You’re one of a kind تعاون موسيقي خاص مع ماري كلير العربيّة

تنبّهي لجسدك فيما تستمعين إلى الموسيقى... هل لاحظتِ يوماً كيف تتفاعل حواسك مع النّغمات الموسيقيّة؟ بعضها يبعث فيك السعادة أو الحماس فتتمايلين على إيقاعها، أمّا بعضها الآخر فقد يوعي فيك الذكريات ... فيشعرك سواء بالحنين أو بالتعزية أو حتّى بالحزن! فكم من مرّة ضحكنا أو بكينا لدى سماعنا أغنية معيّنة؟ وتلعب كلمات الأغنية بالإضافة إلى النغمات الموسيقيّة دور كبير في هذه العلميّة! وفيما نتطرّق في هذا العدد إلى كلّ ما يتعلّق بالموسيقى والرقص، سعدنا بالتعاون مع الكاتب والملحّن والموسيقي  Danny Aridi وعازفة التشيلو الموهوبة  Elham Al Marzooqiومدرّبة ومصمّمة الرقص Graciela Pischner G Franco في إطار أغنيّة مصوّرة خاصة ستبثّ خلال هذا الشهر على منصاتنا.  

إطلالة Elham و Graciela من Savanna و إطلالة Danny من COS

من بين كلّ هؤلاء الناس على وجه الأرض، لا أريد سواك، كتب بشغف داني عريضي ولحّن كلمات هذه الأغنية التي تعبّر عن الحبّ. وفيما يؤدّي الأغنية، تضيف إلهام المرزوقي نغمات التشيلو بأناملها الساحرة. وقد تمّ توزيع الأغنية وإنتاجها ككلّ بالإضافة إلى تلحين خط التشيلو مع السيد عدنان الحلبي من استوديوهات الحلبي. وفي ما يلي نتعرّف إلى كلّ من الفنانين المشاركين في هذا التعاون الخاص!  

التصوير: Maximilian Gower

التنسيق: Maya Masri

الإنتاج: Melisa Laory

Elham Al Marzooqi : " إنّه شعور لا يوصف، بل يمكنني أن أشبّهه بالإدمان الإيجابي "

الإطلالة كلّها من Savanna

بدأت رحلة إلهام المرزوقي الموسيقية عندما كانت في الخامسة من عمرها. في حينها بدأت بتلقي دروس العزف على البيانو في معهد والدتها للموسيقى في أبوظبي، حيث كانت والدتها رائدة في هذا المجال. فهي أسّست أول معهد للموسيقى في الثمانينات، وإلهام ممتنة إلى الأبد لدعمها الدائم وتشجيعها لها ولكل الموهوبين في دولة الإمارات. لقد واصلت العزف على البيانو لسنوات عديدة، ولكن البيانو هو آلة منفردة في الأغلب وكانت تتوق إلى أن تكون جزءًا من الأوركسترا والمجتمع الموسيقي، وبالتالي وقعت في حب آلة التشيلو منذ ذلك الوقت. وعندما سنحت لها الفرصة، بدأت رحلتها في عالم التشيلو وبسبب تعليمها الموسيقي المتقدّم، سرعان ما أصبحت جزءًا من العديد من فرق الأوركسترا وقامت بالعزف مع مغنّي الأوبرا بصوته التينور الشهير (أندريا بوتشيلي) مرتين في الإمارات العربية المتّحدة والمملكة العربية السعودية. بعدها قامت إلهام باجتياز وبنجاح باهر اختبار أداء أوركسترا الفردوس (تحت إشراف الفائز بجائزة جرامي والأوسكار أي.أر. رحمان)، وهي أوركسترا محترفة مكوّنة من النساء فقط. ثم شاركوا معاً في مبادرات موسيقية عدّة ومن أهمّها معرض إكسبو 2020. وهكذا أصبحت إلهام المرزوقي اليوم الموسيقية الإماراتية الوحيدة التي تشكّل عضواً رسمياً في الأوركسترا وهي (أوركسترا الفردوس). وتؤكّد عازفة التشيلو الإماراتية الأولى أنّه لشرف عظيم لها أن تتمكّن من متابعة مسيرتها المهنية المزدوجة كموسيقية ومحامية محترفة!

"إنّه شعور لا يوصف، بل يمكنني أن أشبّهه بالإدمان الإيجابي!"، بهذه الكلمات تعبّر المرزوقي عن شعورها عندما تكون على المسرح. وتتابع: "فهو شرف كبير لأي انسان أن يكون قادرًا على نقل مشاعره من خلال تعبيره الفني إلى الجمهور، فعندما قمنا بالأداء على خشبة المسرح مع (بيونسيهBeyonce - ) في أتلانتس رويال في دبي، كانت عيون العالم علينا، وكانت الأجواء مفعمة بالحيوية، لقد كان شرفًا كبيرًا أن أؤدي مع فنانة مشهورة عالمياً، وهي تجربة لن أنساها أبدًا! كما تشمل الحفلات الموسيقية الأخرى التي لا تنسى عازفة السيتار الشهيرة (أنوشكا شانكار)، وعازف الدرامز (ستيوارت كوبلاند)، وبالطبع الحفلات الموسيقية مع (أي.أر.رحمان)، أما على صعيد الموسيقى الكلاسيكية، فقد كان الأداء في مهرجان أبوظبي 2024 ضمن حفل (أوبرا بوتشيني) مع موسيقيين موهوبين رائعين، تجربة جميلة فوق مستوى الخيال".

تعتبر إلهام المرزوقي أنّ الموسيقى غذاء الروح كما هو معروف وكما يقول المثل "العقل السليم في الجسم السليم". وتضيف: "وبما أنّ الصحة النفسجسمانية تأتي مباشرة من الصحة النفسية وتأثيرها المباشر على الجسد، أؤكّد وبشدّة على دور الموسيقى في تخفيف وطأة الضغوط النفسية على الإنسان وبالتالي التقليل من الأمراض الجسدية الناتجة عن الحالة النفسيّة، وهذا ليس رأيي الشخصي فقط وإنّما مبني على دراسات علميّة من قبل الخبراء والأطباء العالميين والمتخصّصين في هذا المجال".

وفيما تأمل إلهام المرزوقي حقًا أن يستمتع المستمعون بهذه الأغنية الجميلة، تخبرنا عن مشاريعها المستقبليّة. وتقول: "باعتباري أحد المستفيدين من برنامج المنح الوطنية للثقافة والإبداع الذي أطلقته وزارة الثقافة والشباب في دولة الإمارات العربية المتحدة، سأنضم إلى أوركسترا أكاديمية بيتهوفن في مهرجان كراكوف السينمائي في بولندا هذا العام، حيث سنقوم بأداء موسيقى للفيلم الشهير الأسد الملك".(The Lion King) وتتابع: "بالإضافة إلى ذلك، باعتباري عضوًا في أوركسترا الفردوس، سنقوم باستمرار تسجيل الموسيقى في استوديو الفردوس الموجود في مدينة إكسبو دبي، سواء كان ذلك تسجيلًا لأحد أفلام بوليوود الرائجة أو الأداء الحي على المسرح أو التعاون مع فنانين مشهورين".

Danny Aridi : " الموسيقى والصوت هما بمثابة اللمس عن بُعد "

الإطلالة كلّها من COS

منذ صغره، أحبّ داني عريضي الاستماع إلى الموسيقى وكان معجباً ببعض مؤلّفي الأغاني خلال نشأته. حَلِمَ بالعزف أمام الناس وعلى المسارح الكبيرة، وهو ممتنّ لأنّه حقّق حلمه وهو يفعل ذلك الآن. بدأ العزف على الغيتار وهو في سنّ الـ15 وقد تعلّم بمفرده. استمرّ في تعلّم أغانٍ مختلفة لفنّانين وأنواع موسيقيّة متنوّعة، ثمّ شرع في كتابة أغانيه الخاصّة، وهو الآن يكتب ويصدر أغانيه الخاصّة بنفسه، كما يكتب أغاني لعلامات تجارية كبرى وفنّانين آخرين.

عندما يغنّي، يبدو الأمر لداني كما لو أنّ العالم يصمت للحظة، ويدخل حينها في حالة من الانسياب الكامل. يحاول داني أن يشعر فعلاً بكلّ كلمة من كلمات الأغاني وينقل تلك المشاعر إلى الجمهور. هو يحبّ كتابة أغانٍ عميقة وكلمات ذات معنى، مع الحفاظ على البساطة في العزف الموسيقي. ويفضّل أن يؤدّيها مع عزف بسيط لأنّه يقدّر الموسيقى في شكلها الخام والأكثر نقاءً، بدون أجراس وصفّارات. وهو يؤكّد قائلاً: "أحياناً تتفوّق البساطة على التعقيد!"

كيف يتفاعل الجسد مع الموسيقى برأيه؟ يخبرنا داني: "أعتقد أنّ الموسيقى والصوت هما بمثابة اللمس عن بُعد. إنّه لأمر مدهش كيف أنّ مجرّد سماع موجات صوتية معيّنة في الهواء يمكن أن يحرّك مشاعر معيّنة في عقلك وردود فعل جسديّة في جسدك. فيمكن لأغنية سعيدة أن تضاعف سعادتك وقد تجدين نفسك تتمايلين على إيقاع الموسيقى، أو يمكن أيضاً لأغنية حزينة أن تساعد في تخفيف ألمك العاطفي وتمنحك قشعريرة عندما تتأثرين بالكلمات. تلك هي قوّة الموسيقى!"

داني متحمّس جداً لهذا التعاون مع ماري كلير العربية والعازفة الموهوبة إلهام المرزوقي على التشيلو! يخبرنا المزيد عن الأغنية التي كتبها لهذا المشروع قائلاً: "تتحدّث الأغنية عن وجود أكثر من 8 مليار شخص في العالم اليوم (أعلم أنّ هذا رقم هائل!) ولكن هذا الشخص فريد من نوعه. إنّها أغنية حبّ جميلة مكتوبة بالإنجليزية والعربية مع رسالة مفادها: من بين كلّ هؤلاء الناس على وجه الأرض، لا أريد سواك."

وعندما سألناه عن الشخصية الموسيقية التي يرغب في مقابلتها من التاريخ، أجابنا: "كنت لأرغب في مقابلة Ray Charles والعزف معه ومناقشة عملية كتابة الأغاني التي يعتمدها. فقد كتب بعض الأغاني الرائعة المليئة بالشغف والمشاعر!" وفيما داني متحمّس للغاية لإطلاق الأغنية والفيديو الموسيقي خلال هذا الشهر، لديه أيضاً بعض الحفلات الموسيقية الشيّقة القادمة، وأفضل طريقة لمتابعة آخر أخباره هي عبر صفحته على إنستغرام @DannyAridi El

Graciela Pischner G Franco: "يمنحني الرقص شعوراً بالحريّة"

الإطلالة خاصة ب Graciela

في التاسع والعشرين من أبريل عام 2003، والذي صادف أيضاً اليوم العالمي للرقص، بدأت Graciela Pischner G Franco أوّل درس رقص شرقي مع معلّمتها اللبنانية في ساو باولو. وكانت تعاني في حينها من الاكتئاب وفقدان الشهية بسبب مهنتها كعارضة أزياء والتي تتطلّب منها أن تكون نحيفة جداً، ممّا جعلها حزينة دائماً. لكن في اليوم الذي بدأت فيه درسها الأوّل في الرقص الشرقي، شعرت بالسعادة، وهي سعادة كانت لم تشعر بها منذ وقت طويل. ومنذ ذلك الحين، لم تتوقف أبداً عن الرقص. بدأت تأخذ دروساً في الرقص كهواية، لكن انتهى بها الأمر بحضور الدروس كل يوم تقريباً وامتهان الرقص! وبعد ثلاث سنوات من الرقص في البرازيل، أصبح لديها فضول كبير لمعرفة المزيد عن الرقص في الدول العربية، حيث كانت تعرف أنّ الرقص الشرقيّ هناك تقليديّ. فبدأت بالسفر، وفي العام 2007 انتقلت إلى دبي. ومنذ وصولها، وجدت نفسها في الكثير من الأحيان توصي الفنّانين للناس في العمل. ومع الوقت، تطوّرت طلباتهم لتشمل أفكار العروض ومواضيع للحفلات. ومع تزايد الطلب، أسّست وكالتها الخاصة عام 2012 لتلبية هذه الطلبات بشكل أكثر رسمية، بخاصّة من الفنادق. وبعد ذلك دمجت وكالتها مع خبرة زوجها مؤسسين بذلك شركة تنظيم فعاليات أطلقت عليها اسم G.A.E EVENTS.

على مدار 21 عاماً من الرقص، قدّمت Graciela عروضاً في 20 دولة. خلال الأعوام العشرة الماضية من مسيرتها المهنية، عزّزت دورها في الرقص كمعلّمة ومصمّمة رقص ورائدة أعمال تمثّل الفنّانين. وهذا يجعلها سعيدة جداً إذ أنّها تشعر أنّ هذا تتويج لسنوات من العمل الشاق في مسيرتها المهنية. وعندما تحرّك جسدها، تشعر Graciela بتواصل عميق مع نفسها! تشعر بتحوّل طاقتها… للأفضل دائماً! وكأنّ جسدها يرسم لوحة فنيّة. فتشعر بالسحر والارتباط العميق بعواطفها وأنوثتها وجسدها. تشعر بالتمكين، ولكن بطريقة لا يمكن لأحد أن يسلبها فيها هذه القوة. فالرقص يمنحها فعلاً شعوراً بالحريّة.

تخبرنا قائلة: "في الرقص، نعبّر عن أنفسنا من خلال الجسد. فنغنّي بواسطة أجسادنا. ونحن نمثّل الآلات والأصوات والعواطف، كلّ ذلك بواسطة أجسادنا، وباستخدام قوّتنا ومرونتنا وخفّة حركتنا وتوازننا ووضعية أجسادنا وحساسيّتنا. فإنّ فنّ الرقص أشبه بتمثال متحرّك؛ إنّه عمل ومشهد ولوحة وقصّة في آن واحد. وأجمل ما في الرقص هو أنّ من يرقص يشعر بهذا الشعور، وكذلك أصحاب القلوب المرهفة. فيجعلنا الرقص نشعر بالتواصل مع أجسادنا ويساعدنا على اكتشاف أنفسنا من الداخل." ومع نموّ شركة G.A.E EVENTS في الإمارات العربية المتحدة وزيادة الطلب عليها من الخارج، قرّرت Graciela توسيع تواجد الشركة على المستوى العالمي، بدءاً من فرع في المملكة العربية السعودية، مع خطط لبدء العمل بحلول نهاية العام 2024. كما أمضت سنوات في تطوير دورة رقص فريدة عبر الإنترنت بدعم من المرشدين والكثير من الأبحاث.

تختتم كلامها موجّهةً هذه الرسالة: "صدّقيني، من تجربتي الخاصّة، الرقص الشرقي هو شكل قوي جداً من أشكال الرقص للنساء. لقد غيّر حياتي، وقد رأيت الكثير من النساء يطوّرنَ أنفسهنّ من خلاله. أنا لا أشير إلى الجوانب التجارية التي قد ترينها حولك، فالرقص الشرقي مختلف تماماً. إنّه وسيلة لتصبحي أنيقة وأنثوية ورشيقة وجميلة وواثقة من نفسك، وفوق كلّ ذلك، أكثر سعادة. أنا أطمح لجعل النساء من جميع أنحاء العالم يشاركنني الرقص ليختبرنَ الفرح الذي أشعر به عندما أرقص".

إقرئي أيضاً: قصة نجاح علياء النيادي راقصة الباليه الإماراتية الأولى

 

 

 

 

 

 

 

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث