داليا موسى: اشعر بأنني محظوظة جدا للعمل على الحفاظ على ثقافة الدرعية الفريدة وتعزيزها

داليا موسى هي مديرة البرامج الفنيّة في هيئة تطوير بوابة الدرعية. تدير مجموعة واسعة من مشاريع الفنون والثقافة التي تركّز على إحياء الثقافة والاحتفاء بها لا سيما في الدرعية لعرض تراثها الفريد أمام الجمهور المحليّ والدوليّ. رافقينا في ما يلي للتعرّف أكثر على عملها ونظرتها للفنّ في حياتنا العصريّة!

اقرئي أيضاً: في اليوم العالمي للمرأة – تعرفي الى 5 نساء سعوديات مبدعات

  • هلّا تخبرينا عن دورك كمديرة البرامج الفنيّة في هيئة تطوير بوابة الدرعية؟

كانت الدرعية مهد المملكة العربية السعودية في القرن الثامن عشر، وعاصمة الدولة السعودية الأولى التي تأسست عام 1727 وموطن آل سعود.

أشعر بأنّني محظوظة جداً للعمل على الحفاظ على ثقافة الدرعية الفريدة وتعزيزها. مركز الدرعية هو الطريف المدرج ضمن موقع التراث العالمي لليونسكو، ومن هناك بدأ المشهد الثقافي المتنوّع الذي نراه اليوم ، بدءًا من قصتنا الأثرية المذهلة إلى تنوّع نباتاتنا وحيواناتنا، والتطور المعماري لهذا الموقع التراثي والعادات والممارسات التاريخيّة للمنطقة. الدرعية هي تقليد حيّ تعهّدنا بالحفاظ عليه وإحيائه وهذا ينطبق على كلّ جانب من جوانب عملي الذي يدور حول ربط ماضي الدرعية وحاضرها بمستقبلها، والوسيلة التي أفعل فيها ذلك هي من خلال البرامج الفنيّة. ومن خلال استضافة المبدعين وتشجيعهم على استكشاف المستقبل وتخيّله وإعادة تعريفه في سياق قرون من التاريخ، نقدّم للزوار فرصة لتجربة هذه اللحظة المشوّقة في تاريخ المملكة العربية السعودية. ومع التركيز على التراث الحيّ، تتطلّع الدرعية إلى الأمام وهذا بالنسبة إليّ هو أفضل جزء من العمل، فتتسنّى لي المشاركة في تثقيف الناس ودمجهم في التاريخ الموجود من حولنا كلّ يوم. وكلّما شاركنا أكثر وكلّما عزّزنا ما تقدمه الدرعية، كلّما أصبح العمل أفضل.

  • ما هو الدور الذي يلعبه الفنّ في حياتنا المعاصرة؟

الفنّ هو وسيلة تواصل ومشاركة رسالة ونظرتنا إلى العالم ورؤيتنا للماضي والحاضر والمستقبل. إنه يجمع الناس معاً في تجربة مشتركة. وهو شكل من أشكال التقدّم، فقد تمّت بعض أعظم الإنجازات البشريّة من خلال الوسائل الفنية والإبداعية. ولا يمكن أن ننسى تأثير الجمال والترفيه اللذين يعتبران من الاستجابات الصالحة والمهمّة للإبداع. لذا، فإنّ الفنّ مهمّ في طرق مختلفة ومترابطة وهو جانب أساسي لجميع ثقافاتنا التي تلعب دوراً رئيساً في حياتنا.

  • ما رأيك في المشهد الفنيّ الثقافيّ السعوديّ والجهود الهائلة التي تُبذل لتطوير الصناعة الإبداعيّة المحليّة؟

نحن نشهد تحوّلاً مجتمعياً في الطريقة التي يُنظر بها إلى المهن الثقافيّة وعالم الفنّ داخل المملكة العربية السعودية. هذا يشجّع موجة جديدة من الشباب على المشهد الثقافي الأوسع، ممّا يعزّز الشعور بالفخر المحليّ والوطنيّ الذي يعرض كلّ ما تقدّمه ثقافتنا وتراثنا الغني. ومن أبرز الاتجاهات التي لاحظتها هي الطريقة التي ينظر بها الفنّانون الشباب أكثر فأكثر إلى تاريخنا وتراثنا كمصدر إلهام لتطوير أفكار جديدة. كما نشهد نهجاً جديداً تماماً وإحياءً لتقاليدنا في الوقت نفسه. إنّه لأمر رائع.

اليوم توفّر المملكة مجموعة متنوّعة من الفرص، من المهرجانات المحلية والوطنية الجديدة إلى الاستوديوهات والمعارض بالإضافة إلى برامج التدريب. وقد تمّ الترحيب بهذه الفرص الجديدة من قبل المبدعين وهي تعزّز المشاركة في جميع أنحاء المجال - ولا تقتصر هذه المشاركة على داخل المملكة العربية السعودية ولكنّها تبرز دولياً أيضاً. لذا، إنها فترة مشوّقة للفنون والثقافة في مملكتنا!

  • أين ترين مستقبل الفنّ في المملكة العربية السعودية؟

قبل التحدّث عن المستقبل، أودّ فقط أن أكرّر وأعرب أعن تقديري للجهود الهائلة التي تُبذل للحفاظ على ثقافتنا الملموسة وغير الملموسة. كجزء لا يتجزأ من هوية بلدنا، يشكل ذلك جزءاً من الطريقة التي نفهم بها أنفسنا. وتجمع رؤية 2030 بين ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا بطريقة تحافظ على فنّنا وصناعتنا الثقافية وتعزّزهما، وهي تلهم الناس من جميع الفئات العمريّة للمشاركة.

في حالة الدرعية، إنّ مستقبل الفنّ طموح ويلعب دوراً حيوياً في المخطّط الأساسيّ وما يتمّ تقديمه. من المتاحف والأكاديميات الثقافية إلى الفن العام عبر وادي حنيفة والطريف وتراس البجيري والمتنزهات المتعدّدة في الدرعية، نحن ندعم برامج الفنون والثقافة متعدّدة التخصصات التي لا تنشّط التراث الثقافيّ للدرعية فحسب، بل تحتفي به محلياً وعالمياً.

  • ما هي نصيحتك للفنّانين الناشئين؟

يجب أن يدرك أي شخص مهتمّ بالفن أنّ مفتاح النجاح هو الإصرار. ويشكّل تشجيع الإبداع وتمكينه في جميع أنحاء المملكة ركيزة مهمّة في رؤية 2030. هناك مجموعة رائعة من المبادرات والفرص المتاحة للأشخاص الذين يرغبون في التعلّم واكتساب الخبرة وتطوير ممارساتهم. وأعتقد أن الفنّانين الناشئين في المملكة العربية السعودية هم موضع حسد العالم في الوقت الحالي، لا سيما مع كلّ الدعم المتوفّر لهم من القطاعين العام والخاص - من برامج التعلم إلى برامج بناء القدرات والمنح الدراسية. ونصيحتي للفنّانين الناشئين هي الاستفادة فعلاً من هذه الحقبة الرائعة في بلدنا ومن كلّ الفرص المتوفّرة لهم.

اقرئي أيضاً: نجود العنبري: تشكل رؤية 2030 محفزا للابداع في المشهد الفني الثقافي في المملكة

العلامات: السعودية

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث