كلّ ما تعلّمته من والدتي

الإعداد: Sarah Rasheed  وAnne Lora Scagliusi

منذ آلاف السنين والأجيال تتناقل أسرار الجمال، ولربّما نجد من بين الأكثر شهرةً حمّام الحليب والعسل الذي اشتهرت به كليوباترا. فحينما لم يكن مزيل المكياج موجوداً، أدّى ماء الورد المهمّة في مصر القديمة، بينما استخدم شعب الأزتيك زيت الأفوكادو كمرطّب للبشرة. والقائمة تطول واللائحة تمتدّ...

لكن، حينما يتعلّق الأمر بالنصائح الجماليّة، فإنّنا ندرك أنّ الحيل الفضلى ليست بالضرورة تلك الأحدث، لا بل غالباً ما تكون تلك النصائح "القديمة الذي تمّ اختبارها على مرّ العصور" والتي يُقسم أهلنا وأجدادنا بنجاحها. إذاً، بمناسبة عيد الأمّ، تحدّثت ماري كلير العربيّة إلى مؤثّرات الجمال وشخصيّات نسائيّة رائدة في المنطقة العربيّة لتشاركنَنا أبرز تلك الأسرار التي ورثنَها عن أمهاتهنَّ وجدّاتهنَّ.

Lara Tabet مقدّمة برامج

كشفت لنا Lara Tabet، المتحدّثة باسم مجلس الأزياء العربيّ، أنّ والدتها كانت دقيقة جدّاً في ما يتعلّق بأمور الجمال والعناية بالبشرة. بحيث قالت إنّ والدتها علّمتها في وقت مبكر من حياتها كيفيّة الحفاظ على نظام يوميّ لبشرتها لتبقى جميلة ومتوهّجة.

فتطلعنا في هذا الصدد: "أخبرتني والدتي عن أهميّة اعتماد نظام صباحيّ لبشرتي بالإضافة إلى نظام ليليّ لها. ويكمن المفتاح في تطبيق المنتجات الصحيحة من غسول الوجه ومعزّز انسجام البشرة والمنظّف. وتشتمل النصائح الأخرى على شرب الكثير من المياه في النهار، وكذلك تبنّي نمط حياة متوازن ".

فضلاً عن ذلك، تتشارك Lara أيضاً علاقة خاصّة مع والدتها، في حين تعتبرها أفضل صديقة لها. فتقول:"إنّها كاتمة أسراري، وإذا ثمّة شخص يعرف كلّ شؤوني، فهي حتماً أمّي." وتجد Lara أنّ أسرار الجمال والنصائح التي ورثتها عنها رائعة جدّاً، لكن بما أنّ الزمن قد تغيّر وصيحات هذه الصناعة وتقنيّات الجمال تطوّرت، فضلاً عن مكوّنات المنتجات الجماليّة التي تبدّلت، من الضروريّ اليوم معرفة ما تقدّمه السوق.

من هنا، تعلّق والدة الصبيَين: "اليوم، ثمّة علاجات لم تكن موجودة من قبل. لذلك، في حين أنّ التقنيّات التقليديّة سديدة ومفيدة بطريقتها الخاصّة، إنّما لا حرج في اللجوء إلى حقن البوتوكس والفيلر، خصوصاً بعد سنّ الأربعين".

غير أنّ نصيحة Lara للشابّات ما برحت مترادفة مع ما تعلّمته من والدتها، إذ تقول لكلّ امرأة منّا "اعتمدي روتيناً يوميّاً". وتضيف قائلةً: "أعتقد أنّه من المهمّ أن يكون لديك روتيناً صباحيّاً ومسائيّاً، لا سيّما قبل تطبيق منتجات العناية بالبشرة ومستحضرات التجميل الخاصّة بك."

كذلك، توصي بالحصول على تدليك للوجه على الأقلّ مرّة واحدة في الشهر للسماح بتدفّق دورة الدم، ممّا يعطي توهّجاً طبيعيّاً للبشرة ويجعلها بالتالي تبدو أكثر شباباً. في حين تشدّد: "من المهمّ أن تحافظي على رطوبة بشرتك، لذا فمن الملحّ شرب كميّات كبيرة من المياه. وأعتقد أيضاً أنّ الذهاب إلى الصالة الرياضيّة أمر غاية في الأهميّة، إلى جانب تناول الكثير من الفاكهة والخضروات. كذلك، تجنّبي التعرّض لأشعّة الشمس والبيئات الدخانيّة وابتعدي عن الكحول قدر الإمكان، لأنّ هذه كلّها من شأنها أن تلحق الضرر ببشرتك". واخيراً، اعتبرت Lara أنّ خرافة الجمال القائلة إنّ "الجمال يتلاشى حينما نكبر" عارية عن الصحة.

Hafsa Lodi مؤلّفة كتب ومؤثّرة جمال

أشارت مؤثّرة الجمال Hafsa Lodi ، من جهتها، إلى أنّ والدتها لا تضع الكثير من المكياج قائلةً "إنّها تستغلّ الضوء وتعتمد إطلالات الجمال الطبيعيّة، ولطالما ألهمني هذا الأمر".

وأضافت أنّ والدتها، التي تعمل كأخصائيّة علاج، تشجّع الرعاية الذاتيّة وكذلك العلاجات التي تجعل المرء يشعر بالرضا.

وتقول Hafsa:"يحظى تدليك الرأس بالزيت بشعبيّة كبيرة لدى النساء في عائلتي ونحاول تدليل أنفسنا به في كلّ شهر". وتضيف قائلةً: "لا تبعث التجربة الاسترخاء في النفس وتتخلّص من التوتّر فحسب، إنّما يغذّي الزيت الشعر الجافّ أيضاً. وتشمل باقة المنتجع الصحيّ الفضلى للأمّ وابنتها خدمات تجميل أظافر اليدين والرجلين في خلال تدليك لمدّة 30 دقيقة للرأس والعنق والظهر".

وتضيف Hafsa، التي أطلقت مؤخّراً كتابها Modesty: A Fashion Paradox، إنّ أسرار الجمال التي ورثتها عن والدتها منعشة. إذ إنّها تركّز على المظهر الطبيعيّ الذي يعتبر وجهة نظر مختلفة تماماً حول كيفيّة تقديم صناعة الجمال للأجيال الشابّة اليوم.

فتقول: "في عصر تزداد فيه شعبيّة فيلر الشفاه والرموش الاصطناعيّة بين الشابّات الجميلات، في حين تدفعنا فلترات إنستجرام إلى المبالغة في وضع المكياج وإقناعنا بأنّه لكلّ منّا زاوية واحدة جميلة يجب أن تظهر في الصور، من المريح التعبير عن مخاوف الجمال وإعادتها إلى الواقع. لسنوات، استخدمت النساء طرقاً طبيعيّة للعناية بالبشرة ولتطبيق المكياج، ومن المنعش رؤية امتعاض والدتي حين أذكر صيحات الجمال العصر الجديد. إنّما أعترف بأنّنا نحبّ الرموش الاصطناعيّة على حدّ سواء!"

ومن خرافات الجمال التي ترغب في نفيها أنّ الشعر الطويل من أعظم سمات جمال المرأة: "إنّ الشعر القصير جميل أيضاً برأيي لا سيّما رأي والدتي. وهي تشجّعني دائماً على قصّ شعري للحصول على تغيير منعش، وأعتقد أنّها تفكّر في قصّ شعرها مرّة أخرى حاليّاً! "

Shiema Nasif مؤثّرة جمال عالميّة

أفصحت لنا Shiema Nasif، مؤثّرة الجمال المغربيّة، أنّها تعلمت الكثير من والدتها، مؤكّدةً أنّ أمّها دائماً ما قدّمت لها نصائح لا تُحصى عن الجمال والعناية بالبشرة. وذلك لأنّ والدتها عانت حبّ الشباب في ريعان عمرها. فتقول في هذا الصدد: "دائماً ما أولت اهتماماً شديداً لما تحتاج إليه بشرتها، وتفعل الأمر عينه بالنسبة إليّ".

وبصفتها مغربيّة، قالت Sheima إنّ نساء بلادها ورثنَ الكثير من الوصفات والأساليب الجماليّة عن أسلافهنّ، وتفسّر: "أظنّ فعلاً أنّه يمكننا دائماً أن نتعلم ممّا فعلنَه، لا سيّما وأنّهنّ لم يستخدمنَ يوماً أيّ مواد كيميائيّة ضارّة في روتينهنَّ. لا بل معظم المواد ّالتي استخدمنَها طبيعيّة".

ومن الأمور التي تعلّمتها من جدّتها استخدام قناع الطين على فروة رأسها بعد الحمّام المغربيّ التقليديّ. إذ تخبرنا:"كانت تقشر بشرتها وتستخدم زيت الأرغان بعد تجفيفه. ولطالما تمتّعت جدّتي ببشرة ناعمة جداً".

أمّا أفضل نصيحة تقدّمها للأجيال الشابّة فتقضي بتجنّب أشعّة الشمس والحفاظ على رطوبة البشرة فضلاً عن استخدام الريتينول بعد سنّ الخامسة والعشرين.

Debbie Stanford-Kristiansen مديرة تنفيذيّة وابنتها Georgia Stanford

قالت Debbie Stanford-Kristiansen، الرئيسة التنفيذيّة في شركة دور السينما NOVO، إنّه على الرغم من أنّ كلامها قد يبدو مبتذلاً، إلّا أنّ أفضل نصيحة جمال يمكنها أن تسديها إلى ابنتها تقضي بأن ترسم على وجهها ابتسامة جميلة. في حين تخبرنا بأنّ "الابتسامة تظهر الجمال الحقيقيّ للشخص" وتنصح Debbie بإزالة مكياجها قبل النوم وترطيب الوجه والعنق أثناء النهار، فضلاً عن ارتداء كريم الحماية من أشعّة الشمس القاسية وأخيراً، شرب الكثير من المياه للحفاظ على رطوبة البشرة والقضاء على أيّ سموم سيّئة.

أمّا Georgia التي تعمل في البحرين فهي مديرة لدى وكالات الإعلانات والتسويق للعلامات التجاريّة، فتقول إنّ والدتها أصبحت أكبر مصدر إلهام لها من حيث العمل الشاقّ والأخلاقيّات. ومع ذلك، فقد تمكّنت من تولّي جميع جوانب حياتها بشكل جيد.

وفي ما يتعلّق بنقل أسرار الجمال لابنتها، قالت Debbie إنّها ليست الوحيدة التي تتشارك النصائح والحيل مع ابنتها.

"أحبّ الحصول على نصائح الجمال من Georgia، وغالباً ما تقدّم هي النصائح لي، ويتبيّن أنّها مفيدة فعلاً. وللأمانة، تعلّمت الكثير منها حول الطريقة الصحيحة لتطبيق المكياج وفنّ تحديد معالم الوجه. وفي حال تحضّرنا لأمسية مميّزة ، دائماً ما تقدّم لي الإرشادات بشأن ألوان المكياج وكذلك عن شعري والزيّ الذي عليّ ارتداؤه ".

من ناحية أخرى، تقول Georgia إنّ بعض النصائح يمكن أن تنطبق على الجميع بالطبع، غير أنّ البعض الآخر لا يناسب كلّ النساء." يتأثّر نوع البشرة والروتين اليومي بخياراتكِ، وفي ظلّ تطوّر العناية بالجمال وبالبشرة مع توفّر الكثير من الكريمات والعلاجات والأساليب الجديدة، بات من السهل تخصيص روتين الجمال. فوالدتي، على سبيل المثال، ليس لديها بشرة حسّاسة جدّاً بالمقارنة معي، ففي حال استخدمتُ منتجاً خاطئاً، أصاب بطفح جلديّ فوراً".

وتضيف Georgia إنّ خرافة الجمال التي قد تدحضها وتحرّر الناس منها فهي فكرة أنّه "كلّما كان المنتج أغلى، كان ذلك أفضل لبشرتك".

"قد يكون هذا صحيحاً بالنسبة إلى بعض المنتجات. لكنّني وجدت أنّ بعض مستحضرات المكياج والعناية بالبشرة أكثر فاعليّةً لبشرتي من بعض المنتجات الفاخرة!"

اقرئي أيضاً: 5 هدايا قيّمة اخترناها لك في عيد الأمّ

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث