
طوال سنوات عدّة، وجد محمد بن شلال نفسه مفتوناً بمكان آسر في مقاطعة Krabi جنوب تايلاند. فقد أصبحت جزيرة Ko Ngai ملاذه، وتقليداً يعتزّ به، ووجهة توفّر له ما هو أكثر بكثير من المناظر الخلابة. فهذه الجوهرة الخفيّة هي مكان يشعر فيه أنّه في دياره، على الرغم من أنّها بعيدة عن كلّ ما هو مألوف بالنسبة إليه. حيث تشكّل جزيرة Ko Ngai نقطة استقرار بالنسبة إليه في رحلاته التي يتنقّل فيها باستمرار بين المدن والقارّات، كما تذكّره بالجمال في الهدوء والبساطة. إنّها وجهة تغذّي الروح، وتوفّر إيقاعاً للحياة يدعو إلى السلام والتأمّل. في هذه السطور، يشاركنا مصمّم الأزياء المغربي الهولندي الحائز على الكثير من الجوائز تفاصيل المكان الذي يعتبره واحته السرية؛ مكانٌ يلهم الإنسان، ويمنحه شعور التجدّد، ويترك أثراً لا يمحى في قلبه. أهلاً بك في جزيرة Ko Ngai الساحرة!
يوم في حياة بن شلال في Ko Ngai
"تنكشف أيامي في Ko Ngai مثل طقوس هادئة، حيث تحمل كلّ لحظة فيها الإلهام والتجدّد. يبدأ الصباح مع صوت الأمواج الهادئة التي تضرب الشاطئ، في سيمفونية طبيعية تحدّد إيقاع يومي. أخطو إلى الخارج لأشعر بدفء الشمس وأستمتع بجمال الجزيرة الخلّاب، ولا يفشل المنظر أبداً في إشعال إبداعي"، يوضح المصمّم محمد بن شلال، قبل أن يضيف: "أبدأ بالمشي على طول الشاطئ، وأدع ملمس الرمال وألوان البحر النابضة بالحياة تغذّي مخيّلتي. تذكّرني هذه الوجهة بأهمية التوازن: بين الجرأة والبراعة، والابتكار والتقاليد. إنّه المكان الذي أعيد فيه ضبط ذهني، وأتأمّل في مساري الإبداعي، وأعود منه بطاقة متجدّدة، وعلى استعداد لإضفاء طابع المرونة والجمال والهدف الذي يجسّده هذا المكان على أعمالي. أمّا فترة العصر فهي مخصّصة للاستكشاف، فأغامر بالتنقّل في زوايا الجزيرة الخفية، حيث أستمتع ببساطة البيئة المحيطة وأصالتها. وعندما تبدأ الشمس في الغروب، أخصص وقتاً للتفكير في اليوم وتدوين الأفكار والإلهامات".
لإقامة لا تُنسى في Ko Ngai، تبرز وجهتان بحسب المصمّم
Mayalay Beach Resort
يقدّم هذا المنتجع أكواخاً بسيطة وساحرة على الشاطئ مباشرة، وهو مثالي لكلّ من يبحث عن التواصل الوثيق مع الطبيعة. يصبح صوت الأمواج تهويدة لك، بينما تحيّيك أشعة الشمس بلطف عند طلوع الفجر من خلال جدران الخيزران. إنّه ملاذ مفعم بالأصالة والهدوء، وهو مثالي لتجديد الطاقة والاستفادة من جمال الجزيرة الأصيل.
Coco Cottage
لتجربة أكثر حداثة، يوفّر منتجع Coco Cottage ملاذاً هادئاً مع إطلالات خلاّبة على الشاطئ وأماكن إقامة مريحة. كما أنّ أجواء المنتجع الهادئة والوصول المباشر إلى البحر الصافي والمياه الكريستالية تجعله المكان المثالي للاسترخاء أثناء الاستمتاع بإيقاع الجزيرة الهادئ.
يغمرك كلا المكانين في بساطة Ko Ngai وسحرها، ويتيحان لك تجربة مميزة للاستمتاع بمشاهدة غروب الشمس الساحر وتذوّق أشهى المأكولات البحرية الطازجة.
مغامرات مشوّقة
يشاركنا بن شلال أيضاً بعض التجارب التي يختبرها في هذا المكان، ويؤكّد: "مراقبة الطيور في Ko Ngai هي تجربة آسرة تعزّز التواصل مع الحياة البرية الغنية والمتنوعة في الجزيرة. بدءاً من تغريد الطيور الفريدة في الصباح الباكر، وصولاً إلى تحليق طيور أبو قرن الرائعة فوق المياه الفيروزية، توفّر الجزيرة ملاذاً هادئاً لعشّاق الطيور. ومع كل زقزقة ورفرفة، تصبح مراقبة الطيور
في Ko Ngai تجربة هادئة تتيح لك الانغماس في جمال الطبيعة البكر وإيقاعها."
ويتابع: "لقد أصبحت هذه الوجهة الآسرة ملاذي الشخصي، المكان الذي يتباطأ فيه الزمن، حيث يمكنني أن أتواصل حقاً مع إيقاع الطبيعة. بالنسبة إليّ، Ko Ngai أكثر من مجرّد جزيرة؛ إنها ملاذ للروح. إذ تخلق المياه الفيروزية، والشواطئ البكر، ووهج الشمس الدافئ جواً يلهمني ويجعلني أشعر بالراحة،" قبل أن يضيف: "كلّ مرة أزور فيها هذه الوجهة، أجد نفسي منجذباً إلى بساطة الحياة فيها. فالمشي على طول المسارات الهادئة عبر المساحات الخضراء، وسماع حفيف أوراق الشجر اللطيف، ومشاهدة الصيادين وهم يعودون بصيدهم غير المتوقَّع، كلّ ذلك يذكّرني بجمال العفوية والتقاليد العريقة."
ينكشف برأي المصمّم سحر الجزيرة في أدقّ التفاصيل؛ من الشعاب المرجانية الزاهية التي تنبض بالحياة تحت الأمواج، إلى نداء الطيور الفريدة في الصباح الباكر، وغروب الشمس الأخّاذ الذي يلوّن السماء بألوان نارية. تُعيد هذه اللحظات تجديد طاقته الإبداعية وترسّخ رؤيته لعلامته.
ويختتم بالقول: "أشعر أن Ko Ngai بمثابة موطني الثاني؛ مكان يمكنني استعادة نشاطي، والاسترخاء، والتأمّل، وإعادة التواصل مع نفسي. كما أنّ جمالها الخام وطاقتها الهادئة مصدر إلهام لا ينضب، فلا يؤثّر كلّ ذلك على عملي فحسب، بل على رؤيتي للحياة بأكملها. إنّها جوهرتي الخفية، وملاذي الآمن، والتذكير الدائم بقوة الطبيعة التحويلية."
فما رأيك باتّباع دليل محمد بن شلال لزيارة هذه الوجهة واختبارها بحسب توصياته؟
إقرئي أيضاً: دليل زيارة سويسرا مع Carole Kasapi




