أماني اسيبي أول عارضة عربية تحطم الصور النمطية

نقدّم لك أماني اسيبي، الشخصية الرائدة التي صنعت التاريخ كأول عارضة أزياء ممتلئة من أصول شرق أوسطية وشمال أفريقية تخوض مجال الأزياء العالمية. بفضل إصرارها القوي، أسرت اسيبي القلوب وحطّمت الصور النمطية، ممهّدة الطريق لمزيد من التنوّع والتمثيل في صناعة الأزياء. نتعمّق في ما يلي في مسيرتها المهنيّة ونستكشف طريق وصولها إلى النجومية إلى جانب التحديات التي واجهتها وتأثير إنجازاتها الرائدة في عالم الموضة وخارجه.

هلّا تشاركينا رحلتك نحو تقبّل جسمك الممتلئ وتطوير نظرة إيجابية تجاهه؟

تبدأ الرحلة بتقبّل الشخص لنفسه وحبّ الذات وقبولها. فيجب أن تبدئي بتقدير الأشياء الصغيرة التي وهبها الله إياها في جسمك، بالإضافة إلى الجهد الذي يبذله هذا الجسم من أجلك كلّ يوم، حتى أبسط الأمور مثل المشي والبصر والسمع والتذوّق. فهناك بعض الأشخاص الذين لا ينعمون حتى بهذه الأمور البسيطة، مثل علامات التمدّد والسيلوليت التي تروي قصّة المرأة.

ما هي التحديات التي واجهتها بصفتك عارضة أزياء عربية ممتلئة تتقبّل جسمها وكيف تغلّبت عليها؟

هناك ضغوط اجتماعية كبيرة للالتزام بمعايير الجمال التقليدية، بالإضافة إلى الانتقادات التي نتعرّض لها سواء من داخل مجتمعاتنا أو خارجها، إلى جانب فرص العمل المحدودة مقارنة بالفرص المتاحة للعارضات ذوات المقاسات التقليدية. لكن أيضاً، وقبل أن أكون عارضة أزياء عربية، أنا امرأة عربية مثل غيري من النساء العربيّات التي تواجه تحديات في اختيار طريقة لباسهن وتحدّثهن وتصرّفهن من دون الشعور بالحكم المجتمعي أو التعليقات من أفراد العائلة والأصدقاء.

وقد يتضمّن التغلّب على هذه التحديات إيجاد مجتمعات داعمة ومناصرة للشمولية والتنوّع في صناعة الموضة، والتركيز على الثقة بالنفس وحبّ الذات. كوني امرأة تونسية يمنحني المزيد من القوة ويساعدني كثيراً في مواجهة كل هذه التحديات، لأن المرأة التونسية معروفة بأنها أقوى امرأة عربية وتتمتّع بأكبر قدر من حقوق المرأة في تاريخ العرب. تذكّري أن الجمال يأتي بجميع الأشكال والأحجام والأنواع، والجمال الحقيقي ينبع من الداخل. من خلال إعطاء الأولوية لصحّتك والتعاطف مع نفسك وإحاطة نفسك بالإيجابية، يمكنك الحفاظ على نظرة إيجابيّة تجاه جسمك بالرغم من كل التحديات التي يطرحها هذا المجال.

هناك ضغوط اجتماعية كبيرة للالتزام بمعايير الجمال التقليدية، بالإضافة إلى الانتقادات التي نتعرّض لها سواء من داخل مجتمعاتنا أو خارجها، إلى جانب فرص العمل المحدودة مقارنة بالفرص المتاحة للعارضات ذوات المقاسات التقليدية.

اقرأي أيضاً: أول منصة إلكترونية عربية تقدم منتجات عالية الجودة وذات وعي بالقضايا البيئية

قد يكون الحفاظ على نظرة إيجابيّة تجاه الجسم صعباً أثناء العمل في مجال يروّج لمعايير جمال غير واقعية، لكن تشاركنا أماني بعض أهمّ نصائحها بهذا الشأن. إليك بعض الطرق:

ما رأيكِ بتأثير وسائل التواصل الاجتماعي على نظرة الفرد لجسمه، وكيف تتعاملين مع ذلك بطريقة إيجابية؟

يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أن تؤثر بشكل كبير على نظرتنا لأجسامنا من خلال الترويج لمعايير غير واقعية وخلق بيئة تعزّز مقارنة أنفسنا مع الآخرين. وللتعامل مع هذا الواقع بطريقة إيجابية، يجب التركيز على متابعة الحسابات التي تروّج للنظرة الإيجابية تجاه الجسد والتنوّع، والحدّ من الوقت الذي نقضينه في تصفّح وسائل التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى التعاطف مع الذات وتذكير أنفسنا بأنّ ما نراه عبر الإنترنت ليس دائماً حقيقياً. كما يمكن مواجهة التأثيرات السلبية من خلال بناء حياة صحيّة في الواقع بعيداً عن الإنترنت مع علاقات داعمة وأنشطة تعزّز الثقة بالنفس.

ما هي المبادرات أو المشاريع التي تشاركين فيها اليوم لتعزيز النظرة الإيجابية تجاه الجسم وحبّ الذات؟

أشارك حالياً في الكثير من المبادرات والمشاريع التي تعزّز النظرة الإيجابية تجاه الجسم وحبّ الذات. على سبيل المثال، اقوم بنشر "ستوري" يومياً على وسائل التواصل الاجتماعي مثل Snapchat وTikTok وInstagram لتعزيز حبّ الذات، حيث أقدّم نصائح وحيل إيجابيّة تساعد على الشعور بالرضا تجاه النفس في حالات الإحباط الشديد.

أما بالنسبة إلى تعزيز النظرة الإيجابية تجاه الجسم، فأنا أفعل ذلك بطرق متعدّدة منها الطريقة المباشرة، كإنشاء محتوى مع صانعي محتوى آخرين يدعمون نفس القضية، حيث نركّز على النظرة الإيجابية تجاه الجسم، ونتحدّث بشكل مباشر عن علامات التمدّد، أو السيلوليت، أو طبقات البطن، أو الظهر، أو حب الشباب، أو أي تفاصيل أخرى تتعلّق ببنية الجسم. 

ركّزي على صحّتك وليس على مظهرك: حوّلي تركيزك من الحصول على مظهر معيّن إلى إعطاء الأولوية لصحتك العامة وعافيتك. اعتمدي نظاماً غذائياً متوازناً ومارسي الرياضة بانتظام واحصلي على قسط كافٍ من الراحة لتشعري بالقوة والنشاط.

تعاطفي مع نفسك: كوني لطيفة مع نفسك واعترفي بأن كلّ شخص لديه ملامح وعيوب فريدة. ابتعدي عن الأفكار السلبيّة واستبدليها بالحديث الإيجابي عن نفسك.

أحيطي نفسك بالإيجابية: تواصلي مع أشخاص داعمين يقدّرون التنوّع والأصالة. وابحثي عن مجتمعات وقدوات تدعم النظرة الإيجابية تجاه الجسم وحبّ الذات.

حدّدي لنفسك أهدافاً واقعية: حدّدي أهدافاً قابلة للتحقيق ومستدامة، مناسبة لنوع جسمك وأسلوب حياتك. تجنّبي مقارنة نفسك بمعايير غير واقعية يتم تصويرها في وسائل الإعلام، وركّزي على تقدّمك ونموّك.

تجنّبي التعرّض للتأثيرات السلبية: كوني أكثر وعياً بوسائل الإعلام التي تستهلكينها وكيف تؤثّر على إدراكك لذاتك. توقّفي عن متابعة الحسابات أو المصادر التي تروّج لمعايير جمال غير واقعية واتبعي بدلاً من ذلك تلك التي تحتفي بالتنوّع والشمولية.

اقراي أيضاً: ماري كلير العربية تطلق أول قصة مصورة عن الجمال

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث