Dalal Alajmi: "أركّز على الأشكال والتعبيرات المتنوّعة لدى المرأة، فأجسّد جوهرها وقصصها المؤثّرة"
تشكّلت مسيرة دلال العجمي الفنّية منذ صغرها من خلال ذكريات الماضي والدعم الثابت من والديها. وهذا ما ولّد شغفها بالإبداع الذي نما على مرّ السنين. وبصفتها طبيبة أسنان، فقد اكتسبت مهارات يدوية استثنائية تمكّنها من نحت الأسنان والتلبيسات بدقة متناهية. وتمتدّ هذه الحرفية إلى فنّها، حيث تستمتع بالنحت بالطين وتلوين الزخارف التي تعكس إلهامها. تمزج أعمالها الفنّية بشكل جميل بين خبرتها المهنية وتأثيرات الطفولة، ممّا يؤدّي إلى قطع فريدة. ومن خلال إبداعاتها تحتفل العجمي باللحظات التي شكّلت شخصيتها وتسعى جاهدة لإلهام الآخرين، تماماً كما استلهمت في شبابها. وهي تعمل حالياً على تصميم قطعتين فنّيتين لتعزيز أجواء عيادة الأسنان الجديدة Confident، لتمنح المرضى تجربة فنّية ممتعة أثناء زيارتهم. لنتعرّف عن قرب إلى الفنّانة السعوديّة الموهوبة!
التصوير: Noura Al Shahrani
طلبنا من دلال العجمي أن تشاركنا القصة وراء عمل فنّي عزيز على قلبها. فأجابتنا قائلة: "كلّ أعمالي الفنّية عزيزة على قلبي. وفيما قد لا تكون أعمالي مثالية، إلّا أنّ هذا هو جمال الفنّ، فهو يعلّمنا أن نتقبّل العيوب ونطلق العنان لإبداعنا الداخلي بدون قيود". قبل أن تضيف: "وإذا توجّب عليّ تسليط الضوء على قطعة واحدة، فسيكون العمل الفنّي لسيدة جميلة على خلفية سوداء مذهلة. هذه القطعة مميزة بالنسبة إليّ بشكل خاص بسبب استخدام طلاء Vantablack. يُعرف بأنّه اللون الأسود الأكثر سواداً، فهو يمتصّ كلّ الضوء تقريباً، ممّا يخلق عمقاً مذهلاً. وأقدّر كيف تجسّد هذه اللوحة تنوّع ألوان البشرة، وتحتفي بجمال الشكل الأنثوي وتمكينه. كما أنّ بساطة الخطوط الناعمة تسمح للمشاهد بالتفاعل الكامل مع البُعد الذي تمثله اللوحة ، ممّا يجعل هذه القطعة الفنية تجسيداً عميقاً لرحلتي الفنّية."
تصوّر الفنانة السعوديّة في أعمالها الفنّية الأنوثة من خلال الاحتفاء بالقوّة والمثابرة والجمال، تماماً مثل Freya، رمز الحبّ والجمال في الحضارة الإغريقية. فتركّز دلال العجمي على الأشكال والتعبيرات المتنوّعة لدى المرأة، وتجسّد جوهرها وقصصها المؤثّرة. وإذا أرادت أن تدعم قضيّة معيّنة بواسطة فنّها، فماذا ستختار ولماذا؟ تجيبنا قائلة: "سأختار الصحة العالمية. إنّه أمر أساسيّ لتحسين الحياة والرفاهية في جميع أنحاء العالم. كما أنّ التوعية بشأن الحصول على الرعاية الصحية وأهمية التثقيف الصحي يمكن أن يلهم التغيير الإيجابي ويعزّز المساواة في ما يتعلّق بالموارد الصحية للجميع."
توسيع الحدود الإبداعية
وبما يختص بالتحديات الرئيسة التي تواجهها دلال العجمي في عصر الذكاء الاصطناعي وكيف تستخدمه لمصلحتها الخاصة، تؤكّد لنا الفنّانة: "بينما يمكن للذكاء الاصطناعي إنشاء الأفكار وتعزيز العمليات الفنّية، إلّا أنّه قد يفتقر إلى العمق العاطفي الذي يقدّمه الفنّانون البشر، وهناك مخاوف أخلاقية حول حفظ الملكية في الفنّ بمساعدة الذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، أرى أنّ الذكاء الاصطناعي أداة قوية يمكن أن تفيد الفنّانين بشكل كبير. فهو يمكن أن يلهم الإبداع، بخاصّة أثناء مواجهة حاجز إبداعيّ، فيقدّم أفكاراً جديدة ووجهات نظر جديدة. ومن خلال التعاون مع الذكاء الاصطناعي، يمكنني توسيع حدودي الإبداعية".
ما رأي الفنّانة في الاستثمار في المجال الفنّي اليوم؟ تقول: "يُعدّ الاستثمار في المجال الفنّي اليوم، وبخاصّة في ظلّ رؤية المملكة العربية السعودية 2030، فرصة مهمّة لكلّ من الفنّانين وجامعي الأعمال الفنّية. فمع ازدهار المشهد الفنّي والاحتفاء بثقافتنا، فإنّ الاستثمار في الفنّ لا يدعم المواهب المحلّية فحسب، بل يلعب دوراً أساسيّاً في مشاركة تراثنا الغنّي مع العالم". وتشارك هذه الرسالة مع القارئات لتشجيعهنّ على الاستثمار في الفنّ: "يجمّل الفنّ كل مساحة ويضفي طابعاً مميزاً على محيطنا. إنّه أكثر من مجرّد استثمار ماليّ، فالفنّ كنز خالد لا يفقد قيمته أبداً. وأنا أشجّع القارئات على الاستثمار في الفنّ كوسيلة لإثراء حياتهنّ ومساحاتهنّ بينما يدعمنَ المجتمع الفنّي المزدهر."
إقرئي أيضاً: فلوة ناظر فنانة تشكيلية سعودية تشاركنا خبرتها