الدكتورة دينا النهدي واستدامة الاقتصاد في المملكة العربية السعودية

هل تعلمين أّنّك تلعبين دوراً أساسيّاً في تحقيق التنمية المستدامة؟ الأرض بحاجة لي, ولك، ولكلّ شخص بيننا. تصوّري أنّ كلّ عمل نقوم به يؤثّر عليها! فلا تقلّلي من أهميّة مساهمتك الشخصيّة في ضمان صحّة الأرض وتأمين مستقبل مستدام لها. وذلك عبر خطوات بسيطة تمكّنك من العيش في تناغم مع البيئة المحيطة، والاستفادة من مواردها بحكمة ومسؤولية لضمان رفاه الأجيال الحالية والمقبلة. وإذا كانت مساهماتنا الفرديّة في خلال روتيننا اليوميّ لها تأثير كبير، سنشاركك في هذا التقرير قصة نجاح الدكتورة دينا النهدي التي تساهم في مجالها في دفع عجلة التنمية المستدامة في مجتمعها!

Dr. Dina Alnahdy: "استدامة الاقتصاد في المملكة العربية السعودية تشكّل حجر الأساس لتحقيق رؤية 2030" 

تعمل الدكتورة دينا النهدي في المجال البيئي، والاستدامة، والاقتصاد الدائري منذ العام 1995، حيث أسست أوّل شركة تقدّم خدمات بيئية. وكانت هذه الخدمة غير مفهومة بشكل عام آنذاك. وقد اكتسبت في خلال مسيرتها ثقة الناس وتقديرهم وتسعى دائماً للحفاظ على ذلك. وهي تشغل حاليّاً منصب رئيسة مجلس إدارة شركة CES Consulting التي تقدّم خدمات استدامة بيئية، واقتصاد دائري، وتقارير ال ESG، والتدريب المتخصص بالاستدامة. وقد تمّ تعيينها نائبة لرئيس مجلس إدارة ال UN Global Compact Network Saudi Arabia (UNGC) ، وهي ‎أكبر مبادرة للاستدامة المؤسسية في العالم تمثيلاً لهذه الشركة.

نبدأ حوارنا مع الدكتورة النهدي بسؤالها عن مبادرة ال UNGC، تجيبنا بالقول: "يتمثّل طموح هذه المبادرة بتسريع وتوسيع نطاق التأثير الجماعي العالمي للأعمال من خلال دعم المبادئ العشرة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة الخاصة بالأمم المتحدة، عبر شركات ومنظومات مسؤولة بيئياً واجتماعياً تُمكّن من التغيير. أمّا دور أعضاء مجلس الادارة، فهو وضع الخطط الاستراتيجية ومساندة الإدارة التنفيذية لدعم القطاع الخاص في السعودية لتحقيق أهداف الاستدامة والتنمية المستدامة والعمل بمسؤولية."

وعن نظرتها للتقدّم الحاصل على مستوى الالتزام بقيم الاستدامة في المملكة، تشرح لنا: "بعد رؤية 2030، بات هناك نقلة نوعية في الإدراك والوعي بأهميّة الاستدامة ومدى تأثيرها على الجوانب الاقتصادية لأيّ مشروع." وتعدّد مبادرات مختلفة في هذا الإطار منها: "مبادرة السعودية الخضراء التي أُعلنت في 2021، وتهدف إلى خفض الانبعاثات الكربونية بنسبة 60% بحلول عام 2030.‎ كذلك توجّه البنوك والمؤسسات المالية للتمويل الأخضر، حيث تلتزم المملكة بتطوير أسواق التمويل المستدام من خلال إصدار السندات الخضراء، التي تهدف إلى تمويل مشاريع تحد من الآثار البيئية السلبية. بالإضافة إلى الاستثمار في الابتكار التكنولوجي والاعتماد على التكنولوجيا الحديثة."

وهي تعتبر أنّ استدامة الاقتصاد في المملكة العربية السعودية تشكّل حجر الأساس لتحقيق رؤية 2030، حيث تلعب الاستدامة دورًا أساسيًا في تعزيز النموّ الاقتصادي والتنوّع، وتقديم حلول بيئية مبتكرة. وتتابع: "‎مع التركيز على الاستدامة، تعمل المملكة على تنويع مصادر دخلها بعيدًا عن النفط، وهذا ما يظهر في رؤية 2030، التي تعَدّ تحولًا اقتصاديًا شاملاً يهدف إلى تعزيز القطاعات غير النفطية، بما في ذلك السياحة المستدامة، التكنولوجيا الخضراء، والزراعة المستدامة، وتطوير صناعة النقل المستدام."

وتختتم بمشاركتنا نصائح مبنيّة على تجربتها الخاصة للنساء السعوديات اللواتي يعملن في مجالات تتعلّق بالاستدامة، فتقول: "لا تتوقفي عن السؤال والتّعلم المستمرّ. فاليوم الذي تعتبرين فيه أنّك تعرفين كلّ شي هو بداية النهاية. كذلك لا تملّي أو تستسلمي للعقبات والتحديّات، بل اصمدي، وثابري، وغَذّي شغفك بشكل مستمرّ لتحقيق أهدافك، ولو بعد حين. وتذكّري: من يتوكّل على الله فهو حسبه!"

 

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث