الأب... هو الحبّ الأوّل مع Shaima Al Awadhi

التصوير: Maximilian Gower

تتفتّح عيونك على الحياة وتشعرين بنبضات قلب والدتك فيما يترقّب والدك اللحظة التي سيضمّك فيها إلى حضنه! فها إنّ أميرته قد ولدت... ينظر إليك بحنان ويتطلّع بشغف إلى الأوقات التي سيقضيها معك! أمّا أنت، فترين أمامك بطلاً يحميك، يشعرك بالأمان، يدعمك ويدلّلك، هو العيون التي ترين من خلالها العالم الخارجي... فها أنت تختبرين حبّك الأوّل! وبينما تكبرين تتطوّر هذه العلاقة، قد لا تخلو من بعض المشاكل، إنّما يبقى والدك هو سندك وملجأك. وبعيداً عن التعميم حيث تختلف علاقة كلّ والد بابنته، يبقى في معظم الأحيان للأب مكانة خاصّة في حياة ابنته. ولأنّنا نعتزّ بهذا الحبّ الصادق نسلّط الضوء في هذا التقرير على العلاقة التي تجمع Shaima بوالدها Abdulrahman Zainal Al Awadhi. فبين الإلهام والقوّة والثقة المستمدّة من والدها وتقديرها العميق له تتّسم هذه العلاقة بأعمق أنواع الحبّ! فانضمّي إلينا في ما يلي لتكتشفي ذلك عن قرب! 

اقرئي أيضاً: Honourable Lujaina Mohsin Darwish: لا تدعي خوفك من المجهول يردعك​​​​​​

هي محاورة طموحة ولديها شغف لسرد القصص والخطابة العامّة. وقد برعت شيماء العوضي في مجال الاتّصال من خلال وظائف عدّة في شركات رائدة مثل بيبسيكو وأدنوك. بالإضافة إلى ذلك، تتمتّع شيماء بشغف هائل بالفنون وشاركت كفنّانة في معارض كثيرة في دبي وفازت بجائزة كواحدة من أفضل خمسة طلّاب فنون في المنطقة ضمن شهادة AS وجاءت في المركز الأوّل في مسابقة Start-up Dubai. وقد ورثت شيماء حبّها للرسم عن والدها الفنّان والمهندس الإماراتي عبدالرحمن زينل العوضي الذي تابع دراسته للفنون الجميلة في المملكة المتّحدة، وزيّنت لوحاته في العقود الماضية معارض محليّة وعالميّة عدّة! انضمّي إلينا في ما يلي حيث نتعرّف على العلاقة المميّزة التي تجمعهما عن قرب!

"والدي هو نصفي الآخر وأعزّ أصدقائي. لقد ورثتُ سمات شخصيّتي كلّها تقريباً منه، فأنا مغامرة واجتماعيّة ومنفتحة مثله. عندما أتواجد معه أشعر بالأمان ويمكنني أن أمازحه وأكون على طبيعتي تماماً من دون أنّ يشكّك فيّ أو يحكم عليّ"، بهذه الكلمات تصف شيماء علاقتها بوالدها مؤكّدةً أنّها كانت قوية منذ الطفولة وما زالت حتّى اليوم. وتضيف مبتسمة: "الجانب المشرق في الموضوع هو أنّ حبّنا تطوّر ونضج على مرّ السنين، وبعدما أصبحتُ بالغة تمكّنا من ممارسة هواياتنا معاً في الهواء الطلق، من المشي إلى السفر إلى تجربة أنواع مختلفة من الرياضات معاً". أمّا الفنّان عبدالرحمن زينل العوضي فيفتتح حديثه عن شيماء معنا بهذه الكلمات: "أكثر ما أفتخر به في شيماء هو قلبها الطيّب و حبّها لمساعدة الغير سواء من العائلة والأصدقاء أو حتّى زملاء العمل". ويضيف: "لا تحبّ شيماء أن تخيّب ظنّ أحد بها، فإن طُلِبَ منها العون سارعت للمساعدة. فهي لطالما أعطت بلا مقابل وقد بادلها الناس هذا العطاء".

دعمني والدي بكلّ الطرق الممكنة
منذ طفولتها استمدّت شيماء الإلهام من أعمال والدها الفنيّة والأساليب المتعدّدة التي طوّرها على مرّ السنين حيث ظهر شغفها للفنّ منذ سنّ الخامسة. وتخبرنا قائلة: "لقد دعمني والدي بكلّ الطرق الممكنة، وعرّفني على وسائط ولوحات وتقنيّات مختلفة وترك لي الحريّة الكاملة لاختيار الوسيلة التي أرتاح لها أكثر. وبفضله، تمكّنت من تطوير عملي بمستوى جعلني أفوز بجائزة ضمن أفضل 5 طلّاب فنون بمستوى AS على الصعيد العالميّ." وبقدر ما ألهمها والدها لاختيار مجال الفنون، إلّا أنّ أسلوبَيهما في الرسم مختلفان جدّاً. ففي حين أنّ والدها يتميّز بطريقة فريدة لرسم المناظر الطبيعيّة مع لمسة من الأسلوب التجريديّ باستخدام الألوان الترابيّة من وحي أعمال Van Gogh، تركّز شيماء من جهتها أكثر على الصور الشخصيّة وحركات الجسم إلى جانب فنّ الخطّ مؤخراً باستخدام الألوان الأساسيّة. ولكن ثمّة أمر مشترك يجمعهما كما يخبرنا الوالد الفخور بابنته: " كلانا ينظر إلى أدقّ التفاصيل ولا نمسك الفرشاة إلّا إذا جاءنا الإلهام في الوقت المناسب والمزاج الملائم للتعبير".

قضاء الوقت معاً في القيام بالأمور التي نحبّها 
كيف تعبّر شيماء عن حبّها لوالدها؟ تجيبنا بالقول: "كوني أحبّ الاستمتاع بالحياة وأعلم أنّني نسخة عن والدي، أحرص على مرافقته لي في أيّ نشاط أستمتع به ويفرحني كزيارة المعارض الفنيّة مثلاً، حيث لا توجد طريقة أفضل للتعبير عن حبّي لوالدي إلّا من خلال قضاء الوقت معاً في القيام بالأمور التي نحبّها."
وفيما يتشارك الوالد والإبنة حبّ المغامرة وتسلّق الجبال يشاركنا مهندس الديكور في هذا الإطار ذكرى جمعته بشيماء. ويقول: " كنّا في رحلة إلى جبل جيس في إمارة رأس الخيمة لتسلّق الجبال والانتقال من قمّة إلى قمّة، وكانت التجربة الأولى ليست فقط لنا بل للشركة التي قامت بتجهيز ما يلزم للتّسلق أيضاً. وكنت في المقدمّة وشيماء خلفي مباشرة.وأثناء النزول في المرحلة الأخيرة علقت شيماءعلى ارتفاع 180 متراً. فأصبنا بحالة ذعر إنّما نجحنا في سحبها وشخص آخر بحمد الله إلى برّ السلامة. وقد أصبتُ بجروح بليغة في أصابعي جرّاء عمليّة الإنقاذ". لا ينسى الفنّان الإماراتي هذا الموقف الأليم الذي واجهه مع شيماء ويتبادر إليه كلّ مرة عند زيارة منطقة جبل جيس.

مساعدة الفتيات على التأقلم مع صعوبات الحياة
في الختام، تخبرنا شيماء أنّ أحد أهمّ الدروس التي تعلّمتها من والدها في الفنّ هي عدم الاستماع إلى آراء الآخرين لأنّ الفنّان هو الذي يروي القصّة ولن يفعل أيّ شخص آخر ذلك أفضل منه. وبعيداً عن الفنّ، هي تعمل أيضاً بنصيحته فتتبع شغفها وتعيش حياتها إلى أقصى حدود وتتّخذ خياراتها الخاصّة ولا تتأثّر بما يظنّه الآخرون أو يقولونه طالما أنّها سعيدة باختياراتها. أمّا الفنّان الملهم، فانطلاقاً من تجربته الشخصيّة يشجّع جميع الآباء والأمّهات على بذل جهد لمشاركة أولادهم هواياتهم ليتقرّبوا منهم. ويخاطب الآباء بالقول: "إذا كانت ابنتك تحبّ ألعاباً معيّنة فما المانع أن تشاركها تلك الهواية وتتعلّمها من أجلها؟ وإن كانت تهوى رياضة معيّنة، فلمَ لا تقرأ عنها وتساعدها على التفوّق فيها وتنمية روح المنافسة والحماس والنجاح بداخلها؟ ويختم بالتنويه بأهميّة مراعاة الفتيات انطلاقاً من كون معظمهنّ يتمتّعنَ بمشاعر مرهفة ويقول: "يكمن دور الأب في مساعدة ابنته على التأقلم مع صعوبات الحياة، فيشرح لها أنّها لا تسير بوتيرة واحدة ويعمل على تأهيلها للتأقلم مع المتغيّرات". 

اقرئي أيضاً: Laila Faridoon: أذكّر النساء ألّا يقيّدن أنفسهنّ على أساس قيود ومعتقدات

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث