة على العمل وإعطاء شغفنا حقّه.

عدم مقارنة أنفسنا مع الآخرين

وفيما تبقى الجوائز بالنسبة إلى تارا حوافز تساعد الشخص على الاجتهاد والمضي قدماً، تشير: "أشعر أحياناً كثيرة أنّ النجاح ليس بالحصول على التقدير والجوائز إنّما بشعور الإنسان بالفرح بما يقوم به وبأن يحبّ ما يفعله ويفيد مجتمعه من خلاله". وتعتبر أنّ الإخفاق يمكن أن يكون حافزاً للحصول على طاقة إيجابيّة والسعي أكثر، لكن ذلك يأتي بعد فترة من النضج. وتشاركنا خبرتها: "عندما كنت أصغر سنّاً لم يكُن لديّ النضج الكافي لأشعر أنّ هناك إيجابيّة في المرور بإخفاق ما ومعرفة أنّني سأستفيد منه وأطوّر نفسي ولا أكرّر أخطائي. أمّا اليوم، فعندما أخفق أنزعج بطبيعة الحال إنّما لا أحبّ أن أغرق بالتفكير بالأمر بل أضعه جانباً وأفكّر كيف سيفيدني في المستقبل وكيف سأكوّن بفضله صورة مختلفة أمام تجربة جديدة". وتعتقد أنّ عدم نجاح الأمور بالطريقة التي نريدها يمكن أن يؤدّي إلى حصول أمور أخرى قد تكون أفضل منها.

وإذا كانت وسائل التواصل الإجتماعي تمارس ضغطاً معيّناً على الأشخاص ليبدوا دائماً ناجحين، تؤكّد تارا: "إذا أردنا النجاح علينا عدم مقارنة أنفسنا مع الآخرين ونجاحاتهم وفهم أنّنا لسنا في سباق مع الآخرين بل مع أنفسنا وأفكارنا وأنّه علينا أن نفهم أنّ الشخص الذي نجح اليوم عاش إخفاقات فيما مضى. وإذا أخفقنا اليوم هذا لا يعني أنّنا لن ننجح في المستقبل". وتضيف: "أشعر أنّه عندما يركّز الإنسان على عمله وعلى ما يفعله ويرى نجاحات الشخص الآخر كإلهام وليس كتهديد له سيشكّل ذلك فارقاً في معنويّاته وفي طريقة تفكيره للأفضل." أمّا عندما تشعر تارا بالإحباط وبفقدان التحفيز أو بعدم السعادة، فالأشخاص الذين يساعدونها على الخروج من هذه الحالة واستعادة طاقتها هم عائلتها وأصدقائها. فضلاً عن القراءة وسماع الموسيقى والتمرين والقيام بنشاط بدني بسيط كالمشيى.

بماذا تنصح تارا الشابّات العربيّات الموهوبات في الفنّ لتشجيعهنّ على أن يكنّ متميّزات وفريدات؟ تختم بالتوجّه إليهنّ عبر هذه الرسالة: "أشجّعكنّ على الاجتهاد وتطوير ذاتكنّ دوماً. فالاجتهاد يساعد عندما يكون الهدف واضح. كما يجب ألّا تقارنّ أنفسكنّ مع الآخرين وأن تركّزن على طريقة توجّهكنّ إلى أنفسكنّ بحيث يكون حديثكنّ الداخلي مع النفس مشجّعاً وإيجابيّاً ومحفّزاً وطيّباً لأنّه يؤثّر على الصحّة النفسيّة والمعنويّات، ممّا يؤثّر بدوره على عملكنّ وما تردنَ النجاح فيه".

اقرئي أيضاً: 

العلامات: Tara Emad

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث