مبادرة لمساعدة النساء المتضررات من فيضانات ليبيا

إعداد: إسلام الأطرش

تواجه ليبيا تحديات كبيرة بفعل التغيرات المناخية والكوارث الطبيعية التي تصيب البلاد بشكل متزايد.

آخر هذه الكوارث كانت فيضانات مدمرة أثرت على عدة مناطق في البلاد، وأثرت بشكل خاص على النساء والعائلات المتضررة.

وفي تجربة إنسانية لافتة، أقدمت مجموعة من متطوعة من النساء على تنظيم حملة بهدف الاستجابة للمطالب الإغاثية المستعجلة في مدن الشرق الليبي.

وقالت ابتسام بحيح، الأستاذة في كلية القانون ومسؤولة الحملة، إن الهدف من الحملة هو "تخفيف معاناة النساء اللواتي فقدن منازلهن وممتلكاتهن بسبب الفيضانات".

وأضافت بحيح أن الحملة تركز على توفير المواد الأساسية للنساء، مثل الغذاء والملابس والأدوات المنزلية، وقالت “خلال فترة قصيرة تمكنا من إعداد كميات كبيرة من المستلزمات الصحية للناجيات في مناطق الفيضان"

وشددت بحيح على أن نكبة فيضانات الشرق الليبي أبانت “أن الشعب الليبي متمسك بالكثير من التكاثف والتضامن وأنه يصعب تشتيته”، وأشارت إلى أن الحملة تلقت بالفعل دعماً كبيراً من المجتمع، وأنها تمكنت من توزيع مساعدات على أكثر من 2000 امرأة حتى الآن.

ودعت بحيح جميع الأفراد والشركات إلى دعم حملة "فزعة حواء" من أجل المساهمة في تخفيف معاناة النساء المتضررات من كارثة الفيضانات، واختتمت بقولها: "ندعو الجميع إلى التبرع للحملة من أجل الوقوف مع النساء والأطفال في هذه المحنة".

وكانت الفيضانات التي ضربت ليبيا في 10 سبتمبر قد تسببت في خسائر بشرية ومادية كبيرة. وقد أدت الفيضانات إلى مقتل أكثر من 4000 شخص، وإصابة أكثر من 11 الف شخص، كما تسببت في تدمير آلاف المنازل والمباني.

من جهة أخرى، قالت إحدى المتطوعات في الحملة منذ اللحظات الأولى للكارثة وعندما توصلنا بالنداء "قررنا الاستجابة على الفور"، مضيفة أن الأمر يتعلق بحالة من التضامن الواجب بين أبناء ليبيا في هذه اللحظات العصيبة.

وتابعت بقولها "قررنا العمل بصورة مستمرة بهدف الاستجابة لاحتياجات لمنكوبي الفيضانات خاصاً تقديم الدعم المعنوي للنساء اللواتي فقدت عائلاتهن خلال الطوفان"

وأشارت إلى أن جميع العاملات في الحملة قررن الانخراط في هذه الحملة الإنسانية بصورة طوعية والمساهمة من خلال تقديم الدعم للأسر المنكوبة في مدن الشرق الليبي.

بينما تعمل الطبيبة الليبية سعاد الجروشي على زيارة النساء المتضررات في المدارس التي أصبحت ملجأ لمن فقدوا بيوتهم، وتشير الي إن عمليات انتشال الجثث مستمرة حتى اليوم بعد مرور قرابة شهر على الكارثة، وعن أصعب حالات النساء التي مرت عليها، قالت إنها قابلت امرأة فقدت جنينها وزوجها جراء الفيضانات.

وبسبب خسارتها لأفراد عائلتها كانت السيدة الليبية حالتها النفسية سيئة، وبسبب الإجهاد الكبير الذي تعرضت له، تعسّرت حالة الولادة، وكانت على آمل في تسمية ابنها "محمد"، وهو اسم زوجها الذي قضى في الفيضانات، وقالت بحرقة "نجوت من الإعصار، لكنني فقدت اغلى ما املك في حياتي".

وتعرضت مدينة درنة لأضرار جسيمة بعد انهيار سدّين كبيرين بسبب السيول المنحدرة من الجبال بسبب الأمطار الغزيرة التي أحضرها الإعصار. وقد أسفرت هذه الكارثة عن أعداد كبيرة من الوفيات في المدينة، بالإضافة إلى آلاف المفقودين الذين لا لم يعثر حتى على رفاتهم حتى اليوم.

اقرئي أيضاً: هكذا توضح المصممة الليبية فاطمة الشابي بدايتها في عالم الأزياء

 

 

العلامات: ليبيا

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث