تشغل شيرين تادرس حالياً منصب مديرة المناصرة المنتدب والممثل لدى الأمم المتحدة لمنظّمة العفو الدولية. عملت قبل ذلك كمراسلة تلفزيونيّة لقناة Sky News وAl Jazeera في الشرق الأوسط وهي حائزة جوائز عدّة. غطّت شيرين أحداثاً تاريخيّة رسمت معالم المنطقة، من حرب 2008-2009 في غزة إلى الربيع العربيّ وظهور تنظيم الدولة الإسلامية في العراق. من صحافيّة إلى ناشطة في مجال حقوق الإنسان! تروي شيرين قصّة هذا التحوّل في كتابها الجديد Taking Sides!
- هل هناك فجوة بين الصحافة والنشاط في مجال حقوق الإنسان؟ وفي أيّ مرحلة اتّخذت قرار الإنتقال من المجال الأوّل إلى الثاني ؟
أعتقد أن هناك الكثير من التقاطع بين الصحافة والنشاط في مجال حقوق الإنسان، لكن يبقى عمل الصحافي متمثّلاً في التحقيق والتوثيق، بدلاً من القيام بحملة من أجل التغيير، فهذا ما يفعله الناشط. وبالنسبة إليّ، كنت أبحث دائماً عن طرق لإحداث فرق في حياة الناس والتحرّك في وجه الظلم الذي كنت أراه من حولي - ليس فقط في الشرق الأوسط ولكن في الدول الغربية أيضاً. في البداية حاولت القيام بذلك كصحافيّة، ولكن بعد عشر سنوات بدأت أدرك أنني أريد مواجهة الظلم أكثر من مجرّد كشفه. وعندئذٍ قرّرت الانضمام إلى منظّمة العفو الدولية لحقوق الإنسان، والدعوة لحماية حقوق الإنسان وتعزيزها في جميع أنحاء العالم.
- ما هو برأيك التغيير الذي يجب أن تحدثه المرأة العاملة في مجال الإعلام اليوم؟
أظنّ أن هناك نساء كثيرات في مجال الإعلام اليوم يُحدثن فرقاً كبيراً في الطريقة التي نستهلك بها الأخبار وشعورنا حيال النزاعات والمواقف المختلفة حول العالم. وأظنّ أنه يجب السماح للنساء والرجال بإظهار تعاطفهم ومشاعرهم في التقارير التي يقدّمونها من دون وصفهم بغير المهنيّين أو المتحيّزين. الصحافيّون بشر أيضاً، ومن خلال الطلب من المراسلين عدم إظهار أي مشاعر، ينتهي بنا المطاف غالباً بانتزاع الإنسانية من أولئك الذين تتناولهم تقاريرنا.
- ما هي القضيّة الأهمّ التي تناضلين من أجلها؟
لقد كرّست مسيرتي المهنيّة وحياتي للنضال من أجل الحقوق الأساسيّة لكلّ شخص. وأنا أؤمن أنّ من خلال احترام حقوق الإنسان وحمايتها فقط نستطيع العيش بسلام وأمن. وهذا يعني حقّ الطفل السوري في الحصول على المساعدات المنقذة للحياة وكذلك حقّ المرأة الإيرانية في الاحتجاج السلمي من دون أن يتمّ احتجازها.
- ما الرسالة التي توجّهينها لقارئاتنا لتشجيعهنّ على قراءة هذا الكتاب؟
لقد عشت 26 عاماً براحة مع والديّ في المنزل في لندن قبل أن أتركهما وأقرّر الذهاب إلى مناطق الحرب. أنا لست مراسلة أو ناشطة نموذجيّة، لكن في مرحلة معيّنة من حياتي قرّرت ألا أكون مجرّد متفرّجة بل أن أقوم بدور نشط في إنشاء مجتمع أكثر عدلاً. ويهدف هذا الكتاب إلى مدّك بالإلهام لتغيير العالم، وجعلك تؤمنين بأنك قادرة على فعل ذلك.