التكيّف طريقنا للاستمرار في صناعة الأزياء وخارجها‎

الإعداد: Yara Ghauch

في غضون أشهر، شهد العالم مأساة مستجدّة على شكل فيروس يُسمّى كورونا. فأحدث هذا الوباء تحوّلاً جذريّاً في العالم بأسره تاركاً أيّانا أمام مستقبل غامض وضبابيّ. ومع ذلك، عندما يتعلّق الأمر بنا نحن البشر، فإنّ السمة الرئيسة التي تميّزنا في مثل هذه الأوقات هي التكيّف. ففي الواقع، هذا الأخير هو ما جعلنا نستمر طوال هذه السنوات وما زال يمثّل السلوك الأمثل الذي يجعلنا نتطوّر.

لذا، قرّرنا جمع الآراء الشخصيّة لثلاثة، من كبار مشتريي الأزياء من مختلف دول الخليج العربي، مسؤولات عن عمليّات الشراء لشركات البيع بالتجزئة الأكثر شهرة وهي Al-Ostoura وBoutique1 وOunass. واطّلعنا على آرائهنّ حول عالمنا المتطوّر باستمرار. لذا اكتشفي معنا في ما يلي وجهات نظرهنّ في هذا الصدد وكيف أثّر الوباء العالمي على مسار عملهنّ سواء إيجابيّاً أم سلبيّاً.

تعتبر Al-Ostoura شركة تجزئة رائدة لعلامات المصمّمين في الكويت، تتولى إدارة مجموعة متناميّة للبيع بالتجزئة تتمثّل في باقة من المتاجر رفيعة المستوى ومتعدّدة العلامات التجاريّة التي تقدّم الملابس والإكسسوارات لأسواق أسلوب الحياة الفاخر والعصري. وتماماً مثلما تعني كلمة "الأسطورة" باللغة العربيّة، نجحت Lynn Issa El Khoury، التي لطالما كانت مفتونة بالأناقة والأزياء، في أن تخلق تجربة تسوّق لا مثيل لها، لذا إليك حديثنا الحصريّ معها في هذا الخصوص.

باعتبارك من كبار المشترين لإحدى أبرز شركات البيع بالتجزئة في المنطقة، كيف أثّر هذا الوباء عليكم؟

نعلم جميعنا أنّ سوق التجزئة قد تلقّت ضربة كبيّرة في خلال الوباء. غير أنّها أثّرت علينا أيضاً بطريقة إيجابيّة. فعلى مدى السنوات الثلاثة الماضية، كنا ندعو إلى اعتقاد قوي بأنّ الموضة تحتاج إلى التباطؤ وقد أثبت هذا الوباء وجهة نظرنا. ونحن في Al-Ostoura، لم نستثمر يوماً في الموضة السريعة ولا في الصيحات الصغيرة؛ بل لطالما هدفنا إلى الحصول على القطع والمجموعات الأزليّة، ممّا سهل علينا التعامل مع تأخير البضائع المستلمة في ربيع وصيف 2020، ويعود ذلك أساساً إلى إغلاق المصانع في أوروبا والولايات المتحدة وآسيا إلخ...

هلّا أطلعتنا على عمليّة سير عملكم؟ ما المراحل التي اعتدتم المرور بها، وكيف تغيّرت مع الوباء؟

من جهة الشراء، اعتدنا التخطيط لرحلاتنا في وقت مبكر عبر إعداد ميزانيّتنا الموسميّة، وتحليل معدّل المبيعات لكلّ علامة تجاريّة، وإعداد جدولنا الزمنيّ للعلامات، وزيارة الصالات والمعارض، ثم السفر وحضور المواعيد، والعمل على اختيار الطلبات وإنهائها. ولكن مع تفشّي الوباء، وحقيقة أنّنا لم نعد قادرين على السفر بحريّة، وواقع أنّ 90٪ من علاماتنا التجاريّة كانت تُعرض فقط عن بُعد، تعيّن علينا القيام بكلّ عمليات الشراء لموسم ربيع وصيف 2020 افتراضيّاً. حيث أنشأت العلامات صالات عرض افتراضيّة تستعرض صوراً أو مقاطع فيديو للمجموعات وكان علينا تحديد مواعيد مكالمات عبر Zoom مع كلّ فريق مبيعات كي يقدّموا لنا المجموعة. وبطبيعة الحال، تمثّل العائق الأكبر في صالات العرض الافتراضيّة في أنّنا لم نلمس الأقمشة والأنسجة.

هل يسهل عليك فصل أسلوبك الشخصيّ عمّا تبيعونه؟

انضممت إلى هذه الصناعة منذ 10 سنوات. وحينها، كنت مشترية مساعِدة، ثم مشترية، ثمّ من كبار المشترين، والآن مديرة الأزياء في شركة Al-Ostoura. وبقدر ما تطوّر أسلوبي الشخصيّ على مرّ السنين، تطورت طريقة الشراء لديّ أيضاً. لذلك، يبقى هذا الجزء الأكثر تحدياً بالنسبة إليّ، ولكن من المشوّق أن أفهم شخصيّات الزبائن وتحليلها والانغماس فيها لفهم سلوكهم بشكل أفضل، لا سيّما وأنّ التسوق له جانب اجتماعي وعاطفي.

ما أكثر الصيحات التي لاقت الاهتمام في هذه المواسم؟ وما التحديات التي تواجهونها لدى تحديد الصيحات المقبلة؟

على مدار الأشهر التسعة الماضية، اعتمد الجميع أسلوب الحياة غير الرسمي. إذ بحث الناس عن قطع مريحة سهلة الارتداء ... من هنا، ما سيواجهه الكثير من تجار التجزئة هو أنّ صيحات الموسم المقبل ستكون مشابهة لموسم ربيع وصيف 2020 وخريف وشتاء 2020/2021، ولكن بما أنّنا على اعتقاد بأنّ الصيحات ستصبح قديمة، فلن يكمن التحدي في تحديد صيحات الموسم المقبل وإنّما سيعتمد على القِصّة التي ترويها القطعة.

هل أثّر الوباء العالمي على اختياراتكم وعلى كميّات الشراء للموسم المقبل؟

أثّر من حيث الاختيار أكثر من الكميّات. كما أدّى إلى تغيّر عدد المجموعات التي تمّ شراؤها. إذ عالجت مجموعة من المصمّمين وتجار التجزئة هذا الموضوع المحدّد في بداية الوباء، من بينهم Dries Van Noten و Marine Serre الذين بحثوا في كيفيّة إعادة تنظيم المواسم والترحيب بالتغيير الذي من شأنه تبسيط أعمالهم وجعلها أكثر استدامة بيئيّاً واجتماعيّاً، وفي نهاية المطاف ملاءمتها بشكل أكبر مع احتياجات الزبائن.

هل ترك الوباء أيّ تأثير على مبيعاتكم؟ أم أنّه على العكس، عزّز تواجدكم على الإنترنت؟

بطبيعة الحال، ترك الوباء تأثيراً ملحوظاً على مبيعات السلع الفاخرة في جميع أنحاء العالم. وفي الكويت على وجه الخصوص، كانت البلاد في حال إغلاق تام لأكثر من شهرين، ممّا يعني أنّ حتى مكاتبنا ومستودعاتنا كانت مغلقة، لذا فقد تضرّر تواجدنا على الإنترنت أيضاً. إنّما تمكنّا من التغلب على هذه القيود بجهود فريق التسويق والمبيعات معاً.

الشراء عبر الإنترنت يختلف تماماً عن التسوّق الفعلي. ما الذي تفعلونه على منصات الإنترنت الخاصة بكم للبقاء على صلة بالزبائن وجعل تجربتهم ممتعة؟

إنّنا نعمل في الوقت الحالي على منصّتنا الجديدة عبر الإنترنت لتقديم نفس التجربة التي نتيحها في متاجرنا الفعليّة من حيث خدمة الزبائن ونصائح التصميم والاختيار الحصري "سهل االاستخدام عبر الإنترنت". ونحن متحمّسون كثيراً لهذا المشروع الذي سنطلقه في بداية العام المقبل.

هل تشعرون بأنّ زبائنكم باتوا يشترون قطعاً كلاسيكيّة، أم أنّهم ما زالوا يختارون آخر صيحات الموضة؟

لطالما عرضنا القطع الأزليّة على Al-Ostoura وهذا ما يجعل عملاءنا من الأجيال الثلاثة أوفياء إلى هذا الحدّ، أي التناسق في عروضنا. لكن الأزليّة لا تعني القطع الكلاسيكيّة، بل يمكن أيضاً اعتبار بعض القطع العصريّة التي قد تندرج ضمن صيحات الموسم صالحة لكلّ زمن. ومع تطوّر تجارة التجزئة، أصبحت الصيحات متكرّرة وبالتالي فقدت رواجها.

ما أكثر القطع مبيعاً في الشرق الأوسط؟

هذا سؤال صعب نسبيّاً، لأنّ الشرق الأوسط لا يختلف كثيراً عن بقية العالم. وبالطبع، لدى الزبونات احتياجات مختلفة ونحن ننجح دائماً في تلبية احتياجاتهنّ جميعاً.

هل غيّرت المرأة العربيّة عاداتها الشرائيّة؟ إذا نعم، فكيف تكيّفون منتجاتكم لتلبية احتياجاتها؟

غيرّت المرأة بشكل عام، عاداتها الشرائيّة، إذ بات الأمر يتعلّق بالاعتدال، أي أنّها تشتري أقل وتجعل ما تشتريه يدوم. وما تعرضه منصة Al-Ostoura يتجسّد في منتجات ذات جودة عالية لا تفقد رواجها أبداً، وبالتالي يمكن اعتبارها قطعاً استثماريّة.

هل من تدابير جديدة لمستقبل أكثر استدامةً؟

هذا أحد المواضيع التي أفكر فيها كثيراً على الصعيد الشخصي. ومن الطرق التي تسمح لنا بأن نصبح أكثر أخلاقيّة هي التوقف عن استغلال المستهلك وكوكب الأرض والموارد والناس. ويمكننا فعل ذلك من خلال الابتعاد عن صيحات التسويق والبيع، والملابس التي تُستخدم لمرّة واحدة، أي تلك التي يتخلى عنها الناس بعد موسم واحد. ففي نهاية المطاف، إنّ الهدف هو الاهتمام بكوكبنا عبر تقليل المنتجات غير الضروريّة وترك نفايات أقل.

وننتقل الآن إلى منصّة التسوّق العالميّة للأزياء الفاخرة Boutique 1 التي تزوّدك بتشكيلة من ابتكارات أهمّ المصمّمين في العالم عبر الإنترنت وعبر شبكة متاجرها العالميّة. ولكن أكثر ما تشتهر به هي خدمة الزبائن المميّزة بالفعل، لا سيّما وروح التفرّد والريادة التي تتغنّى بها. ويعود إطلاق هذا المتجر للبيع بالتجزئة إلى العام 2003، حينما كان أوّل مفهوم متعدّد العلامات للأزياء الراقية في دولة الإمارات العربيّة المتحدة، وقد تطوّرت الأعمال التجاريّة لتصبح شركة عالميّة رائدة في هذا المجال. إليك كلّ التفاصيل مع Hassina Safri التي تمثّل كبار المشترين فيها.‎

باعتبارك من كبار المشترين لإحدى أبرز شركات البيع بالتجزئة في المنطقة، كيف أثّر هذا الوباء عليكم؟

من المرجّح أن يكون الوباء العالمي قد أثّر على الجميع، وليس Boutique 1 باستثناء. حيث كان هذا وقتاً صعباً على العالم كلّه. وفي الغالب، افتقدنا القدرة على العمل مع الزملاء أثناء الإغلاق.

هلّا أطلعتنا على عمليّة سير عملكم؟ ما المراحل التي اعتدتم المرور بها، وكيف تغيّرت مع الوباء؟

لربّما تجسّد التغيير الأكبر في أنّنا لم نعد قادرين على السفر من أجل أسابيع الموضة، التي عادةً ما تتمّ عمليّات الشراء في خلالها، كذلك فقد انتقلت العمليّة برمّتها إلى الإنترنت، كما هو الحال مع الصناعات الأخرى.

هل يسهل عليك فصل أسلوبك الشخصيّ عمّا تبيعونه؟

هذه السمة التي تميّز المشتري الجيّد؛ إذ يتعيّن علينا الشراء من أجل عملائنا وليس لأنفسنا.

ما أكثر الصيحات التي لاقت الاهتمام في هذه المواسم؟ وما التحديات التي تواجهونها لدى تحديد الصيحات المقبلة؟

من الصعب دائماً محاولة التنبّؤ بالصيحات قبل ستة أشهر. غير أنّ الخبرة والحجم الهائل للمجموعات والعلامات التجاريّة التي نتعامل معها تساعدنا على القيام بذلك. إنّما أبرز الصيحات التي رأيناها لخريف وشتاء 2020/2021 وعند المضي قدماً إلى موسم ربيع وصيف 2021 تتمثّل في التحديث الذي تم إدخاله إلى الفستان الصيفي من خلال تفاصيل ملفتة للاهتمام، وأيضاً السراويل الصيفيّة سهلة الإرتداء مع قصة جديدة واسعة، واكتسبت القطع الصيفيّة أهميّة جديدة كتصاميم أساسيّة في خزانة الملابس.

هل أثّر الوباء العالمي على اختياراتكم وعلى كميّات الشراء للموسم المقبل؟

ثمة صيحة تقضي باعتماد الملابس اليوميّة سهلة الارتداء التي يمكن أن تمنحك إطلالة رسميّة أم غير رسميّة. أمّا بالنسبة إلى موسم ربيع وصيف 2021، فعملنا جاهدين لتحقيق توازن جيد بين القطع الأساسيّة والملابس اليوميّة سهلة الارتداء، بالإضافة إلى قطع الأزياء.

هل ترك الوباء أيّ تأثير على مبيعاتكم؟ أم أنّه على العكس، عزّز تواجدكم على الإنترنت؟

لا شك في أنّه ترك تأثيراً على الأعمال التجاريّة في مثل هذه الأوقات المضطربة.

الشراء عبر الإنترنت يختلف تماماً عن التسوّق الفعلي. ما الذي تفعلونه على منصات الإنترنت الخاصة بكم للبقاء على صلة بالزبائن وجعل تجربة التسوّق ممتعة لهم؟

يبقى الأمر الأكثر أهميّة أن نحرص على أن تتوافق المجموعات التي نقدّمها مع متطلّبات أسلوب حياة زبائننا الآن، ونأمل من خلال اتجاه الشراء أن نبقى ملائمين لاحتياجات خزانة ملابسهم.

هل تشعرون بأنّ زبائنكم باتوا يشترون قطعاً كلاسيكيّة، أم أنّهم ما زالوا يختارون آخر صيحات الموضة؟

يشتري عملاؤنا مجموعة من القطع لتلبيّة جميع احتياجات خزانة ملابسهم، ولكن دائماً ما تكون خياراتهم على صلة بالموضة.

ما أكثر القطع مبيعاً في الشرق الأوسط؟

بالنسبة إلى خريف وشتاء 2020، حققنا أداءً جيداً خصوصاً مع الفساتين الصيفيّة سهلة الارتداء وملابس النوم والقطع الجلديّة المستدامة.

هلّا أطلعتنا أكثر على فهمك للمرأة العربيّة؟

من جهة صناعة الأزياء، إنّ المرأة العربيّة مثل أيّ امرأة أخرى: حيث أنّها على معرفة جيّدة بأحدث صيحات الموضة.

هل من تدابير جديدة لمستقبل أكثر استدامةً؟

لدينا الكثير من العلامات التجاريّة التي تركّز على الاستدامة، فضلاً عن أنّنا نشتري الجلود المستدامة حيثما أمكننا ذلك. وبصفتنا شركة تجاريّة، دائماً ما نسعى إلى إجراء تغييرات لمحاولة تقليل بصمتنا الكربونيّة.

ونختم مع منصة Ounass التي تُعرّف عن نفسها على أنّها الوجهة الأمثل لتسوّق الرفاهية. حيث تقدّم للزبائن الذين يمثّلون أولويّتها القصوى، مجموعة منتقاة بعناية من أفضل ابتكارات المصمّمين العالميين والمواهب المحليّة في الشرق الأوسط. وحتى في ظلّ الظروف المقلقة التي شهدها العالم، زاد عزمها على عرض المنتجات التي تتكيّف مع الأوقات التي نعيشها. وفي هذا الصدد، أردنا الاطّلاع على مزيد من التفاصيل من Jessica Crawley التي تمثّل كبار المشترين في هذه المنصة.

باعتبارك من كبار المشترين لإحدى أبرز شركات البيع بالتجزئة في المنطقة، كيف أثّر هذا الوباء عليكم؟

بصفتي مشترية، أعتبر أنّ التأثير الأكبر كان على سفري. فقبل الوباء، اعتدّت أن أسافر كلّ فترة لمدّة تصل إلى خمسة أسابيع في كلّ مرة. غير أنّ آخر رحلة قمت بها حصلت في مارس 2020، حينما عدت من أسبوع الموضة في باريس!

هلّا أطلعتنا على عمليّة سير عملكم؟ ما المراحل التي اعتدتم المرور بها، وكيف تغيّرت مع الوباء؟

لم تتغيّر عمليّة سير العمل بحدّ ذاتها بشكل جذري، غير أنّ شكلها قد تبدّل.

إذ قبل الوباء، استلزمت السوق زيارة صالات العرض حيث عملنا عن كثب مع العلامات التجاريّة على تفقّد المجموعات الجديدة. وبعد تحديد اختياراتنا، اعتدنا أن نرى كلّ قطعة على إحدى العارضات لفهم التصميم ومظهره على الجسم. ثم بالعودة إلى الفندق في الأمسية، هذا الوقت الذي كنّا نحدّد فيه الطلبات ونتعمّق في البحث في مبيعات الموسم الماضي للتأكّد من أنّنا نستثمر في الفئات المناسبة.

أمّا حاليّاً، فنتّبع عمليّة مماثلة ولكن بدلاً من الذهاب إلى صالة عرض فعليّة، تأخذنا العلامات التجاريّة في جولة عبر صالات العرض الافتراضيّة. ولا يزال لدى الكثير من العلامات عارضات يسمحن لنا برؤية المنتج من خلالهنّ. ونظراً إلى أنّ موضوع السفر في المستقبل لا يزال مبهماً، فمن المؤكّد أنّ الشكل الذي تقدّم به العلامات التجاريّة المجموعات سيتطوّر.

هل يسهل عليك فصل أسلوبك الشخصيّ عمّا تبيعونه؟

طبعاً، هذا من الأوّل الدروس في عالم الشراء. من المهم لكلّ مشتري أن يمتلك وجهة نظره الخاصة وأن ينشئ قصصاً من خلال اختياراته، إلّا أنّه دائماً ما يضع الزبون في الاعتبار. ومفتاح المبيعات الصحيّة هو معرفة المحفزات الأساسيّة في هذا المجال وتزويد عملاء Ounass باحتياجات الشراء المناسبة لهم.

ما أكثر الصيحات التي لاقت الاهتمام في هذه المواسم؟ وما التحديات التي تواجهونها لدى تحديد الصيحات المقبلة؟

أظهر زبائن Ounass عن تقبّل كبير للألوان الترابيّة في جميع الفئات هذا الموسم. ولحسن الحظ، كانت هذه واحدة من الصيحات التي استثمرنا فيها بكثافة من مختلف العلامات التجاريّة أمثال Jacquemus و Nanushka وIsabel Marant وShona Joy على سبيل المثال لا الحصر. كما لاحظنا تفضيلاً للألوان الأكثر هدوءاً، وهذا تأثير طبيعي للوباء والعمل من المنزل. بالمقابل، لاقى بيع الترتر، الذي اعتبره من أبرز صيحات ملابس السهرة، صعوبة أكبر بسبب إلغاء المناسبات والإغلاق والقلق العام بشأن موعد العودة إلى الحياة الطبيعيّة.

إنّما بشكل عام، تحوّل الناس إلى القطع غير الرسميّة ورأينا ارتفاعاً في مبيعات القمصان والملابس المريحة، وهذا أمر نعتقد أنّه سيستمر في المواسم القادمة.

هل أثّر الوباء العالمي على اختياراتكم وعلى كميّات الشراء للموسم المقبل؟

لا تزال الدوافع الأساسيّة نفسها إلى حدّ كبير، إنّما تغيّر مدى تعمّقنا بها. حيث أنّ حقائب اليد والأحذية ومجوهرات الموضة من بين الفئات الأعلى نموّاً لدينا للموسم المقبل. ومن جهة الملابس الجاهزة، إنّنا نستثمر بشكل أكبر في القطع غير الرسميّة.

هل ترك الوباء أي تأثير على مبيعاتكم؟ أم أنّه على العكس، عزّز تواجدكم على الإنترنت؟

شهدنا نمواً قويّاً قبل الوباء، ولكن نعم، رأينا زيادة في المبيعات واكتسبنا عملاء جدد أثناء الإغلاق أيضاً. وأعتقد أنّه ثمة شريحة من السوق شعرت سابقاً بالتردّد حيال الشراء عبر الإنترنت. وإنّما على غرار عدد من الصناعات الأخرى التي تلبّي احتياجات المبيعات عبر الإنترنت مثل البقالة والأطعمة والمشروبات، فقد شهدنا بالتأكيد ارتفاعاً ملحوظاً مع تطوّر عادات الشراء لدى الزبائن.

الشراء عبر الإنترنت يختلف تماماً عن التسوّق الفعلي. ما الذي تفعلونه على منصات الإنترنت الخاصة بكم للبقاء على صلة بالزبائن وجعل تجربة التسوّق ممتعة لهم؟

إنّنا نعتبر جلب العلامات التجاريّة والمنتجات الجديدة ذات الصلة إلى Ounass أولويّة قصوى بالطبع، إلّا أنّنا نركّز أيضاً بشكل كبير على توفير تجربة زبائن عالميّة المستوى مع توصيل لمدّة ساعتين داخل دبي، فضلاً عن إنشاء محتوى ملفت يرتبط بعملائنا. هذا ولدينا أيضاً بعض عمليّات الإطلاق الرائعة المقبلة، لذا ترقّبوا ذلك!

هل تشعرون بأنّ زبائنكم باتوا يشترون قطعاً كلاسيكيّة، أم أنّهم ما زالوا يختارون آخر صيحات الموضة؟

يوجد مزيج من الإثنين، غير أنّ المبيعات مدفوعة أكثر بقطع الموضة. إذ إنّ زبونات Ounass يتحلّين بالذكاء والعلم في عالم الموضة. فهنّ يواكبن أحدث الصيحات، ويعرفن العلامات التجاريّة الأكثر صلة بأسلوب حياتهنّ، ممّا يجعل عمليّة الاختيار لي كمشترية أكثر تشويقاً. وهذا يعني أيضاً أنّه يتعيّن علينا البقاء في صدارة الأسواق المحليّة والعالميّة للتأكّد من أنّنا نقدّم لعملائنا ما يريدون تماماً.

ما أكثر القطع مبيعاً في الشرق الأوسط؟

مررنا بموسم قوي يصعب تحديد القطع الأكثر مبيعاً فيه! ولكن من أبرزها:

-حقيبة Le Chiquito من Jacquemus التي بيعت في جميع المناطق، وإنّما داخل الإمارات العربيّة المتّحدة بشكل أساسي.

-حقيبة Hourglass من Balenciaga أيضاً حقّقت مبيعات جيّدة في جميع المناطق.

-الكعب العالي Begum من تصميم Amina Muaddi الأفضل مبيعاً في الإمارات العربيّة المتحدة.

-الكعب العالي Vlogo من Valentino الأفضل مبيعاً في المملكة العربيّة السعوديّة.

-الكعب العالي Maureen من Malone Souliers الأفضل مبيعاً في الكويت.

هل غيّرت المرأة العربيّة عاداتها الشرائيّة؟ إذا نعم، فكيف تكيّفون منتجاتكم لتلبية احتياجاتها؟

في السنوات العشرة الماضية، حصل تحوّل كبير في العادات الشرائيّة للمرأة العربيّة. إنّها تبعت الصيحات في الماضي، بينما هي الآن مَن يحدّد الصيحات ويلاحظ العالم ذلك. حتى أنّ المصمّمين يبتكرون التصاميم مع وضع المرأة العربيّة خصوصاً في الاعتبار. وأعتقد أنّ هذا التحوّل قد حدث لأسباب عدّة. أوّلاً، لأنّ نساء المنطقة يسافرنَ كثيراً ويتعرّفن على الموضة في جميع أنحاء العالم، لذا فإنّ المرأة العربيّة ترى كلّ ما في هذه الصناعة. وثانياً، إنّها نشطة على وسائل التواصل الاجتماعي، لذا دائماً ما تستلهم من الموضة والفنّ والسفر. وثالثاً، باتت من المؤثرّات الإقليميّات ذوات شهرة عالميّة اللواتي يسهمن في تشكيل مستقبل الموضة.

هل من تدابير لمستقبل أكثر استدامةً؟

أجل، نظراً إلى أنّ عالم الموضة أصبح أكثر وعياً بالبيئة، فإنّ هدفنا هو إلقاء الضوء على العلامات التي تمهّد الطريق لمستقبل أكثر استدامة.

اقرئي أيضاً: أَهي مسألة وقت أم وجهة نظر؟

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث